أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!














المزيد.....

السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 22:18
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أ.د.قاسم حسين صالح

قبل ستة أشهر..وفي 28 شباط تحديدا،توقعنا ثلاثة احتمالات لنهاية القذافي (الاستسلام او الهروب او الانتحار).وبتحليلنا لشخصيته قلنا بالنص:
(لن يستسلم القذافي طواعية، الا اذا اعتقل بشكل مباغت. ولن يهرب ايضا" لأن الواقع سيصدمه بحقيقة انه سيعتقل ويحاكم بتهمة ارتكابه جرائم انسانية. ولن يعمد الى الانتحار، لأنه يرى نفسه على حق وصاحب امجاد وذا شعبية. ومع ان المرجح انه سيقاتل الى ان يقتل، اذا حوصر في طرابلس،(وقد حصل الحصار فعلا) فأن للاحتمالات الثلاثة نسبا متساوية تقررها لحظة آخر موقف يكون فيه القذافي..وما اذا كان سيستدعي لحظتها فكرته الواردة في كتابه "جنس الموت"..اذا كان الموت ذكرا وجبت مقاومته وأذا كان أنثى فلنرحّب به!!).

لقد استندنا في تحليلنا ليس على امراض او علل نفسية يجري احيانا تضخيمها في تحليل شخصية هذا الزعيم العربي او ذاك،بل على حقيقة:( أن نوعية الأفكار التي يؤمن بها الشخص تحدد نوعية السلوك الذي سيتصرف به).وبتطبيق هذه القاعدة السيكولوجية على القذافي،وجدنا ان مشكلة هذا الرجل تكمن في نوعية افكاره بأن خلق لنفسه نوعين من الأهداف: خيالية وواقعية..وانه مزج بينهما ..فقاده خلطه لهما الى نتيجة حتمية هي التناقض.وما ينجم عن ذلك ان خلط اهداف وهميه لا يمكن تحقيقها بأهداف واقعية ممكنة التحقيق، يفضي الى ان تجعل سلوك صاحبها غير مستقر..فيبدو في حالات منطقيا وواقعيا وفي حالات اخرى محيّرا او غير مفهوما للآخرين الذين يميزون بين الوهم والحقيقة فيما هما عنده سواء. فضلا عن انه يعيش بأفكار تجاوزها الزمن بأربعين عاما وتحكمه،كنظرائه القادة العرب،سيكولوجيا الخليفة تغذي لاشعوره بأنه ولّي الله في الأرض الى حين يخصه عزرائيل بالزيارة.
ولهذا فان ما حصل في 17 فبراير أدهش القذافي وفاجأه،لأنه أطاح بصورة خيالية رسمها لنفسه وشفّرها في خلايا دماغه بأنه أنموذج البطل الشعبي المتفرد.وما كان مدّعيا او كاذبا على نفسه حين قال :(كل الشعب الليبي يحبني) مع انه وهم وفكرة غير عقلانية..ولهذا أصيب بتشوش فكري في تفسيره لأسباب ما حدث أفضى الى تصرّف هستيري. وكما انه وهمي في اهدافه، فأنه عزا احتجاجات الناس وسخطهم عليه الى سبب وهمي هو تناول المتظاهرين حبوب الهلوسه..اذ ليس من المعقول، بحسب يقينه، ان يثور عليه أحد الا من فقد عقله. ووعد المتهلوسين والجرذان بأنه سيلاحقهم منزلا منزلا و زنقه زنقه!..فاذا بهم يحاصرونه في 21 آب ويقف (الجرذان والمتهلوسون )على بعد أمتار من باب العزيزية..ويدخلونه بعد ليلتين!فتنعكس الآية حيث يتحول (البطل) الى جرذ يختبأ في جحره!..وكأن الجحور صارت نهاية الطغاة العرب.

وتأكيدا لقولنا ان طبيعة الأفكار التي يحملها الفرد تحدد نوع سلوكه،فان القذافي رسم لنفسه صورة مطابقة لأفكاره عكستها حالة التمظهر الاستعراضي المفرط الذي يحمل ،نفسيا، شعارا يقول للناس:(أنا مميز) بحالة ينطبق عليها قول نزار قباني:( ..فانا حادثة ما حدثت من آلاف القرون)، و:(كلما فكرت أن أتركههم فاضت عيوني كغمامة..فتوكلت على الله وقررت أن أركب الشعب من الآن الى يوم القيامة).فضلا عن ان الرجل مجبول على المغامرة التي اوصلته أولاها الى كرسي الحكم بعمر 27 سنة عاما ليلتصق به اثنين واربعين عاما.
ما نريد قوله ان السيكولوجيّن يحللون الظواهر بطريقة علمية موضوعية فيما المحللون السياسيون يفسرونها بمعطيات سياسية بحتة.فقبلها كنا توقعنا فوز اوباما فيما استبعده كبير المحللين السياسيين والاعلاميين محمد حسنين هيكل ومحللون سياسيون أجانب.
لقد تساقطت جمهوريات الخوف الواحدة تلو الأخرى،وكنّا نبهنا من يوم سقوط أول طاغية الى ان فرح الناس ستغتاله جمهوريات فساد وفوضى تؤسس على انقاضها(وسترون ما سيحدث في ليبيا بعد فرح آب) لأنها ،في مجتمعاتنا العربية المرعوبة عقودا بطغاة قساة،مرحلة محكومة بقانون اجتماعي- نفسي، تماما كالطفل..لا يمكن ان يصبح راشدا ما لم يمر بمرحلة المراهقة..الأمر الذي يتطلب وجود منهج تكاملي بين علم النفس والسياسة يوظّف لاجتياز مرحلة (المراهقة) بسلام.فالأصعب يبدأ بعد نجاح الثورة..وأخطر ما فيه أن الصراع الذي وحّد الثوار ضد الطاغية يتحول الى صراع فيما بينهم بعد سقوطه ينتهي في الغالب الى ان الذين كانوا في الخطوط الخلفية والمنافقين الأذكياء هم الذين يقطفون ثمار الثورات في العالم العربي.غير ان مشكلة السياسين العرب انهم لا يكترثون بما يقوله السيكولوجيون مع ان احد اهم اسباب سقوط الطغاة أنهم ما فهموا سيكولوجيا الناس..وأنفسهم ايضا!..

23 آب 2011



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي
- واحسرتاه..على بغداد
- ثقافة نفسية(44): اساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية(43): الشخصية الاحتوائية
- سيكولوجيا الخوف من الموت
- حمادي العلوجي..أبو عقلين!
- البرلمان ..وعلم العراق
- ثقافة نفسية (42): على الحب السلام!
- ثقافة نفسية(41): أسرار النساء
- ثقافة نفسية (40):قصة جميلة
- ثقافة نفسية(39): دماغ المرأة أفضل من دماغ الرجل!
- ظاهرة أردوغان
- تناقض الأضداد في الشخصية العراقية
- اسطنبول تتكلم..تركي!
- الابداع..عالميا وعربيا (تقرير عن مؤتمر اسطنبول)
- ثقافة نفسية (38):الشعر الشعبي..مازوشيا ممتعة!
- ثقافة نفسية(37):العادة السّرية
- ثقافة نفسية (36): الرجل هو الأضعف!
- ثقافة نفسية(35): الضمير ..حين ينعدم


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!