أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - لن أكون عسكري سيكا بعد اليوم ..!!















المزيد.....

لن أكون عسكري سيكا بعد اليوم ..!!


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ ستة أشهر تقريبا كنت في زيارة لإحدى إدارات الأزهر ، سمعت قصة قصيرة فجّرت داخلي كتابة هذا المقال عن أسلوب تعامل قادة الجيش والشرطة والضباط وضباط الصف وأمناء الشرطة مع المجندين أو العساكر الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية (خدمة للوطن) ، وقبل أن أبدأ القصة أطرح هذا السؤال الصعب:
هل جميع شباب مصر الذين يؤدّون الخدمة الإلزامية (التجنيد الإجباري) يقومون فعلا بخدمة الوطن.؟؟..!!

أولا القصة:
كان أحد الموجهين يحكي قصة ابنه الذي بدأ إجراءات التعبئة والتجنيد الإلزامي بعد تخرجه ، وعمله لفترة قصيرة مدرسا بالأزهر ، وكان الوالد (الموجه) يتساءل بين زملاء العمل عن واسطة لمساعدة هذا الابن لكي يقضى فترة التجنيد في مكان مناسب لا يعاني فيه ويلات الحياة العسكرية ويتفادى التعامل القاسي الذي يعلمه الجميع ، وفي خضام هذه المناقشة قالت والدة الشاب (وهي موجهة بالأزهر أيضا) لقد وجدنا (واسطة) وقال لي أن ابنك سيكون في غاية الراحة ولن يشعر لحظة واحدة بأنه يخدم في الجيش المصري ، لأنه سيكون مع رتبة من الرتب الكبيرة ، ملازما له أينما غدا أو راح ، يأكل ويشرب معه ويجلس معه في مكتبه ، ولن يعاني من ممارسة طوابير اللياقة والخدمات الشاقة وحمل السلاح ، فردوا عليها جميعا خير خير بالتوفيق إن شاء الله ، لكنها فوراً قاطعت الجميع قائلة إن ابني رفض هذه الواسطة بشدة معللاً ذلك بأنه يرفض أن يكون عسكري (سـيـكا) ، وقال لي أنا على استعداد أن أعيش في الصحراء بلا طعام ولا ماء ولن أقبل أبدا أن أكون (سـيـكا) فهذا عار على أي شاب ويزداد هذا العار لو كان هذا الشاب مدرسا وشارك في الثورة المصرية العظيمة.

ثانيا: التعلــيـق
من خلال معلوماتي المتواضعة عن موضوع العسكري (سـيـكـا) أقول: ولكي أجيب على السؤال أعلاه:
إن كل قائد أو ضابط أو حتى صف ضابط أو أمين شرطة في الجيش أو في الداخلية ، يُسَـخِّـر عسكري أو أكثر من المجندين ليكونوا تحت إمرته ، حيث يقضون فترة خدمتهم في وظيفة لا علاقة لها بالوطنية ، تمت صناعتها في الجيش والشرطة أثناء عهد مبارك الفاسد ، وهي وظيفة (سيكا) أو العسكري سيكا ، وهذه الوظيفة يقوم فيها العسكري بنقل كل الأخبار التي يسمعها في السرية أو الكتيبة للقائد أو الضابط الذي يعمل معه ويخدمه ، كما يقوم العسكري سيكا بخدمة هذا الضابط أو القائد بغسل ملابسه وجواربه حتى ملابسه الداخلية وتلميع حذاءه ، وتحضير الطعام والشراب والشاي والقهوة والعصائر ، ولو حكم الأمر شراء جميع احتياجاته من خارج الكتيبة ، هذا داخل المواقع التابعة للجيش أو الشرطة ، كما يقوم نفس العسكري بخدمات أخرى لا علاقة لها بخدمة الوطن ، حيث يقوم بخدمة عائلة هذا القائد أو الضابط في بيته ، وخدمة جميع أفراد الأسرة والأصدقاء والأصحاب ، وتلبية جميع احتياجاتهم على أكمل وجه. هذا من ناحية العسكري سيكا ..

و هناك أسلوب آخر يتم فيه استغلال بعض المجندين الفلاحين في العمل في مزارع الجيش ومزارع القادة الكبار في الجيش والعمل في مزارع المواشي والدواجن ، التي لا يعلم عنها أي مصري أي شيء حتى الآن ، رغم انكشاف حقائق وجرائم النظام السابق ، هنا يخرج عدد كبير جدا من الشباب بعد نهاية خدمتهم يجهلون الحياة العسكرية ، ولا يستطيع الواحد منهم أن يحمل بندقية بلاستيك في عيد الفطر ، لأنه قضى مدة خدمته في عمل بعيد تماما عن الحياة العسكرية وقواعدها وتدريباتها وسياستها التي تفيد المواطن وتجعله تحت الطلب في أي ظرف يمر به الوطن ، كالظرف الراهن الذي تمر به مصر هذه الأيام في شهر أغسطس من عام 2011م ، بالإضافة أن قادة الجيش وضباطه استغلوا شباب الوطن في خدمتهم ، ولم يشارك هذا الشباب ، ولم تستغل قوتهم في خدمة الوطن كما يقولون ، ونحن لا نعمم ، ولا ننكر وجود كثير من الشرفاء من القادة والضباط الذين يخدمون الوطن بكل إخلاص ولا فرق بينهم وبين أي جندي ، وبعض هؤلاء الضباط يُحضر طعامه وشرابه من بيته أثناء فترة تواجده داخل الجيش أو الشرطة ، ويرفض أن يشرب أو يأكل داخل مكان عمله.

ورغم كل هذا الاستغلال لشباب مصر وتكريس هذه القوة لصالح قلة من الأفراد نجد في أولى صفحات (دليل الشباب للتجنيد والتعبئة) درسا في الوطنية يقول " إن الخدمة العسكرية والوطنية شرف ، ومصر لا تمنح هذا الشرف إلا لمن يستحق ، وشباب مصر هم الأحق بهذا الشرف ، فالشباب طاقة قوية .. والوطن في حاجة إلى هذه الطاقة ......إلخ)" ، انتهى

والسؤال هنا: هل ما يفعله بعض أفراد الجيش والشرطة من المجندين أثناء الخدمة الإلزامية في خدمة القادة والضباط ، في مكاتبهم وبيوتهم ومزارعهم يعتبر استغلال أمثل لشباب مصر وتكريسا لقوتهم لصالح الوطن.؟ ، وهل يعتبر هذا العمل شرف.؟.

نريد من المجلس العسكري إنهاء هذه المهازل ، وذلك لأن ما يحدث هو عملية استعباد للمجندين ، وعودة لزمن الرقيق والعبيد ، والأخطر والأهم من هذا وذاك أن معظم هذه الأعمال لا علاقة لها بالشرف ولا خدمة الوطن ، ولو فُرض علينا الدخول في حرب مع أي دولة فاحتمال الهزيمة كبير جدا بسبب هذه الأفعال والسلوكيات والسياسات الخاطئة والمخالفة لقواعد التجنيد ، ولأن هذه الطريقة تصنع نوعا من الحقد بين القادة والأفراد ، وهذا ما نجح فيه مبارك خلال ثلاثة عقود مضت لصالح إسرائيل ، حيث تمّ تدمير نفسية الجنود وذلك لأن راتب الواحد فيهم لا يزيد عن 150 جنيه شهريا ، وهذا الراتب لا يكفيه أجرة سفر ، ومعظم المجندين كان يعول أسرة قبل دخوله الجيش ، فماذا تفعل أسرته براتبه الذي لا يكفيه هو وحده ، وفي المقابل بعض القادة يصل راتبهم إلى مئات الألوف ، وسؤال هام ما هي وظيفة سلاح الشئون المعنوية في القوات المسلحة .؟ إذا كان هذا هو حال الأفراد الذين يمثلون أهم قوة في الجيش لدرجة جعلت الجنود ابتكروا مقولة خطيرة وهي أن (الداخل مفقود والخارج مولود) بمعنى أن من يدخل الجيش مفقود ، ومن يخرج منه مولود.

وأعتقد من الممكن إنشاء سرية داخل كل كتيبة أو لواء تقوم بمهمة الغسيل والكَيْ وجميع الخدمات الأخرى التي يحتاجها القادة والأفراد ، بحيث تؤدى هذه الخدمات للجميع بصورة تحترم إنسانية المواطن المصري ، وكذلك قد تساهم في تعليم البعض حرفة أو مهنة يستفيد منها بعد انتهاء فترة تجنيده مثل قيادة السيارات والميكانيكا ومهن وحرف أخرى يتم تعليمها للمجندين.

كلمة أخيرة:
أعتقد أن أي مصري لا يستطيع أن يخدم نفسه ويقوم باحتياجاته الشخصية على أكمل وجه فهو حتما سيعجز ويفشل في خدمة الآخرين ، وكذلك لن يستطيع خدمة الوطن ، وهذا الكلام ينطبق على أي إنسان مصري في أي موقع ، كما ينطبق على رجل الجيش أو الشرطة سواء كان قائدا أو ضابطا أو صف ضابط أو أمين شرطة.

هل سينتهى عهد العسكري سيكا.؟ ..!!



#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن يرح يموت ل مبارك ..!!
- سياسة الكيل بمكيالين بعد الثورة المصرية..!!
- مُنْعَطف خطير في التعامل مع الثورة المصرية
- الهوية المصرية في خطر
- نجاح الثورة في تحقيق مطلبين ..!!
- إخوان سلفية .... أمن دولة بلطجية ..!!
- أهمية البُعد الزمني في الثورة المصرية..!!
- اتقوا الله في مصر .. رفقا بالثوار .. فهم ليسوا ملائكة ..!!
- هل الشيطان هو الذي اختار مكان المسجد النبوي.؟
- التطور الطبيعي للثورة المضادة
- الدعوة السلفية تأصيل لعقيدة - هذا ما وجدنا عليه آباءنا -
- الاستراتيجية السياسية للإخوان...1
- محاكمة مبارك بين الحالة الصحية والحالة الأمنية والتمهيد للبر ...
- في الدولة المدنية ... من بدّل دينه فلا تقتلوه..!!
- لا أريد من رئيس الدولة أن يدخلني الجنة....!!
- لماذا قامت الثورة.؟ ... ومن الذي استفاد منها حتى الآن.؟!!
- من يملك العفو عن مبارك..؟؟!!
- هل الثورة المصرية ضلّت الطريق ..؟؟!!
- من الذي نشر الفكر المتشدد والمتطرف في مصر.؟
- الفتنة الطائفية .. بين عالم يسبق عصره وعلماء يعانون طفولة فك ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - لن أكون عسكري سيكا بعد اليوم ..!!