أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رضا - القائد الأدنى يعبر النهر














المزيد.....

القائد الأدنى يعبر النهر


محمد رضا

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


القائد الأدنى يعبر النهر
ويحاول ترقيع التاريخ


في البدء كانت الصرخه
وكان الدم يخلتط بالمياة الغازية والدموع والبلازما
وفي الوسط كان مجلس الألهة
ينعقد إلا قليلا
واحد انسل الى الشاطيء
واحد الى التلفزيون
واحد أدى التحية مرة ومرة لم يجد إلا اصبعا
ليعبر به عن وقاحة التاريخ

ولدان وامراة من تبقوا
لم تكن بيعة بالمعنى الأصيل
إلا لصالح شيطان
وخزائن بني الأشقر
ولملك الصحراء وأميرها
وللجنية ذات الضفيرتين والأسورة

كنا كثرة
أبي الذي ليس بأبي
أمي الصناعية بأصابعها البلاستيك
أخت ترتجف مثل قطار يعبر قضبان الصعيد
ولد صغير لا يعرف غير وزن حقيبته
لكن أخي كان كثير جدا
وثوري جدا جدا
يستيقظ في الصباح
ويهتف مع ثمانية ملايين منه
يصلي على الرصيف
يدخن أرجيلة الحرية
ويختلف مع نفسه
كل ما يمكن أن يوصف به
مريض بالفيروسات النهرية بالضبط

مرة كان يجافي النوم ليحرس التمثال
وسكينه الخشبيه تلتمع في الظلام
فمر عليه الذئب
مرة يعقد حاجبيه أمام الطاعون فيرديه
مرة يهز الأرض كجيش فردي
ومرة يطلق لحيته ويؤم الميدان
وفي كل مرة يرفع يده لي للأعلى
ويناديني مرتين لأنتبه للراية
واتجاه الريح

كان الجنرالات في المطبخ
وقفت وعائلتي المتبقية من فرد واحد مستنسخ بطفرات
تشتم الرائحة
وصراخاتهم تتعلى فوق بعضهم البعض
حفنة تظن الرائحة حساء الخرشوف
البعض يقسم على دجاج محشو بالكهرمان
واحد كتب على ورقة بوضوح
أنا لم أعد أعي شيئا
وكنت أتمشى كثيرا بين الحديقة
والممر الصغير وأصفر
بنغمات جنائزية

على سرير الهراء
نصب القائد الأعلى مجسما صغيرا لنفسه
وضحك كثيرا
حتى كادت تفيض دمائه
من انبوبه الوريدي الوردي الملفق
وعبث بأنفه كأنه يؤكد حضوره
ويدبر مكيدة على الهراء مباشرة
وأمام ملياري خفير

في الجانب الاخر من النهر
كأن الكادر يتحول سنيمائيا
إلى جامع النور
كان مجهولون في الشارع
يقتحمون ميدان العباسية
ويرقصون السامبا بجنون كامل
على ضوء القنابل
ومئذنة الجامع تتلوى بوجع حقيقي
تكاد تقيء على الاسلاك الشائكة
وعلى نجوم الضباط وخوذاتهم

ابي الذي لم يحضر أي حرب او اعتصام
أو مشادة كلاميه
قال انتم لستم سوى ارتال نمل معاقة
لم من تحرروا العبيد لم تعتقوا الخبز
ولا تملكون مفاتيح الجنة
واقترب برقبته وقال
من لم تصبه رصاصة في القلب
فليس بثائر
وشرع يدبس أوراقه بلهفه غريبه

انا الذي احرق دوواينه
لأنه يحب رائحة الأحبار
وأهدى جنحرته للعناكب
ارتب السحابات يمينا ويسارا
واصف مع اخي اطواف النهر
لنصنع معا قانون جديدا التغيير
لكن الريح ليست معي
ومفكرتي في جعبة العسكر
تلهث كي تنقذ التاريخ


محمد رضا
17-9-2011



#محمد_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رضا - القائد الأدنى يعبر النهر