أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مثلثات الموت القادمة















المزيد.....

مثلثات الموت القادمة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن التنميق euphemismوعن كافة اشكال الصراخ ورفع الاصوات العالية وما رأيناه من نحيب وبكاء من ايتام وارامل وثكالى شموليات القهر القومجية والظلاميةالسوداءعما جرى في مهرجانات الموت الاستعراضية العبثية والمجانية ومع الادانة الكاملة لكافة جرائم القتل وسفك الدماء التي تستبيح الروح البشرية التي حرمها وكرمها الله من اية جهة كانت وايا كان ممارسها-عربيا او امريكيا او اسرائيليا او صربيا او جنجويديا- لان الجريمة جريمة ولأن الحساب والعقاب بيد الله تعالى وحده .فان امورا كثيرة لم يتم التطرق لها وسط التصريحات والتصريحات المتناقضة والبيانات والبيانات المعاكسة وهدير الالات الاعلامية الرسمية والماكينات الدعائية بطواقمها الانيقة والمدربة والتي اكتسبت مهارات عالية وخبرات طويلة ووسط المظاهر الاحتفالية والمجاملات الديبلوماسية لمؤتمرات هنا وهناك اشتد سعيرها واحتدم اوارها لايسعك الا ان تتساءل عن سر هذه النخوة القومجية والهبة العاطفية الانسانية الجامحة التي اجتاحت الجميع شرقا وغربا وهل يظن البعض كالعادة ان هذه القضيةالنازفة والمستنزفة قد دخلت في سوق السمسرة والمساومات السياسية واكتساب المنافع المادية وتحقيق الاحلام الامبراطورية السخيفة والمستحيلة كما كان العهد دائما. ولقد جرت العادة ان تتم الدعوات الى هكذا مؤتمرات وسط طقوس احتفالية وشعائر ديبلوماسية نمطية لم تتغير منذ ان اجبرنا على متابعة هذا المسلسلات المكسيكية الطويلة من اخراج الجامعة القومية وبرعاية فقهائها العروبجيين والديبلوماسييين المحنكين وجهابذتها المتفوهين الذين لايشق لهم غبار تلك المؤسسة التي اضحت مأوى للعجزة من السياسيين والجنرالات المتقاعدين والمبعدين والموظفين المترهلين وابناء المسؤولين واحفادهم واقربائهم من النخب السامية الحاكمة التي استمرأت القبض بالدولار ولهذا السبب فقط يدافع الجميع عن بقاءها حية على الورق على الاقل فيما حرمت على الرعايا التعساء التي تنطق باسمهم وتضرب بسيفهم وتمص من دمهم. فعلى مدى عشرات السنين ونحن نرى نفس الطاقم ونفس الوفود والوجوه ونفس السجاد الأحمر الفاخر ونفس مظاهر الأبهة والفخامة والقبلات وحرارة العناق ونفس الحرس الجمهوري والاميري والسلطاني والثورجي ونفس الأبتسامات الصفراء التي تخفي وراءها ماتخفي ونفس الولائم والموائد العامرة والنياشين الخلبية الزائفة ومناظراخرى اخاذة من الورع الوطني والعفةالسياسية والاستقامة القومية ونفس البروتوكولات الجامدة والمواكب الامبراطورية المهيبة -الذي لايدري احد الى اين تذهب بعد انتهاء النقل الحي والبث المباشر - ونفس الأناشيد الوطنية التي لم تعد تثيرمفرداتها النيرانية اللاهبة ما تبقى من حياة لدىعشرات الملايين من تلك المخلوقات التائهة التي كانت تسمى –خطأ- في يوم من الايام مواطنين. ولطالما اصبت دائما بالرعب والذعر والهلع لدى سماعي عن عقد هكذا مؤتمرات لهؤلاء الناس ولاسيما في هذا المكان طيب الذكر وخصوصا اذا كانت تدار بالريموت كونترول فيما وراء البحار البعيدة لعلمي اليقين بانها ستسفر عن مزيد من التنازلات وكثير من التراجعات والخسائر والانتكاسات طالما ان ازماتنا ومشاكلنا ومآسينا هي هي وباقية الى الابد. وهنا هل يمكننا التساؤل ببساطة وبراءة طفولية لماذا يتداع اولئك المتداعون لعقد هذه القمم والمؤتمرات ولماذا تدب النخوة في اوصالهم فجأة في مكان ما وزمن ما وشكل ما وسرعةما وهناك عشرات البؤر اللاهبة والساخنة والاف القضايا المعلقة والمؤجلة والمسوفة التي تهم شرائح واسعة على امتداد هذه الجغرافيات المتباينة التضاريس السياسية ؟ ففي ظل اختلاف الرؤى وتباين المصالح وتناقض الأفكارفان كلاً كان يحسب حسابات الحقل العراقي وفقا لبيدره السياسي والاستراتيجي الخاص كما هو العهد دائما ومحاولة ممارسة سياسات شفير الهاويةالاستعراضية brinkmanship التي لم تعد تنفع في ظل البراغماتية المفرطة الموجودة على ارض الواقع فيما تحاول الولايات المتحدة دائما وخطأ ايضا في نفس الوقت بالتذكير باستنساخ عمليات تحرير اخرى في مناطق اخرى . و يحاول البعض دائما اللعب على نفس الحبال المهترئة وبنفس الادوات الصدئة والاساليب الافعوانية المعهودة اياها و بذلك الجعيع والنعيق الثوري والظلامي الموروث من الحقبة الستالينية البائدة في محاولة يائسة للتكسب الضئيل من السوق السياسية الامريكية التي ازدهرت كثيرا وارتفعت اسهمها بشكل لافت بعد انتخاب جورج بوش الابن لولاية رئاسية جديدة وفي استخدامها ماكيافيليا للمساومة والتهرب من استحقاقات محلية واصلاحية وداخلية باتت ملحة و في محاولة لاضافتها الى رصيدهم في بازارهم القومي والظلامي الكاسد والمفلس هذه الايام. فهل اتى بعضهم ليقدم تنازلات وحلول لصالح هذه الشعوب المستلبة منذ فجر التاريخ وتتنقل ببطء شديد من فراغ لفراغ ومن موت لاخر ومن استبداد لاستبداد وتدور في دائرة محكمة الاغلاق من القمع والمنع والردع ؟ المسألة ليست الفلوجة وحدها ياسادتي الكرام فهناك مئات وعشرات الفلوجات والرماديات والمثلثات والمربعات والدوائر والمستطيلات واشباه المنحرفات الطائفية العفنة المتناثرة والمنسية والمستباحة ابدا على هذة الرقع اللامتناهية الامتداد من قمعستان بكافة اتجاهاتها والتي جعلت من الوطن اوطانا ومن الشعب شعوبا متشظية لايعلم الا الله وحده اين تتوقف قوة الدفع الانشطارية السرطانية المقيتة لحالة التفتت والتشرذم والتفكك تلك. وبغض النظر الشديد والمقصود احيانا لما تمخض عنه ذلك المؤتمروحسابات الربح والخسارة من قبل كافة الاطراف المشاركة فاننا بحاجة لحالة انعقاد دائم تاخذ في اعتبارها مصالح الجميع الذين يشكلون هذا النسيج المتشابك والمعقد وان اقصاء والغاء وتهميش اي مجموعة او فئة او طائفة او اثنية او عرق او حزب اوحتى فرد هو مشروع جديد لازمة جديدة. اننا بحاجة لمئات المؤتمرات والقمم والاجتماعات لاعادة صياغة وتاهيل هذه المجموعات البشرية حضاريا وانسانيا وان مئات المدن والقرى والبلدات تعرضت وتتعرض لمجازر من عمليات التطهير الاستئصالي السياسي والافقار الاقتصادي والاستبداد السلطوي الماحق الذي لايرحم. افلاتستحق هذه القرىوالمدن والدول والمجموعات البشرية الفوضوية التي تعيش تحت خط الفقر السياسي والانساني والاقتصادي الاهتمام من جامعتهم تلك وقممها ومؤتمراتها ؟فلقد ادت سنوات طويلة من الاقصاء المركز والفرز الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والضخ الظلامي الغيبي الاسود الى اصابات جماعية بليغة وقاتلة احيانا ادت الى غيبوبة تاريخية مستفحلة وسبات ابدي مزمن لا تنفع معه كل مقويات ومنشطات القمم والمؤتمرات المطبوخة على عجل . كما ان كل المهدئات السلطوية المعروفة والطارئة لم تعد ذات مفعول امام حالات التخلف والبؤس والانهيار الشامل. لقد راينا في ذروة احتدام المعارك الاثنية في يوغوسلافيا القومية المنقرضة بقادتها الفاشيين-والتي حاولت الترويج لفكر قومي فاشي متطرف احادي الرؤى حاول على مدى سنين طويلة وبشتى السبل قمع واقصاء اثنيات واعراق وطوائف واديان ومسحها من على وجه الارض ولكن ذلك كله لم يؤجل الانفجار البركاني الدموي الهائل الذي يتذكر الجميع فصوله المأساوية المروعةوكيف دفعت بالتالي هذه البؤر المتوترة والمشتعلة في البلقان حكومات ودول وشعوب اوروبا جميعا مسلحة بقوة عسكرية اسطورية اطلسية رادعة والتقاء في المصالح والاهداف والاستراتيجيات الى العمل لاخماد هذا اللهيب الاثني المجنون الارعن وبذلك عاد الهدوء ليخيم فوق ربوع اوروبا الخضراء بعد ان تم اخذ مصالح الجميع شعوبا وقوميات واثنيات وطوائف واديان واحزاب وحتى افراد بالاعتبار واقتسام كعكة الوطن بالتساوي للجميع دون مكابرة او تغاض او التفاف على واقع او حقائق. والان وبعد ان يطوى الملف العراقي الدامي كما نأمل من القلب ويأمل الجميع ايضا, من يضمن الا تفتح ملفات دامية في بؤر متوترة هنا وهناك اوصلتها عقود وعقود من القمع والتسلط و الكبت والضغط الى حافة الانفجار ومن يمنع ذاك الاحتقان المزمن ان يفلت في اية لحظة وان عمليات تنويمها وتخديرها اصلاحيا وعلاجها امنيا وفلسفتها وأدلجتها سياسيا لن يجدي بالطبع باي حال من الاحوال . انه من غير المعيب ابدا ان نضع تلك الحقائق والوقائع امامنا ونقرأها بذكاء وحكمة ونحن امام حقبة جديدة على الجميع ان يعترف بها بواقعية فلقد تغيرت الامور كثيرا بعد هذين التاريخين البارزين 11/9/2001و9/4/2003واصبح لزاما على الجميع ان يقرؤوا ويؤرخوا للواقع السياسي في اجنداتهم في هذا الجزء المغمور حضاريا بعد تلك الفواصل الزمنية المهمة وليس قبلهما. هناك فلوجات اخرى قادمة فانتبهوا . انها مثلثات القهر والفقر والاستئصال الاخرى النائمة التي لايعرف احد متى ومن يوقظها.


نضال نعيسة - كاتب وصحفي سوري



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام الاصلاح المستحيلة
- العلمانية والجهل
- مجتمعات الاقصاء الشامل
- وعاظ السلاطين وبيان الليبراليين


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مثلثات الموت القادمة