أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير الكرودي - محمد الساسي ومشروع القومية العربية














المزيد.....

محمد الساسي ومشروع القومية العربية


منير الكرودي

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقيت دعوة لحضور ندوة سياسية من تنظيم شبيبة الحزب الإشتراكي الموحد، كما تلقاها جميع من شاركوا في مسيرة 20 فبراير يوم السبت 19/08/2011 بطنجة، تحت عنوان "الربيع العربي وواقع الإحتجاجات بالمغرب"، أثارني هذا العنوان مع علامات استفهام وتساؤلات وضعتها في حينها، بقيت بدون أجوبة، دفعني الفضول بمعية بعض الأصدقاء، الذين استغربوا هم بدورهم هذا العنوان اللافت والمستفز في آن، حتى اعتقدوا أن الثورات التي تعرفها مناطق شمال إفريقيا وبعض البلدان المجاورة للجزيرة العربية، قد استقرت أخيرا وحطت رحالها في مهد الديكتاتورية العربية –الجزيرة العربية-، إلى عقد العزم على حضور هذا اللغو السياسي، الذي سأكتشه متأخرا.
انطلقت أشغال "الندوة السياسية"، بمجمع الصناعة التقليدية، بكلمة محمد الساسي، نائب الأمين العام للحزب الإشتراكي الموحد، استعرض فيها كل عضلاته، انتقى فيها عبارات ذات مفاهيم وخلفيات تسم الأبدان، تحت عنوان "الوضع السياسي في المغرب على ضوء مستجدات الربيع العربي"، من قبيل العالم العربي والثورة العربية والمغرب العربي والثقافة العربية والربيع العربي وغيرها من مصطلحات تحكمها خلفيات إيديولوجية عنصرية إقصائية عرقية عسكرية، متحكمة في قناعاته ومواقفه التي لن تتزحزح طبعا إلا بقطع إمدادات البيترودولار من أسياده المشارقة، الذين وصفهم بإخوانه، لأخلص، طبعا بعد أن توترت أعصابي حد الإنفجار، إلى أن هذا الإصرار على استعمال والإبقاء على هذه المفاهيم، دون مراعاة لمشاعرنا الجماعية والفردية، ما هو إلا إصرار على تذويب كياننا الأمازيغي الأصيل ومحو هويتنا المغربية الأصيلة ومسخ خصوصيتنا الثقافية والحضارية التي تنهل من ثقافة التعدد والإختلاف.
استنتجت بعدها أن جل، إن لم أقل كل، انشغالاته، في إطار حزبه طبعا، تتمحور حول تحقيق الوحدة العربية ومشروع القومية العربية، من المحيط إلى الخليج، وهو مشروع مؤسس على النظرية العرقية التي هي في الأساس نظرية استعمارية، تتطلع إلى إلحاق المغرب وكل بلدان شمال إفريقيا بالوطن العربي الكبير، الذي لا يوجد إلا في مخيلة هؤلاء، ليكرسوا تبعية هذه البلدان الشمال الإفريقية، والمغرب من ضمنها، للمشرق، حتى يخدم مصالحه الإديولوجية دائما، ويدعم قضاياه وحروبه الوجودية على الدوام، وحتى يكون أيضا قوة إحتياطية في صراعه مع "اليهود والغرب المسيحي"، تؤكده انشغالاته بمشاكل المشرق وقضاياه أكثر من انشغالاته بقضايا هذا الشعب، وأكاد أجزم أنه لا يعلم شيئا عن أحداث أنفكو وسيدي إفني وغيرها كثير، وكذلك انشغاله بالقضية الفلسطينية والعراقية والمساهمة في حشد المسيرات المليونية الداعمة لها أكثر من انشغاله بقضايا الثغور المغربية المحتلة (سبتة، امليلية، جزر الكانارياس، ...)، التي لم تعرف أبدا أية مسيرة مليونية مطالبة بعودتها إلى الأراضي المغربية. إن انشغال الساسي بقضايا عربية مشرقية صرفة، لا يمكن إلا أن يخدم أجندة خارجية للمشروع القومجي العروبي، وهنا أود أن أضع مقارنة بسيطة بين "المشروع الصهيوني" وبين المشروع القومي العربي، الذي يطلق النار والرصاص على هويات الشعوب، حتى يصيبها في مقتل، أي الجريمتين أفضع وأبشع؟، قتل الأشخاص أم محو وإبادة هويات الشعوب ومسخها وقتل الثقافة والحضارة والتراث الإنساني؟...
تأكدت في الأخير، إلى أن اعتناق هؤلاء، أمثال محمد الساسي، للقومجية العروبية، ما هو إلا لغياب شرعيتهم المجتمعية والشعبية والجماهيرية، وأن متى انقطعت تمويلات البيترودولار، انقطعت دعوتهم للعروبة ولمشروعها القومي الرامي إلى وضع الشعوب تحت سيطرتها. إن الإصرار على إلباس الثورات الشمال الإفريقية جلباب العروبة، وتسويقها باسم الربيع العربي، ما هو إلا اختزال لثورات الشعوب واختلاسها وسرقت تضحياتها وما قدمته من شهداء فداء للحرية، ومناهضة منها لدكتاتورية الأنظمة العربية، ذات الطابع الإستعماري، والتي زورت، وما تزال، التاريخ والحقائق والأحداث، بدون خجل ولا حياء، حتى صار التزوير صنعة عربية مع حيازتها لشهادة براءة الإختراع، بل امتدت بجاحتهم إلى تزوير الجغرافيا، فاقتطعوا تونس وليبيا ومصر، وكذلك يريدون أن يفعلوا بالمغرب، من الخريطة ونقلها إلى الرقعة الجغرافية للجزيرة العربية، فليس هناك عاقل سيصدق هذا الجنون، اللهم إذا كان قومجيا عروبيا، لأن خيالهم المريض فقط قابل أن يصدق هذا.
وعودة منا إلى موضوع "الندوة السياسية"، فإن متتبعها سيخيل إليه أنه بصدد متابعة برنامج ما على قناة الجزيرة، مبدعة عبارة "الربيع العربي" و صاحبة التوصيف السحري لثورات شمال إفريقيا، كما سيشعر المرئ أمام هذا الخطاب المستوحى من الثقافة العربية والأمة العربية والوحدة العربية والمشروع القومي العربي... لستينيات وسبعينيات القرن الماضي، الموغل في الإقصاء والعنصرية ونفي الذات المغربية الأمازيغية الأصيلة، أنه لم يتبقى لهؤلاء إلا استقدام درع الجزيرة، لإبادة الشعب المغربي وتعويضه بأعراب أقحاح، كما كان يود مجنون القومية العربية، معمر القدافي، أن يفعل مع انطلاق الثورة الليبية. إن التصارع المحموم لهؤلاء، القومجيين العروبيين، لوضع اليد على حركة 20 فبراير واحتوائها، وفرض خياراتهم على الحركة، وربط نجاحها ودعمها بالمشروع الوهمي، القومية العربية، لا يمكن إلا أن يودي بها إلى مزالق قاتلة، فهذا يريدها دولة طالبانية، دولة الخلافة ودولة أرثوذوكسية دينية، والآخر، اليسار العربي، يريدها دولة بحثية، مع سبق الإصرار والترصد، في زمن تتهاوى فيه إمبراطوريات القومجية العروبية.
إن من يسعى إلى البحث عن الشرعية المجتمعية والشعبية الجماهيرية، سواء كانت أحزاب أو نقابات أو مجتمع مدني أو جماعات دينية، لا يمكن إلا أن يستمدها من هوية الأرض التي ينتمي إليها. وقد أصبح الخيار متاحا لهؤلاء بأن يكونوا مغاربة، أو يكونوا أجانب، فذاك اختيارهم بمحض إرادتهم، أما أن يختاروا بأن يكونوا عملاء للمشرق بين ظهرانينا، فذلك ما لا يمكن أن نقبله.



#منير_الكرودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهوية سياسية ديمقراطية تستمد سلطتها وسيادتها من الشعب
- الإستثناء المغربي يتهوى أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير ب ...
- الحركة الأمازيغية ، القناع ... ، أو الوجه الآخر للمخزن ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير الكرودي - محمد الساسي ومشروع القومية العربية