أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوى - ماذا يقول القراء والقارئات؟














المزيد.....

ماذا يقول القراء والقارئات؟


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتابع بشغف واستمتاع تعليقات القارئات والقراء على ما أكتب، لا يأخذون أجراً على ما يكتبون، لا أحد يطلب منهم الكتابة، إنها رغبتهم النابعة من أعماقهم، تنم عن الحب والإعجاب أو العكس، لهذا تأتى كتاباتهم أكثر صدقاً مما يكتبه النقاد المحترفون.

أقرأ التعليقات عبر الإنترنت، أصبح «اللابتوب» رفيق حياتى، يشاركنى غرفة النوم والمكتب والصالة والمطبخ والبلكونة، يسافر معى وراء البحار والأنهار والجبال، أحمله فوق صدرى مثل طفلى المولود، أو فى حقيبة يدى الصغيرة، يحلق معى فوق المطارات ومحطات تفتيش الجسد والعقل والروح، ينتصر على أقمار التجسس الصناعية والطبيعية وما بينهما، أصبح الفضاء الجوى وسيلة الاتصال بينى وبين من يقرأون ما أكتب داخل الوطن وخارجه،

نعيش فى عالم واحد تحكمه كائنات ذرية نووية إلكترونية كواركية، أسرع من الصوت والضوء وعفاريت الجان، نستخدمها كل لحظة، لا ندرك تماما ما هى وكيف تعمل، عمل الشياطين أو آلهة شريرة لم نعرفها، قليل من علماء الكون الجديد، من يدرك ما يكتشفه العقل من وسائل للاتصال مع الكون أو الأكوان المتعددة (ليس كونا واحدا)، اكتشف العلم أغلب الإجابات على أسئلة الفلاسفة وعلماء الطبيعة منذ نشوء مادة البروتوبلازم، لم يعد سر الحياة سراً، لم يعد الموت طلسما أو ما بعد الموت، لعب الإنترنت دورا فى تنظيم الثورات الشعبية فى مصر والعالم العربى، انتقل الربيع العربى إلى بلاد كثيرة فى العالم عبر اللابتوب والمحمول، أصبح كل ما نريد من البيت والمكتب محمولاً معنا فى حقيبة اليد، أصغر من كف اليد، يلازمنا مثل حبل الوريد أو الذراع أو الأصابع الخمسة،

لم أعد أتابع الصحف الورقية أو الأحزاب الورقية أو أى شىء يتعلق بالورق، كرهت رائحة حبر الطباعة فوق صفحات الجرائد الملونة الصفراء والسوداء والزرقاء والحمراء، يلتصق الحبر بأطراف أصابعى يدخل صدرى مع الهواء المشبع بسموم الرصاص، كان بيتى ومكتبى ينوءان تحت أكوام من الورق والدوسيهات، حتى أصبح لى هذا الجهاز السحرى «اللابتوب» الصغير الخفيف الوزن، أحمله فى حقيبة يدى إلى أى مكان فى الكون، يحمل فى جوفه الصلب النحيف كتب العالم وكتبى ومقالاتى ومذكراتى المكتوبة وغير المكتوبة، يسرى بينى وبينه خيط حريرى متين لا ينقطع، مثل الماء فى النهر أو الدم يجرى فى العروق، أو شعاع شمس يسرى إلى وسادتى كل صبح رغم السحابات السود، أصبح سطح مكتبى نظيفاً يلمع تحت الشمس، هواء بيتى نقياً غير ملوث، وذاكرتى أصبحت نظيفة، تخلصت من رواسب الغدر وشوائب القدر، لم يبق فيها إلا ذكريات الحب والجمال والحرية والعدل والابداع.

من التعليقات الواردة فى الإنترنت على مقالى الثلاثاء الماضى ١٦ أغسطس ٢٠١١ ، كتب لى عبدالهادى خير: أحسنت قولاً يا دكتورة أن القلة الحاكمة فى كل العالم تقتل وتنهب مثل ريا وسكينة، لا تخشى هذه القلة من تجريدنا من كل شىء له قيمة إنسانية. وكتبت سناء شنودة: كشف مقالك الذى أؤيد كل كلمة فيه عن الزيف الفكرى الذى نعيشه وعشناه، أحييك على أفكارك ومشروعك الحضارى وأنا واحدة من شعب مصر أجد فى كلماتك الأمل الذى تستحقه مصر. وكتب طارق المرشدى: أختلف كثيرا مع أفكارك لكنى أتفق معك تماما فى أن النخبة مثل الحرباية تغير لونها حسب من يمسك الحكم، ربنا يحمى مصر من أفكار النخبة المتلونة.

وكتب أمير مسعد: أبى كان يحكى لى عن الأيام التى شهدت الغناء للملك فاروق وغيره فى كل عصر، الثقافة السائدة لابد أن تمدح الحاكم، من شدة النفاق أصدر رجال الدين والأزهر تصريحا أن الملك فاروق من أقارب الرسول محمد، النفاق محرك التاريخ.

وكتبت نيرمين عيسى: سافرت إلى بلاد كثيرة وعرفت أن العالم كله تنقصه العدالة والعقلانية والحرية، أتمنى أن تلعب الكتلة المستنيرة نساء ورجالا فى كل بلد دورا فى تغيير العالم، الذى مصيره السقوط لأنه ضد الإنسانية.

وكتب غريب تادرس: أنا أحببت تشبيهك النخبة بالحرباية التى تختبئ لنا فى كل مكان، فى وضح النهار وعلى الملأ، أشكرك على مقالك يا دكتورة. وقالت إحسان مجدى: الحرباية أدق كلمة وصفت بها النخبة فى بلادنا، فأنا أتابع كيف يغيرون لونهم وجلودهم ويتحولون من التمجيد إلى التحقير فى يوم وليلة، تمجيد الحاكم طالما يحكم، يقولون عنه القائد العظيم والبطل الخالد، ثم تحقيره حين يسقط، يقولون عنه الفاسد المخلوع الديكتاتور الحرامى، تمجيد الثورة حين تقوى وتنجح، يقولون عنها الثورة العظيمة المجيدة، ثم يحقرونها إن فشلت أو تعثرت، يقولون عنها الانتفاضة، أو الهوجة التى جلبت الفوضى وانهيار الاقتصاد والأمن وكساد السياحة والاستثمارات، هذه النخبة تفسد أى حاكم بنفاقها، تجهض أى ثورة بنفاقها. ويكتب عوض سليم: كيف نتخلص من النخبة المنافقة الفاسدة ونخلق نخبة صادقة أمينة؟

الشق الأول من السؤال أسهل من الثانى، فالتخلص من نظام فاسد ظالم مستبد أسهل من بناء نظام جديد عادل إنسانى، يتساوى فيه الجميع دون أى تفرقة على أساس الدين أو الجنس أو الحزب، لقد نجحت الثورة المصرية فى إسقاط مبارك وبعض أعوانه، لكنها فى حاجة إلى الاستمرار وتوحيد صفوفها لإكمال بناء نظام حكم جديد يحقق مبادئها الأولى: الكرامة والحرية والعدالة والمساواة؟

مطلوب جبهة شعبية قوية موحدة كتلك التى خلعت مبارك، وبناء أساس متين للدولة والمجتمع الجديد، قبل النزاع والتشتت حول معارك أخرى تفرضها علينا قوى الثورة المضادة، فى مصر والخارج، وأنا على ثقة أن الثورة المصرية سوف تحقق كل أهدافها، فالأمل قوة واليأس ضعف.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تكتب فى الليل
- العدالة عمياء ولا عزاء لمن يرون
- أحداث أوسلو والثورات الشعبية الجديدة
- القوة الجبرية الأبوية تستمر وتزيد تجبراً
- لا كرامة لثورة فى وطنها
- كلمة الثورة.. المستحيل الممكن
- المرأة تُحارَب على كل الجبهات، العائلية والمحلية والعربية وا ...
- كما شق نهر النيل طريقه الوعر
- الورقة يا ورق وجوهر الأخلاق
- النساء والثورة والأحزاب الجديدة
- شىء عن الاتحاد النسائى المصرى
- مبارك.. زويل.. عماد أبوغازى؟
- الحنين لمن كان يضربه بالشومة
- أقول لكم أيها السادة والسيدات؟
- بلبلة الرأى العام فى كل عهد؟
- أين العدالة الاجتماعية أيها السادة؟
- الكبارى مع السلطة الحاكمة الجديدة
- لم ير واحد منهم له عين واحدة
- رجولة جديدة أرقى وذكورة قديمة أدنى
- هل تأخرت الثورة سبعين عاماً؟


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوى - ماذا يقول القراء والقارئات؟