أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس يونس العنزي - مناقشة اولى لمنطلقات الفكر الصهيوني - 7 -















المزيد.....

مناقشة اولى لمنطلقات الفكر الصهيوني - 7 -


عباس يونس العنزي
(عèçَ حونَ الْيïي الْنٍي)


الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنطلق القانوني
بادراك الصهيونية العالمية أن نظرية الحق الإلهي وقصة الأرض الموعودة لن تشكل أساسا عمليا مقبولا للمباشرة بخطوات عملية باتجاه استعمار فلسطين وما يجب أن يحصل هو توفر غطاء دولي يعترف بالحق اليهودي الديني و التاريخي المزعوم في فلسطين وعندها فقط يمكن التصرف ووضع البرامج العملية فأصبح هدف الوصول الى تحقيق ذلك الاعتراف الدولي هو الشغل الشاغل لمنظري وقادة الصهيونية ومن هنا وضع ثيودور هيرتزل مفهوما لذلك الاعتراف سماه بالبراءة وتعني على حد تعبيره " توفير الاساس الحقوقي والقانوني للإستعمار في فلسطين " .وقد أوضح في مذكراته فهمه للموضوع وطريقة تحقيقه فقال " تتجه مساعينا صوب الحصول على براءة من الحكومة العثمانية بحيث تاتي هذه البراءة في صاحب السيادة والجلالة السلطان العثماني ، وحين تصبح البراءة في حوزتنا شرط أن تتتضمن على الضمانات القانونية اللازمة يمكننا آنذاك الشروع في استعمار عملي واسع النطاق وسوف نجللب للحكومة العثمانية منافع كبرى لقاء أن تمنحنا هذه البلاد " .
ومنذ البدء تأكد للحركة الصهيونية أن البراءة وحدها لا تكفي
ايضا لذلك طرحت فكرة الحماية الغربية لحركة الاستعمار الصهيوني في فلسطين وكتب الى دوق بادن الكبير يقول " على كل حال فسوف نؤسس الجمعية اليهودية للأراضي في المستقبل القريب لأننا نحتاج حتما الى هذه الوسيلة لتطورات المستقبل . هذا وأنا أسير في الأمر بتمهل لأنه حتى في مراحل ما قبل التأسيس يجب أن نتوصل الى حماية شركة الأراضي في المستقبل والسؤال هو هل نحصل على حماية المانية أو انكليزية ؟ اما حماية غير هاتين القوتين فلا نفكر بها الآن أبدا وأن حركتنا مهيأة لتقبل الحماية الألمانية " .
ويشتمل مفهوم البراءة على أربعة عناصر متكافلة مع بعضها لا يمكن التفريق بينها :
1 -أن يسمح لليهود باستعمار فلسطين .
2 - أن يبقى الوضع الناتج عن ذلك تابعا للدولة العثمانية .
3 - أن تقوم ألمانيا بتوفير الحماية اللازمة لهذا الوضع .
4 - أن تتكفل المستعمرة الناشئة بأداء كافة التزاماتها المالية تجاه السلطة العثمانية ووفق اتفاقات موضوعة مسبقا .
ومن الجدير بالإشارة إليه انه لم تطرح فكرة دولة يهودية إنما الذي طرح في كل المفاوضات مع الجانب العثماني والألماني هو وطن قومي يهودي يتبع السلطة العثمانية لكن الحقيقة هي أن استعمار فلسطين هو اعتراف ضمني وصريح لماتسميه الحركة الصهيونية بالحق التاريخي والديني لليهود في هذا البلد العربي حتى لو لم يشر الى هذا الأمر علانية .
وقد كان السعي اليهودي حثيثا لتحقيق هذا الهدف بالاستناد الى حالة التخلف الشديد التي كانت تسود الولايات العثمانية والمديونيات الضخمة التي ترزح تحت أعبائها حكومة السلطان . ومع أن مفهوم البراءة قد استكمل شروطه بالقبول الصهيوني للولاية العثمانية عليه لكن قادة ومنظري الصهيونية لم تغب عن بالهم فكرة الدولة اليهودية المستقلة ففي مذكراته يقول هرتزل أنه صرح لزياد باشا وهو من السياسين التراك حينذاك في 17-6-1896 " أننا نريد أن نححصل على فلسطين كدولة مستقلة تماما وإذا لم نتمكن من أخذها فسوف نذهب الى الارجنتين " فأصر زياد باشا " لن تكون فلسطين لكم بكل الأحوال ولكن ربما تكون لكم دولة تابعة " فقلت " سيكون هذا رياء منذ البداية لأن كل الدول التابعة لاتفكر بشيء إلا في كيفية الحصول على الاستقلال في أقرب وقت ممكن " لكن هرتزل أظهر اقتناعا ظاهريا بما قاله زياد باشا وانطلق من هذه الققانعة الظاهرية في سعيه مع السلطان العثماني عبد الحميد وقد كتب في مفكرته الشخصية " شرفني صاحب السعادة ابراهيم بك وعزت بك بتبليغي المقترحات التالية من السلطان : سوف يسمح جلالته بهجرة اليهود الى أراضيه في آسيا الصغرى والعراق بشرط أن يحصل المهاجرون على إذن من حكوماتهم باتخاذ الجنسية العثمانية وسيخضع المهاجرون للقوانين العثمانية ويشتركون في الخدمة العسكرية ويجب أن لا تكون الهجرة جماعية ولا الإقامة وغنما حسب قرارات الحكومة العثمانية وفي المناطق التي تحددها لهم " . كل ذلك مقابل منافع مالية واقتصادية ورشاوى دفعت لبطانة السلطان ، وقد وافق هرتزل على هذه المقترحات وبتعديل صغير : " تمنحنا حكومة الامبراطورية العثمانية امتيازا رسميا لاستعمار يهودي في العراق كما تفضل جلالتكم وقدمه في شباط ويزاد عليهاا حيفا وضواحيها في فلسطين ".
ويبدو أن تآمر الاطراف المتفاوضة وصل حدا لا يصدق فمن المعلوم أن المواطن اليهودي الجديد يستطيع ان ينتقل بعد عام او أكثر دون معارضة أحد الى فلسطين ويستعمر ما شاء من الأراضي ، لكن الأمور سارت باتجاه ىخر فبعد كل هذا السعي المحموم لأنجاز اتفاق مع السلطان للحصول على براءة استعمارهم لفلسطين أو أي جزء منها فقد فاجأ الموت هرتزل دون أن يحقق حلمه بينما كان قد أسس اتجاه آخر في علاقاته مع الدول العظمى حينذاك استثمره واستمر به خلفاؤه وبشكل محذور مع بريطانيا ، ولاتفاق المصالح البريطانية في االمنطقة مع توجهات الصهيونية العالمية الاستعمارية في فلسطين فقد ارتكب وزير خارجية بريطانيا حينذاك جريمة شنيعة من خلال الوعد الذي الذي قطعه بالنيابة عن حكومة جلالة ملك بريطانيا للحركة الصهيونية بمساندتها في مساعي تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين وذلك في الرسالة التي وجهها الى الصهيوني البريطاني روتشيلد والتي نصها ( عزيزي اللورد روتشيلد : يسرني جدا أن أنقل لكم نيابة عن حكومة صاحب الجلالة تصريح العطف الآتي على الأماني اليهودية الصهيونية الذي عرض على الوزارة فأقرته : إن حكومة جلالته تنظر بعين الارتياح الى غنشاء وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي وستبذل أحسسن مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية . وليكن معلوما بجلاء أنه لن يعمل أي شيء من شأنه أن يلحق الأذى بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين أو الحقوق التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر والمركز السياسي الذي هم فيه وسأكون ممتنا إذا عرضتم هذا التصريح على المؤتمر الصهيوني ليطلع عليه . بلفور ) .
وقد قال الكاتب اليهودي المؤيد للصهيونية آشر كوستلز في كتابه " الوعد والتحقيق - فلسطين 1917- 1949 " ، ( بلغت الحركة الصهيونية العجيبة ذروتها في وعد بلفور الشهير وهو يمثل إحدى الوثائق السياسية الأبعد احتمالا على مدى الأزمنة إذ قدمت أمة ما ( بريطانيا ) في هذه الوثيقة على وعد أمة أخرى ( الصهاينة ) وسطمظاهر الجلالة والمهابة ببلد يخص امة ثالثة ( عرب فلسطين " .
إن الصهيونية عدت وعد ببلفور بمثابة البراءة التي عملوا من أجلها طيلة العشرين عاما المنصرمة ورأت أن الوعد هو اعتراف دولي بالحركة الصهيونية وبحق اليهود التاريخي في إقامة وطن قومي مستقل في فلسطين ، ومع أن بلفور لم يشر في وعده الى موضوع الحق التاريخي أو الديني لليهود في فلسطين وغنما أشار الى إنشاء وطن قومي من دوم أية خلفيات لكن الصهيونية تفسر انشاء الوطن القومي بأنه اعتراف صريح بالحق التاريخي الذي يدعونه .
وقد بذلت الحركة الصهيونية جهدها من اجل ان يتضمن صك الانتداب على فلسطين وهو الاساس القانوني الثاني الذي تستند عليه الحركة الصهيونية عبارة ( الاعتراف بالحقوق التاريخية لليهود بفلسطين ) وقد رفضت تلك العبارة وأبدلها بلفور نفسه بالعبارة ( اعترافا بالصلة التاريخية التي تربط اليهود بفلسطين ) .
وكان صك الانتداب على فلسطين تطورا خطيرا يدعم الحركة الصهيونية وأطماعها الاستيطانية ، ورغم أن هذا الصك استند الى المادة (22) من ميثاق عصبة الأمم المتحدة فإنه أدخل في مقدمته ما نصه " الاعتراف بالصلة التاريخية التي تصل الشعب اليهودي بفلسطين والبواعث التي تبعث على إعادة إنشاء وطنهم القومي فيها " وقد استخدم الصك عبارة " إعادة إنشاء "وهو يعني بشكل واضح بالحق التاريخي دون الاشارة إليه بالعبارة الصريحة وبذلك حققت الصهيونية حلقة خطيرة من مسلسل حلقات برنامجها الاستعماري الاستيطاني . لقد كان صك الانتداب اعترافا بالحركة الصهيونية فأضفى عليها الطابع القانوني والرسمي بما تدعيه من أباطيل وأكاذيب ، وقد اعترفت الدول الحليفة بهذا الصك وما تضمنه مما أتاح المجال واسعا أمام الصهاينة لأن تباشر برامجها العملية واجراءاتها المتاحة من أجل قلب الأوضاع في فلسطين لمصلحتها سواء على مستوى التركيبة السكانية أو مستوى الهجرة اليهودية أو أي مستوى آخر يخدم أغراضها .
وقد كرس صك الانتداب ( وهو صك اتخذته وقررته الدول الأوربية حصرا ) ما أسماه بحق الوكالة اليهودية بينما عد كل محاولات الاعتراض والاعتراف بحقوق الاكثرية العربية المسلمة في فلسطين " خرق فاضح " للعهود والمواثيق الدولية التي اعترفت بالحق " الطبيعي التاريخي لليهود في فلسطين " .
واعتمدت الصهيونية هذا الصك على إنه شرعية دولية لا يمكن المساس بها أو التراجع عنها ووصفته كعنصر جوهري فيما ارتكبته من نشاطات اجرامية لا تغتفر بحق الشعب العربي الفلسطيني حيث أبيدت قرى بكاملها وهجر سكان قرى أخرى وتعرض الآخرون لشتى أصناف الارهاب الدموي .
إن هذه التطورات المأساوية المؤلمة والتي لم ترتكز إلا على منطق القوة حصلت في الفترة التي سبقت الحرب الاستعمارية العالمية الثانية وعندما نشبت هذه الحرب تحطمت المنظمة الدولية ( عصبة الأمم ) وغنشأت بعد الحرب منظمة أخرى بإسم ( هيئة الأمم المتحدة ) التي أخذت على عاتقها تنفيذ المخطط الصهيوني فعليا وبشكل كامل من خلال القرار الذي اتخذته جمعيتها العمومية في 29-11-1947 ، حيث أقر مشروع تقسيم فلسطين الى دولتين عربية وصهيونية وبذلك سجل اعتراف دولي جديد بما وصف " بحق الشعب اليهودي إقامة دولته " واعتبر موقعوا هذا الاعلان أو الاعتراف بأنه " تعذر الرجوع عنه أو إلغاؤه " وقد صاغت بريطانيا أيضا نصوص الاعتراف وبذلك كرست جريمتيها السابقتين بجريمة جديدة وطاب لها أن تلغ بدماء الشعب العربي الفلسطيني طيلة زمن لا حق .
مناقشة المنطلق القانوني
إن دول أوروبا وأمريكا التي بنت كياناتها ونظمها الاجتماعية والسياسية على أسس متطورة ترفض المنطلقات العنصرية والطائفية لم يردعها ذلك من أن تعتمد تلك المنطلقات في اعترافها باالحركة الصهيونية وبدولتها العنصرية ووفق التناقضات الواضحة والقريبة التي اعترت وما زالت المنطق الغربي نسوقه مثلا ما ورد في رسالة مساعد وزير الخارجية الامريكية ( تاليوت ) الى الدكتور المر بيرغر نائب الرئيس التنفيذي في المجلس الامريكي لليهودية وهو يعبر عن موقف امريكي رسمي : " إن وزارة الخارجية الامريكية تعترف بدولة اسرائيل كدولة ذات سيادة وبمواطنية هذه الدولة وهي لا تعترف بأي سيادة أو مواطنية أخرى مرتبطة بذلك ، ان الوزارة لاتعترف بعلاقة قانونية - سياسية تستند الى الهوية الدينية للمواطنين الأمريكيين ويجب أن يكون واضحا أن الوزارة لا تعتبر مفهوم الشعب اليهودي من مفاهيم القانون الدولي " وهكذا يجري التناقض ! فرغم أن مفهوم الشعب اليهودي ليس مفهوما قانونيا دوليا باعتراف امريكا فأنها تعترف بدولة اسرائيل التي تقوم أساسا على مفهوم الشعب اليهودي ؟!
إن سيل التناقضات في المواقف الاوربية الأمريكية مرجعه هو كم التناقض الهائل الذي يكتنف الدعوة والفكر الصهيونيين ، وكان وعد بلفور متناقضا مع مباديء القانون الدولي وذلك للأسباب الجوهرية التالية :
1 - لا توجد في أية مادة في ميثاق عصبة الأمم تشير الى تقسيم العالم باعتباره شعوبا دينية وذلك ما أشار إليه تاليوت في رسالته .
2 - ليس في القانون الدولي ما يمكن بريطانيا أو غيرها أو جميع دول العالم على أن تخلق دولة غير موجودة أصلا وعلى أرض فيها شعب ومهما تكن المبررات .
3 - إن بلفور وحكومته اعتبروا الصهيونية ممثلة للشعب اليهودي دون أي سند قانوني فعدد الصهاينة لمجموع اليهود في العالم لا يكاد يذكر وبذلك منحت بريطانيا فئة لا تتمتع بالاعتراف الدولي وعدا يتحدث عن اليهود الذين لا تمثلهم تلك الفئة .
4 - غن حكومة بريطانيا لم تكن في وضع يسمح لها بالتصرف بالأرض الفلسطينية فهي فعليا دولة احتلالوليس أي حق قانوني باللتصرف بها .
5 - إن ما صدر من بلفور هو تصريح لايتمتع بصفة الشرعية فهو اتفاق بين طرفين غير مؤهلين قانونيا وينطوي هذا الاتفاق على " التصرف بحقوق الآخرين او الغير بدون موافقته " .
6 - لقد رفض الطرف الثالث صاحب الأرض " بشكل مطلق ما جاء بوعد بلفور مما أسقط أي ادعاء بقبوله الوعد .
7 - جاء في المذكرة التي رفعها مسلمووا ومسيحيوا فلسطين الى هيئة مؤتمر السلم العام ووزارة الخارجية البريطانية ما يلي " البلاد - فلسطين - بلادنا قديما وحديثا أقمنا بها أكثرر مما اقاموا بها وعمرناها أ:ثر مما عمروا وعلاقتنا بها اكثر من علاقة اليهود بها فادعاؤهم الحقوق التاريخية القديمة لا تكسبهم حق الاستقلال بها كما وانه لا يكسبنا نحن العرب الحق بالعودة للأندلس وطننا القديم الذي حققنا فيه مجدا بثمانية قرون كان الرقي الأروبي من تائجه لأن ذلك طوت أمره العصور " وقد أشار موقعوا الوثيقة أن اليهود لا يمتلكون سوى 2% من أرض فلسطين .
ويتبين مما سبق أن الذي يعنيه وعد بلفور هو لصوصية بوضح النهار مما يعطي العرب والفلسطينيين منهم خصوصا مقاضاة الحكومة البريطانية على وعدها غير القانوني وذلك طبقا لروح ونصوص القانون الدولي الذي كان سائدا حينذاك وإن كانت بريطانيا تنظر بعين العطف على اليهود فإن حقها محصور بأن تعطي من أراضيها لمن تعطف عليهم لآقامة وطن قومي أو أي شكل آخر من أشكال التواجد وليس أن تعطي فلسطين العربية .
وعندما نأتي الى صك الانتداب فإننا نقف أمام جريمة كبى وخيانة عظمى لمباديء القانون الدولي . فمضاف الى عدم اهلية جميع الدول قانونيا بالتصرف بأملاك الغير فإن ما نصت عليه المادة (22) من ميثاق عصبة الأمم والذي يؤكد على اعتماد المبدأ القاضي بجعل " سعادة الشعوب التي لاتزال الى اللآن غير قادرة على الوقوف منفردة في معترك الحياة وتقدمها وديعة مقدسة في يد العالم المتمدن " يمنع بريطانيا وكل الدول الأخرى من إلحاق الأذى المادي والمعنوي بالشعب العربي الفلسطيني تحت أي حجة من الحجج والموضوع لا يتعلق باالشعارات والادعاءات إنما يتعلق بالحاصل فعليا على أرض الواقع ، فهل احترمت بريطاننيا وعصبة الامم التزاماتهم تجااه شعب فلسطين الذي حكم بموجب صك الانتداب ؟ . لقد اقترفت الصهيونية العالمية أبشع الجرائم أمام انظار البريطانيين وغيرهم ودمرت القرى والمدن الفلسطينية وهجر اهلها فأين هي الالتزامات الدولية المطلوبة من بريطانيا تجاه هذا الشعب ؟ إن عدم التزام بريطانيا بسعادة وحماية شعب فلسطين يجعل من صك الانتداب باطلا ملغيا بحكم القانون .
لقد ادمج صك الانتداب وعد بلفور في ديباجته أي أنه اكتسب اللاشرعية التي يقع تحت وصفها ذلك الوعد اللصوصي ورغم اعتراف الدول الحليفة بصك الانتداب فإن الحروج على القانون الدولي هو الوصف الوحيد الذي يمكن أن يوصف به تصرف الدول الحليفة وأن اعترافها لا يعني الشرعية الدولية لأن الشرعية تقوم على حمماية الشعوب والامم وليس على غلغاء حقوق الشعوب كما حصل للفلسطينيين ، إن الموضوع بتلخيص شديد هو سيادة منطق القوة الهوجاء واستغلال حالة التخلف التي كان يعيش تحت ثقلها الشعب العربي بأكمله .
ولا يمكن أن ننسى أن حكومة بريطانيا خدعت العرب والفلسطينيين وخانت وعودها وعهودها الواردة في مراسلات حسين - مكماهون ولم تلتزم بأي من الاتفاقات والوعود التي قطعتها للعرب ومنها التصريح البريطاني الفرنسي عام 1918 بصدد استقلال البلاد العربية ومستقبلها عند نهاية الحرب والذي كان يشمل فلسطين حتما وواقعا وقانونا .
لقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين في 29-11-1947 وانطلاقا من نفس الحجج الكاذبة التي سوقتها الصهيونية العالمية وبذلك خالفت مباديء القانون الدولي عندما تصرفت بأرض شعب دون موافقته ولا عجب بذلك فإن التعسف ومنطق القوة الهوجاء الذي سلكته بريطانيا وأمريكا في السابق هو ذاته السائد والمعني بإصدار قرار التقسيم .

منطلقات أخرى :
حاولت الصهيونية العالمية أن تشيع صورة اليهودي المكروه والبائس الذي لا يستطيع الانسجام مع كل مجنمعات العالم مما يسبب في نهاية الامر اضطهاده وتشريده وقد استخدمت في إشاعة هذه الصورة أجهزة الاعلام ووسائله مما جعل منها في ذهن المواطن الاوروبي حقيقة واقعة .ولم يقتص الموضوع على اليهود المنتسبين للحركة الصهيونية إنما امتد ليشمل غيرهم وراح بعض المسيحيين يساعدون في ترسيخ تلك الصورة انطلاقا من موقف مبيت في بعض الاحيان وممتعاطف في أخرى ، وقد كان هرتزل لا يترك مناسبة إلا ذكر بالبؤس والقهر الذي يتعض له اليهود في روسيا وبقية أنحاء أوروبا وعلى العموم فإن المنطلق الانسانس في الفكر الصهيوني يقوم على
1 - التشرذم الذي أصاب الشعب اليهودي نتيجة اضطهادهم
2 -لا حل لهذه المشكلة إلا بالعودة الى وطنهم القديم وتأسيس دولتهم .
إن استغلال هذا الموضوع الانساني كان مستمرا لغرض واحد فقط وهو إثارة العالم والرأي العام العالمي كي يساند بقوةإقامة وطن قومي لليهود وتخليصهم من عذاباتهم . ونحن هنا لاننكر المآسي التي تعرض لها اليهود لكن ذلك ليس مبررا لتعريض الشعب العربي الفلسطيني لمآسي أشد شناعة .
مصادر البحث :
1- القضية القلسطينية والخطر الصهيوني - مركز الدراسات الفلسطينية
2- العرب واليهود في التاريخ - د. احمد سوسة
3 -مذكرات هرتزل
4 - الكتاب المقدس
5- تطور النظرة الواحدية للتاريخ - بليخانوف
6- موسى والتوحيد - فرويد
7- قصة الفلسفة وقصة الحضارة - ول ديورانت
8 - الديانة الفرعونية - ولس بيدج
9 -أبو الانبياء - عباس محمود العقاد
9- محاضرات في تاريخ العرب -د. احمد صالح العلي



#عباس_يونس_العنزي (هاشتاغ)       عèçَ_حونَ_الْيïي_الْنٍي#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة اولى لمنطلقات الفكر الصهيوني - 6 -
- مناقشة اولى لمنطلقات الفكر الصهيوني -5 -
- هنية
- مناقشة أولى لمنطلقات الفكر الصهيوني - 4 -
- مناقشة أولى لمنطلقات الفكر الصهيوني -3-
- مناقشة أولى لمنطلقات الفكر الصهيوني -2 -
- مناقشة اولى لمنطلقات الحركة الصهيونية
- غريزة البقاء والتوريث المعرفي
- مقدمة أولى في فلسفة أصول الإرادة
- الرمز الاسطوري عند حسب الشيخ جعفر
- الموت بين الحق والعقوبة
- الطوطمية - محاولة للفهم والتفسير
- قصة قصيرة بعنوان - عبود وكلبه المعجزة -
- مقدمة في صراع الحرية والوهم والموت


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس يونس العنزي - مناقشة اولى لمنطلقات الفكر الصهيوني - 7 -