أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - نحن بحاجة لزرع وعى لمحاربة المتأسلمين















المزيد.....

نحن بحاجة لزرع وعى لمحاربة المتأسلمين


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 07:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما انهارت اعظم الحضارات فى التاريخ تحت ضربات وهجمات القبائل البربرية ,كذلك ستنهار مجتمعاتنا العربية اذا تركناها تحت رحمة جماعات الاسلام السياسى ذات التوجهات المتطرفة . مما لاشك فيه ان تلك الجماعات المتأسلمة لن تتوقف حتى تقضى على الاخضر واليابس فى مجتماعتنا العربية . فعندما يتحول ارتداء البنطلون الى تهمة وجريمة , وعندما يحتاج الضحك الى تصريح من الجهات الامنية , فنحن امام نوع خاص من الكوميديا السياسية السوداء التى ابتكرتها وابتدعتها مايسمى بتيار الاسلام السياسى .

فمن ازمة الكاتبة السودانية (لبنى حسن )فى عام 2009 نأخذ الحكم والعبر عن توجهات هذه الجماعات المتأسلمة , حيث قامت الشرطة الدينية فى السودان بالقاء القبض عليها , بتهمة ارتداء البنطلون اثناء وجودها فى احتفال عام حضره 300 شخص . الجدير بالذكر ان النظام الحاكم فى السودان رغم ازماته وانقساماته انشغل بمطاردتها لانها ترتدى بنطلون واسع فضفاض , واصدروا حكم بجلدها 40 جلدة .لقد علقت (لبنى حسن) على تلك المهزلة قائلة : (الحمد لله اننا ضبطنا فى مكان عام بتهمة ارتداء بنطلون وبلوزة , وليس فى مكان خاص بدون بنطلون وبلوزة ) .

وعلى (اليوتيوب) شاهدوا جلد النساء فى السودان بسبب ارتداء البنطلونات ,كما شاهدوا احدى حفلات الشرطة السودانية التى ألقت القبض على لبنى حسن والراقصة شبه عارية تتراقص وسط رجالات الشرطة السودانية !! ...وليس الحال فى (غزة) بافضل منه فى السودان , فالصحفية الفلسطينية (اسماء الغول ) ضبطت على شاطىء غزة مع زميلاتها من قبل شرطة الشاطىء بتهمة السباحة بزى غير شرعى , والضحك بصوت عال فى غير وجود محرم مع العلم ان حركة حماس لم تتمكن من بعد من تحرير فلسطين . مايحدث فى السودان مع لبنى وغيرها وفى غزة مع اسماء وبنات جنسها , ومايحدث مع ألوف النساء غيرهن فى طهران وكابول , ليس الا احدى تجليات واختراعات جماعات ديكتاتورية ورجعية , لايحسنون التفرقة بين الفضيلة والرذيلة , ولايعرفون الفرق بين الحكم بما انزل الله وبين ما ادعاه مسيلمة الكذاب . لكن هناك رسالة ارادوا ان يوصلوها لنا !! هى ارهاب كافة المجتمعات ببدعة جلد النساء المسلمات .

تلك البدعة التى ابتدعها الخمينى فى طهران عندما تمكن من الوصول الى الحكم بعد انقلابه على الشاه , حيث فرض ( الشادور) على النساء الايرانيات بقوة وسطوة القانون , واصبحت كل من تخالفه ( مارقة ) تستحق الجلد , وهى البدعة التى تم اضافة بعض التوابل الفقهية عليها وتم تطوريها على يد حركة (طالبان ) فى افغانستان . هؤلاء المتأسلمة ارادوا الاختباء وراء قناع يدارى فشلهم فى ميادين السياسة والحرب , فارادوا اظهار فحولتهم وتحقيق نصر كاسح على النساء !!عن طريق فرض الحشمة من وجهة نظرهم قصرا على النساء .

اهذا هو الاسلام الذى جاء به النبى صلى الله عليه وسلم ؟ او هل امر الله بالتجسس على الناس والتنقيب فى الضمائر والتفتيش فى السرائر ؟ هل امر الله بانتهاك حرمات الناس وطعنهم فى شرفهم والاساءة لسمعتهم ؟ الم يسمع هؤلاء بسكينة بنت الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم , التى كان جمالها يأخذ بالالباب ويسحر العيون . فحين رأها ابوهريرة قال : ( سبحان الله كأنها من الحور العين ) والى جانب دجمالها الفتان اشتهرت سكينة بالتأنق فى ملابسها , وكانت نساء المدينة يقلدنها فى ازيائها وبخاصة تسريحة شعرها التى كانت مبتكرة وعرفت باسم ( الطرة السكينية ) , كما عرف عنها طول باعها فى الادب والشعر ومطارحة الشعراء قصائد النسيب ومجادلتهم فى اشعارهم ... سكينة كانت تعيش ببساطة بنات الصحابة وليس بتعقيدات جماعات الكآبة , ولم ينكر عليها احد ولاحتى فقهاء المدينة السبعة ولا حتى الامام على زين العابدين بن الحسين اخو سكينة بنت الحسين . ألم يسمعوا ايضا عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله احد المبشرين بالجنة , التى كانت اجمل نساء عصرها وزمانها وأرأسهم . وهى التى وصفها الذهبى بانها اجمل النساء , وحديثها مخرج فى الصحاح (اى انها عدول لا تجريح فيها ) وهى التى كانت تأذن للرجال يدخلوا عليها فينظروا لحسنها وجمالها . والقائلة : ( ان الله وسمنى بميسم الجمال فأحببت ان يراه الناس فيعرفوا فضلى عليهم , وما كنت لأستره ) عندما عاتبها زوجها مصعب بن الزبير على تبرجها الشديد !! ياسادة هم اخذوا الدين ببساطة شديدة ولم يكن عندهم شرطة دينية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كما هو موجود فى السعودية والسودان وغزة وغيرها . العيب ليس فى تلك الجماعات المتأسلمة وحدها , ولكن يشترك معها تلك الانظمة الفاسدة المستبدة التى سمحت لهذه الجماعات من اخوان وسلف وجهاد بالانتشار واستخدامها فى استقطاب الجماهير بعيدا عن الحركات والاحزاب السياسية المعارضة لتلك الانظمة المستبدة , من اجل تغييب عقول الجماهير عن القضايا الملحة والاساسية مثل : الحرية والديمقراطية والتنمية والازدهار , الى قضايا هامشية غيبية كالحجاب والنقاب وبول الابل والسحر والجن ورضاع الكبير .

كل هذا الالهاء المتعمد من قبل تلك الانظمة المستبدة من اجل القضاء على اى امل فى ظهور مجتمع مدنى ديمقراطى تتداول فيه السلطة بديمقراطية شديدة قادرة على استخلاص حقوق الشعوب من تلك الطغم الحاكمة والجاثمة على نفوسنا . لذلك سمحت لتلك الجماعات المتأسلمة بالانتشار والتكاثر كخلايا السرطان فى جسد المجتمعات العربية . وتعالوا نحاسب تلك الجماعت المتأسلمة بعد مضى ثلاثة عقود على مايسمى بالصحوة الدينية .

لقد بدأت اثار تلك الصحوة المدمرة فى الظهور الواحدة تلو الاخرى , حيث اسقطت تلك الصحوة الاسلوب العلمى من سلم القيم الانسانية لحساب الخرافة والشعوذة , مما ادى الى خروج جامعاتنا من التصنيف العالمى للجامعات بسبب انهيار البحث العلمى الذى اخرجوه من منظومة القيم الانسانية لصالح الخرافات والشعوذة وبول الابل وجناح الذباب وغيرها من الخزعبلات ... كما دمرت الصحوة ايضا المنظومة الاخلاقية نتيجة التدين المزيف الذى يدور حول المظهر الخارجى والغرائز الحيوانية دون ان يخاطب جوهر الانسان او عقله او احتياجاته .. كما بدأت جماعات الصحوة المتأسلمة فى مسخ شخصية الانسان داخل الانسان المسلم العربى وحولته من فرد حر مستقل قادر على الاختيار والفهم والاستيعاب الى عضو فى قطيع عليه السمع والطاعة .. ولذلك توالت علينا النكبات والانكسارات فى ظل الصحوة المزعومة المفزعة .. الم اقل لكم : نحن بحاجة الى عملية زرع وعى لمحاربة هذه الجماعات المتأسلمة ومن على شاكلتها ....



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقباط بين مطرقة السلفية وسندان الاخوان
- الشائعة وخطورتها على امن واستقرار المجتمع
- مناظرة بين آدم وحواء
- ايران الخمينى دولة الغموض والتناقضات
- الصراع بين الصحافة والسياسة سينتهى حتما بهزيمة السياسة
- جائزة نوبل هى التى خسرت عباس محمود العقاد
- الابتزاز الدينى سيدمر المجتمع المصرى
- خيرنا لغيرنا .... رمال البرلس السوداء الغنية بالخامات النووي ...
- على هامش ازمة الديون الامريكية .... امريكا تقتل القتيل وتمشى ...
- الاخوان والسلفية والتجربة التركية فى السياسة المصرية
- خيرنا لغيرنا ... مصر هى مغارة على بابا لشركات التعدين
- مبارك الجاسوس الاسرائيلى الذى حكم مصر 30 عاما
- هل يوجد شىء اسمه الاقتصاد الاسلامى ؟
- ليست مشكلتنا من يحكم مصر؟ .. ولكن كيف تحكم مصر ؟
- حدوتة مصرية اسمها ابراهيم الرفاعى او سيد شهداء الصاعقة المصر ...
- رؤية تحليلية على هامش محاكمة مبارك
- نصائح قد تنقذ حياة شخص عزيز عليك
- لماذا ينكر السفير السعودى دورهم المشبوة فى تمويل الجماعات ال ...
- صفقات السلاح التى تشتريها السعودية ولا تستخدمها ..لماذا ؟
- مصر تحت القصف السلفى والتيارات الدينية ... الى أين؟


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - نحن بحاجة لزرع وعى لمحاربة المتأسلمين