أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المشاكل الجديدة















المزيد.....

المشاكل الجديدة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 22:56
المحور: كتابات ساخرة
    


هل أنت تعاني من أي مرض؟ أو من أي معضلة أو مشكلة معقدة, أنصحك بعدم علاجها وذلك لكي لا تظهر معك مشاكل جديدة لم تكن تعلم بوجودها من أصله.
وإذا كان لديك مرض نفسي بسيط أنصحك بعدم علاجه لكي لا تظهر معك مشاكل نفسية جديدة لم تكن تعرفها, وإذا كانت حافلتك(سيارتك) الصغيرة بحاجة إلى حل مشكلة صغيرة فيها أنصحك بعدم تصليحها لكي لا تظهر معك مشاكل جديدة في السيارة, وإن كنت تعاني من قلة النوم في الليل أنصحك بعدم أخذك لأي دواء يساعدك على النوم ليلا وذلك لكي لا تظهر أمامك مشكلة عدم أو قلة النوم في النهار, وإن كنت تعاني من أي مشكلة أنصحك بأن تبقى هادئا وصامتا حتى لا تظهر معك مشاكل جديدة, وهذه هي حياتنا, نصلح بابا ونفتح عشرة أبواب جديدة بحاجة إلى إصلاح.

أنا على الصعيد الشخصي كلما أخطو خطوة من أجل التقدم للأمام أندم عليها كثيرا لأنني مع كل خطوة أخطيها أتفاجأ برجوعي للخلف أكثر من عشر خطوات ودائما ما أقول بحسرة ولوعة(يا ريتني ما مشيت ولا أي خطوة) وبجواري رجل يملك سيارة كلما اكتشف فيها عطلا يرتهب ويخاف ليس من العطل أو الخراب الذي اكتشفه بل من الأعطال الجديدة التي ستظهر له إذا ما حاول إصلاح العطل الصغير,وأتفاجأ بزيادة عدد مشاكلي كلاما حاولت يائسا أن أحل أي مشكلة أتعرض لها وأتفاجأ بزيادة البعد بيني وبين حل كل مشاكلي إذا مثلا حاولت أن أجري مسحا ضوئيا على أي مشكلة صغيرة أقع فيها لأن ما خفي –كما يقولون- كان أعظم.

وهذه طبيعتنا كشعب عربي أو غير عربي فدائما حين نحاول أن نعالج مشكلة بسيطة تظهر لنا إلى جانبها مشكلتين أو ثلاثة مشاكل أكبر حجما وتعقيدا من المشكلة الأصلية وفي نهاية كل اجتماع نجتمعه للتصالح نقول(يا ريتنا ما أجينا ولا شفنا هيك اجتماع),وإذا خرجنا من الدار لتناول الغداء خارج المنزل من أجل الترويح عن أنفسنا نعود بعدها إلى البيت ومعنا مشاكل جديدة وغالبيتنا يتمتم قائلا(يا ريتنا ما اطلعنا من الدار حتى انفضفض أهمومنا) وهذا ما نلمس وجوده في المستشفيات وفي أجندات الحكومات التي تصل إلى السلطة بهدف حل المشاكل العالقة إذا تخرج كل الحقائب الوزارية إلى خارج الحكومة قائلة(يا ريت ما بحثنا في كيفية الخروج من المشكلة) حتى على مستوى إدارة الأزمات دائما ما نكتشف بأننا أمام م أزمات كثيرة وليست أزمة واحدة, ويستفيق المواطن الأردني من النوم ورأسه مثلا يؤلمه بعض الشيء فيذهب إلى أقرب مركز صحي للحصول على مسكن للألم والمشكلة الكبرى ليست في عدم وجود الأدوية من ناحية توفرها بل المشكلة تبدأ حين يجري بعض الفحوصات والتحاليل المخبرية ذلك أن التحاليل تشير إلى وجود أمراض أخرى لم يكن يعلم صاحبها بوجودها من أصله فيخرج المريض من المستشفى قائلا(يا ريتني ما أجيت ولا اعملت هيك تحاليل), لذلك المواطن الأردني في أغلب الأحيان يخاف ويرتهب من دخول المستشفى والمراكز الطبية ذلك أن الغالبية العظمى حين يذهبون إلى المستشفى بهدف العلاج من مغص معوي أو أي شيء آخر يخرجون من المستشفى ومعهم أمراض جديدة لم تكن تخطر ببالهم,وكذلك رئيس الحكومة حين يشكل حكومة مثلا من أجل مواجهة غلاء المعيشة فنتفاجأ نحن وهو ومعه كل الوزراء بأننا لم نستطع مواجهة ارتفاع الأسعار وبدل أن تتوقف الأسعار عن الارتفاع تزداد تضخما هي والبطالة والسبب يكون في طريقة العلاج وتناول الدواء, وأنت يا عزيزي القارئ ألا تشعر معي من خلال السنوات الفائتة أن كل حكومة تأتي تظهر معها مشاكل جديدة لا حصر لها ولا عد مثل المواطن الذي يذهب إلى المستشفى ومعه مرض واحد ويخرج من المستشفى ومعه أربعة أمراض جديدة لم يكن يعلم بوجودها من أصله..وكثيرا ما نقول بعد خروجنا من المستشفى أو بعد خروجنا من الحكومة أو من الاجتماع (يا ريت ما أجينا ولا اجتمعنا من أصله), لذلك أنا أخاف من أن أجري لنفسي أي فحص طبي مثل الفحص الذي أجراه جاري قبل يومين إذ تبين معه بأنه يعاني من عشرة أمراض لم يكن يخطرن بباله طوال العمر, وهو بهذا لا يختلف عن رئيس الحكومة الذي يأتي لحل مشكلة أو مشكلتين فيخرج من الحكومة مخلفا وراءه عشرات المشاكل التي لا يستطيع لا هو ولا غيره حلها.


وقبل عام تقريبا تلقيت دعوة من أقربائي لحضور جلسة تصالح مع بعضنا وبالذات لحل المشكلات العالقة بيننا, وكانت لدينا قبل أن نجتمع ما يقرب من خمسة مشاكل معقدات جدا وكانت الدعوة للاجتماع هي من أجل تعزيز أواصر القربى والمودة في القربى ولنحل الخمس مشاكل ولكن كل أفراد القبيلة تفاجئوا ليس بعدم قدرتنا على حل مشاكلنا الداخلية والخارجية, لقد كانت المفاجأة بزيادة عدد المشاكل وبمعنى آخر كان لدينا قبل الاجتماع خمس مشاكل وحين انفض الاجتماع كانت مشاكلنا قد ازدادت ما يقرب من عشر مشاكل جديدة ظهرن بعد أن اجتمعنا, وكل الذين خرجوا من الاجتماع ضربوا أخماسا بأسداس قائلين(يا ريتنا ما أجينا ولا اجتمعنا).
وكذلك حين نجلس جلسة كلها ود وصفاء ونقاء لحل مشاكلنا الزوجية فدائما ما نخرج بعد كل جلسة رومنسية قائلين(يا ريتنا ما قعدنا قعده رومانسية كلها زفت في زفت) وكذلك في تشكيل الحكومات, فهذه الحكومة جاءت مثلا لتجلس مع الشعب ولتحاوره من أجل حل عشرة مشاكل فقط لا غير فنتفاجأ بعد نهاية التحاور بأن عدد مشاكلنا قد ازداد تقريبا أضعافا مضاعفة وفي النهاية نقول(يا ريتنا لا رحنا ولا أجينا ولا اجتمعنا مع بعض للتحاور) وتأتي حكومة وتذهب حكومة ومن ثم تعود حكومة لتحل مشكلة البطالة التي كانت نسبتها مثلا 50%فتكافح الحكومة الجديدة وتحاولُ مرارا وتكرارا أن توقف تدفق سيلان البطالة وحين تغادر الحكومة تكون نسبة البطالة 65% يعني بزيادة 15% إضافية, بشرفكم أليس هذا غريباً؟ألسنا شعبا غريبا في طريقة حله للمشاكل؟ سواء أكانت بين الأزواج أو بين الأقارب أو بين الحكومات أو حتى بين العشاق.. والمشكلة أن غالبية هؤلاء (فلاسفة الحكم) كانوا طوال حياتهم يفكروا بأن يضعوا حلا لأكثر المشاكل المعقدة على مستوى العالم كله, والمشكلة الأساسية والمعضلة الكبرى هي ليست في عجزهم عن وضع حل لمشاكل العالم كله,لا, المشكلة الأساسية والكبرى والعظمى أن كل واحد منهم أضاف إلى مشاكلنا مشكلة جديدة أو عشرات المشاكل الجُددْ وغادر الحياة والكون كله دون أن يضع لها حلا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه
- الله يميتني ونادين البدير تحييني
- المرأة المسلمة2
- المرأة المسلمة1
- عيد ميلاد لميس السادس
- كلمة شكرا
- دنيا ودين
- ذاكرتي تؤلمني
- يقتلون الرجل للدفاع عن الشرف
- المرأة تلعن والرجل يغضب
- لم يذكر القرآن المحامين والمحاكم
- أنا أسعد رجل في الحارة
- الدرس الخامس:مشاعري وأحاسيسي في رمضان


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المشاكل الجديدة