أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء















المزيد.....

سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقط الطاغية ونظامه الجملكي ..وبدأت مرحلة البناء
طويت صفحات 42 عاماً من الاستبداد والديكتاتورية في ليبيا، انهار نظام القذافي الغرائبي الذي قل مثيله، فوفقا لملك الملوك : الشعب يحكم نفسه بنفسه، يمثل القذافي الذي لا يحكم كما قال في خطاباته، حبكة خرافية فيها جنون عظمة وسادية وفيها سيريالية ايضا. عندما تحرك الشعب بعد ان فقد كل طاقة على التحمل والصبر ليقول لصاحب البلاد والعباد كفى. أعلن الحرب الشاملة عليهم، لانهم خالفوا "العقد الاجتماعي" المستوحى من الكتاب الاخضر، والذي صادر بموجبه عقولهم وقضى قضاء مبرما على حرياتهم. لم يعترف الطاغية بالاغلبية الساحقة التي انقلبت على عقده المريض.الشعب المنتفض اصبح غير مرئي ولا معترف به. فقام بإقصاء كل المتمردين، 80% من الشعب، شطبهم من السجل المدني، سحب اعترافه بهم توطئة لشطبهم جسديا، وبدأ فعلا بتحريك آلته العسكرية التي يقودها ابناؤه خميس وسيف الاسلام والساعدي لتسوية الحساب معهم من خلال اعمال القتل والدمار "بيتا بيتا" و"زنكة زنكة" لاقصائهم جسديا. الشعب المعترف به هو فقط تلك المجموعات التي تحتشد في مدينة طرابلس ساحة الشهداء "الخضراء" سابقا طوعا وكراهية بالترغيب والترهيب وترفع صوره وتهتف له بطول البقاء.
لم يُعْمِلْ الطاغية عقله لحظة واحدة، لم تهز رياح التغيير وثورة الشعوب شعرة في رأسه. كان همه الدفاع عن الرؤساء من شاكلته، كان همه اخماد الحريق الثوري الذي اندلع وانتشر في طول وعرض المنطقة. لم تثنه الوقائع والتحولات منذ اندلاع الثورة وحتى اللحظات السابقة لاختفائه عن مواصلة جنونه، لم ينصت لنداء الشعب الهادر في كل اللحظات والمراحل. فهذا النوع من القادة ينطبق عليه القول:" فاقد الشيء لا يعطيه" مضافا لهذا القول حقيقة عدم سويته العقلية.
كان يمكن للنهاية ان تكون افضل وأهون سواء بالنسبة للطاغية وبطانته، أو للثورة وللشعب والوطن الليبي. كان يمكن تفادي موت الآلاف وإصابة وتشريد مئات الآلاف، وتفادي تدمير البنية التحتية ومؤسسات الدولة والجيش. كان يمكن تفادي تدخل الناتو الذي لم يتدخل من اجل حرية الشعب الليبي وحمايته كما هو معلن فقط. ما كان لكل ذلك ان يحدث لو استفاق القذافي من غيبوبته وأنصت لنداء الشعب. لم يفعل الطاغية ذلك، أبى واستكبر وصعد الى اعلى النخلة ولم يتزحزح بوصة واحدة.
للاسف، هناك من يقول ان الشعب الليبي وثواره ومعارضوه هم الذين استدعوا تدخل الناتو وهم الذين يتحملون مسؤولية الدمار والثمن الباهظ الذي يريده الناتو لقاء تدخله. ان هذا الاتهام ينطوي على ظلم شديد للشعب والثورة. فبعد الانتفاضة السلمية (الانفجار الشعبي ) الذي طرح التغيير والمطالب المشروعة وفي مقدمتها الحرية والكرامة والدولة المدنية، حرك القذافي آلته العسكرية من اجل سحق المنتفضين. وشرع بعمليات اخضاع عسكرية، ادت الى تمرد مجموعات من الجيش ومسؤولين في الحكومة. وهنا جرى التحول الى المواجهة العسكرية التي كان ميزان القوى فيها مختلا وبشكل ساحق لمصلحة النظام الليبي. وبدا ان المنتفضين لا يستطيعون التراجع لأن في تراجعهم موتهم، والقذافي رفض بدوره تقديم اي تنازل جدي او أي حل وسط يشجع المنتفضين على الذهاب للحل. عند هذه اللحظة من الاستعصاء حدث تقاطع بين شعب وثوار من جهة والنظام الدولي من الجهة الاخرى. وتحت هدف مشروع هو حماية الشعب الليبي دخل الناتو وشرع بالقصف الجوي وبعمليات التدمير.
بمجرد دخول الناتو على الخط تراجع البعض عن تأييد ثورة الشعب الليبي واتهمها بالتبعية للناتو. وفي هذا الموقف ظلم شديد ينطلق من رؤية ضيقة. فعلى هامش تناقضات النظام الدولي وتقاطع المصالح يمكن للشعوب ان تستفيد من تلك الهوامش. هذا ماحدث مع كل الشعوب في مرحلة الاستعمار، وظهر بوضوح في تحالفات الحرب العالمية الثانية، وحدث في جنوب افريقيا عندما انتصر الغرب لحق الشعب الجنوب افريقي في الاستقلال السياسي ضمن صفقة، وحدث في ربيع اوروبا الشرقية، وثمة محاولات لحدوث ذلك في فلسطين. للاسف هناك عقلية تتعامل مع النظام الدولي بأسود وأبيض، إمبريالي وتحرري وتقودهم هذه الثنائيات للاصطفاف مع بشار الاسد المعارض للامبريالية ومع القذافي واحمدي نجاد، ولتأييد حزب الله ونجاد والاسلام السياسي وامير قطر، وربما ابن لادن اذا مد المنطق لاستقامته. ثمة فرق جوهري بين الافادة من التناقضات وتقاطع المصالح للقوى المتناقضة الاهداف والمصالح، وبين التبعية والالتحاق بقوى الهيمنة والاستسلام لميزان القوى العسكري دون رؤية ميزان القوى في سائر المجالات.
انتصر الشعب الليبي بكل المقاييس وانهى مرحلة هدم النظام القديم بنجاح كبير، وهي مرحلة مهمة ولا غنى عنها. والآن ستبدأ مرحلة البناء وهي المرحلة الاهم. تحديات كبرى تواجه الثورة والشعب الليبي الذي تنسم الحرية بكفاءة وشجاعة وذكاء .
* بدأ الشعب الليبي ثورته السلمية ومع انهيار النظام ثمة ضرورة قصوى للعودة الى الاسلوب والوسائل السلمية، لأن استخدام السلاح في عمليات الثأر من النظام القديم ستترك بصماتها على البناء الجديد. حسنا فعل رئيس المجلس الانتقالي الذي حذر من الثأر وترك الابواب مفتوحة امام المصالحة بين ابناء الشعب الليبي باستثناء القتلة والفاسدين من رموز النظام القديم. لا مبرر لبقاء الميليشيا المسلحة والافضل انضواء جميع المقاومين المحترفين في إطار الجيش الوطني الجديد الذي يستند لعقيدة وطنية تحمي الشعب وتصون وحدته.
* الانتقال لمرحلة البناء وزوال خطر النظام القديم يطرح اهمية وضع الحدود الفاصلة بين اجندة الناتو وأطماع دوله من جهة واجندة ليبيا الحرة الجديدة من الجهة الاخرى، ثمة حاجة لوضع الخطوط الحمراء التي تقيد علاقة الناتو بليبيا الجديدة، خطوط ومبادئ تحافظ على استقلال ليبيا وتقطع الطريق على اي علاقات تبعية تحت اي مسميات.
* التوقف وقبل فوات الاوان عند قوى الاسلام السياسي المتطرف التي تستهدف السيطرة على المجتمع واستبدال استبداد القذافي باستبداد جديد. من المفترض الاسراع الى وضع دستور يكون بمثابة عقد وطني اجتماعي مدني يوحد الشعب على اسس وطنية ديمقراطية، ويشكل الناظم الاساس لعملية البناء وتداول السلطة. الدستور يضعه نخبة العلماء والمفكرين والقانونيين ولا يمكن تعويمه وإخضاعه لميزان القوى ولتعبئة شعبوية.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!
- اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله
- فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟
- هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟
- جول خميس وفوتوريو اريغوني ....شجاعة ونبل
- اغتيال جوليانو خميس ...اغتيال لثقافة الحرية
- القذافي هو المسؤول عن استدعاء التدخل الخارجي
- ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة
- اربعة مشاهد دراماتيكية مخزية
- الثورة المصرية والتغيير الفلسطيني المأمول
- ظاهرة دحلان...... الى اين؟
- التفكير الآمن أولا !!!
- التفكير الآمن ......!!!
- استقلال المرجعية الثقافية..... ام تبعيتها!!


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء