أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ليبيا الانتصار .... والسقوط في المستنقع ..؟؟















المزيد.....

ليبيا الانتصار .... والسقوط في المستنقع ..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


..... رحل الطاغية معمر القذافي غير مأسوف على رحيله،رحل بكل شطحاته وجنونه وألقابه التي أسبغها على نفسه وعلى إقطاعيته،رحل بعد أن عاش طويلاً خارج الزمن،رحل دون ان يخطو خطوة واضحة تجاه بناء دولة عصرية،بل أبقى ليبيا ضمن توزيعات قبلية وعشائرية يسهل انقيادها والسيطرة عليها وحكمها بلغة القطيع،وكان الآمر الناهي في كل شؤونها حتى في تحديد بداية الصوم وبداية العيد،رحل ملك الملوك وعميد الحكام العرب"المخاصي" الطغاة،رحل دون أن يكون قادراً على إيجاد حاضنة شعبية تلتف حوله وتحمي النظام،وكيف لهذه الجماهير أن تدافع عن نظام احتقرها وشبهها بالجراذين واتهمها بالعمالة والخيانة،وبدلاً من أن يستجيب للإرادة الشعبية،وجدناه يعلن تشبثه بالكرسي،هذا التشبث بالكرسي دفع ليبيا إلى مصير قد يدفع فيه الليبيين ثمناً باهظاً،يفوق ما دفعوه في عهد القذافي،فالذين دخلوا على خط ما يسمى بالثورة الليبية من عرب وقنوات الفتنة الفضائية وكتاب ومثقفين مأجورين ومعهم القوات الأطلسية المدعمة بقرارات مجلس الأمن المدجنة والمطوعة أمريكيا وغربياً،هي لم تأتي من أجل ان تساعد الليبيين على استعادة كرامتهم وحريتهم،بل عينها على ثروات ليبيا النفطية،و"ثوار" ليبيا لن يكون بأحسن حال من الحكام الذين أتت بهم أمريكا بعد احتلال العراق وتدميره،فها هو الشعب العراقي يدفع ثمن ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية احتلالاً وقتلاً وتدميراً وتقسيماً وتذريراً،فلربما ديكتاتورية صدام وأخطاءه هي من أتت بالغرب الاستعماري،ولكن صدام بكل طغيانه وجبروته وضع العراقيين في عهدة كان أفضل مئة مرة من العهد الأمريكي،فدولة كالعراق مصدرة للنفط أصبحت تستورد النفط،ولا أمن ولا أمان فيها،وليبيا التي استعان "ثوارها" بحلف الاطلسي من أجل "التحرير" ستدفع ثمن هذا "التحرير"،فالأطلسي الذي دمر ليبيا بيتاً، بيتاً، زنقة، زنقة،هو الذي سيتولى اعمارها من أموال الشعب الليبي .
بعد رحيل القذافي تصفية واغتيالاً أو هروباً ونفياً سيقال الكثير بحق هذا الرجل،هذا الرجل غريب الأطوار والذي بنفطه اشترى ثورات وأحزاب حرفها عن أهدافها ومنطلقاتها،وقاده جنونه الى ارتكاب حماقات جرت الويلات على ليبيا،كما حصل في قضية لوكربي والملهى الليلي في المانيا وغيرها،وبسبب ثروات بلاده النفطية كانت قصور الدول تفتح حدائقها لجماله وخيامه.
هذا الرجل بدأ حياته ثائراً في وقت كان فيه المشروع القومي العربي في أوجه،ولكن بسبب جنون عظمته وبأنه من لديه القدرات والامكانيات الخارقة،كان يتصور نفسه ربما الرسول الأعظم،أو جهبذ وفلتة زمانه،حيث اعتقد أن هرطقات وخربشات ما يسمى بالكتاب الأخضر،هي البلسم والحل الشافي ليس لمشاكل ومعضلات ليبيا بل للعالم أجمع،عرباً وعجماً وبوذيين وهندوسيين وأفارقة وغيرهم .
هذا الجنون دفعه للجنوح نحو الديكتاتورية المطلقة،وتحويل ليبيا تحت ما يسمى لجانه الثورية الى مزرعة خاصة ورعاع يقاد ويحكم ويفكر بأمره،لا يجيد سوى التصفيق والتمجيد لما يقوله أو ينطق به من "تخاريف""وهفوات".
هذا الرجل الذي نصب من نفسه الثائر الأممي الأول،سرعان ما ارتد وارتعدت فرائصه خوفاً وذعراً من أمريكا وأوروبا الغربية بعد سقوط العراق واعتقال صدام ومن ثم اعدامه،ولكي لا يواجه نفس المصير ذهب الى استسلام استباقي،وأعلن تخلي بلاده عن مشروعها النووي،وفتح أبواب ليبيا لكل فرق التفتيش،وقدم التعويضات لضحايا لوكربي وغيرها،وكشف للحكومة البريطانية عن كل علاقاته واتصالاته مع الجيش الجمهوري الأيرلندي وبنية هذا الجيش وقادته.
إن الخوف على ليبيا ومصيرها والمخاطر التي تتربص بها ما بعد عهد القذافي أكثر بكثير مما هو في عهد القذافي،وهذه المخاطر نابعة من أن ما حدث ليس بفعل ثورة شعبية قادتها الجماهير كما هو الحال في تونس ومصير،بل أن الغرب استغل الهبة الشعبية الليبية ضد القذافي،لكي يستلم زمام الأمور هناك،ويمنع مفاعيل وتداعيات الثورات العربية التي أصابته بالذعر والهلع من التمدد والتوسع عربياً،بعد أن منعت قوات درع الصحراء الثورة من التمدد الى عقر الجزيرة العربية،وقمعت الثورة البحرانية عسكريا.
حيث تدخل الناتو في الشأن الليبي الداخلي تحت يافطة حماية المدنيين من القتل،وشيئاً فشيئاً أصبح الناتو شريكاً لما يسمى بالثوار في العمليات العسكرية،حتى أن معركة طرابلس كانت القوات الاطلسية ومعها قوات عربية تقاتل جنباً الى جنب مع "الثوار".
علينا جميعاً أن ندرك أن الدعم الغربي ل"لثوار"،ليس بسبب الحرية والكرامة والديمقراطية للشعب الليبي،ففي قاموس الغرب وعرفه ومصالحه وبالذات النفطية منها هي محور وموضوع الصراع،فالليبيين الذين قتلوا بهجمات الأطلسي يفوق كثيراً الليبيين الذين قتلوا على أيدي كتائب القذافي،تماماً كما هو الحال في العراق فالرئيس العراقي الراحل صدام كان متهماً بقتل 153 كردياً فيما يسمى بمذبحة حلبجة،ولكن كم عدد العراقيين الذين قتلوا على أيدي القوات الأمريكية والغربية في العراق؟،فهو يفوق هذا العدد مئات أن لم يكن الآلاف المرات،بل حصيلة العدد المقتول على زمن صدام، يقتل في يوم واحد في ظل الديمقراطية الغربية،ديمقراطية نهب خيرات العراق وثرواته وتقسيم جغرافيته وتدمير بناه وهياكله ومؤسساته واستمرار قتل وتهجير أبناءه .
نعم وبلغة الصحفي الكبير طلال سلمان"أي خيار بائس هذا الذي يفرضه الطغاة على شعوب هذه الأمة: فإما أن يلغوا وجودهم وينسوا حقوقهم في بلادهم وأن يرتضوا العيش بلا كرامة،وإما أن يرتضوا بعودة الاستعمار مزيناً بشعارات التحرير وقهر الطغيان وإعادة البلاد الى أهلها،مقابل حرمانهم من قرارهم الوطني ومن ثرواتهم الوطنية ومن هويتهم الأصلية ليرجعوا مرة أخرى الى حظيرة الهيمنة الأجنبية باعتبارها صاحبة الفضل في التحرير".
أخشى ما أخشاه أن هذا المجلس الانتقالي الذي يقود ليبيا بعد مرحلة ما بعد القذافي،والذي بشائر تصريحات قادته تشير الى أنه سيدفع بليبيا الى البقاء تحت عباءة ومظلة الخضوع للقوى الاستعمارية،إما أن يقود ليبيا الى نموذج شبيه بالصومال،قبائل تتنازع وتتصارع على السلطة والموارد والمصالح والنفوذ،ولا مكان فيها لدولة مركزية،أو قيام حكومة على غرار الحكومة العراقية،حكومة مقابل السلطة والحكم تتخلى عن قرارها المستقل وسيادتها الوطنية وعن ثروات البلاد لصالح الطامعين فيها من الدول الاستعمارية الغربية.
وبالنتيجة الوضع الليبي والمشهد الليبي يبقى مفتوحاً على كل الاحتمالات والخيارات،ولكن ما يرجح هو أن سياسة الفوضى الخلاقة،هي العنوان لما يحدث في ليبيا ومن قبلها كانت العراق وامتدت الأمور الى أكثر من بلد وعاصمة عربية،وما يحدث ويجري في سوريا ليس بعيداً عن ما يحدث في ليبيا،حيث تلتقي مصالح دعاة الفوضى الخلاقة مع مصالح أصحاب العروش المهترئة من القادة والزعماء العرب،في منع ونشوء أي حالة نهوض ثوري عربي،هذا النهوض الذي من شأنه قلب المعادلات وتغير الموازين لغير صالحها ومصالحها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا استهداف قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية بالعزل ..؟؟
- المناضل ناصر ابو خضير ذلك الرجل في الزمن الرديء ..
- تسونامي استيطاني في القدس ...
- أي هراء هذا أيتها الشخصيات الفلسطينية ...؟؟؟
- القدس وكيفية الخروج من الأزمة ..
- زواج متعة بين -فقه البداوة- والبترودولار ...؟؟
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس .... وتأثيراتها السلبية -5 ...
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس .... وتأثيراتها السلبية - ...
- همومك كبيرة يا شعبنا في القدس-4 -
- همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 3 - .
- همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 2 - ..
- همومك كبيرة يا شعبنا في القدس ..
- كل أيامنا
- الغرب الاستعماري عارياً
- لماذا منعت اليونان أسطول الحرية -2 - من الابحار...؟؟
- معبر قلنديا ....معبر إذلال وعذاب ..
- الأسرى الفلسطينيون وأكاذيب نتنياهو ..
- في ذكراه الأربعون / استشهاد ميلاد ....ميلاد فجر جديد
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ... وتأثيراتها السلبية -3 ...
- الأزمة ليست شخص فياض بل أزمة نهج وخيار ...؟؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ليبيا الانتصار .... والسقوط في المستنقع ..؟؟