أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الناصري - من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق















المزيد.....

من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 13:31
المحور: سيرة ذاتية
    


أوراق من التجربة والذاكرة

بعد حوالي سنة من الاعتقال في بلد شرق أوسطي، حيث وضعت في زنزانة انفرادية كان شباكها الوحيد من الأعلى في السطح، مما غير عاداتي اليومية وجعلني أتمدد على ظهري لكي أرى النور، والإنسان يكره العتمة والظلام بطبعه ويتجه نحو النور تلقائياً. بعدها نقلوني الى الزنزانة الانفرادية رقم 425، وحملت الرقم نفسه بدلاً من الاسم الحقيقي أو الوهمي، في سجن شهير ورهيب، كان يحتوي على ثلاث آلاف زنزانة انفرادية مليئة بالمعتقلين على مدار السنة، الى جانب العنابر الجماعية الكبيرة. كنت في عزلة تامة ومطبقة، وعلاقتي بالعالم والمحيط الخارجي تتم من خلال كوة الزنزانة الصغيرة التي يرمى منها طعام السجين الشحيح، بعد أن يعصب عينيه بالغمامة ويستدير نحو الحائط، كأجراء وقائي، لمنع السجين من التعرف على سجانيه وجلاديه، أو أسمع صوت جاري السجين أو (جارتي السجينة) في الزنزانة الملاصقة لزنزانتي، وهو يغسل يديه أو وجهه من خلال فتحة صنبور الماء (الحنفية) وشبكة الأنابيب المتصلة، أو أسمع صوت السعال الشديد، أو صفير الحراس وهم يتبادلون الإشارات من غير كلام. في عزلتي التامة والموحشة تلك كنت احن وأشتاق لأي صوت، بشري أو طبيعي، أو حتى لو كان صناعياً يأتيني من الراديو مثلاً، لئلا تتعطل الأذن وتنسى وظيفتها. كما كان يثقلني ويحاصرني اللون الكابي الكئيب (الممزوج بالرطوبة والعفن والظلمة الدائمة) للزنزانة وكل الزنازين التي مررت بها وهي كثيرة، وهذا اللون أعد خصيصاً من قبل خبراء التخريب لتدمير روح وبصر وجسد السجين مع الوقت. وقد اعتقلت بتهمة النشاط الشيوعي وأطلق سراحي لعدم ثبوت التهمة رغم إنها صحيحة وكنت انسق مع عدد كبير من المنظمات الماركسية واليسارية الشرق أوسطية.
سافرت على مراحل من جديد، ثم سلكت نفس الطرق والمسالك الطويلة والوعرة والمحطات التقليدية التي لا تخلو من الخطر والمفاجئات، وبمساعدة عدد من الرفاق والأصدقاء وصلت الى كردستان وبالتحديد الى المقر العام للحزب الاشتراكي الكردستاني (حسك)، والتقيت برفاقي وأصدقائي في المقر الواقع في قرية (كاولان) وتعني بالعربية (الخربة)، وهي تشبه قرية عادل إمام عندما سألوه في أحد أفلامه وهو ضائع وتائه في زحمة وضجيج القاهرة .. من أين أنت؟؟ أجابهم بلهجة صعيدية صافية من (خربته) قرية حتى الحكومة لم تسمع بها!! كذلك حال قريتنا (كاولان) أو الخربة التي تقع في الجانب الإيراني من جبل قنديل الرهيب، حيث لا يعرفها أحد غير عريف المدفعية الدقيق في كلا الجانبين، الذي يتباهى بأنه يستطيع أن ينزل قنابله حيثما ينزل المطر. وقد لجأنا أليها عدة مرات، ففي المرة الأولى وصلنا إليها بعد مذبحة بشتآشان التي نفذها جلال الطالباني ضد أنصار الحزب الشيوعي العراقي والحزب الاشتراكي الكردستاني في 1 أيار 83، ثم انطلقنا منها الى بشتآشان الثانية في تموز من نفس العام، أي بعد شهرين من الكارثة، بردة فعل متسرعة وغير مدروسة وبضغط من البارت الذي كان يشارك في الهجوم الإيراني الواسع على منطقة حاج عمران، حيث فشلنا من جديد وعدنا الى (كاولان) نحمل فشل آخر وخيبة أخرى، بعد إن تركنا عدد آخر من الشهداء والذكريات المريرة في تلك الشعاب القاسية. وها أنا ضيف على أصدقائي في (حسك) وفي قرية (كاولان) ربيع عام 86 وأستعد لعبور سلسلة جبل قنديل مرة أخرى!! وآخر مرة زرت فيها مقر (حسك) في (كاولان) عام 89 مع الشهيد سامي بعد عمليات الأنفال العسكرية القذرة، قبل أن نعود ونتجمع في منطقة نوكان الحدودية.
تحركت مع مفرزة كبيرة من الحزب الاشتراكي الكردستاني (حسك) بقيادة سيد كاكه، عضو المكتب السياسي والمسؤول العسكري للحزب، وهو قائد فلاحي وجبلي مخضرم ومن الطراز الفريد والنادر، وهذه أول مفرزة علنية وكبيرة لحسك تعود الى الداخل بعد مجزرة بشتآشان وتصفية الوجود العسكري للأحزاب الكردية الأخرى، بعد المصالحة مع الاتحاد الوطني الكردستاني. انطلقنا يوم 15 ابريل عام 1986، وهو نفس اليوم الذي قصفت فيه أمريكا ليبيا ومقرات القذافي في طرابلس وبنغازي وسرت، بعد اتهام القذافي بتفجر ملهى لابيل الليلي ببرلين ومقتل عدد من الجنود الأمريكان. وكان معي راديو صغير أتابع به الأخبار العامة وأخبار الحرب العراقية الإيرانية التي كانت مشتعلة وأستمع الى الأغاني العراقية والعربية الجميلة. استمعت الى خبر قصف الطائرات الأمريكية بيت القذافي في باب العزيزية، وقيل إن ابنة القذافي بالتبني قد قتلت الى جانب عدد كبير من الليبيين، فلعنت أمريكا والقذافي المجنون. وقد قرأت خبراً جديداً هذه الأيام يكذب مقتل الطفلة، ويقول إنها موجودة وقد غير القذافي أسمها وهويتها وهي تسافر معه وتعمل ضمن حمايته!!
في تلك اللحظات كنت معلقاً فوق سقف جبل قنديل الرهيب، أستعيد ذكريات مريرة دامية، وأشم عبق وعطر الشهداء ممن سقطوا لنا وتركناهم في هذه الشعاب والمجاهل الموحشة وسط الذهول والخيبة. مررت بنفس الحجارة التي استرحنا فوقها وتركنا عليها آمالنا وأخطائنا في عبورنا الرهيب بعد المذبحة، وشربت ماءً من نفس العيون والينابيع، وشممت ذاك الهواء المعفر بالتراب ورائحة البارود وآثار المعركة الخاسرة. لقد عبرت جبل قنديل عدة مرات ومن نفس الأمكنة والممرات الطويلة، وكانت بشتآشان تتراءى تحتنا من بعيد، أكاد اسمع أصوات وضحكات الشهداء وآخر كلماتهم ونداءاتهم الأخيرة وأمانيهم ووصاياهم المقتولة تضج بها قعور الوديان.
كنا نسير على طول الجبل وقد مررنا بقمة (كاني كوتر)، تلك القمة المنفردة والبارزة والحصينة في سلسلة جبال قنديل، وقد استطاعت قوات (أوك) التسلل إليها فجراً والسيطرة على موقع رشاش الدوشكا والهجوم على موقع البارت وقتل وتصفية 49 مقاتل من بينهم حسو ميرخان القائد العسكري وعضو اللجنة المركزية للبارت، ثم مهاجمة مواقعنا التي سقط فيها 8 شهداء بينهم ملازم حسان (جبار شهد) والدكتور عادل ونزار ناجي (أبو ليلى)، وانسحبنا ليلاً انسحاباً طويلاً وصعباً، وفي اليوم الثاني كنا نمر على (كاولان) نجر أذيال الخيبة ونتجه نحو الخراب، فكانت معركة بشتآشان الثانية، الخاطئة والمنسية.
أثناء المسيرة والعودة الجديدة حاولت أن أرى بعض مقراتنا القديمة في (بولي) التي اقتربت منها كثيراً، أو أي مكان يبدو من خلال الوديان والمنعطفات الطويلة والسحيقة أو تحديد الاتجاه على الأقل، وهي نفس المناطق التي يتواجد فيها حزب العمال الكردستاني - التركي حالياً والتي يقصفها الجيش التركي الآن بالطائرات الحربية. بعدها توجهنا نحو مناطق (ورته) والقرى المحيطة بها، وعبرنا جبل كاروخ وقراه الجميلة والكثيرة التي كانت تنتشر فيها مقراتنا ومفارزنا قبل مذبحة بشتآشان. كانت المفرزة تسير بشكل بطيء، وهي تحاول المرور بأكبر عدد من القرى على سبيل الدعاية والاستعراض وتوزيع المنشورات بعد انقطاع طويل وتام دام سنوات، ووصلنا الى جبل كورك بمرصده الفلكي العملاق والمعطل بسبب القصف الإيراني، ونمنا في قرية أسفل الجبل وفي الصباح اكتشفنا أن أثنين من البيشمركة هربا بسلاحيهما من المفرزة الى أقرب نقطة حكومية وقد أخدا معهما السلاح المتوسط والوحيد للمفرزة المكون من الآر بي جي 7 وسلاح البي كي سي، ولم يبق معنا غير البنادق ورشاش آر بي كي الخفيف، وساد الحزن والقلق في صفوف المقاتلين، وسألتهم ماذا لو قاما بعمل تخريبي ضدنا أثناء نوبة حراستهما؟؟ استمرت مسيرتنا لأيام، حيث واصلنا سيرنا في مناطق راوندوز ثم انعطفنا نحو كويسنجق.

الكمين المسلح باعتباره إعدام سياسي جماعي وفوري في الشارع!!

في كردستان كانت المفارز الليلية تتعرض باستمرار الى خطر الكمائن المسلحة القاتلة. والكمين هو أبشع عملية إعدام سياسي جماعي فوري من دون محاكمة على الشارع، وهو تعبير بالغ عن ذروة الصراع القاسي والعنيف بين الأطراف المتصارعة، بالإضافة الى القصف الشامل وسياسة الأرض المحروقة والاجتياحات، حيث يقتل فيه المسلح وغير المسلح من المدنيين والمهربين ومن ضمنهم النساء والأطفال الذين يضطرون أحياناً للانتقال والعبور ليلاً الى مناطق أخرى، وتصادر وتخطف الجثث أو تقطع الرؤوس في عمل بربري بشع وتقدم كإثبات عيني ومادي على ما حصل، أو تترك في العراء من دون مراسم أو دفن، وتقتل أو تصادر فيه البغال وما عليها من أحمال وسلاح وأسرار.
من مناطق كويسنجق قررنا العبور الى مناطق السليمانية مع مفرزة كبيرة مشتركة بين أوك وحسك، وبعد مسير طويل وشاق، اجتزنا فيه مناطق وعرة ثم حقول زراعية طينية موحلة، وكنا نسير تحت المطر الغزير، وقد أخذ منا التعب والإرهاق مأخذه، وصعدنا الى الطريق العام المعبد (وهذا من الأخطاء الشائعة والمتكررة الذي تقع فيه المفارز الليلية)، وهو سهل ومريح في المسير الطويل بعد المناطق الوعرة والبعيدة خوفاً من الربايا والمعسكرات والكمائن، لكنه خطير وغير آمن، بعد مسير لمدة 20 دقيقة حصلت المفاجئة القاتلة، فقد وقعنا بكمين محكم وقاتل ونحن مكشوفين فوق الطريق العام، وصاح صوت من طرف الكمين قف من أنتم؟؟ فرد عليه أول مقاتل يسير في مقدمة المفرزة.. بيشمركة!! فأنفتح علينا الجحيم الحقيقي حيث لا مفر ولا ساتر يحمينا من الرصاص الكثيف. لقد وقعنا في كمين غادر وقاتل أعده المجرم الشرس (قاسم جوير) أي قاسم الأعور وهو مرتزق (جحش) معروف في منطقة كويسنجق، كان يلاحق ويتعقب المفارز، ولا اعرف وضعه ومصيره الآن، فربما أصبح قائداً عسكرياً أو سياسياً كبيراً في أحد الحزبين الكرديين أو رجل أعمال بارز.. لا أدري؟؟!!
كانت القرى والمناطق الكردية مليئة بالعيون وشبكات الجواسيس التي زرعها النظام بكثافة ملفتة، من الذين يرسلون بمعلوماتهم الى السلطة بسرعة ومباشرةً، مقابل أموال محددة لهم حسب قيمة الإخبارية والمعلومات المقدمة ونتائجها أيضاً، والمرتزق كائن رخيص بطبعه، حيث لا يمكن أخفاء واختفاء مفرزة كبيرة بهذا الحجم عن عيون الجواسيس، وكانوا يذهبون بأنفسهم في النهار لأخبار وتبليغ الجحوش أو الربايا العسكرية، أو إرسال المعلومات بواسطة السيارات التي تنتقل بين مناطق البيشمركة ومناطق السلطة، أو الاتفاق على أشارات بسيطة خاصة في الليل، منها أشارات بواسطة المصابيح اليدوية أو الطلقات المضيئة، كما كانت كلاب القرى تفضح المفارز المتسللة أو العابرة ليلاً، حيث تضج بنباح وحشي متواصل لا ينقطع، وتبدأ الربايا بالقصف العشوائي، كما تتابع السلطة الاتصالات وتعرف حركة وتنقل المفارز بواسطة عمليات الإنصات، بالإضافة الى وجود حالات كثيرة لعناصر مندسة تابعة للسلطة داخل المقرات وفي المفارز نفسها، وتقوم السلطة والمرتزقة بزرع الألغام بطرق وممرات سير المفارز، ويسقط من جراء ذلك ضحايا من المدنيين وعرباتهم وحيواناتهم، وكذلك تلغم عيون الماء التي يشرب منها الأنصار. والمفارز الليلية حذرة ومتيقظة بطبعها، لكن الخطر يلاحقها ويحيط بها من كل ناحية، وهي تقع بأخطاء كثيرة أيضاً نتيجة للتراخي والإهمال والاستسهال.
بعد فتح النيران الكثيفة علينا نزلنا بسرعة الى حافة الشارع واحتمينا بها، ووجدنا أنفسنا أمام فتحة كبيرة لتصريف مياه الثلوج والأمطار الكثيرة، وبقينا للحظات ثم تحركنا الى الجانب الآخر من خلال النهر الجاف الذي صنعته السيول، وحاولنا الخروج من منطقة الكمين والقتل المباشر، وقد واجهتنا صخور ضخمة كنا ننزلق فوقها ونسقط في الجانب الآخر، بعد ابتعادنا لأمتار قليلة أحس المرتزقة بذلك وخرجوا من مواقعهم ولاحقونا بالرمي الكثيف والمباشر علينا بالرشاشات والبنادق وقاذفات الآر بي جي 7 والهاونات مع قنابل التنوير، التي تحول الليل البهيم الى نهار ساطع تتحرك فيه أشباحنا المطاردة. في هذه اللحظات الحرجة امسك بي شاب جريح أسمه أزين ب (الزاي الكردية المثلثة)، ومعنى أسمه بالعربية (يحيى أو يعيش)، وكان لا بد لي من أن أعمل على إنقاذه وأن يعيش رغم جرحه البليغ. وهو من الكوادر السياسية للاتحاد الوطني الكردستاني، وكان جرحه خطيراً وينزف بغزارة، وسرواله يصدر صوت القماش المبلل بسائل الدم الكثيف، وقال لي أعرف أن الشيوعيين لا يتركون الجرحى يسقطون بيد العدو فلا تتركني أموت أو أؤسر وأعدم، فقلت له أطمأن ولا تخف سوف أساعدك وأنقذك ولن أتركك حتى لو كلفني ذلك حياتي، ثم طلب مني طلباً غاية في الصعوبة وشبة مستحيل، وهو أن احمله وأسير به لأنه لم يعد قادراً على الحركة والسير، كنت مريضاً ومتعباً بسبب السجن الانفرادي حيث أن الحركة محدودة والتغذية سيئة، ثم جاءت تلك المسيرة الطويلة والشاقة لأيام، بعدها التعب الشديد قبل الكمين المسلح وأثنائه، فقلت له طيب وحملته وسرت به لعدة أمتار ثم أنزلته وسحبته بقوة وركضت به حتى كاد أن ينهار، ثم حملته من جديد ومشيت به لمسافة أخرى وأزلته وكدت أن انهار من التعب والإرهاق التام، وسحبته من جديد حتى أخرجته تماماً من دائرة الخطر وناديت على جماعته من البيشمركة كي يساعدوني في إسعافه ونقله وقد أوصلناه الى قرية قريبة وأجرينا له الإسعافات الأولية لإيقاف النزيف الحاد وإنقاذ حياته، بعدها استعرنا بغالاً لنقله ونقل جريح آخر، كان حاملاً لجهاز الاتصال، وقد سقط بطريقة غريبة والتوت يده الى الخلف وانخلعت من مفصل الكتف وتمزقت روابطها وتحولت الى خرقة متدلية، وكان يصرخ من الألم الفظيع ولا يوجد أي دواء لمساعدته وما كان عليه إلا أن يتحمل الألم!! تركنا الجرحى في مناطق البيشمركة الآمنة وواصلت السير الى مناطق السليمانية البعيدة والخطيرة أيضاً، حيث الصعوبات والقصف والملاحقات والجواسيس والجوع والكمائن الجديدة والمرور الاضطراري بمحاذاة المعسكرات والربايا وقطع الطرق الرئيسية. بعد عدة أيام شاقة وصلت الى منطقة قره داغ حيث كان ينتظرني الرفاق سامي وجابر وعدد آخر من الرفاق الرائعين القدماء والجدد لنكمل المحاولة والتجربة في ظروف قاسية!!
كانت الخسائر الناتجة عن الكمين بسيطة ولا تذكر، وقد نجونا جميعاً بالصدفة وبأعجوبة، عدا الجريحين، ربما لأن الكمين تسرع في المناداة على المفرزة وفتح النار ولم ينتظر لكي يضرب المفرزة من المنتصف ويقصم ظهرها ويبيد الجميع!! وهو ما لم يصدقه النظام، حيث جاءت قوات كبيرة من الجيش والمرتزقة (الجحوش) في الصباح الباكر، وفتشت الوديان والأدغال والقرى، وكانوا ينادون بمكبرات الصوت على من تبقى من المقاتلين الأنصار (البيشمركة) الجرحى أو المختفين أن يسلموا أنفسهم للسلطة، لكنهم لم يجدوا لنا أي أثر عدا دم الجريح الوحيد الذي سال على الإسفلت، فقد تسربت وتلاشت المفرزة المستهدفة تحت جنح الظلام الكثيف!!
وصلتني رسائل وكلمات شكر من أزين (الذي لا أعرف عنه شيء منذ التسعينات) كذلك من (ماموستا عبد الله) عضو المكتب السياسي ل (أوك) والذي كان معنا أثناء وقوع الكمين، وربما كان هو المستهدف كهدف وصيد ثمين بالنسبة للمرتزق قاسم جوير، لكي يقدم رأسه للنظام ويقبض الثمن!!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرك الشعبي العربي وطبيعة ودور التدخل الخارجي
- حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي
- الشهيد مؤيد عبدالكريم (حجي حامد) البطل الشعبي
- عن جريمة اغتيال الرفيقين (سالم وزهير) من (تنظيم الشيوعيين ال ...
- عن الشهيد داخل فرهود ومنتصر وجميع الشهداء
- الراديو وتكوين الذائقة السمعية والفنية
- قصة لوحة شهيرة واحدة وحالة كنوزنا الفنية القديمة والحديثة
- بطاقة الى داخل فرهود الإنسان والشهيد والصديق
- الوضع السياسي في بلادنا الطبيعة والنتائج ... وملاحظات وهوامش ...
- 2- هوامش على دفاتر الثورة المصرية
- هوامش على دفاتر الثورة
- الغياب : من قتل سمير هامش ، ولماذا قتلوه؟؟
- عودة لمناقشة ( مشروع ) لجنة التنسيق اليسارية وقضايا أخرى
- مساهمة جديدة في النقاش الدائر حول اليسار
- غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي ال ...
- بهدوء.. دفاعاً عن الوطني العراقي منتظر الزيدي الصحفي والإنسا ...
- بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل
- التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار
- بعض نماذج التهريج والوقاحة والنفاق السياسي الصارخ
- النصيرات بطلات وأمهات وملائكة الثورات


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الناصري - من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق