أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فاطمة الفدادي - ضياع أمة














المزيد.....

ضياع أمة


فاطمة الفدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 00:10
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


بلغت أوضاع الوطن العربي مرتبة قصوى من التردي والتراجع، حيث انطلقت أصوات تحذر من الخطر الرابص عند حدود هذا الوطن والمتربص بكل واحد منا، خطر الاقتلاع من الجذور ومحو الهوية وقد أخذ هذا التحذير أشكالا مختلفة، وانطلقت الصرخات المنددة بهذه الخروقات من مختلف مناطق هدا الوطن والمتربص بكل واحد منا، خطر الاقتلاع من الجذور ومحو الهوية وقد أخذ هدا التحذير أشكالا مختلف مناطق هدا الوطن.
واليوم، وبعد أن أصبح للعدوان ذراع طويلة امتدت لتضرب حيثما تشاء بالمباركة العربية ... اليوم وفي ظل التمزق العربي وكل مسلسلات التطبيع والاستسلام الزاحفة على الوطن العربي، لكن هدا الانحطاط العربي يأخذ شكل أحجية: الكرامة الوطنية، الاحتكام إلى العقل، تاريخ الأمة، القيم الوطنية، دور الشعب، وحدة الأرض واللغة...إن انتصار الإمبريالية لم يكن في فرض الكيان الصهيوني بل في خلق صهيونية، بل في خلق صهيونية عربية انتقلت من السر إلى العلن ومن النظر إلى العمل المكشوف، صهيونية بلا لعتمة تتوسل إسرائيل وتقمع الشعب العربي.
لكن السؤال المطروح إلى متى سيظل العرب هكذا ؟ أي أنهم يعيشون أزمة انحطاط على جميع المستويات ومن ضمن هدا الانحطاط تحطيم العقل في مستوياته كلها: قمع العقل الحاضر والعقل الموروث، استيراد النزعات اللاعقلانية فكأن وظيفة العقل هي تدمير كل مايعتبرالعقل مرجعا إن دور المعرفة في أزمة العقل لا ينفصل عن الإنتاج الاجتماعي الايجابي، فمسار المعرفة هو مسار بحث الانسان عن الحرية، أما دور المعرفة في أنظمة استبدادية فهو اكتشاف كل الوسائل والمناهج الموضوعية من أجل البحث عن خطاب عربي جديد يبشر بجمال الزمن الآتي، بقرب انبعاث القوة الهاجعة في طي الزمان وبالتحقيق المبدع للجوهر العربي المستمر وفي هدا الخطاب كانت القدس ، مدينة مقدسة تجد لها مكانا في تراجيع صوت الخطيب وهو يوعد بالنذير، وكان توحيد الأمة وبعث مجدها الخالد يتكئان براحة وفرحة على وسائد البلاغة والإنشاء المتقن
الإيقاع، إلى أن يمر ما يمر. والتقدم الاجتماعي واقتراب مملكة الحرية يجد أن كل ما
يطلبان في لغة خطابية تختزل النظرية العلمية ، حيث يدخل الاستعمار أو يخرج، تصبح القدس سلعة يبيعها الخونة ويشترون بثمنها مساعدات اقتصادية أمريكية أو مجموعة من خبراء الأمن والإعلام لقمع الشعب العربي الذي لايزال يدافع عن القدس وبغد مرور أربعة عقود تظل إسرائيل قائمة وتصبح جزءا أليفا من حياتنا اليومية، حيث تنتزع شرعية تتزايد كلما نقصت كرامة المواطن وتضاءلت شرعية الحاكم وأخذت الأمور شكلا مختلفا، فكان الهدف القديم الذي كان، لايدور حول القدس وتحرير المجتمع والاستقلال الوطني
وتحقيق الكرامة الوطنية، بل يدور حول قمع من يفكر في التحرير والاستقلال والكرامة، حتى أصبح الفكر الوطني والإنسان الوطني هو العدو الأول.
وفي هدا الفضاء الذي تغتال فيه الكرامة الوطنية ويعرض وجود الأمة للخطر، تصبح القوى الوطنية الفلسطينية قوى زائدة يتم قصفها ليلا وخيانتها نهارا، ويغدو الفلسطيني
مباحا لمن يحسن الرمي بالرصاص، فإن لم تكفي الرصاصة كانت السكين جاهزة، وإن غابت السكين فصفعة على الوجه تكفي. فإن كانت اليد مشلولة استلم الفلسطيني إهانة لفظية، وهدا طبعا أضعف الإيمان، إن الدفاع عن فلسطين هو جزء من الدفاع عن الهوية الوطنية العربية، ففلسطين- كمانعلم- عربية والقتال مع الفلسطينيين هو دفاع عن الحدود
الوطنية والكرامة الوطنية واحترام التاريخ واللسان العربي، إلا أنه يمكن الوقوف وقفة تأمل مع هدا السؤال الأخير، ماذا يفعل المثقف العربي أمام هدا الدمار الذي يهز مختلف الأماكن العربية هده الأماكن المقدسة؟ لمن يكتب؟ وكيف يكتب؟
ماهو الدور الذي يمكن إسناده للأنظمة العربية في ظل هده الظروف، وكيف يمكن لهده الشعوب المسجونة في زنازين الحكومات العربية المساهمة. رغم كل هده الأسئلة فالضياع لازال قائما على جميع المستويات فإلى متى سنبقى نعيش في ظل هده الظروف، إلا أنه يمكن أن نعزي هده الظروف الراهنة بهدا البيت الشعري.
ليس العيب أن يسقط الإنسان ولكن العيب أن يظل حيثما سقط



#فاطمة_الفدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فاطمة الفدادي - ضياع أمة