أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - العبودية في المجتمع العربي القديم














المزيد.....

العبودية في المجتمع العربي القديم


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 10:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان الرجل في مجتمع العرب القدماء يستطيع تملك العديد من النساء حسب وضعه المالي . و أما الطفل الذي يولد نتيجة علاقة أبيه السيد الحر مع أمه العبدة فان مصيره كمصير أمه . فلا هو و لا أمه يعتقان إلا إذا تكرم عليهما صاحب الأمر و النهي . و في بعض الأحيان كان المالك يجبر الإماء على ممارسة البغاء . إلا إن المغنية الأمة كان لها مكانة أفضل من الأمة العادية . و هذه الأخيرة كانت تدير البيت المنزلي و كانت تقوم مقام سيدتها في انجاز هذه الأعمال . لذلك كانت الزوجة الحرة زوجة السيد المالك حبيسة المنزل . و لهذا فان حدا فاصلا نشا بين دور المرأة الأمة الايجابي و الدور السلبي للزوجة . و في بداية الحقبة الإسلامية تضخم الفارق بين النساء الحرات و الإماء لدرجة التمييز بين الفئتين من خلال الملابس و فرض الجلباب على المرأة الحرة . إن حق المالك التمتع بالجارية لا يسري مفعوله إلا بعد وقت معين من دخولها في ميراثه أو في حوزته . هذه الفترة تسمى بفترة الاستبراء و هي تعتبر ضرورية للتأكد إن المرأة الأمة ليست حاملا . و تقاس هذه الفترة بالعادة الشهرية الواحدة للعبدة أما للمرأة الحرة فإنها تقاس إلزاميا بثلاثة و تفسير هذا الفرق يرجع إلى اصل القوانين الإسلامية . فكلما ارتفع شان الفرد كلما تعقدت علاقته بالآخرين . و عندما تصبح السرية أما نتيجة علاقاتها مع مالكها فإنها تكتسب وضعا جديدا و هذا يضعها بمرتبة الوسيطة بين الزوجة الحرة و السرية العادية و بالإضافة إلى ذلك فإنها لا تباع و لا تؤجر كما إن إعمالها تقل عن السابق و ستعتق عند وفاة مالكها . و يمكن أن تتزوج السرية أو الأمة في الحالات التالية :
1- أما أن تتزوج مالكها
2- أن تتزوج عبد
3- أو أن تتزوج رجلا حرا .
في الحالة الأولى على المالك أن يعتق خليلته الأمة أولا , و بعدئذ يستطيع أن يعقد قرانه عليها , و عتقها ضروري حتى تسترجع كرامتها و حريتها , ثم إن الرجل لا يستطيع أن يكون زوجا و مالكا في آن واحد . و بعد عتقها يحل للرجل أن يتزوج أمته دون أن يكون ملزما بدفع المهر . علما أن عتق الأمة يساوي في ذهنية القانون الإسلامي المهر الذي يدفعه الزوج إلى زوجته و الذي بدونه لا يمكن أن يجري عقد الزواج . أما في حالة زواج المرأة الأمة من إنسان حر فأبو حنيفة يقبل دون استثناء زواج المرأة العبدة من رجل حر و العبدة من زواجها برجل حر تصبح هي بدورها حرة و كذلك أطفالها . رغم بقاء العبودية في الإسلام إلا إن القران وصى بتحرير العبيد ( و ما أدراك ما العقبة فك رقبة ). وقد ساهم النبي محمد في احترام العبيد و منع استعمال كلمة عبد و تم استبدالها بكلمة فتاي و فتائي . و هكذا نرى أن النبي كان حنونا مع العبيد . محمد لم يتردد في تعيين عبده أسامة قائدا على الجيش المتوجه لفلسطين في السنة الثانية . و عمرو بن العاص غازي مصر أرسل عبده عبادة ليمثله عند حاكم مصر المهزوم . لقد كانت الإماء يعاملن معاملة حسنة و إن التقاليد تطورت أكثر و اندمجت الإماء في إطار العائلة العربية . و في فترة الحكم العباسي نلاحظ إن أكثرية الطبقات الميسورة انحدرت من سلالة العبيد . قالت خولة بنت قيس ( كنا نكون في عهد النبي و أبي بكر و صدر من خلافة عمر في المسجد نسوة قد تحاللن و ربما غزلنا و ربما عالج بعضنا فيه الحفص . فقال عمر بن الخطاب لا ردتكن حرائر فأخرجنا منه إلا إذا كنا نشهد الصلوات في الوقت . ) . و الخليفة عمر بن الخطاب الذي طالما قيد من حرية النساء الحرات ادخل إلى الجزيرة العربية بسبب غزواته عددا كبيرا من الامات ذوات الذوق الرفيع . و إذا كانت الروايات تنسب للنبي كلمات استرضائية و رقيقة تجاه المرأة . فان خلفاء محمد ابدوا العكس من ذلك فكانوا أكثر صرامة نحوها . فالسبب الرئيسي لانحطاط المرأة هو فصل النساء عن الرجال و عزلة المرأة . و هذه العادات تختلف عما كان سائدا في زمن النبي . فمحمد نفسه ذهب إلى بيت الأرملة أم سلامة ليتفاهم معها و يتزوجها فيما بعد . أما زينب زوجة ابنه بالتبني فقد تزوجها و دخل عليها بدون شهود و بدون عقد . و كان الخليفة عمر بن الخطاب قد منع منعا باتا الإماء أن يرتدين ملابس كملابس الحرات أي الجلابيب . و يذكر المؤرخون إن من جراء قانون الخليفة عمر هذا فان جميع الامات كن يخرجن عاريات الرأس و أحيانا عاريات الذراع .
المصدر
المادة الرئيسية منقولة بتصرف من كتاب ( أحوال المرأة في الإسلام ) تأليف منصور فهمي , ترجمة رفيدة مقدادي , ط 1 دار الجمل ألمانيا 1997 .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة المستقلة والحديث الناعم في معاداة الشيعة
- موقف المثقفين من الثوراة في البلاد العربية
- النبيذ في الإسلام
- مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و في الإسلام
- وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2
- حجاب المرأة في الاسلام
- ايها المصريون ... أحذروا من تكرار تجربة الدستور العراقي
- العلمانيون المتطرفون والسلفيون المتطرفون وجهان لعملة واحدة
- الحزب الشيوعي العراقي وازدواجية السلوك
- لماذ الاصرار على تدمير ليبيا ؟
- وضع المراة عند العرب قبل الاسلام
- امة عربية كردستانية واحدة
- قدس اقداس الاكراد
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج3
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج2
- الاكراد وحق تقرير المصير
- الروح القدس وابليس
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة
- يسوع والاسينيون ج2
- يسوع والاسينيون ج1


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - العبودية في المجتمع العربي القديم