أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كاتب وعاشق بإحساس















المزيد.....

كاتب وعاشق بإحساس


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الحديث النبوي ذكر محمد بأن المرأة تنكح لثلاث., ولم يذكر كلمة(الحب)بين الكلمات الثلاث لذلك الحب في حياتنا عبارة عن مصخرة واستنكار ومصالح, وليس مشاعرا وأحاسيساً متبادلة بين اثنين, ولو قال محمد تنكح المرأة من أجل الحب لَما احتجنا في عقد الزواج للمهور من مُقدم ومتأخر, ولو ذكر الحب فعلا لأصبح كل عاشق ومحب زوجا لمحبوبه على فرضية العقد الاجتماعي الذي لا يستطيع أي إنسان أن يضرب به عرض الحائط, والمفارقة العجيبة أن المرأة العربية المسلمة تأخذ بهذا الحديث وتبحث عن رجل لديه كل ما ذكر محمد ما عدى الحب, لذلك لا المرأة تعشق بصدق ولا الرجل يعشق بصدق وكل بضحك على كله...وكله بلعب على كُله.

وأنا كاتب بإحساس لأن الكتابة عندي متعة مثلها مثل متعة ممارسة الجنس بالحب وبالعشق فأنا عاشق بإحساس ومعظم أصحابي يستغربون من مشاعري وأحاسيسي الجياشة ويصفونها أحيانا بالمبالغة الكبيرة أي أنني أبالغ جدا بمشاعري وأحاسيسي وبعضهم يقول لي (ليس من المعقول أنه ما زال إنسان في هذا الكون بريء كل هذه البراءة يكتب بإحساسه ويعيش بمشاعره دون أن تكون بينه وبين الكتابة مصلحة مادية)وأنا بنفس الوقت أبادلهم بالشعور المغاير وأقول لهم(كيف تمارسون حياتكم الجنسية بدون حب ومشاعر عاطفية وأحاسيس وجدانية !!وكيف تمارسون الكتابة بدون إحساس وبدون مشاعر صادقة فالكتابة والجنس يحتاجان إلى مشاعر عاطفية صادقة وما عدى ذلك تكون حياتكم الجنسية مثل حياة البهايم والحيوانات بمعنى آخر أنتم عبارة عن ,أكلَ,شربَ.نكحَ؟,نامَ) طبعا والغالبية يحاولون إقناعي بأن الحياة اليوم مبنية فقط على المصالح التجارية والمادية على مبدأ (معك قرش ابتسوى قرش) و(معك مصاري بتحبك حبيبتك) الحياة عند أغلب الناس مصاري ومصالح متبادلة, وأنا من الممكن أن أصدق فرضية المصالح المادية المشتركة بين الناس إلا في الحب وفي الكتابة فهاتان العمليتان كل ما يحتاجانه فقط مشاعر وأحاسيس صادقة, وأستغرب من 90% من الناس كيف يبحثون عن عروس موظفة لها راتب يشبهونها بالبقرة الحلابة,ولاحظوا معي البحث عن عروس وليس عن امرأة تذوب في الحب من قلبها حتى النخاع ألشوكي , وأستغرب كيف تعشق المرأة رجلا لماله أو لنفوذه وليس لمشاعره وأحاسيسه , وأنا بصراحة أُصدق كل هذا ولكن طبيعتي هي التي ترفض أن أعيش بدون مشاعر وبدون أحاسيس, فأنا لا أفهم طبيعة المصالح المشتركة في أمور لا ينفع فيها إلا الإحساس وإلا المشاعر المرهفة والمرهقة الحس, ولا توجد بيني وبين الناس أي مصالح مشتركة سواء أكانت تجارية أو نفعية لذلك ما زلت أعيش بمشاعري وبأحاسيسي ولا أعيش على حساب المصالح التجارية المشتركة, وكل الناس يتنبئون لي بالعمر القصير وليس المديد وعلى حسب رأي الخبراء في علم النفس لا يعيش أمثالي من الناس طويلا (فلطالما كانت أحاسيسي ومشاعري تحركني طالما كان العمرُ قصيرا) وصدقوني أنني لا أكترث لا لهذا ولا لذاك ..وحاولت عدة مرات أن أبيع نفسي أو أبيع مشاعري وأحاسيسي وفي كل المرات فشلت أو كنت أفشلُ فشلا ذريعا وكانت بضاعتي تُردُ عليّّ ليست لأنها فاسدة ومنتهية الصلاحية ولكن لأنها ممتلئة بالمشاعر وبالأحاسيس العاطفية الصادقة فمن هنا من هذا القلب تتفتح الأزهار وينتشر الربيع بلونه الأخضر, ومن هنا من هذا القلب تطلع الشمس بمنظرها الجميل وتغيب في نفس المكان الذي تخرج منه, وأكثر شيء يؤلمني هو مشاعري وأحاسيسي حين أشعر بالناس من حولي وبآلامهم التي تشبه آلامي وعندي تحسس من كل شيء فأنا إنسان حساس جدا أبكي من أي كلمة جارحة حتى ولو كانت صغيرة لا تجرح أحدا لو سمعها غيري وأنا مثل الأطفال ترضيني أي كلمة أو أي لعبة لغوية صغيرة ألعب فيها ,ذلك أنني آخذ من الناس وأعطي فقط من خلال مشاعري وليس من خلال رصيدي أو أرصدتي التي في البنوك, أنا إنسان أكتب بإحساس وأعيش بإحساس وأعشق بإحساس وكلي على بعضي عبارة عن كتلة ملتهبة من المشاعر والأحاسيس وأستطيع القول بأنني من أسفل قدميّ إلى أعلى الرأس عبارة عن كتلة مشاعر وأحاسيس ولا أكتب بناء على الطلب,فحسي هو الذي يملي عليّ كلماتي ...وأنا أشربُ الماء بإحساس وأأكل بإحساس وأمشي في الشارع بإحساس والإنسان الذي على شاكلتي لا يشتريه أحد ولا يبيعه أحد ولا يستطيع أي إنسان أن يأخذ مني مشاعري وأحاسيسي , وأنا الآن أجلس مع نفسي بإحساس وأكتبُ مقالي هذا بإحساس وأشعرُ بأنني لا أستطيع الاستغناءَ عن مشاعري وأحاسيسي وأشعر أنني إنسان أستطيع أن أقفلَ عيوني طوال العمر وأستطيع أن أرى كل شيء من حولي من خلال مشاعري وأحاسيسي وليس من خلال عيوني, فأنا أرى الناس بمشاعري وبأحاسيسي وأنا أسمع الناس وأصواتهم من خلال مشاعري وأحاسيسي وأنا أستطيع أن أستغني عن عيوني وعن آذاني لأسمع وأرى بمشاعري وبأحاسيسي, وكل شيء ينبع من داخلي بإحساس وكل كلمة تخرج من لساني تخرج وهي تعبر لي ولكم عن عمق أحاسيسي وقوة مشاعري ..وأنا إنسان عصري جدا لا أعيش على الماء والهواء والكهرباء والمشتقات النفطية فقط لا غير وإنما إنسانُ يعيش بكل ما عنده من إحساس وبكل ما أملك من أحاسيس تجعلني أسعد الناس أو أتعسهم, وصدقوني أنني حين أبكي أبكي بإحساس وحين أضحك أضحك بإحساس ولا أستطيع أن أخفي عنكم دموعي ولا أستطيع أيضا أن أُخفي عنكم ابتساماتي لأن الابتسامة حين تريد أن تظهر تظهرُ رغما عني ,والدموع حين تريد أن تسقط تسقط رغما عني, ولا أستطيع أن أمنع دموعي من السقوط حين تمرُ من أمامي صورة محبوبتي سواء ألصورة على ألنت أو في مخيلتي وأنا إنسان حين أكتبُ أكتبُ بأحاسيسي وبكل ما أوتيتُ من مشاعر صادقة ولا أستطيع أن أكتب مقالا بناء على الطلب فلو قيل لي أكتب لنا مقالا بهذا العنوان(....) فإنني أتوقف عن الكتابة ولا أستطيع أن أكتب أي كلمة أو أي حرف لأن الكتابة عندي تنبع من أحاسيسي ومن وجداني ومن أعماقي, فمن وجداني أستلهم الأفكار ومعاني الكلمات وجمالية اللغة التي أكتبُ فيها, وأنا إنسان يأتيني الإلهام من مصادر أنا نفسي أجهلها ولا أملك أي خبرة للكشف عنها وكل ما أعرفه عن نفسي هو أنني إنسان أعيش فقط بمشاعري وبأحاسيسي, وحين أزعل من الدنيا وما فيها أنزوي لوحدي على سريري في غرفة النوم وأجترُ البكاء اجترارا وحين تسألني أمي عن السبب أقول لها (أنا الآن أعيش بأحاسيسي ولا أريد من أي إنسان أن يسألني عن أي شيء لأنكم لم ولن تصدقوا مشاعري) وحين أصحو من النوم أصحو أيضا بمشاعري تجاه نفسي وتجاه العالم كله وأحس بحركة الطبيعة من حولي من خلال أحاسيسي فأحاسيسي تقولُ لي هذا غلط وهذا صح وإذا كان هنالك خطر يهدد حياتي أشعرُ به عن طريق أحاسيسي وحين أشعر بالأمان تكون مشاعري هي دليلي نحوى بر الأمان وحين أفتح قلبي أفتحهُ بمشاعري لمن يؤمن بمشاعري الصادقة وحين أغلقه أغلقه بأحاسيسي, وأحيانا أقول بيني وبين نفسي بأنني إنسان ليس لديه لا عين ولا آذان ولا أرجل أنا إنسان عبارة عن نهر جاري من المشاعر والأحاسيس ولا أستطيع أن أكذّب مشاعري ولا أستطيع أن أُكذب أحاسيسي وكلي على بعضي شعور وعواطف وحب وأمل وانتظار وجبل هائل كبير من الطِيبة ووادي عميق من الانفعالات العاطفية وأنا إنسان لا يمكن أن يلمس أي شيء إلا بإحساسه ولا يمكن أن أضع يدي على أي شيء إلا من خلال ما تقوله لي مشاعري وأحاسيسي, وأكثر شيء يسعدني هو كتابة سطر أو سطرين بكل ما أوتيت من مشاعر صادقة ونبيلة وكأنني فارس قادم من عصر الفروسية , أنا إنسان أعيش مع نفسي ومع غيري من الناس من خلال مشاعري الصادقة تجاه نفسي أولا وثانيا تجاه الآخرين, ولا أستطيع أن أكذب على نفسي ولا على غيري من الناس , وأنا إنسان جعلتُ من أحاسيسي تيارا فكريا يسيرني هنا وهناك وبأحاسيسي أكبرُ في كل شهر وفي كل عام, ولا أملك أرصدة في البنوك ولا تحت البلاطة كما يقول بعض الناس لأنني حين أريد أن أعطي الناس أعطيهم أحاسيسي وحين تفيض أحاسيسي عن الحاجة أخبأها في داخلي وفي أعماقي, وكثيرا ما أشعر بأنني لا أحتاج إلى دليل أو إلى مُنظم ينظم لي حياتي لأن أحاسيسي هي التي تُنظمُ لي حياتي, ولا أستطيع أن أعطي أحاسيسي إلى أي مخلوق رغما عني ولا أستطيع أن أكذب لا على نفسي ولا على غيري من الناس, وبالرغم من أنني ألاحظ بأن الكذب سنة وفريضة تتبعها الناس إلا أنني لا أستطيع أن أكذب بأحاسيسي وبمشاعري, فأحاسيسي تأخذني بعيدا وتحلق بي في عالم الفضاء الرحب وأحاسيسي هي التي تحركني يمينا وشمالا وإذا أحببت امرأة أو أي إنسان أذهب إليه وأقول له بأنني أحبك ولا أستطيع أن أخفي مشاعر الحب والكراهية فكله يظهر على وجهي على شكل بُقع حمراء ولا أستطيع أن أعطي أحاسيسي لأي إنسان لقاء دينار أو دينارين أو ألف أو ألفين لأن أحاسيسي تجعل مني إنسانا غير قابل لا للبيع ولا للشراء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه
- الله يميتني ونادين البدير تحييني
- المرأة المسلمة2
- المرأة المسلمة1
- عيد ميلاد لميس السادس


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كاتب وعاشق بإحساس