أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - صفحة من تاريخ النضال الطلابي في مدينة البصرة















المزيد.....

صفحة من تاريخ النضال الطلابي في مدينة البصرة


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وثائق وذكريات
حين ابلغني سلام عادل مسئول المنطقة الجنوبية في الحزب الشيوعي العراقي ذات يوم من أيام كانون الثاني عام 1954 بضرورة كتابة مذكرة طلابية بقصد تقديمها إلى السلطات المسئولة والى قادة الأحزاب الوطنية في بغداد احتجاجا على أعمال القمع والإرهاب التي مارستها السلطة المحلية، في تلك الأيام، ضد طلبة البصرة، أتذكر قوله: الطلاب يشكلون في الحركة الوطنية أرقى وأذكى أصناف القوى المناضلة الشجاعة.
في تلك الأيام كانت كل حركة شعبية في معمل أو في مدرسة أو في شارع أو في قرية زراعية ، كما كان أي بيان رسمي تذيعه الحكومة في الراديو مهددة الشعب، فأن من أولى خصائص تلك الأمور ، المفاجئة أو غير المفاجئة ، أنها تحرك الطلاب والطالبات إلى المشاركة مع الجماهير بروح العمل الجماعي والتعاون الواسع في ممارسة الضغط على الحكومة وفي توسيع تأثير الحركة الطلابية ( مظاهرات وإضرابات) بشكل ملموس على الواقع السياسي . الطلبة لا يعرفون الهدوء إذا وقع عليهم أو على شعبهم أي جور أو اضطهاد، فقد كانت سيكولوجيتهم مندفعة نحو العمل الجماعي لخير الوطن كله ولخير المواطنين كلهم، حتى غدت الحركة الطلابية قوة متحركة في الشارع السياسي العراقي ومحركة له بذات الوقت، رافضة رفضا قاطعا إجراءات وأفعال الحكومة وأجهزتها الأمنية بتلويث المدارس بقرارات اعتقال الطلبة أو فصلهم من مدارسهم أو إصدار الإحكام المجحفة بحق بعضهم وزجهم في السجون.
سادت هذه الظواهر، في لواء البصرة، حال انتهاء الإضراب العام الذي قامت به جماهير البصرة يوم 15 – 12 – 1953 تأييدا لعمال النفط المضربين عن العمل ، حيث اضرب وتظاهر الطلاب والعمال، معا ، في مدينة العشار والمعقل ومنطقة الجبيلة وأغلقت الدكاكين أبوابها في سوق المغايز بالعشار كما أغلقت (خانات) و(علاوي) الخضراوات كما أضرب بعض عمال وموظفي مصلحة نقل الركاب. كذلك أغلقت صالات السينما والنوادي أبوابها احتجاجا على عدم استجابة شركة نفط البصرة الاحتكارية لمطالب العمال العادلة، واشتد ساعد العمل الثوري الجماهيري حتى بعد انتهاء إضراب عمال شركة نفط البصرة حيث انشغلت المدارس المتوسطة والثانوية بإظهار التأييد الطلابي الواسع والقوي لحقوق العمال المضربين في اجتماعات حاشدة بالخطابات والهتافات ، داخل المدارس وخارجها.
كانت مسارات الحركة الطلابية آنذاك تشكل نقطة جذب لغالبية طلبة لواء البصرة، بالرغم من القمع البوليسي الشديد، حيث كانت الحركة الطلابية في ظل سيكولوجية النهوض النضالي معتمدة على واقع الظروف السياسية المحيطة بالمدرسة والشارع وفق منهج تنظيمي صحيح إلى حد كبير . في تلك الأيام كنت عضوا في اللجنة الطلابية المتفرعة من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في البصرة. كان يقودها طالب نشيط متفرغ للعمل الحزبي الطلابي اسمه رجاء عبد الرزاق من أهالي أبي الخصيب وكنا في اجتماع اللجنة بحضور المشرف حمدي ، يوم ذاك، كلفني سلام عادل، خلال إشرافه على اجتماع عاجل عقدته اللجنة الطلابية، بضرورة تهيئة معلومات تفصيلية وافيه عن أعمال قمع الطلاب وفصلهم وتوقيفهم في جميع مدارس اللواء من الفاو جنوبا حتى القورنة شمالا، طالباً مني العمل بخطى سريعة وجمع المعلومات خلال مدة أقصاها أسبوعا واحدا وذلك لتضمين المذكرة المقترحة معلومات مفصلة ودقيقة وإحصائية لتوثيق جميع ما جرى للطلاب في خلال وأعقاب إضراب عمال شركة نفط البصرة ديسمبر – كانون الأول عام 1953 حيث أعلنت الأحكام العرفية من قبل وزير الداخلية سعيد قزاز.
شعرت بأقصى درجات المتعة بهذا الواجب الحزبي الذي أوحى لي بعظم المسئولية التي أناطها بي سلام عادل واللجنة الطلابية الحزبية. تحركتُ فورا بسيارة كان يقودها المرشح الحزبي الجديد هاشم الحكيم لمساعدتي في التنقل وفي جمع المعلومات وتصنيفها باقتراح من رجاء عبد الرزاق (منظم اللجنة الطلابية) لانجاز هذه المهمة . خلال ثلاثة أيام من التنقل السريع بالسيارة بين التنظيمات الطلابية في مناطق العشار والبصرة و الفاو والقورنة والزبير صارت المعلومات المطلوبة جاهزة بتقرير خاص قدمته إلى رجاء عبد الرزاق الذي ترتب عليه صياغة مسودة المذكرة المطلوب تقديمها إلى وزارة المعارف والأحزاب الوطنية.
أثارت المسودة دهشتي حين أكمل رجاء كتابة مسودتها بسرعة ثم عرضها مساء على حمدي أيوب الذي كان مقيما في تلك الأيام في بيت (نزار رفيق) الذي كان كسولا جدا في كل شيء لكنه من أنشط الجميع في طبخ وجبات الغداء والعشاء في الاجتماعات الحزبية ، حتى أن أم سعد (نظيمة وهبي) التي تسكن في بيت قريب لبيت نزار ، كانت تكلفه بعض الأحيان بأن يطبخ ( الباجة) المتكونة من كرعان الخروف ولحم رأسه ولسانه ليرسل المطبوخ مع توابعه من البصل والطرشي والزلاطه مع إحدى الرفيقات إلى بيتها القريب كلما صار عندنا اجتماع في بيته. كما كنا نرسل لها بعض الكتب الجديدة الواصلة إلينا حديثا من بيروت أو من الكويت لتقضي وقتها بالقراءة المستمرة إذ هي مولعة بذلك. (الباجة) مع (الكتب) أو (الكتب مع الباجة) أصبح وجودهما ،معا، فرصة لا تعوض لامرأة مناضلة مختفية عن أنظار البوليس ببيت صغير، مليئة بإحساس من يرى فيهما ضرورة لا بد منها لقتل الوقت بالتثقيف الذاتي.
في آخر ليلة من تلك الليالي الباردة تمت الصياغة الأخيرة في غرفة السطح بدار نزار رفيق من قبل حمدي أيوب بحضوري ورجاء عبد الرزاق بعدها تناولنا صينية (الباجة) بنهم أدخل الدفء إلى بطوننا. أصر حمدي أيوب على عرض المسودة على أعضاء اللجنة المحلية واللجنة المنطقية لأخذ الموافقة عليها قبل تقديمها إلى الجهات الرسمية وقبل نشرها في الصحف المحلية والبغدادية. في اليوم التالي عادت إلينا المذكرة مصحوبة بموافقة اللجنة المحلية مع بعض تعديلات أساسية في الصياغة وقد اعتقدتُ في حينه أن التغييرات والإضافات المقترحة من قبل اللجنتين المحلية والمنطقية كانت بخط سلام عادل. وقد أخذت شكلها النهائي كما يلي:
معالي وزير المعارف
باسم الآلاف من طلبة البصرة في المدارس الثانوية والمتوسطة الصناعية والتجارية، النهارية والمسائية، للبنين والبنات، باسم عشرات الطلاب المطرودين من المدارس والمشردين والمعتقلين والمسجونين، نتقدم نحن طلبة البصرة بمذكرتنا هذه لغرض اطلاعكم على الهجوم الإرهابي الذي تعرضنا له والذي لا زال جاريا ضدنا وعلى الوضع المزري الذي فرض علينا.
إن المعلومات المتوفرة حتى الآن حيث موجة الإرهاب لا زالت مستمرة في ظل الأحكام العرفية تشير إلى ما يلي:
1 – غلق خمس مدارس هي ثانوية البصرة في العشار، متوسطة فيصل، متوسطة أبي الخصيب ثانوية جمعية المعلمين المسائية، متوسطة غازي، وتشريد طلابها وإضاعة الوقت الدراسي عليها منذ أكثر من أسبوعين.
2 – بلغ عدد الطلاب المفصولين في مدارسنا 72 طالبا موزعين على التوالي 10 طلاب من ثانوية البصرة في العشار و33 طالبا من متوسطة القورنة و16 طالبا من متوسطة أبي الخصيب و13 طالبا من ثانوية جمعية المعلمين المسائية.
3 – قدم إلى المحاكم العرفية أكثر من 100 طالب حكم على 25 منهم أحكاما قاسية تتراوح ما بين شهرين إلى أربع سنوات وربط حوالي 50 طالبا منهم بكفالة شخص ضامن تتراوح بين 100 دينار و1000 دينار وأفرج عن البقية الباقية منهم فسلموا من الأحكام العرفية إلا أنهم لم يسلموا من ملاحقة الشرطة ومضايقاتهم لهم .
4 – في قاعة المجلس العرفي العسكري أثناء محاكمة الطلاب شهد عدد من مدراء المدارس وبعض المدرسين على طلبتهم حتى أن احد أعضاء المجلس العرفي لم يتمالك نفسه فقال لأحدهم: ( انتم خوش مربين..!) . من بين هؤلاء الذين شهدوا مدير ثانوية البصرة عبد الكريم عبد اللطيف ومعاونه ومدير ثانوية فيصل عبد الكريم المناصير ومدير متوسطة أبي الخصيب ومعاونه ومدير متوسطة القورنة بدر فارس ومعاونه وبعض المدرسين، ومدير ثانوية جمعية المعلمين المسائية جميل العزاوي. بهذا فقدَ هؤلاء المدراء والأساتذة عنصر التربية الذي يجب أن يتصف به قبل كل شيء المشرفون على التعليم وانزلقوا تحت ضغط الشرطة إلى ارتكاب أعمال يستنكف القيام بها أحقر الناس وهي إرسال طلابهم إلى السجون الاستعمارية.
5 – قيام بعض الشخصيات البارزة في وزارة المعارف والموفدة إلى البصرة بتهديد كافة الطلاب بالطرد والتشريد وضرب بعضهم (راشديات) أمام زملائهم وقذف اقذع الكلام ضدهم كما حدث في ثانوية البصرة ومتوسطة أبي الخصيب ومتوسطة القورنة ومن ضمن هذه الشخصيات الأستاذ جعفر خياط.
6 – بث النعرات الطائفية والعشائرية بين الطلاب والاعتداء عليهم بالضرب، كذلك الذي يقوم به مدير متوسطة القورنة بدر فارس بإثارة التفرقة بين السنة والشيعة وبين أبناء المدن والعشائر.
7 – لم يكتف مدراء المدارس بأن أرسلوا طلابهم إلى السجون بواسطة الأحكام العرفية ، بل تعدى ذلك إذ قام مدير متوسطة القورنة أيضا بتشكيل دعوى على اثنين من الطلاب في المحاكم الجزائية إلا أن محكمة جزاء القورنة أفرجت عن الطالبين نظراً لتفاهة التهمة الموجهة إليهم.
8 – اهانة وتعذيب الطلاب الموقوفين والمسجونين من قبل الشرطة وإدارة السجن ووضعهم في الغرف الانفرادية ووضع القيود (نمرة 4) في أيدي وأرجل قسم منهم مما دعا الموقوفين إلى إعلان الإضراب عن الطعام وخلال فترة إضرابهم ما برح السجانون ينهالون عليهم بالضرب بالعصي وهددوا قسما منهم بتشغيله بالنفط الأسود إن لم يكفوا عن الإضراب وقد جاءت هذه التهديدات والموجة الإرهابية ضد المسجونين على اثر منح مدير سجن البصرة صلاحيات واسعة من قبل وزارة العدلية لقمع أي إضراب يحدث في السجن .
9 – أرسل بعض الطلاب المسجونين إلى قلعة الموت (سجن نقرة السلمان).
10 – اختطاف الطلاب من المدارس كما حدث في الأسبوع الفائت إذ داهمت الشرطة ثانوية البصرة في العشار واختطفت احد الطلاب بعد أن مهد مدير الثانوية نفسه لذلك.
لقد ابتدأ هذا الهجوم الإرهابي على اثر الإضراب الذي شارك فيه ما يقرب من 3500 طالبا في عشرة مدارس ثانوية ومتوسطة، نهارية ومسائية، احتجاجا على فصل 14 طالبا بعد أن باءت بالفشل جميع عرائضنا الاحتجاجية ووفودنا ومساندة لإضراب إخواننا عمال شركة نفط البصرة الأبطال من اجل انتزاع حقوقهم من الشركة الاستعمارية وعلى رأس هذه الحقوق فتح نقابة لهم.
معالي وزير المعارف
إن الإضراب الذي خضنا غماره والذي دام 18 يوما لا يستهدف في جوهره إلا تحقيق بعض مطالب ومصالح يتمسك بها الطلبة اشد التمسك، فنظرا لعدم وجود عدد كاف من المدرسين واتساع الشواغر في مدارسنا وغلق بعض المدارس الابتدائية نهائيا وانعدام المناقشة الحرة في التدريس وانعدام وجود جمعيات واتحادات تحل مشاكلنا الطلابية المتفاقمة ونظرا للأساليب اللاتربوية المتبعة ضدنا وتشويه الحقائق وتشجيع المفاهيم الاستعمارية وبث التفسخ بين الطلبة وإثارة النعرات الطائفية والتمييز العنصري والطبقي بينهم، كل ذلك هو الذي دفعنا إلى إعلان إضرابنا.
إن الرغبة في تحقيق مصالحنا الطلابية وفي سبيل تحقيق ثقافة علمية ديمقراطية متطورة حرة هي التي دفعتنا إلى الإضراب ليس كما يزعم وزير الداخلية من أننا اضربنا تحت تأثير تهديد جماعة معينة، كما لا توجد هناك مدرسة باسم (ثانوية العشار المسائية) التي قال عنها معالي الوزير أن طلابنا اضربوا نتيجة التهديد ، كما لم يطفئ احد من الطلاب أي ضياء كهربائي في المدرسة كما قال معالي الوزير سعيد قزاز.
إن طرد واعتقال وملاحقة وسجن عشرات الطلاب في البصرة خلال مدة قصيرة وتطويق المدارس بالسيارات المسلحة وضرب الطلاب بالعصي الغليظة وصرع العمال المضربين بالرصاص لا يمكن أن يدل على رغبة الحكومة في صيانة الأمن والنظام الذي تكرره على مسامعنا في كل يوم من دار الإذاعة والصحف، بل العكس أن هذه الأعمال ذاتها هي إخلال بالأمن وإقلاق لراحة الناس واعتداء على حقوقهم وحرياتهم.
إننا طلاب البصرة شأننا شأن إخواننا طلبة العراق نناضل لخلق الظروف والإمكانيات لكل طالب للتزود بالثقافة الحرة ولمواصلة الدراسة وتطوير مواهبه وقابليته ليصبح مواطنا صالحا يخدم شعبه ووطنه. وطبيعي أن هذا النضال لا يرضي المستعمرين مشعلي الحروب أعداء الطلبة والشعب وأعداء العلم والثقافة ، وإذا لم نكن قد حققنا مطاليبنا اليوم فأمامنا المستقبل الرحب ونحن على ثقة عالية في أنفسنا وعلى ثقة بمساندة كل مواطن شريف لنا.
لذلك نوجه نداءنا إليكم يا زملائنا طلاب العراق واليكم يا جماهير شعبنا نتوجه واليكم يا أصحاب المعالي والسعادة لنصرتنا في قضيتنا ولتحقيق مطاليبنا العادلة التالية الأشد إلحاحا :
(1) لما كانت الأحكام العرفية تشكل خطرا مباشرا على طمأنينتنا وثقافتنا ومصالحنا ومصالح شعبنا لذلك نطالب بإلغائها فوراً.
(2) نطالب بإرجاع كافة الطلاب المفصولين والمشردين إلى مدارسهم بدون أي قيد وشرط.
(3) إعادة النظر بالأحكام العرفية وإلغاء الكفالات والكف عن اعتقال الطلاب وملاحقتهم وأهانتهم وتهديدهم.
(4) سد جميع الشواغر في مدارسنا وتوفير المدرسين لذلك.
وتفضلوا بقبول الاحترام والتحية
عن طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة في لواء البصرة
كانون الثاني / 1954
بقرار من اللجنة المحلية نقلت المذكرة بعد طبعها بالآلة الكاتبة إلى جميع المنظمات الطلابية في البصرة وتم إيصال نسخ منها باليد إلى عدد من الشخصيات الصحفية والسياسية في اللواء بدءا من إيصالها إلى جعفر البدر رئيس فرع الحزب الوطني الديمقراطي وإلى المحامي محمد أمين الرحماني رئيس فرع حزب الاستقلال وإلى عبد العزيز بركات صاحب جريدة المنار والى كامل عبايجي صاحب جريدة الخبر والى متصرف البصرة مظفر احمد ومدير المعارف والى المحامي سالم الوجيه المدافع الصلب عن قضية عمال النفط الذي كان قد حكم عليه في المحكمة العسكرية العرفية بكفالة شخص ضامن . كما قام القاضي الشيوعي حميد الحكيم بإيصال المذكرة إلى كل من أصدقائه القضاة في محاكم البصرة خصوصا إلى كل من مصطفى علي، وعبد الحسين الشلاه، وعبد الرزاق العضب، وهم القضاة المدنيين الثلاثة الذين كانوا قد عينوا أعضاء في المجلس العرفي العسكري إلى جانب القضاة العسكريين كل من العقيد قاسم يحي صالح والعقيد صبحي محمد والعقيد نعمان علي رضا والعقيد بهاء عبد احمد .
كذلك تم إيصال نسخة من المذكرة إلى الحاكم العسكري في البصرة العقيد أحمد محمد يحي ( الذي تم تعيينه بعد إعلان الأحكام العرفية) الذي تفاجأ بوجود المذكرة على منضدته من دون أن يعرف كيف تم وضعها ومَنْ وضعها رغم قيامه بتشكيل لجنة تحقيقية ولم يدر بخلده احتمال أن يكون مراسله الجندي(كاظم) هو الذي وضعها إذ لم يتوقع أن يكون هذا الجندي واحدا من المنتمين إلى خيمة النضال، خيمة الشيوعية.
كما تم توجيه نسخ من هذه المذكرة إلى كل من :
رئيس الحزب الوطني الديمقراطي كامل الجادرجي، ورئيس حزب الاستقلال محمد مهدي كبة، والى عدد من أعضاء مجلس النواب: عبد الرزاق الحمود (نائب البصرة ) وعبد الحميد الهلالي (نائب البصرة) وعبد الرزاق الشيخلي (نائب بغداد) والى شاكر ماهر (نائب بغداد) والى مسعود محمد (نائب كويسنجق).
كما أرسلت نسخ أخرى إلى نقابة المحامين وبعض الصحف العراقية مثل صوت الأهالي والاستقلال .
كانت تلك الأيام النضالية المجيدة قادرة على خلق كوادر طلابية حية واعية مقدامة وجدت طريقها إلى العمل بين الجماهير لمواصلة نضالها من اجل تحقيق التغيير في التاريخ العراقي المعاصر الذي مهد السبيل لقيام ثورة 14 تموز عام 1958 ، التي حركت عيون الناس في كل مكان من بلادنا لرؤية مستقبل جديد، لكن تكالب القوى الرجعية أجهز على الثورة بوقاحة الانقلاب الدموي الذي تحاملت فيه الفاشية البعثية والحرس القومي في الثامن من شباط 1963 فجاءت بظلمات جديدة على شعبنا ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزاب ومنظمات، كتاب ومثقفي العراق يتمنون جلبابا زاهيا من الص ...
- ملفات الراقصين والقوادين في وزارة المالية ..!
- حسني مبارك في قفص المحكمة باللباس الأبيض
- عن الشاعر الجواهري وتموز والزعيم عبد الكريم قاسم
- عن سياسة سرج الصحفي ولجمه..!
- مجلس الرئاسة.. ثلاثة طيازة بفد لباس ..!
- ضياء الشكرجي.. ثوري بلا أقنعة
- المؤتمر التاسع مظلة الديمقراطية فوق اليقين الشيوعي
- عن أفكارٍ في إناء ٍ مثقوبٍ لا تحترم الحقيقة ..
- نداء إلى قناة الشرقية لوقف عرض مسلسل الباشا ..!
- أخلاق الدكتاتور وأخلاق المجرم واحدة..
- أكبر سرقة مالية في التاريخ الأمريكي..
- حوار ديناصوري بين القائمة العراقية ودولة القانون..!
- هناء أدور في بلاد العجائب..!
- البلطجية اشتكوا من ساحة التحرير..!
- عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج
- المثقف والتغيير و الديمقراطية الالكترونية
- لا تستغربوا من انتشار الخمور في كربلاء ..!
- احترامي للمحافظ..!
- تحررت بلادنا من مجتمع القرود يا تشارلس دارون..!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - صفحة من تاريخ النضال الطلابي في مدينة البصرة