أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - فشل أنظمة الاستبداد في إدارة الدولة والمجتمع














المزيد.....

فشل أنظمة الاستبداد في إدارة الدولة والمجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 22:08
المحور: المجتمع المدني
    


إن النظام المستبد نظاماً منغلقاً على ذاته ومجتمعه لخشيته افتضاح ممارساته القمعية المدعومة من جهات دولية متنفذة يحقق مصالحها على حساب المصالح الوطنية فتضمن بقاؤه في السلطة أمد طويل. ومع إختلال معادلة المصالح الدولية المتبادلة انزاح الغطاء عن ممارساته القمعية التي لاقت الشجب والإدانة من منظمات حقوق الإنسان الدولية. كما أن وعوده الزائفة بإجراء اصلاحات شاملة لا تحظى بالصدقية فمسعاه الأساس كسب الوقت وتحشيد قواها لارتكاب مزيداً من الجرائم ضد المعارضين والتهرب من استحقاقات دولية تلوح بفرض عقوبات قاسية ضده.
إن المشكلة الأساس لأنظمة الاستبداد تكمن في منظومتها الفكرية القائمة على العنف وإلغاء الآخر وخلال عشرات السنيين من هيمنتها على السلطة زجت بحثالات قاع المجتمع في أجهزتها الأمنية ومنظماتها الحزبية لإستخدامهم في اضطهاد المعارضين، لذلك ليس سهلاً تغيير نهجها العنفي. فضلاً عن أن معظم منتسبيها يعانون الدونية في المجتمع ويجاهدون التخلص منها بفرض إرادتهم على المجتمع واخضاعه بالقوة، فعملهم في الأجهزة الامنية والحزبية يقلل شعورهم بالدونية.
يقول (( نيتشه )) : " إن من يعيش تجارب رهبية خلال حياته يصبح رهيباً هو ذاته ".
تصطدم محاولات الأنظمة الاستبدادية إجراء اصلاحات في بنيتها التنظيمية ومنظومتها الفكرية بعوائق كثيرة من داخل النظام ذاته، فمهما كانت توجيهات القيادة صارمة لأجهزتها الأمنية والحزبية بتغيير نهجها العنفي لا يؤخذ بها لانصياعها إلى عقيدة فكرية تنظم عملها الأمني والحزبي من دونها تفقد السيطرة والانضباط العقائدي وتصاب بالشلل التام. إنها لا تجييد سوى لغة العنف لإخضاع الآخر وتعتقد من خلال خبرتها الأمنية المتراكمة لعقود من الزمن أن أنجع الأساليب لإخضاع المجتمع وحماية نظام الاستبداد استخدام العنف.
وفي المقابل إن اجبرت على تغيير نهجها وأساليبها العنفية ضد المجتمع تفقد توازنها ويتخلى منتسبيها عن النظام لشعورهم في اللاوعي أنهم أصبحوا خارج مظلة الحماية من القانون وعرضة للمساءلة القانونية عن جرائم ارتكبوها بحق المعارضين ما يؤجج مشاعرهم السابقة بالدونية والاحتقار الاجتماعي، وتصبح خياراتهم محدودة إما رفض توجهات النظام بالتغيير والتمادي بنهج العنف على نحو أقسى ضد المجتمع وإما التخلي عن النظام لخشيتهم التعرض للانتقام من ذوي الضحايا عند سقوط النظام.
يعتقد (( توماس كوهين )) " أن الحلول الصحيحة لمشكلات سابقة، لا تصلح لحل مشكلات مماثلة في الحاضر ".
إن الحل الأمثل لإجراء عملية التغيير الشامل والتحول من أنظمة مستبدة إلى أنظمة ديمقراطية لا يجري سوى بإسقاط منظومة الاستبداد على نحو كامل وتطهير الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة من حثالات نظام الاستبداد والشروع ببناء مؤسسات دولة خاضعة إلى تشريعات قانونية تنظم عملها المهني لخدمة المجتمع.
يبشر (( أورهان باموق )) الناس قائلاً : " إن يوم الخلاص أصبح قريباً جداً لن تضطروا بعده الوقوف بالدور الطويل وبصفوف كثيرة حاملين الأوعية البلاستيكية منتظرين تدفق الماء من الصنبور، فمعاناتكم أقتربت من نهايتها ".
لا يمكن التعويل على وعود زائفة يطلقها رأس النظام المستبد لإجراء عملية التغيير الشامل والتحول إلى النظام الديمقراطي، فاستخدام العنف المفرط ضد المجتمع وتعاظم عدد الضحايا افقد المجتمع الثقة بنظام الاستبداد. لذلك يجب عليه الاعتراف بالفشل الذريع في إدارة الدولة والمجتمع والعمل على اجراء انتخابات ديمقراطية تحت اشراف دولي لضمان نزاهتها لينتخب المجتمع بنفسه قواه الوطنية أو يجري اسقاطه بانتفاضات شعبية عارمة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التماهي بسلطة الاستبداد
- الممارسات العنفية لسطة الاستبداد ضد المجتمع
- سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي
- السلطة المستبدة وأزمتها السياسية
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة


المزيد.....




- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - فشل أنظمة الاستبداد في إدارة الدولة والمجتمع