أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - الشهداء د.منذر ومعتز وإسلام قريقع كتبوا التاريخ بدمهم














المزيد.....

الشهداء د.منذر ومعتز وإسلام قريقع كتبوا التاريخ بدمهم


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 07:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ"
لم يتوقف النبض عن الانبعاث حتى الرمق الأخير، أقسموا أن يواصلوا العطاء... إنهم الشهداء الأبرار، الذين نكتب ونسجل لهم في الشهر الفضيل أروع ملاحم البطولة والفداء، ليرتقوا شهداء بعد أن اصطفاهم الله سبحانه وتعالى :الشهيد الدكتور "منذر قريقع " أبا باسم والشهيد المجاهد معتز قريقع أبا إسلام، وابنه إسلام ذو الربيعين.
كانت حيثيات المعركة التي خاضوها من العيار الثقيل في نظر طائرات الرصد الصهيونية التي تتربص بالآمنين لتلقي بصواريخها الأشد حقداً وأنكى، لكنها في نظر أصحاب الضمائر الحية هي مهمة إنسانية بحتة أراد الشهيد الطبيب تأديتها دون أن يكترث لا لطائرات ولا لتلك الصواريخ الحاقدة التي لا تفرق بين طبيبٍ أو معلمٍ أو عامل أو بين طفل برئ أو إمراءة من أبناء شعبنا، غايتها الوحيدة هو إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى..لقد اعتادوا الصهاينة على سفك دماء الأطفال الأبرياء وهم لايأبهون إلى قرارات الشرعية الدولية ولا للقانون الدولي خاصة اتفاقيات جنيف الرابعة من حقوق الإنسان.

الشهيد الطبيب كان هنا في مهمة إنسانية ومهنية وأخلاقية تستدعي الخروج.. فجعلوا من مركبتهم البسيطة "الدراجة النارية" التي سارعوا على ظهرها وبصحبتهم الطفل إسلام الذي تعرض لجرح بسيط في جبينه إلى قسم الاستقبال بمستشفى الشفاء، لم يعلم إسلام غدر الصهاينة الذين يحيكون الخطط الفاشلة ليغتالوا والده فقرر ألا يتخلى عن أبيه حتى اللحظة الأخيرة من حياته، أراد أن يمزج دمه بدم أبيه ودم عمه الدكتور منذر. لحظات كانت شديدة وصعبة بأن يفترق الأحباب المتلاحمين والمتشبثين بقوة مع بعضهم البعض وإسلام أوسطهم، كان التخبط الصهيوني ملامحه جلية في فعلتهم المنكرة التي استهدفت طبيب نشيط وأب رقيق وطفل برئ فأطلقوا صاروخ حقدهم ليفرقوا جمعهم الحميم لتتطاير أجسادهم إلى أشلاء متناثرة معبقة برائحة البارود، فاختلطت بعضها البعض وارتوت الأرض بدمائهم لتسجل جريمتهم في صفحات عز وليشهد التاريخ على جريمتهم الجبانة التي اعتادوا تنفيذها في كل زمان ومكان.
الطبيب الدكتور منذر لم يتأخر يوماً عن أداء واجبه الوطني والمهني، حتى وصف بالطبيب الميداني النشط، في كل محنة تجده بجوارك، بجوار شعبنا يضمد جراح أبناءه ومرضاه، وعلى يده كتبت النجاة لجرحى تدخلت فيها عناية الرحمن، وإصابات مكثت في قسم العناية المركزة بمشفى الشفاء، كما برز د. منذر في عدة مشاهد مصورة بثوبه الأبيض المعطر والملون بدماء الجرحى الزكية، جرحى حرب غزة " حرب الفرقان" وهو يقفز ويتنقل بين المصابين ليضمد جراحهم، كأنه ملاك الرحمة نزل عليهم، لله الحمد على هذه الأيدي المباركة المؤمنة ولتلك النفس الطيبة الخلوقة والمسؤولة التي تحدث عنها عشرات المرضى والمصابين وشهدوا له بالوفاء بعد أن غرس في قلبوهم معاني الأمل والطمأنينة والحياة، هو الطبيب الذي قدس مهنته فكان الاجتماعي المحبوب بين زملائه لايعرف الراحة أو الإعياء البدني والنفسي، وهذا اعتراف صريح وضمني بأنه قد ضاق صدر الأعداء الصهاينة وأصبحتم لهم كابوساً يطاردهم يدمر أوهامهم والخنجر في حلوقهم، لذلك استهدفوا حياتكم – جسدكم الطاهر فارتكبوا جريمتهم المفضوحة.
وعلى ذاك الدرب لم يتأخر معتز أبا إسلام الذي نعتز بتواضعه عن أداء واجبه الوطني فكان رحمه الله طيب القلب، محبوباً لدى الجميع، خجول وكريم مثالاً للأخلاق الحميدة، فكان نعم الرجل ونعم القائد الأشم، ومن أجمل صفاته هي غيرته على الإسلام، و مصاحبته للشهداء فكان محباً للجميع ومحبوباً من الجميع كان يشارك في جميع المناسبات، ولا تكاد الابتسامة تفارق وجه المضئ فكانت عنوانه على الدوام، كان مقداماً شجاعاً وفارساً في الميادين مقاتلاً ومرابطاً في سبيل الله "عين تبكي من خشية الله وعين تحرس في سبيل الله".وحصناً مرابطاً على ثغور الوطن، كان رمزاً للوحدة الوطنية الفلسطينية في علاقاته الحميمة مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة لإذابة روح المحبة والتعاون والألفة بين جميع الفصائل الفلسطينية. كان الشهيد أبو إسلام استشهادياً عشق الجهاد وعشق الشهادة حتى باتت كل مطالبه وكل أمانيه لاسيما في هذه الأيام المباركة فكان يكثر من الصلاة وقيام الليل والدعاء.
أصيب أبو إسلام في وقت سابق وكتب الله له النجاة في أكثر من محاولة اغتيال ولكنه لم يكل ولم يمل ولم يثنيه ذلك عن مواصلة المشوار من جديد بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية المعتدية. وها هو يرتقي المجاهد إلى جنان العلياء بعدما انتصر على الجسد صائماً قائماً مجاهداً، بعد أن استهدفته طائرات الحقد الصهيونية ليرتقي شهيداً مقاوماً يخطو خطواته نحو الجنان، فرحم الله شهداءنا الأبرار وأدخلهم فسيح جناته.
استشهد د.منذر ومعتز وتركوا وديعة غالية وبإذن الله ستحمل اسمه وستمتلك خصاله التي لن تنتهي سلالتها الموروثة عن أبيهم الصابر المحتسب وتربوا عليها، "الحب والعطاء والوفاء وعمل الخير"، تعرف واجبها نحو دينها ووطنها. وغداً سيحمل هذا الشبل بندقية الثائر ليثأر لدم والده ولشقيقه إسلام. فهنيئاً لكم الشهادة أيها الفوارس، فبدمائكم يكتب التاريخ وتعبد طريق الأجيال الصاعدة..امضوا وناموا قريني الأعين فقد سكنتم في أعماق فؤادنا، فوالله لا ولن ننساكم وسنطوي القلب على ذكراكم، رغم آلم لحظة الفراق التي هي أصعب ما في الكون، بعد أن فاجئتمونا برحيلكم دون موعد، ودون أن تستأذنوا بالرحيل.. دون أن نقبل جبينكم الطاهر، لكنكم سبقتونا إلى الجنان بإذن الله تعالى، هناك مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.... فعلى أمثالكم يحق للقلب أن يمتلئ حزناً على الفراق.. وحق للعين أن تدمع. ولكن عبثاً يحاولون قتل شعب أراد التحرر والاستقلال.. شعب لا يتنازل عن أرض الآباء والأجداد .. وحتماً سنبقى للعهد حافظين وبذكراكم الخالدة متمسِّكين.
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين دور الإعلام الفلسطيني والعربي من استحقاق الدولة الفلسطين ...
- الجامعات الفلسطينية تنافس وتعدد في الاختصاصات
- حتى تنجح المصالحة الفلسطينية
- المتضامن الإيطالي - أريجوني- فدائي عشق فلسطين أكثر من الفلسط ...
- هل هو زعيم ثورة أم سفاح وزعيم ثروة..؟
- خدعة إعلامية .. شهادة وفاة لزين العابدين.!
- يا شعب مصر أحذروا التجربة العراقية.!
- الفصائل الفلسطينية علمت بقرب الهجوم على غزة
- القصة القصيرة جدا عند مصطفى لغتيري
- المحاولات تفشل للوقيعة بين الرئيس ودحلان
- في انطلاقة الثورة .. كيف صنعت حركة فتح احترامها بين الجماهير ...
- في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-
- هل هناك حرب جديدة على غزة...؟
- غضب من الله .. أطلبوا الرحمة ..!
- نكتفي بالمهرجانات الحزبية في غزة
- الفصائل الفلسطينية تمتلك صواريخ نووية عابرة للقارات.!
- اغتيال ذكرى عرفات في غزة..!
- المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !
- مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!
- ليبرمان ينطق على المكشوف


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - الشهداء د.منذر ومعتز وإسلام قريقع كتبوا التاريخ بدمهم