أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!















المزيد.....

ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(حول ربط المالكي بين الثورات في المنطقة و"الصهيونية" واسرائيل!)



في كلمته في احتفال بذكرى 30 لمنظمة بدر، احد المليشيات التي في السلطة اليوم، تحدث المالكي عن موضوعة الساعة في المنطقة، اي ما اسماه "الربيع العربي"، ومايسميه البعض بـ"الثورات العربية" قائلاً "ما يحصل في المنطقة (من تظاهرات واحتجاجات) هي مطالبات ونحن معها (!!)، غير انها لا تخلو من تحديات تسعى لنخر تلك الدول"، مبيناً أن "رياح التغيير في دول المنطقة ستؤثر على العراق والعدو يتربص بنا، والدوائر هي الصهيونية واسرائيل". محذر من ان وراء هذا الامر هو الصهيونية واسرائيل المستفيدان منه (!!). وحذر من ان مخطط "صهيوني" واسرائيلي يستهدف العراق ودول المنطقة (!!).

لاترك جانباً الاسلوب المنافق بكون المالي مع مطاليب هذه التظاهرات، ذلك انه رد عليها باكثر الاشكال شراسة ودموية في العراق حين انطلقت منذ 25 شباط، اذ رد المالكي وجلاوزته الامنيين وقواته المليشياتية كاي صاحب سلطة باكثر درجات الرعب والهلع. لقد رات الجماهير في العراق مدى كون المالكي مع المطاليب العادلة للجماهير.

ولكن ان مايلفت الانتباه فعلاً هو منطقه، منطق اللامنطق. انها النغمة القديمة والمستهلكة ذاتها. نغمة علكها ملك حسين والاسد والسادات والبكر وصدام وغيرهم وسائر القوميين العرب. ولكن ان كانت هذه النغمة قد لقت اصداءاً ما في حينها، فانها اليوم مبعث سخرية الجميع. ملّت الجماهير هذه النغمة وهذه الهرطقة، وليس لهذه البضاعة مشتري. لقد سعى قبل 25 شباط وبشكل وقح وصلف وصفاقة يحسد عليها (وفي الحقيقة لايحسد عليها احد!) الى اتهام المتظاهرين بالبعثية والقاعدة وغيرها من سخافات في دوس واضح على مشاعر الملايين من الذين يرسفون في الفقر، الجوع والبطالة وانعدام الحقوق والظلم وسلب الحريات والحقوق السياسية والمدنية. وهاهو اليوم يعود الينا بضالة لايسمع اصدائها سوى نفسه وحاشيته البائسة.

ولشدة ما جعبة المالكي خالية من الناحية السياسية، ليس لديه سوى هذه المبررات والتفسيرات الهزيلة. انه البؤس. انه يتصور انه يستطيع ايهام احد بالامر. ليس ثمة امرء لديه عقل او ذرة من عقل ان يقبل بهذا التفسير وهذا المنطق. انه استهتار مخزي بعقل الاخرين، بحاجاتهم وامانيهم وتطلعاتهم. ان هذا الحديث يؤكد للمرة الالف مدى عدم صلة المالكي ومن امثاله بمطاليب الناس وحاجاتهم. وان كان هذا الامر نصف مصيبة، فانها لمصيبة كاملة ان يتصور احد ما "ذرة خير" من المالكي وحكومته القومية-الطائفية، حكومة النهب والسلب المفضوح لثروات المجتمع والتنكر لمطاليبه.

ان هذا هو رسالة مباشرة وصريحة بان الرد على "ربيع الثورات" في العراق سيكون مصيره القمع والاستبداد الفظ، وهو ماقام به باقسى الاشكال واكثرها بشاعة تجاه المتظاهرين السلميين والابرياء والعزل. انه اعطاء المبرر السياسي للقمع المقبل تجاه الجماهير المحتجة.

خندق الثورة المضادة
فيما يخص سوريا، التحق المالكي بجوق القوى المضادة العالمي والاقليمي والمحلي. تخندق مع الاسد في التصدي لجماهير سوريا المناضلة من اجل الحرية والمساواة والرفاه. املت عليه ايران ان يدعم نظام الاسد بعشرة مليارات دولار لدعم النظام لسوري، في خطوة معادية لجماهير سوريا. قبل المالكي بهذا الاملاء، ولكن كانت مشكلته تكمن في كيفية اقناع الاطراف الاخرى في تحالفه والسلطة بهذا الامر، وتعهد بتنفيذ الاملاء على شرط اقناع ايران لحلفائها الذين في السلطة بلزوم الصمت!! وقد قامت ايران بذلك. ولكي يجدوا منفذ ومخرج لهذه الاموال، تحدث (وفي الحقيقة اوجد ازلام النظام الاسلامي الرجعي المنفذ!) عن ان الامر يتعلق بتوقيع مشاريع اقتصادية بين العراق وسوريا!!

انها كذبة مفضوحة. اذ لايعلم النظام السوري الاجرامي كم من الايام بوسعه ان يبقى او لايبقى اساساً، فاي صفقات تجارية تتحدث عنها حكومة المالكي؟! لماذا ان العراق وايران فقط اليوم يعقدان الصفقات "التجارية" مع هذا النظام الزائل؟! انه مشاركة صريحة في الجرم بحق جماهير سوريا. يجب ان يسجل هذا، ويكون معلوماً للجميع. ان دماء الالاف من جماهير سوريا لا "في رقبة" بشار الاسد وشلته الاجرامية، بل "في رقبة" المالكي وداعمي نظام سوريا من قوى الثورة المضادة.

املاءات ... تنازلات!
ان ايران، من ناحيتها، تعلم علم اليقين ان السلطة متازمة في العراق، وان اوضاع المالكي في اكثر مراحل سلطته تازماً بحيث انه في وضع ضعيف جدا لايتحمل ضغط كبير. فكل اطراف المعادلة السياسية والقوى السياسية، ومن ضمنهم تحالفه الوطني، مكشرة الانياب، في صراع جدي حول السلطة وانتزاع اكبر مايمكن من مكانة وحصة من الثروات: الائتلاف العراقي بقيادة المجلس الاعلى غير راضي عن حصته، القائمة العراقية في صراع حاد مع المالكي، الصدريين ينشدون اكبر مايمكن من فرض التراجعات على المالكي وان يفسح لهم مجال اكبر في السلطة، الكل يسنون رماحهم تجاهه، ومن جهة اخرى ضغط المجتمع والحركات الاحتجاجية في العراق، واجندة السلطة التي رائحة عفونتها تزكم الانوف وانعدام الخدمات، وبايجاز فشل الحكومة التام على كل الاصعدة. ولهذا، فان المالكي على استعداد تام للتنازلات تلو التنازلات من اجل الابقاء على سلطته وحكمه، حتى ولو باي ثمن كان وبالاخص تجاه ايران. ان هذا ماتعرفه ايران جيداً، وهذا هو اساس فرض ايران للشروط والاملاءات السياسية على المالكي وسلطته. من جهته يعرف المالكي ان لايران تاثير على طيف واسع من التيارات السياسية القائمة في السلطة، وبالتالي بوسعها ان تجبرهم و تدفعهم للسير ورائه فيما اذا نفذ اجندتها.

بالاضافة الى هذا، في الوقت الذي يرزح المجتمع في فقر مدقع وجوع وبطالة، ليس من حق المالكي وامثاله التلاعب بمقدرات المجتمع لخدمة اهدافهم السياسية الضيقة والمتمحورة في البقاء في السلطة باي ثمن. ليس من حقه هدر مليارات الدولارات بهذا الشكل غير المبرر من زاوية حاجات الجماهير في العراق ومتطلباته غير القابلة للتاجيل. انه اقصى درجات الاستهتار بالمجتمع في العراق ومطاليبه العادلة.

كذبة "مصلحة اسرائيل"!
ان "ربيع الثورات"، وعلى خلاف ادعائات المالكي، لاتصب في مصلحة اسرائيل بالضرورة. انها تضعها امام فضاء واسع جديد، تضع اقدامها في ارض جديدة نوعا ما، تضعها امام لوحة غير معلومة الملامح، وبالتالي، العواقب بالنسبة لها.

برحيل مبارك، خسرت حليف استراتيجي مهم في المنطقة. ان خسارة غاز مصر باسعار مرخصة الى اسرائيل لايمثل الا شيء ضئيل مقارنة بالخسارة السياسية والاستراتيجية. في الوقت ذاتها لاتعلم الى اين يؤول مصير السلطة في سوريا، وبيد من ستقع، اي ليس لديها ضمانات حول طبيعة السلطة المقبلة في سوريا مثلا واثارها على اسرائيل. انها تعرف نظام الاسد، ومستعدة للتعامل معه، والوصول لاتفاقات معه، حتى وان اتخذت وقتاً ومسارات اكثر تعرجاً. وقد قامت بذلك من قبل.

بيد ان مالايصب في مصلحة ايران، في حقيقة الامر، هو رحيل حليفها الاستراتيجي، الاسد. وهو مايقلق ايران الى ابعد الحدود، لانها ستخسر اداة ضغط حليفة جدية ومؤثرة في المنطقة، اداة لها دور قوي في رسم المعادلات السياسية في لبنان وفلسطين وبالاخص عتلاتهما في هذين البلدين: حماس وحزب الله وغيرهم. ان خسارة ايران معلومة بهذا الصدد، في الحقيقة خسارة كارثية، وهو مايغض المالكي النظر عنه، ليردد نغمة خامنئي ونجاد ذاتها بالضبط دون نقصان.

في الحقيقة ان المالكي، وكسائر القوى الحاكمة في المنطقة، في كابوس جدي ومؤرق من الاوضاع الثورية الراهنة في المنطقة. لم لا وهو يرى تتهاوى قلاع حكم بنيت بالدم والحديد البوليسي تتهاوى في لمح البصر. ان مايخافه هو انتقال هذه الاوضاع الى بغداد وسائر مدن العراق، في اوضاع ازمة سياسية خانقة لم تشهد لها مثيل وسخط جماهيري عارم بوجه سلطة المالكي القومية- الطائفية.

على جماهير العراق، واولها الطبقة العاملة، ان تحسم مصير هذه السلطة المليشياتية في العراق، ان تنهي عمرها المشؤوم واجندتها المعادية للجماهير. يجب ادامة الحركات الاحتجاجية، تقوية صفها ورصه حتى اسقاط سلطة القمع والاستبداد والاستهتار بالمطاليب العادلة للجماهير.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي ...
- الاهداف الحقيقية وراء قرار اعدام مسؤولي النظام السابق!
- انها القومية... وليس لوث عقل اندريس بريفيك!
- بصدد تنظيم العمال!
- للرد على الامبريالية... ينبغي ادامة الثورة وتعميقها!
- لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)
- عالم مقلوب بوسع الطبقة العاملة، وفقط الطبقة العاملة، ايقافه ...
- نداء الى جماهير مصر المنتفضة: ينبغي حل الجيش لا حكمه!
- اوضاع تونس ومصر وانعكاساتها على العراق!
- طالباني وبؤس -الريس-!!!
- نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!
- حول الشعبوية المنفلتة العقال اثر احداث تونس!
- عمال تونس! رحل بن علي... وماذا بعد؟!
- اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!
- بصدد منظمات المجتمع المدني!
- اوهام.. تناقضات.. انسداد افاق! (حول تشكيل الحكومة العراقية!)
- حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق
- اختزلت الانسانية والشيوعية اجمل وارق عصارتها واودعتها ليلى م ...
- قرصنة لم تحل دون وصول الرسالة!
- لاتبتلعوا طعم هذه المهزلة المسماة ب-الانتخابات-، بل الفظوه ب ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!