أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - وليم سارويان في ذكرى ميلاده















المزيد.....

وليم سارويان في ذكرى ميلاده


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


وليم سارويان في ذكرى ميلاده


بمناسبة الذكرى /103 على ميلاد هذا الكاتب العظيم الذي ولد في/31 آب/1908 في الولايات المتحدة لابدّ من تذكير
القراء الأعزاء بهذا الأديب الكبير المحب للناس البسطاء الممجد لقدرات الإنسان العادي أياً كانت قوميته أو ديانــته
في هذا المقال انطباعات كتبها الشاعر الارمني" جفورج أمين " عند زيارته لسارويان في كاليفورنيا قبيل وفاته في
العام/1981
إن كتابات سارويان وشخصياته في مسرحياته وقصصه العديدة كلها بسيطة ، على طبيعتها تنساب في أحداث الحيـاة
ففي مسرحية "وقتٌ لحياتك" التي كتبها سنة/1939 كان جريئا في تعرية الفاشية وتهديدها للبشرية من خلال شخصـية
بليك "blick" هذا النائب الخبيث الضعيف لكنه قويّ بين الضعفاء ويصفه الكاتب بسخرية لاتخلو من الفكاهة والضحك
والإستهجان فهو" قويّ بلا أيـة قوة ، قويّ فقط بين الضعفاء" ويستـخدم قوتـه للتسلّط على المستضعفين أما بين الكبار
فهو مجرد جرذ يفزع من أية حركة ويخاطبه أحد شخوص المسرحية nick " "قائلا له :أنت خارج كي تغيّر العالم من سيء إلى أسوأ وقوله له في احد المشاهد : إن هناك أشياء غاية في التردي والقذارة تشبهك تماما .
رغم دراماتيكية مسرحية /وقت لحياتك لكننا نراها تخلو من العصبية والزعيق "neurosis" مبتعدة كليا عن الفجاجة
وكل شيء فيها بسيط كالحياة نفسها ،كشخوصه في مسرحياته وقصصه الكثيرة
في شخصية" جوي" في المسرحية نفسها نجده إنسانا وديعا مسالما جدا لايستطيع أن يخطو على نملة ولكن طباعه
أخذت تـتنمر لما رأى بلـيك يعـيث فسادا ويستـضعف الآخرين ويـقوى على الضعفاء رغم ضـعفه أمـام أسـياده فيهمّ
بقتله مصرّا على تخليص العالم من شروره وهنا يعلق سارويان على لسان احد الشخوص:
ليس عيبا في أن يكون الإنسان طيبا وعطوفا ولكن إذا جاء الوقت في فترة من حياتك لأن تقتل وتصرّ على أن
تقتل وأنت مع ذلك لاتأسف أبدا.
إن الذين عرفوا سارويان عن كثب لايستطيعون الانفكاك من التأثر به نتيجة الخاصية المذهلة لكتاباته فهو يكتب
ببساطة عجيبة عن اغلب الموضوعات المعقدة التركيب وبرشاقة قلّ نظيرها وسلاسة سردية فائقة العذوبة
يقول الشاعرالأرمني جيفورج أمين: حين كنا في مدينة فريسنو اتفق أن سألته يومذاك عن عمله وأجابني بلا أي خداع أو
تلفيق وببساطة وهدوء :
--أنا اشتغل في عمل المخللات أوقات الشتاء
لقد عاش سارويان وحيدا في فريسنو ،كان يعمل في تخليل الفاكهة والخضر هذا الابن الحقيقي لفلاحي أرمينيا حتى
في أسفل ناطحات السحاب بين الضوضاء المخبولة لحياة الأمريكيين وصرعاتهم الغريبة
ويضيف الشاعر الارمني: حين أخبرت سارويان باني عازم على كتابة بعض الملحوظات عن سفرتي إلى أمريكا
طلبت منه أن يعطيني فهما أوليا عن هذا البلد فأجابني :
-كم فترة بقيت هنا يا جيفورج ؟
--ثلاثة شهور.
--لقد عشت هنا أكثر من سبعين عاما ولا زلت لاأفهم شيئا أنا ارمنيّ الجسد والروح معا
انه ارمنيّ بطبعه رغم انه ولد في أمريكا ويمتلك إحساسا عميقا وفهما واسعا لتاريخ شعبه المأساوي والمفرح على
السواء يعرف تمــاما همومهم وتطلعاتهم ومتاعبهم حتى انه اعتــبر نفسه كاتبا ارمنيا محـضا (رغم أن اللغة التي
يكتب بها هي الانجليزية والمناحي التي يصفها مناحٍ أمريكية ، ولكن الروح روح وطنه) ومع هذا لم يغلق الكاتب
نفسه في محارة قومــية وحين مات أوصى أن ينــقل بعض رماد رفاته إلى" يرفان "عاصمة أرمينيا ليدفن هناك .
مهما كانت القضايا التي يحملها سارويان كإنسان أو كأديب فهو ذو قلب طيّب إنساني ونبيل ، محبّ للحقيقة والشرف
ويقدّر باحترام ذوي الحظوظ المعدومة والقليلة مهما كانوا أغنياء أو فقراء ، كاثوليك أو بروتستانت ،يهودا أو سودا
أو بيضا أو صفرا
ا ن أدب سارويان قريب من كل الشعوب باعتباره يمثلهم ويقترب منهم فشخصياته متعددة القوميات ،من الأمريكيين
والاسكتلنديين إلى الأرمن والعرب واليهود والإغريق والزنوج و...و... فهو معنيّ بكل الأجناس والشعوب الذين
يمتلكون نصيبهم مثل ما يمتلك الآخرون فهو واحد من الذين لايستطيعون أن يكونوا سعداء حقا إذا كان الصديق أو
الجار يكابد الآلام والمحن
عانى سارويان في طفولته الكثير فقد عاش ست سنوات في الملجأ مع أخوته بعد وفاة أبيه المزارع البسيط ولكن
أمه دأبت وسعت لتحصل على عمل جيد واستطاعت أن تلمّ شمل الأسرة من جديد وكان خير عون لأمه فقد عمل
في صباه بائعا للصحف ثم مزارعا يجني الكروم كأبيه وحصل أخيرا على وظيفة بسيطة كموزع بريد ويكون سندا
وداعما لأسرته جنبا إلى جنب مع أمه المكافحة .
بعضٌ من مؤلفاته الذائعة الصيت:
1-رواية الكوميديا الإنسانية /1943 التي حولت إلى فيلم وفاز بجائزة الأوسكار وهو الذي كتب سيناريو الفلم
2-وقت لحياتك المسرحية الشهيرة التي مثلت في بوردواي وحاز عليها جائزة بوليتزر ولكنه رفض استلامها
3- اسمي آرام ؛ وهي تتحدث عن صبي مع أسرته المهاجرة في الغربة كتبها سنة/1939
4-الأطفال الصغار/1937
5- أيها الحب..خذ قبّعتي/1938
6- قلبي في الأعالي/1939 مسرحية
7- الناس الطيبون/مسرحية كتبها العام 1941
أما رواياته فأبرزها رواية "أمي ..أحبك" ورواية مغامرات ويلزي جاكسون ورواية أبي أنت أحمق التي كتبها عام/57
ومما يجدر ذكره أن أول قصصه كانت" الفتى الجريء على الأرجوحة الطائرة " في عام/1934 والتي أثارت انتباه
النقاد وفسحت أمامه الطريق نحو عالم الكتابة
وقد قامت جمهورية أرمينيا بعمل تمثال شامخ له في العاصمة الارمنية" يرفان" وفيه يبرز طوله الفارع وشاربه
الكثّ المميز
وعلى الرغم من العلاقات المتشنجة التي كانت بين الاتحاد السوفييتي سابقا والولايات المتحدة والحرب الباردة
أيام الستينات والسبعينات من القرن الماضي إلا أن سارويان ظلّ على علاقة وطيدة بأرمينيا السوفييتية آنذاك
وكان مستمرا في زياراته لموطن أهله ويشعر بالسعادة تغمره في ربوع وطنه الأم وكانت أولى زياراته حينما
كان عمره سبعا وعشرين عاما ثم توالت زياراته حتى شيخوخته

جواد كاظم غلوم/بغداد
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوينا
- الناسك
- حضن بغداد و.... وجع المنفى
- أستوي على عرشِ جمْرِكِ وأبتردُ
- على صهوةِ البراق
- سأثوبُ إلى رشدي وأعودُ إليه
- في بغداد شوارعٌ ومقاهٍ يرتادها الأدباء
- ترنيمةٌ إلى حفيدتي
- معايشةٌ لحالاتٍ همجية
- تأبين
- عاشوراء المطرِ الأخضر
- ثلاثُ قصائد
- حبيبتي والمنفى
- حمامتي والطيورُ السود
- متاهة
- ما انت..أيها النابت فينا !!؟
- مَن تُرانا نكون
- اشتقْتُ لغيابِك
- مرثيةٌ لبطلٍ لم يمتْ
- ما يكتبه الطغاة


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - وليم سارويان في ذكرى ميلاده