أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد رمضان على - البدو، حق الهوية والمواطنة














المزيد.....

البدو، حق الهوية والمواطنة


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 18:42
المحور: حقوق الانسان
    


لبدو ، حق الهوية والمواطنة


هذه المقالة التي أكتبها الآن، أوجهها لهؤلاء الذين يملكون ضميرا حيا ، يمكن أن يشعرهم بفداحة الظلم الذي وقع على أهالي سيناء .. نتيجة لقيام مصر بإهمالهم وإهمال بلدهم .
فإذا كانت سيناء ، هي من وجهه النظر المصرية حدود مصر التي تحميها ، وهى الحل لمشكلة التكدس السكاني .. وحل للمشاكل الاقتصادية .. وحل السلام .. فإهمالها التي اتبع إهمال أهلها يبدو جريمة .. ليس في حق أبناء سيناء فقط .. بل في حق مصر كلها ..
وإذا تركنا الأرض والاقتصاد والسياسة ودعاوى السلام المزيفة ، ونظرنا إلى البدو الذين يعيشون فيها ..سنجد انهم ناس مثل أي ناس آخرين .. ربما كانوا مختلفين في العادات والتقاليد .. مثل اختلاف أهالي ريف مصر – الفلاحين – عن الصعايدة و الإسكندرانية .. لكن هذا الاختلاف لا ينفى كون أن المواطنة والإنسانية ، متحققان فيهم مثلما هما متحققان في باقي مواطني مصر .
لقد ظل البدو يعيشون في سيناء، ويعمرونها جيلا بعد جيل .. والتاريخ يؤكد انه كانت لهم وقائع قديما، مرورا بالتاريخ الحديث أيام محمد على ونابليون .. وظلوا كل هذا التاريخ محافظين على عاداتهم ، ويتكلمون اللغة العربية بلكنتهم .. مثلما يتحدث الصعايدة باللغة العربية بلكنة تختلف عن باقي أقاليم مصر .. في حين ظل أهالي مصر منعزلين عن سيناء .. ولا يعرفون عنها شيئا .. حتى أن احدهم قال لي ان نفق الشهيد أحمد حمدي يقع في العريش .. وان الطور بجنوب سيناء مجاورة لرفح بشمال سيناء .
و نتيجة لهذا التاريخ الطويل من الانعزال ، وتحديدا بعد شق قناة السويس ، اندمج البدو في مجتمعهم البدوي .. وهو ما جعل حياتهم تعتمد على الشورى .. وأمنهم على العرف، لا الأمن المصري .. بل أن تلك القوة الموجودة في العرف، هي التي جعلت الأمن المصري يعتمد على تعاون القبائل في الأحداث الأخيرة .
طبعا هناك من سيتهمني بالمغالطة .. نتيجة لأفكار زرعت في رؤوسهم ثلاثين عاما عن بدو سيناء .. وبما ان الذين سيتهمونني بالمغالطة يعيشون في الوادي، فأنني أؤكد لهم وأنا من الوادي وأعيش في سيناء من عام 82 .. املك من الحقوق في سيناء أكثرا مما يملكها أهلها .. حتى أنني قادر عن الدفاع عن حقوقي بينما هم غير قادرين عن الدفاع عن حقوقهم.. وبعض المرتاحين في مدن مصر المختلفة، والساخرين والعنصريين أيضا .. يؤكدون كل يوم وهم جالسين وكروشهم تمتد أمامهم بفخر، والغفلة تحوم على أدمغتهم كملاك الموت، بأن البدو لا يستحقون سوى الضرب بالنار .. فأي غباء هذا الذي يسمح بإطلاق أحكام دون دراية وفهم ؟
أنا لست ممن يستسهلون اتهام فرد واحد في وطنيته، فما بالك باتهامات جماعات بأكملها بأنهم غير وطنيين وغير شرفاء .. وعندما يوجه لتلك الجماعات البدوية الاتهامات فأنني أنكرها وأدينها .. ومن حقي كمواطن في الدولة المصرية أن أطالب بأدلة تثبت الاتهامات .. بدون اندفاع لمسايرة الاتهامات وأنا أعمى ..
فهل مطلوب منى أن أؤيدهم وأهنئهم باغتصابهم حقوق أهالي سيناء .. المواطنة والهوية والكرامة ؟
أن حقوق بدو سيناء تندرج ضمن حقوق الإنسان ، فكل بدوى يملك حقا .. لا لكونه بدوى .. بل لكونه إنسانا .. فالحق هنا هو أخلاقي قبل أن يكون قانوني .
أن البدوي يملك حقا في عدم التمييز ضده بسب كونه بدوى .. وهذا الحق يمنحه مكانه مساوية لأي مواطن يعيش على أرض مصر .. وسيناء ارض مصرية .. ولايمكن لأي حكومة أن تقول بغير ذلك والا اتهمت بالخيانة لبلدها .
كما أن البدو على اعتبارهم " جماعة بدوية " لهم حق حماية التنوع الثقافي الذي يتميزون به وحق حماية استقلالهم .. ولتوضيح هذه النقطة أقول أن التنوع الثقافي هو تنوع في العادات والتقاليد ونمط المعيشة .. والحقوق الثقافية تعنى نمط حياة المجتمع ، ونمط الحياة يختلف في كل إقليم سواء كان مصريا أو عربيا أو غربيا ..
ان أسم بدوى ، ينتمي للبداوة .. كانتماء الصعايدة لصعيد مصر .. والتعرض للهوية الثقافية للبدو ، سواء من قبل الدولة أو من قبل جماعات أو من قبل أفراد ، هو أهانه خطيرة لكرامتهم .. وكرامة كل صاحب ضمير في العالم ..
وقبل أي اعتراض بأن الهجوم على البدو، لا يضمن بالضرورة هجوما على هويتهم الثقافية ، أؤكد..أن الهجوم ممكن ان لا يتم بشكل مباشر .. فعدم تمليك أراضيهم هو هجوم غير مباشر .. كما أن التشكيك في أصولهم الوطنية نوع أخر من الهجوم .. وهناك الآراء السياسية واتهامهم بالخيانة.. وانتهاك حقوق حرية الفكر والتعبير ..والقبض بشكل عشوائي عليهم ووضعهم في المعتقلات .. وعدم الاهتمام بشكل كاف بتنمية مجتمعاتهم التي يعيشون فيها .. كل تلك الأمور وغيرها ، فيها إهدار للكرامة والتعدي على الهوية الثقافية للبدو .
أنا هنا لا أدين المواطن العادي ، فكثيرا منهم لا يعرفون سيناء .أو أهلها، وما يصلهم من الإعلام مغرض . وإنما أدين حكومات مصر المتعاقبة والمثقفين والإعلاميين المفترض فيهم وضع الضمير قبل المصلحة.. والحق قبل الأنانية الشخصية، وتقديم الأوضاع بشكل موضوعي ، دون استهداف أغراض حزبية أو سياسية أو لمصلحة أعداء مصر .
وكلمة أخيرة أقولها لبعض البدو، هؤلاء الذي يحاولون المدارة بالقول " ( بلاش كلمة بدو نقول أبناء سيناء أحسن ) أقول ردا على ذلك ، لا تفقدوا هويتكم الثقافية ولا تراثكم ، لمجاراة
دعاوى التزييف والتخوين .. أو الهرب من اتهامات ظالمة .. بل واجهوا تلك الاتهامات بمزيد من التمسك بالهوية ..
فالبدوي إنسان ارتبط على مر التاريخ بالتحرر، وأثرى الدول التي يعيش على إطرافها ، بحيوية تحرك مياهها الراكدة، التي تنتج من حياة الرخاء والرفاهية ، بدوى استطاع على مر آلاف السنين أن يوجد توازنا ويحقق انسجاما مع بيئته .
-----------



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما المصرية والإعاقة
- هوامش على دفتر السفارة الإسرائيلية
- إسرائيل، ودعاوى الهزيمة
- موسى الدلح ، بدو سيناء والبحث عن حق المواطنة في مصر
- سيناء، وأوهام التعمير
- المجتمعات البدوية، تراث وثقافة
- مصر، بين الحواة والمهرجين
- سيناء، استراتجيات وخفايا
- سيناء تدفع ثمن الإهمال
- ملامح القهر والرفض في قصص سعودية
- الجسور الفلسطينية
- الحرب الأهلية بدأت بمصر
- تراث السلاطين في حكم الشعوب
- الثورة والسلاحف
- الثورات، وبهاء لحظات الميلاد
- ميادين التحرير
- تبرئة حسنى مبارك
- 8 يوليو وتصليح المسار
- صمت الليل – الجزء الأول
- صمت الليل – الجزء الثاني


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد رمضان على - البدو، حق الهوية والمواطنة