أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب آيت حمودة - ليبيا والثورات العربية ، دروس بلا منتهى ...















المزيد.....

ليبيا والثورات العربية ، دروس بلا منتهى ...


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع للشأن الليبي والتلاسن بين بنغازي ( الثوار) وطرابلس ( القذافي) وعلاقتهما بالغرب والعرب ، يصاب بالدوار والغثيان ، خاصة إذا فتح قناة تلفزية ليبية وأعقبها بأخرى عربية شبه مستقلة مثل الجزيرة والعربية ، فكل الإختلالات بائنة ، والتخوينات والعمالة متبدالة بما يرافقها من شتائم خاصة على لسان الزعيم ( الموهوم) القذافي الذي لا يستح من وصف خصومه ومعارضيه بأقدح الأوصاف ، ومن جملة القناعات والإستنتاجات التي استخلصتها وأنا أتابع الأحداث والتي قد تكون موافقة أومعارضة لغيري من المتتبعين المشاهدين هي :
1) جل الأنظمة العربية باستثناء (دول التعاون الخليجي ) بما فيها التي خاضت شعوبها الثورة ( كتونس ومصر) لم تصرح بموقفها تجاه الثورة الليبية لأسباب مختلفة قد يعود بعضها إلى الخوف عن حياة رعاياها العاملين بليبيا كمصر وتونس والجزائر ، أو لأسباب أخرى قد يكون لإفشال الثورة في مهدها أولى من تشجيعها على الإنتشار لدى شعوبها ، وقد جاء اعتراف تونس بالمجلس الإنتقالي متأخرا لكنه فاعلا ومفيدا للثورة ، كما أن وقوفها مع الثورة كان ضمنيا منذ البدايات الأولى ، على عكس نظام الجزائر الذي كان مترددا وجلا من الإفصاح عن موقفه من باب احترام بند أساسي في سجله التعاملي مع الخارج الذي ينص على ( عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول ) ، أو لأن موقفها نفعي لصالح بقائها في السلطة لأن نجاح الثورة بليبيا يعني انقلاع كل الأنظمة المشابهة له في المغرب الكبير بما فيه الملكية الدستورية المزعومة .
2) حكام العرب مصابون بنرجسية مرعبة وهم أكثر خلق الله تمردا على نواميس الحياة ، استغفلوا شعوبهم وركبوها ركوبا مقلوبا لانتشار السذاجة والأمية والخرافة فيما بينهم ، فمن عبد الله صالح إلى بشار الأسد مرورا بالقذافي وصولا لبوتفليقة كلهم سواء في الطغيان والإستبداد ومحق الآخرين المخالفين لهم ولو في الصلاة ، ولا يترددون لحظة في قتل شعوبهم وإفنائها وضربها بالكيمياوي والسلاح المحرم دوليا ، الذي صنعه الغرب وباعه لفاقدي الضمير والإحساس ، فأنا لا أثق في أنظمة سخرت مقدرات شعوبها لبناء ترسانة أمنية وعسكرية متشعبة ليس لحماية البلاد والعباد وإنما لقهرهم وقتلهم .
3) ليست العبرة بالتخلص من رؤوس النظام المستبد في هذه البلدان ، وإنما يجب على الشعوب الثائرة أن تكنس كل أزلامها ، الذين لا شك وأنهم امتصوا خيرات البلاد بما يدره النظام عليهم من منافع دنيوية على شكل امتيازات وهبات وريوع ، فلا يُعقل أن تقوم ثورة شعبية شباية في تونس ومصر ، وتبقى وجوه تحاول الإلتفاف على الثورة ، وما نشهده في مصر وتونس من إشارات كاف بفهم اللعبة ، فالأنظمة تُغيير الوجوه والشخصيات لكنها باقية في الحكم إلى أبد الأبدين إذا لم تستفق الأمة وتعمل على إجبار منطقها السياسي ، وخطها الثوري الذي سقطت من أجله أرواح عديدة مديدة .
4) مواقف الغرب سباق لمساندة الثورات العربية القائمة ، ومهما كان غرضه من ذلك ، أكان استراتيجيا أو نفعيا مصلحيا ، ففيه نفحة ايجابية وموقف أخلاقي إنساني بارز ، ومن حق ثوار ليبيا رفع أعلام الدول الغربية التي ساعدتهم على تحقيق حلمهم الثوري ضد طاغية لا مثيل له في عالم الإنس والجن ، ولولا الغرب لما أثمرت ثورتا تونس ومصر و لما حقق الثوار الليبيون شيئا أمام جبروت القذافي وكتائبه المدججة بالسلاح .
5) تركيا أكثر الدول الإسلامية تعاطفا مع ثورات المظلومين العربية ، فهي تحاول استرجاع مكانتها الأولى في الشرق بعد أن جعلها كمال أتاتورك الأخيرة في الغرب ، دافعت عن فلسطين في دايفوس ، و ناصرتهم عبر أسطول الحرية ، وتدخلت في الشأن الليبي والسوري دعوة للإصلاح ، حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان حقق طفرة نوعية في الوطن العربي لولا سلبياته في التعامل مع ذويه الأكراد ، ولعل اخفاقاتها في الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي فتح أعينها مجدد على العالم الإسلامي لاسترجاع هيبتها وقوتها كما كانت ذات زمان أيام عز الأمبراطورية العثمانية وسلاطينها سليمان القانوني و محمد الثاني ، فهي أولى من غيرها في تقدير الكثيرين تحت يافطة الإسلام .
6) الوضع السوري بتركيبته الحالية متوجه نحو الخسران ، و تكرار فواجع ما وقع ويقعُ في ليبيا من قتل ودمار، وهو ما تسعى إليه الإستراتيجية الأسدية المتأسيدة على شعبها ، دفعُ الشعب لرفع السلاح قصد ايجاد ذريعة لقتله بدم بارد بحجة إخماد تمردات طائفية وسلفية ؟ حبذا لو ارتدع نظام الأسد بما جرى ويجري ، و تنحى عن طواعية فبذلك ينال الحسنيين كما نالها قبلا الإمام الحسن بن علي فيما يسمى بعام الجماعة عام 41 للهجرة درأ للفتنة وحقنا لدماء المسلمين ، غير أن التنحي من سابع المستحيلات عند هؤلاء ، فإما بقاء في الحكم أو إفناء للجميع ، غير أن تضييق الخناق على النظام بدأ يؤتى أكله ، ولعل الفرج يأتي سريعا وقريبا .
7) الشعب اليمني ثابت ومصابر ، وصبره فاق صبر أيوب ، ومظاهراته السلمية بتعدادها المليوني الهائل نالت إعجاب العالم ، وأصبحت قدوة حتى في الدول المتقدمة ، فقد قلدها حتى الإسرائليون ، والأسبان ، والطليان في مقارعة حكوماتهم ، غير أن عبد الله صالح وأزلامه وتبعه يحاولون جر البلاد لحرب أهلية لا يُحمد عقباها في مجتمع قبلي مسلح ، فلم تنفع معه كل التوفيقات التي جاءت على لسان منظمة التعاون الخليجي من دول الجوار.
8) غياب الحسم السريع في الثورات الليبية واليمنية والسورية على سابقتها في تونس ومصر، مرده إلى استفادة تلك الأنظمة بأخطاء من سبقها سقوطا ، وعدم اتضاح مواقف القوم وأهل الملة التي انبنت مواقفها غالبا على المصالح أكثر من انبنائها على البعدين الأخلاقي والإنساني .
9) النظام العسكري في الجزائر متخوف من نجاح الثورتين الليبية والسورية ،لأن نجاحهما هو سبيل لتحجيمه طواعية أو قسرا ، وتنحي الرئيس بوتفليقة لا يؤخر ولا يقدم شيئا ، لأنه واجهة براقة لاغير ، وخيوط اللعبة في أيد لاعبين مهرة ، تحكموا في دواليب الدولة منذ الإستقلال ، اجتثاثهم يحتاج إلى ثورة فعلية قد تتوفر لها الأسباب مستقبلا ، إلى ذلك الحين نتمنى أن تحدث التغييرات والإصلاحات بالسرعة المطلوبة ، حتى لا تتكرر فواجع العشرية الدموية الحمراء التي ذاق منها شعبنا الأمرين .

وصفوة القول أن الثورات المتأججة فيما ُيعرف بالو طن العربي هي ثمرة لغرس دام أزيد من نصف قرن ، ذاقت فيه الشعوب ويلات التمييز ، والجبروت والقهر ، والاستبداد ، في ظل حكم شمولي تلاعب بعقول الناس وصور لهم الهزائم انتصارا ، والفقر غنى ، والإستبداد عدالة ، و استحكم الناس في ظل الإنفتاح الإعلامي السمعي البصري ، وانتشار المواقع الإجتماعية إلى العقل والموازنة فاستيقظوا من نومهم وأشعلوها ثورات ضد المستبدين في بلدانهم ، ولا شك في أن الثورات القائمة ستحقق منشدها إن آجلا أو عاجلا ، لأن إرادة الشعوب لا تُقهر .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإسلام دين الدولة ؟
- في صراع المجد مع المتمجد .
- أنظمة لا ترحل ... إلا بترحيل شعوبها .
- قبائل هوارة الأمازيغية بمصر .
- اللغة ...إلهام رباني أم صناعة بشرية ؟
- لسنا الأفضل.... ولغَتنا ليست أفضل اللغات.
- الناطقون بالعربية من غيرالعرب .... هل هم من قومية عربية ؟
- الأزمة البربرية (BERBERISMES ) ومفهوم (الجزائر الجزائرية ).
- سيفُ القذافي ... إن لم يُقطع قطعَ !!؟ .
- القذافي وليبيا ، أين المنتهى ؟
- نجاح ثورة ليبيا ... هي إنذار ثالث للأنظمة العربية .
- الجزائر .... وعبرة الإنتفاضات المجهضة .
- أين الخلل في بوتفليقة أم العسكر ؟
- ثورة مصر في الميزان .
- الريس بين التنحي الرحيم .... والتنحي الرجيم ؟!!
- من يوم الغضب ...إلى يوم الرحيل .
- في ميدان التحرير.....مصر لمن غلب !!
- المظاهرة المليونية .... وخطاب حسني مبارك ؟؟
- في مصر ... جيش ، شرطة ، بلطجة ..وأشياء أخرى .
- .... مصر ثانيا .... فمن الثالث ؟


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب آيت حمودة - ليبيا والثورات العربية ، دروس بلا منتهى ...