أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم -3 -














المزيد.....

من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم -3 -


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


الديوانية 1/9/1994، الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر



الأخ العزيز سلام

لا خيلٌ عندكَ تهديها ولا مالُ

فليسعد النطقُ إنْ لم يسعدِ الحالُ

" المتنبي"

وهكذا لا أضمر لك إلا القول الجميل الأنيق

لأحدثك أولا عن "رضا ذياب"، ذلكم الممثل الطويل المقوس ذي المظهر المتبتل المتقشف الذي يذكر بأحد صحابة محمد "صلعم" كنت في شقته الأنيقة (ليست ملكه قطعا) مع العاق خيري، وبتنا على خير ما يرام، وقدا بدا "الحصار" واضحاً على لحيته البوهيمية وطريقة عدم خروجه من البيت إلا عند الضرورة القصوى، وقد جاءه ولد جديد سمين ـ لا أتذكر أسمه الآن ـ ولكنه جميل جدا "اللهم لا حسد".

أما علاقتي بعلي الشباني "أبي صمد" فهي سمن على عسل، وعادت علاقتنا إلى سابق عهدها، فلقد أعدنا اكتشاف نفسينا خلال الظروف الأخيرة، ولكنه أحسن حالاً مني بكثير، فهو يجيد تدبير أموره ويتأقلم مع أي ظرف ـ دون المساس بالكرامة أصلا ـ وأنت تعرف أبا صمد خير مني.. نلتقي كثيرا عند العشيات أمام مطعم ناظم جاري أمام عمارة عبد الأمير سلطان التي احتلت جزءاً كبيراً من بيت علي الكحلي.

عزيزي سلام

أنني الآن في الديوانية أضيع من الأيتام على مائدة اللئام. لقد رحل عني أصدقائي إلى السماء، أو إلى بلاد أخرى، والجزء الضئيل الباقي غيّره المال، أو لعبت به الظروف، حيث نصبته غرض المفقرات يصبنه، كما يصيب النبل حشا حمار الوحش.

لكنني ما زلت أنعم ببضعة أصدقاء لا يزيدون عن أصابع الكف يواسونني وأواسيهم، نتذكر أصدقائنا الراحلين وحياتنا الغاربة.. سارحين عند الأرصفة والمقاهي منتظرين بصبر نافذ قدوم الفرج... ولا فرج.

عزيزي.. لقد عزمت على السفر إلى الأردن، وكتبت بهذا الخصوص إلى كريم الحلاق وعلي الكحلي، إذ أن البقاء في الديوانية هو الموت بعينه، ومقارعة الحياة وإعادة الصفعة إليها هو أجدى من موتٍ يائس مستسلم.. وفي الرسائل المطولة القادمة سوف أكتب إليك نماذج من أشعاري، وأخباري الأدبية، وأنا واثق بأنها ستروق لك، فلقد أضحى مقامي الأدبي في هذا البلد عالياً جداً على الرغم منهم، إذ لا يمكن ستر الشمس بغربال، ولا بد للعملاق أن يظهر وسط أقزام غشاشين تنكروا لكل شيء، وباعوا حتى الشرف، وسوف يقتص منهم التاريخ بلا ريب.

عزيزي

تجد مع رسالتك رسالة إلى الأخ الحبيب جاسب على مهاوي، أرجو إرسالها إليه على عنوانه مع الاعتذار عن المتاعب سلفاً، كما وأرجو أن توافيني برسالة تخبرني فيها عن حالتك الصحية مفصلا.. إذ أن الأنباء التي تصلني تبعث في نفسي القلق والخوف.. أريد أن أطمئن يا صديقي. وفي حال وصولي إلى الأردن سأخبرك برقيا لكي ترسل مجموعتك القصصية الجديدة على عنوان سوف أحدده لك لاحقاً.

لقد جاء صحوي متأخراً، وهو أفضل بكل المقاييس من عدم الصحو إلى الأبد، لقد بلغت الخمسين وأضحى لزاماً عليّ أن أقوم بمساعدة نفسي وعائلتي في خطوة أخيرة نحو الضوء والحرية.. وأرجو أن لا يحالفني الفشل وإلا كانت النهاية.. وما أخاف النهاية.. لقد أصبح الموت بالنسبة لأي عراقي مثل شرب الماء، سهل، ومتوفر، وغير مخيف.. تحيات أصدقائك الكثر في الختام.

راسلني على العنوان الرسمي التالي

بغداد/ وزارة الثقافة والإعلام/ دائرة السينما والمسرح ـ الشاعر يوسف الصايغ/ ليد كزار حنتوش

كزار حنتوش

ديوانية



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم ...
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم
- الطفولة والعائلة والصداقة في أشعار علي الشباني 4 - 4
- الطفولة ..العائلة الصداقة في أشعار – علي الشباني 3 - 4
- الطفولة العائلة الصداقة في أشعار علي الشباني 2 - 4
- الطفولة، العائلة، الصداقة في أشعار علي الشباني-1
- مكسور خاطر
- رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم
- رسائل الشاعر – علي الشباني – إلى الروائي سلام إبراهيم2 أليست ...
- رسائل الشاعر علي الشباني إلى الروائي سلام إبراهيم
- نجمة البتاوين رواية العراقي شاكر الأنباري - سجل يوثق فنياً ا ...
- جُمهورْ، وما أبقى هنا، وتطوير الثورة العالمية!.
- في باطن الجحيم – رواية -
- تتبع جذور النص
- يوميات العراق والمنفى – 5 - ظهر – هذا التراب المر.. حبيبي –* ...
- يوميات العراق والمنفى -3 – عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمد ...
- يوميات العراق والمنفى 2- ميم – الداعر واللذة والحرب والتوبة ...
- يوميات العراق - الموت والصدفة والضجيج -
- الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب ا ...
- أخوض بلا


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم -3 -