أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - سعيد رمضان على - السينما المصرية والإعاقة















المزيد.....

السينما المصرية والإعاقة


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 07:07
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


السينما المصرية والإعاقة
------------

نظرة عامة:
----------


غالبا ما يكون المعاقين في السينما المصرية أشبه بعمال التحويلة , مهمشين متواريين فى الظلام , يظهرون لحظات للتأثير فى مجرى الأحداث , فى رصيف نمرة خمسة لفريد شوقي تظل الخرساء متوارية فى الظل , لا نعرف عنها شيئا , ولاكيف تعيش , ولا الصعوبات التى تواجهها فى الحياة من جراء الإعاقة , تظهر لحظات وتتراجع , وفى ظهورها الأخير تتعرف على ذكى رستم كقاتل زوجه فريد شوقي وخلال لحظات مرعبة تعلن معرفتها , فتغير مجرى الأحداث ثم تختفي من الفيلم بالموت , فى الغرقانة لنبيلة عبيد يظل الطفل مبروك طفلا عاجزا مجهولا , حتى يستغله أبيه فى جنى المال فتبدأ الحياة الرتيبة للأسرة بالتغير ومع ذلك يظل الطفل مهمشا حتى النهاية , وهناك أمثلة عديدة أخرى منها أفلام : بطل للنهاية وأنا الهارب وكفاني يا قلب وخمسة باب , وفى اغلب هذه الأفلام يوضع الأشخاص المعاقين بشكل متكلف لكي نتعاطف مع طريقة أسلوب وحياة البطل / البطلة وليس لأن المصابين بالإعاقة هم حالات إنسانية يحتاجون الى اهتمام من المجتمع , باعتبارهم أشخاصا يعانون , وظهور معاناتهم ومشاكلهم على شاشة السينما أمام الأخريين هو واجب أنساني وأخلاقي .
لكن هناك أفلاما نادرة جدا جعلت من الأشخاص المعاقين شخصيات محورية تدور حولها الأحداث وتكشف صعوبات الشخص المعوق بصوره حاولت أن تكون جدية وصادقة مثل فيلم الخرساء لنبيلة احمد وفيلم لمريم فخر الدين قامت فيه بدور سيدة صماء , وبرعت سميرة احمد فى دورها كما برعت مريم فخر الدين .
من الأفلام الحديثة نسبيا التى جعلت من المعاقين شخصيات محورية فيلمي الصرخة لنور الشريف وأمير الظلام لعادل أمام , سنتناول الفلمين بالبحث لقربهما الزمني

فيلم" الصرخة "
أولا توثيق : إخراج محمد النجار - قصة وسيناريو وحوار : كرم النجار وتصوير طارق التلمسانى
مونتاج فتحي داود موسيقى راجح داود مهندس الديكور رشدي حامد
تعليم الإشارات محمد فرج
تمثيل : نور الشريف ( عمر الفرماوى ) معالي زايد ( تيسير المحمودى ) نهلة سلامة – وفاء الحكيم – أمل الصاوى – سمير وحيد – عبد الرحيم حسن – عبد الحفيظ التطاوى – محمود العراقي – عبير الصغير – عثمان الحمامصى - رشدي عسكر – احمد أبو عيبه – عبد العزيز عيسى – اشرف طلبه - ضيف الفيلم : فاروق قمر الدولة .
ثانيا : ملخص القصة :
الشاب الأبكم الأصم عمر الفرماوى يقيم مع أبيه عامل التحويلة الفرماوى فى مسكن أدارى توفرها الحكومة للعاملين بها ثم تسحب بعد انتهاء الخدمة , من البداية نعيش مصير ابنه الأبكم الأصم , والإحالة الى المعاش مع أن الآمال تعتمل بداخلة , أمل فى أجراء جراحة لابنه تعيد إليه السمع أمل مد خدمته بعد سن التقاعد لكن الآمال تنهار وتنهار معها أحلامه, الخبير يؤكد عدم فائدة الجراحة وهيئه السكك الحديدية ترفض طلبه بمد خدمته , لا يحتمل الأب الصدمة فيموت ويصبح عمر وحيدا , أول مشكلة يواجهها بعد وفاه الأب الطرد من المسكن الإداري عن طريق الشرطة وعندما يشاهد أثاث بيته يرمى خارجا لايفهم ما يحدث , تصيبه الحيرة بالجنون فيقاوم عمليه الإخلاء ويعتدى على أحدهم ثم يهرب من مطارده الشرطة له, وهو يظن انه تسبب فى مصرع الشرطي , يذهب الى فؤاد صديقه الأصم الذي يمتلك ورشة صغيرة لأصلاح الأجهزة الكهربائية ومنه يعلم أن الشرطي لم يمت .
يبدأ التغير فى حياه عمر عندما يصحبه فؤاد الى معهد السمع والكلام , أملا فى الحصول على العلم , تهتم به الباحثة تيسير المحمودى متخذة إياه حقلا لتجاربها التى تعدها للحصول على الدكتوراه عن الصم والبكم , يتعاون عمر معها , لكن داخل المعهد تلفت نظرة وفاء فتاه صماء بماء فتجمع اللفة بينهما , لكن الغيرة من تيسير تأخذ بجماح الفتاه , وهى ترى الباحثة تحتوى الشاب داخل المعهد , لكن الاهتمام العلمي يتحول لاهتمام حسي من جانب الباحثة ويفهم عمر خطأ أنها تريد الزواج منه لحبها له وهو يرفض الدعوة الحسية التى تطلبها ويعلن بالإشارات انه لا يستطيع الفعل إلا بالزواج فتسخر منه بطريقة مريرة وتطرده من مسكنها فيجرى الى وفاء طالبا يدها , لكن كرامتها تجعلها ترفض فيذهب الى معزوزة فتقبل الزواج لفقرها الشديد , ومع مرور الوقت تفسح عن رغبتها الحقيقية فى المال وعندما يعرف ذلك يطردها , لكنها تطلب انتقاما فتطلب من فكرية اتهام عمر باغتصابها والحمل منه , وفكرية سبق أن شاهدها عمر تمارس الجنس مع رجل وتحاول حل مشكلتها بعد أن خدعها وتخلف عن الزواج منها , ومن جراء الاتهام يجد عمر نفسه فى قسم الشرطة والنيابة وساحة القضاء , وتشهد الزوجة ضده , لكن عمر يطلب من تيسير أن تكون المترجمة بينه وبين الآخرين فى المحكمة وتوافق خبيرة الإشارات على ذلك, وعندما يطلب عمر من تيسير أن تدل على أخلاقه وان تذكر للمحكمة انه سبق وان رفض العلاقة الحسية التى طلبتها , لكن تيسير تتجاهل طلبه وتؤكد لرئيس المحكمة إن عمر ينكر الادعاء , ويؤكد انه برئ , فيقرر رئيس المحكمة أما الزواج من فكرية أو السجن , يثور عمر ويثور الحاضرين من الصم والبكم فيتم إخلاء القاعة , يسقط فى يد عمر , لقد اصبح وحيدا حبيسا داخل قفص عاجزا عن الدفاع عن نفسه فيوافق على الزواج .
وعندما يخرج من قاعة المحكمة , يقرر مع مجموعه من الصم والبكم الانتقام من تيسير ومعزوزة وفكرية, فيخطفونهم ويضعونهم فى غرفة اختبار السمع بالمعهد , ويطلقون عليهم ذبذبات صوتية خاصة , الى أن يفقدن حاسة السمع , وعندما يتأكد عمر من ذلك يطلق صرخة يعبر بها عن الفرح والانتقام .
ثالثا : قضايا الفيلم
القضية المحورية للفيلم هم أصحاب الاحتياجات الخاصة , معاناتهم ومشاكلهم من خلال بطل رئيسي شاب ( عمر ) وهو كشاب بسيط يتحلى بعده مبادئ , فالعمل والجهد لديه أساسا للدخل المادي , ويرفض اى مال يدخل عن طريق آخر حتى لو عن طريق والده ( رفض قبول مبلغ نهاية الخدمة ) وهو مبدأ يقيني يلتزم به ويصبح أسلوبا لحياته , ثم انه يكره الوشاية , فعندما يرى فكرية فى وضع مخل يبصق فى وجهها لكنه لايشى بها ويحتفظ بسرها , ويتميز أيضا بعدم سماح الآخرين بخداعه , عندما يطلبون منه المال فيرفض , لعلمه بأنهم يخبئون أموالهم , وهو يملك الشهامة فيدافع عن تيسير فى دار السينما , نحن نرى أمامنا شخصا معوقا يملك صفات إيجابية يملكها الأشخاص العاديين , وهو ما يؤكد عدم وجود اختلاف بين المعوق وغيره , ومع أضافه الحساسية والغضب يصبح لدينا شخصيه من لحم ودم يمكننا التعاطف معها والإحساس بمشاعرها ومشاكلها , وقد أجاد صانعي الفيلم إظهار المشكلات الفعلية التى تواجه أصحاب الاحتياجات الخاصة فى الحياة ويكاد الفيلم يقترب من الأفلام الأمريكية والأوربية التى تقدم الإعاقة مع استشارات وأراء علميه دقيقة حولها . ورغم أن الفيلم يعتبر متميزا إلا أن المتناقضات الحادة صاحبته !!! إن السؤال الذي يحضرني هو كيف لباحثة مثقفة ومتعلمة تحاول ارتكاب الفحشاء مع طالب لديها وعندما يرفض ويطلب الزواج ترفض وتطرده ؟؟
هل ارتكاب الحرام يسعدها والحلال يغضبها ؟؟
النقطة الثانية هي موقف عمر الفرماوى فى المحكمة , نحن نعرف عنه انه شاب يتحلى بالأخلاق الكريمة ويرفض ارتكاب اى شئ غير أخلاقي وفى البداية رفض الوشاية بفكرية وحافظ على سرها , وبعد ذلك نراه يطلب من الباحثة تيسير أن تعترف بمحاولتها ارتكاب الفحشاء معه وأمام جمع من الناس وفى قاعه محكمة ؟؟؟ أكانت مبادئه السابقة مجرد شئ شكلي يظهرها أمام الآخرين لرضاء الناس عنه ؟ ربما تكون الإجابة انه كان خائفا داخل قفص ومرعوبا من الاتهام , لكن الإنسان الذي يتخلى عن مبادئه بسبب الخوف هو إنسان لامباديء له من الأساس .
الأمر الأخير الذي حيرنا هو عمليه الانتقام وأصابه النساء الثلاثة بالصمم ثم تلك الصرخة الوحشية التى انبعثت من أعماق عمر !!!!!!!
الناقد السينمائي سمير فريد يذكر انه لم يكن هناك مبرر درامي لنهاية الفيلم التى أضعفته , بسبب إقحام قضية الفتاه الحامل فكرية وما يتلوها من أحداث ويرى أن المشكلة الأساسية أننا نرى جماعة الصم والبكم يتحولون الى وحوش آدمية ( جريدة الجمهورية 3/2/1992 ) يذكر الدكتور ناجى فوزي ( أن الفيلم يفجعنا بنهايته التى لا تخلو من بشاعة ليس بسبب أسلوب تقديم مشاهد الانتقام النهائية , ولكن بسبب جنوح الفيلم الى فكرة الانتقام ذاتها ( ندوة مركز حقوق الإنسان 4/11/2002 )وتذكر الناقدة السينمائية ماجدة خير الله أن النهاية هي أسوء مافى الصرخة وان هذا الانتقام البشع يفقد المشاهد اى نوع من التعاطف مع مجموعه الصم والبكم بل يخلق مشاعر مضادة عدائية لهم ( الوفد 26/12/1991 )
للأسف أن كاتب القصة والسيناريو والحوار لم يفهم الأعماق الحقيقية للمعاقين عندما حاول أن يكتب عنهم , أن العمل والجهد هو مبدأ يقيني يلتزم به المعوق كأسلوب لحياته يصاحبه مبدأ يقيني أخر وهو التعاطف مع الضعف البشرى لايمكن التعاطف مع الضعف البشرى إلا بعمليه تسامح مستمرة تجاه الآخرين , والتسامح يرفض الانتقام وينكره انه لا يعرفه , فهو شئ غريب عنه , أن المعوق يفهم تماما ماهى المعاناة لأن المعاناة أصبحت ملازمه لحياته , أنها تدفع لحب الأخريين من الأعماق والحب ملازم للتسامح انهما قيمتان إنسانيتان والانتقام والصرخة الوحشية فى نهاية الفيلم أسقطت منه اى قيمة إنسانية . لكن هل كانت النساء الثلاثة يستحقن التسامح ؟؟ الزوجة معزوزة كانت تعانى من فقر دائم والجوع كافر فما بالك بامرأة كانت فى جوع مستمر سنوات عمرها ؟ أن رد فعلها الطبيعي هو الرغبة فى المال وسنوات فقرها قبل الزواج تتحول الى كابوس جاثم على صدرها لا تستطيع الخلاص منه , فماذا نريد منها وقد حافظت على نفسها طوال سنوات عمرها ولم تتعرض للانحراف ؟؟
أما فكرية فهي شابة صغيرة قاصرة تجرى فى رأسها الأحلام لم تختبر الحياة بعد ولاتعرف مزالقها , أدارت رأسها كلمات جميلة من رجل مخادع , ووسط مجتمع لا يرحم بحثت عن الخلاص , أن الرعب الذي امتلكها وهى ترى أحشائها تتحرك منع اى تفكير عقلي سليم , أنها وحيدة فى بحر تلاطمه الأمواج والغريق يتعلق بقشة واتهام عمر باغتصابها هو حل لإنقاذ نفسها وإنقاذ طفل معرض للضياع .
والباحثة تيسير كيف نطلب منها , أن تعلن على الملأ فى المحكمة , وهى امرأة أنها حاولت أن تراود عمر عن نفسه, وترتكب الفحشاء معه ؟ أن الخوف الذي امتلكها وهى ترى عمر يسئ الى سمعتها ويضعها فى ورطة , ولا يحافظ على سرها , لإظهار قوه أخلاقه ليتخلص من ورطته , جعلها وبشكل طبيعي ومفهوم , تدافع عن نفسها وتقتنع , انه لا يستحق المساعدة , ويكون الموقف الصامت لخبيرة الإشارات فى المحكمة موقفا إيجابيا , وليس سلبيا كما أشار الدكتور ناجى فوزي ( ندوة مركز حقوق الإنسان 4/11/2002) هذا وجهه نظرنا وتحليلنا لموقف النساء الثلاث حاولنا التفهم لا الحكم فهل كان الانتقام ضروريا ؟

فيلم أمير الظلام

أولا توثيق :

المخرج : رامى أمام وانتاج عصام أمام وموسيقى تصورية خالد حماد ومونتاج ماجد مصري تصوير محسن نصر
السيناريو والحوار تامر عبد المنعم – عبد الفتاح البلتاجى
القصة / خالد سرحان وحمدى يوسف
تمثيل : عادل أمام - شيرين سيف النصر – يوسف داود مع ضيوف الشرف : يونس شلبى / سعيد صالح / رجاء الجداوى / سعيد عبد الغنى / إيناس مكي
ثانيا : قصة الفيلم
تدور أحداث القصة عن سعيد المصري الضابط السابق فى الجيش المصري , كفيف البصر ذهب ليعيش فى دار المكفوفين , لكنه إنسان يحب الحياة , يعامل زملائه المكفوفين بطريقة جيده فيلقبونه بالجنرال , يحاول الترفيه عنهم وان يثبت مكانتهم وقيمتهم فى المجتمع ويدخل من أجلهم صراع مع مدير الدار لحد عقابه , يختلق مواقف ساخرة للخروج من الدار واثناء هربه فى إحدى الليالي تبادر شرين سيف انصر بالتعرف عليه اثر عزفه على البيانو ويصحب ذلك مواقف كوميدية تركز على مسلكيات خاصة بالمعوقين ومع تطور علاقتهما بشكل رومانسي , يعرفان على بعضهما من خلال شرح حياتهما , خلال ذلك يصل إرهابي سرا الى مصر لتنسيق اغتيال أحد الرؤساء الأجانب , تختار العصابة دار المكفوفين مكانا لتنفيذ العملية ويعتدي أفراد المجموعة على المكفوفين ويغتصبون إحدى الفتيات , لكن عادل أمام يقوم بالتخلص منهم وحيدا ثم بمساعده المكفوفين وأخيرا بمساعده جهاز المخابرات الذي يشاركه فى التخلص من زعيم المجموعة فى اللحظة الأخيرة فى نفس مرور الموكب الرئاسي
ثالثا : قضايا الفيلم

المفترض أن يثير الفيلم قضية المعوقين ويطرحها أمام المجتمع وقد كاد يصل لهذا الطرح بعرض مشاكل المكفوفين فى الدار وإساءة معاملتهم من جانب مدير الدار , ثم استحمامهم فى النافورة بدلا من حوض السباحة فى الفندق ثم سرقة ملابسهم أمام الجميع دون أن يحرك أحد ساكنا , لكن فى انحراف حاد تتحول القضية الاجتماعية الى قضية بوليسية بإقحام عصابة إرهابية وتكبسهم داخل الدار كأنه لا تكفى المشاكل الأخرى الخاصة بالمعوقين !!
حددت الناقدة السينمائية ماجدة موريس نقاط التشابه بين فيلم أمير الظلام لعادل أمام وفيلم عطر امرأة لأل باتشينو بقولها لوكالة فرانس برس ( أن الخط الدرامي للفيلم يتقاطع مع الفيلم الأمريكي بعده نقاط رئيسية جوهرية )أضافت أن البطلين يتشابهان فى خلفيتهما العسكرية فالفنان المصري كان طيارا محاربا فى حرب 1973 والثاني كان محاربا فى حرب فيتنام , وكلاهما تعرض لحادث أودى ببصره , ولكل منهما بداية علاقة عاطفية بناء على مبادرة من المرأة , بدأت فى الفيلم المصري منذ المشاهد الأولى , فى حين حصلت العلاقة فى المشاهد الأخيرة فى الفيلم الأمريكي, بينما رأت الناقدة علا الشافعي , آن التشابه وصل الى حد قيام البطل المصري, بقياده طائرة وهو كفيف , فى نوع من الابتذال لمشهد قيادة أل باتشينو سيارة من طراز فيراري مع أضافه رتوش , مثل هبوط الطائرة وهو سالم برفقة شيرين سيف النصر , دون أن يصابا بخدش , رغم فقدان الطائرة لأحد أجنحتها , اثر اصطدامها بجسر عبرت من تحته ... وأشارت الى أن النسخة المصرية حاولت الاختلاف عن الأمريكية بخلقها خطا دراميا موازيا بالنسبة لموضوع الوطن , عبر خلق قضية تتعلق باغتيال رئيس ضيف على ارض مصر, ودور المخابرات المصرية , وبطل الفيلم سعيد المصري, فى إحباط المحاولة ( المصدر : جريدة البيان 20/يوليو 2002 ) ورغم ذلك فأن فيلم أمير الظلام تماما مثل فيلم الصرخة أثار جدلا حول قضايا أصحاب الاحتياجات الخاصة ووضعهم فى مركز الرؤية , أن الجدل الذي دار حول استحمامهم المكفوفين فى النافورة باعتبار البطل يسخر من زملائه هو جدل لا أساس له من الصحة فهم لا يملكون من الموارد ما يجعلهم يذهبون لأماكن السباحة للترويح عن النفس , وهو ما يثير تساؤلا : لماذا لا يكون لديهم هذه الموارد ؟؟
أما الجدل الأخر حول سرقة ملابسهم باعتباره موقف آخر ساخر منهم فهو جدل فار من اى مضمون , أن هؤلاء المكفوفين يقيمون فى دار كرمز لمعاقين داخل المجتمع تسرق حياتهم منهم يوميا أمام بصر الآخرين , دون أن يحرك أحد ساكنا, أنها مؤامرة الصمت . ومع ذلك فنحن لم نتعاطف مع ( سعيد المصري / عادل أمام ) كمكفوف , لأنه ظهر كشخص سوبر , لقد وجد طريقا للهروب خارج الدار وهو طريق طويل , لا نعرف كيف وجده ينتهي بخلع أحد القضبان الحديدية ؟؟!! وقاد طائرة بجناح واحد , وقام بتصفية أفراد عصابة مدربة على الاغتيالات , انه شخص يعرف كل شئ وقادر على كل شئ , فأذا كان بهذه البراعة العجيبة فلماذا ذهب ليعيش فى دار مكفوفين ؟؟

الخلاصة

تعتبر السينما من أهم وسائل عرض القضايا , وعندما تتناول قضايا أصحاب الاحتياجات الخاصة , فهي تدفعها الى دائرة الضوء بإثارة جدل واسع داخل المجتمع , وقد تقدمت السينما الأمريكية والأوربية فى أفلامهما عن الإعاقة بشكل كبير وتقدمها بصورة مدروسة , ولاتعطى للحماس الجاهل فرصة للسيطرة على الإنتاج , لدرجة أنها تعطى صورة واضحة يقينية صادقة , عن حياة المعوق بحيث تجعلنا نعيش حياته , ونسير معه بمشاعر حقيقية فى دربه الطويل والمؤلم . ورغم تحليلنا السابق لفيلمي الصرخة وأمير الظلام , ونقاط الضعف الخطيرة فى الفيلمين , إلا أننا نعتبر انهما خطوة متقدمة لجعل الإعاقة محور الفيلم , بدلا من أن تكون شيئا ثانويا , كما نعتبر أن قيام نجوما مثل عادل أمام ونور الشريف ببطولة مثل هذه الأفلام هو فى مصلحة أصحاب الاحتياجات الخاصة وقضاياهم , بوضعهم فى دائرة الضوء أمام جمهور واسع متنوع , البعض منه يملك القدرة على الطرح الفكري والمناقشة على أوسع نطاق وهم النقاد والباحثون وإذا كانت السينما الغربية تقدمت فى الطرح , و أنتجت الكثير من الأفلام التى ركزت على بعض القيم الأخلاقية, كرفض الوشاية , وانتصار المعوق على وضعه مثل فيلم ( عطر امرأة ) فأن هذا التقدم ناتج عن اهتمام المجتمع والمراكز البحثية بحالات الإعاقة , ووضع تلك الحالات باستمرار فى دائرة الضوء .
أن صانعي فيلم الصرخة وأمير الظلام يستحقون كل تقدير , لقد تقدموا بجرأة لطرح قضايا لم يتقدم لها الآخرون , وحاولوا الدخول الى عالم لم يهتم الكثيرون بالدخول إليه , أن الأخطاء التى صاحبت الأفلام لا تلغى الطرح ولا تلغى التقدير , فهناك عشرات الأفلام التافهة تعرض فى كل مكان , لاتهتم بقضية ولاتقدم رؤية وتعمل على تسطيح فكر الجمهور , ويهتم بها بعض النقاد لأنها تجنى أموالا , والنقد المقدم لفيلمي الصرخة وأمير الظلام لا يلغى أهميتهما بل يعنى التصحيح بوضع الأخطاء فى دائرة الضوء , فستأتى بمشيئة الله أفلام أخرى تهتم بحالات الإعاقة تستفيد من الأخطاء السابقة وكل ما نريده , هو دراسة وضع المعوق بصورة متأنية وعلمية وتفهم معاناة الآخرين والتغلب على الكراهية بالتسامح .
------------------------------
تم ذكر المراجع داخل البحث
-------------------------------------



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على دفتر السفارة الإسرائيلية
- إسرائيل، ودعاوى الهزيمة
- موسى الدلح ، بدو سيناء والبحث عن حق المواطنة في مصر
- سيناء، وأوهام التعمير
- المجتمعات البدوية، تراث وثقافة
- مصر، بين الحواة والمهرجين
- سيناء، استراتجيات وخفايا
- سيناء تدفع ثمن الإهمال
- ملامح القهر والرفض في قصص سعودية
- الجسور الفلسطينية
- الحرب الأهلية بدأت بمصر
- تراث السلاطين في حكم الشعوب
- الثورة والسلاحف
- الثورات، وبهاء لحظات الميلاد
- ميادين التحرير
- تبرئة حسنى مبارك
- 8 يوليو وتصليح المسار
- صمت الليل – الجزء الأول
- صمت الليل – الجزء الثاني
- البدو


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - سعيد رمضان على - السينما المصرية والإعاقة