أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد صالح سلوم - ممدوح نوفل وارث الانتصار














المزيد.....

ممدوح نوفل وارث الانتصار


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 09:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في منافي الفلسطينيين لا تدري بأحوالهم الا احيانا بعد فوات اوان العزاء بكثير فكل حط ترحاله في بلد ما على وجه الكرة الارضية وسياق تشردهم او ترحالهم احيانا سريع واحيانا مقيم واحيانا كأنه على ظهر ريح
بالصدفة عندما ورد اسم ممدوح نوفل باسم الراحل عرفت ان ممدوح قد توفي حدث هذا هذه الليلة من اب 2011 بينما تاريخ الوفاة كان عام 2006 حدث هذا اثناء العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 كنت يومها في ايرلندا و في بقعة تكاد تكون معزولة في اقاصي جنوب غرب ايرلندا لاتصله الاعبر طرق التفافية باتجاه واحد ولا بد ان يقود فيها شخصا محترفا لخطورتها نسبيا..
في هذه اللحطات كان ممدوح نوفل على فراش المرض الذي لم يقعده طويلا وهو المحب للحياة ربما كان اختيار ممدوح للحظة الموت هذه اشارة الى انه ترك ارثا عسكريا في لبنان فكانت مقاومة حزب الله الباسلة رغم اختلاف في وجهات النظر وطرق العمل السياسية ممدوح بشخصيته المتواضعة الكريمة
كان وصولي الى تونس بداية التعرف عليه فلم اعرفه من قبل.. كنت اتابع حرب المخيمات واكبر فيه قيادته لقوات الثورة الفلسطينية والحاقة هزائم معينة بمرتزقة النظام السوري من كل الاطراف الذين يتاجرون بكل شيء..
كان هذا القائد بسيطا ربما هو القائد الوحيد الذي بدى لي انه اقرب الى جنرالات المقاومة الفيتناميين فكنا سوية في اجتماعات قيادة الجبهة كان ممدوح لايختار الكرسي المواجه لعبد ربه هذا الزئبقي بل يختار كرسيا على الجانب ويترك كرسي المواجهة لي وعندما ينتهي الاجتماع يربت على كتفي بعد مواجهات حادة بيني وبين عبد ربه مع انني كنت اطبق قراءات و انتقادات ربما لااحد كان يتبناها ..
كان في اعماقه طفلا وفيه طيبة الريف لاعنجهية ولا تأفف بل تلميذ مجتهد يدون ملاحظات و يحاول ان يستفيد من اي شخص حتى مني الذي كان من المفترض ان اتعلم منه فاذا به يعرض علي مسودات مواده ويدعوني لابداء ملاحظاتي.. بدأ يومها بالكتابة على خجل و كانت تعليقات من حوله من اصحاب القيل والقال والبحث عن الامتيازات يروجون انني اكتب له ورغم نفي لهذا الامر كانوا يرددونه دون ملل و لاكلل
اثارت في كتاباته الغيرة فقد كان يطور امكانياته بسرعة ويستفيد ويثابر بصبر المحارب الذي يستفيد من كل حبة عرق ليستخدمها في اللحظة المناسبة من المعركة..
طبيعتي كانت متقلبة واحيانا مثيرة لسوء الفهم لهذا ارسل لي ممدوح حراساته لتفتيش بيتي كما قال لي احدهم الا انهم نفس الاشخاص اصبحوا مرافقة عند عبد ربه لهذا لم يكن لي شك انهم من جهة عبد ربه وان ممدوح لايفعلها لم ازعل يومها من ممدوح فالابوات هناك في تونس تشكك المرء بنفسه وهم العملاء لانظمة لاعد لها ولا حصر بينما ما فعله رئيس حراسات عبد ربه نال عليه علقة محترمة لم اطلبها من رئيس حراساتي كما كان يسمي نفسه رغم انه يعرف انني لا احب المرافقة ولا الحراسات يومها توجه هذا المرافق وصفع رئيس حراسات ياسر عبد ربه وبصق في وجهه مما اثارني في رد فعله ولماذا يفعل هذا بدون او يشاورني على الاقل ما دام مرافقي الا انه يعرف طبيعتهم وطبيعة رئيسه لهذا كان رده بهذه الصيغة بقي هذا المرافق صديقي الى اخر يوم افترقنا ..
ممدوح لم يكن يدفع المرء ليزعل منه كانت تصرفاته مهما كانت تدرك انها تحركها دوافع وطنية و شخصية دمثة تخجل من الاساءة اليها ومعه هذا التاريخ العسكري الذي كنا نحتفل به وببطولاته
لم يكن له مرافقة فعليا مجرد سائق سيارة تونسي وهذا العجيب كان اصغر كادر في منظمة التحرير وحتى شقفة سفير منظمة في تونس لديه من المواكب ما لايملكه الوزير الاول التونسي ولا السفير الامريكي فموكب سيارات حكم بلعاوي لا ينتهي الا بعد عشر كيلومترات تقريبا في بطر اين منه بطر فرعون..ممدوح قائد قوات الثورة الفلسطينية ليس لديه الا سيارة ام بي دبليو عادية مع سائق وشقفة سفير لديه مواكب استعراضي عز نظيره
كانت علاقتي مع ممدوح اخوية وكان الاقرب لي من رعيل المنظمة في تونس ولم يكن يفوت فرصة ليعرفني على عرفات الذي كنت اتحاشاه واخترع له المبررات الواهية لعدم التعرف اليه وهو على كل لاينقصه التعرف على شخص جديد
كان ممدوح كريما جدا وكان دائما يصحبني لبيته لاتناول اشهى الوجبات مع شرب كأس صغير من الويسكي الممتاز الذي يلازمني النعاس بعدها منذ اول شفة لم تكن علاقاتي مع الويسكي والبيرة قوية بل هي مناسبات يدعونني اليها الرفاق اليمنيين او الرفيق ممدوح او الرفاق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي او منظمات حقوق انسان وهي تعد على اصابع اليد الواحدة لانني افضل القهوة التي ادمنها حتى وانا اكل وجبتي العادية مما يجعلني مثارا للتعليقات المستهزأة ..
فيلا ممدوح الصغيرة كانت تعبر عن شخصية اليفة وطيبة وكانت زوجته فيرا الارمنية في منتهى الود والاحترام وتسائلت ما الذي جمع ممدوح بهذه المرأة الارمنية لولا انه حب عظيم كان نموذجا للطيبة والصحبة التي لو لم تكن السياسة بتوترها وغدرها وتوجساتها لكانا افضل صحبة يمكن لمرء ان يحلم بها وكان الصغير مضر مهذبا لا يشاكس كعادة من في عمره وكأنه تقمص شخصية ابيه العسكرية وكأنه ابن الجنرال جياب الذي اعتبر ان ثورة لايقودها فقراء او ليست فقيرة لن تنتصر
اختلفت مع ممدوح في وجهة النظر فهو يشذيها ويعدها بطريقة واقعية تناسب رؤيته السياسية بينما اخذت جانبا راديكاليا والذي تغير انا وليس ممدوح
......................................
لييج - بلجيكا
آب 2011



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة: محارق الرَّصد
- مدن في الذاكرة
- -لا عدالة.... لا سلام-
- حكومة كاميرون والاربعين حرامي
- سياسات ليبرالية متوحشة ..وانتفاضات جنوبا وشمالا
- قصائد:صليب ..رأس مال..مجال..جيوش
- بساط الريح وتوثيق طبيعة النظام السوري الارهابي ومواقف اخرى
- قصائد: لهب ..حاخامات القمار السوري ..نداء..فسحة الضوء
- قناة الجزيرة الوهابية:الارض بتتكلم دجلا
- قصائد:أسوار..تقمص..نشيج..مهزلة
- قصائد: اصغاء ..عراء ..نهايات..وعتبات
- معادلة النظام السوري :الافيون الوهابي مقابل استقطاب الثروة
- شخصية محمود درويش المعقدة ومسلسله الجديد
- فصل جديد لسلطة عربية جديدة
- اتباع الاسلام السعودي الصهيوني يصيبهم الغثيان من عارهم؟
- القرآن حمال اوجه فمن اين اشتق الاخوان والسلفيين دستورهم الال ...
- كيف صنع الصهاينة شعار : تطبيق الشريعة الاسلامية ودستورنا الق ...
- تقاسم الاخوان والنظام الادوار لتنفيذ الاجندة الصهيونية
- جمعة شريعة التخلف الوهابي والانتحار الجماعي؟
- شركة الجيوش العربية للمقاولات والبيزنس


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد صالح سلوم - ممدوح نوفل وارث الانتصار