أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - الاء حامد - كفى حقدا على العراق يا كويت!!














المزيد.....

كفى حقدا على العراق يا كويت!!


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 14:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كنت دائما اردد بجهالة قول معلمة التأريخ عندما كنت في مرحلة الابتدائية ( قد غدر بنا الأشقاء)
وكنت أقولها عندما كانوا إخوتي يعثون في البيت عبثا ولعبا , نتيجة لعبهم ولهوهم ويحاولون تبرير ذلك بإلقاء اللائمة عليا بداعي إنني لست ماهرة في التنظيف"

أتذكر سئلت معلمتي ذات مرة عن أي الأشقاء تقصد ؟ لاسيما وان معلمتي بعثية من المقام الأول كونها كانت مسؤوله في التنظيمات النسويه الحزبية, وكانت مطلقة الولاء لحزب البعث" فأجابتني بتهجن: الكويتيين..نعم أنهم الكويتيين.. وأخذت تضرب بالعصا على أعلى الرحلة التي كنت جالسة عليها .. لم افهم غضب المعلمة هذا في حينها , ولم يقبل عقلي الصغير الغض هذه الإجابة المتشنجة . ورحت أفكر بدواعيها وأسبابها . وقد ملكتني برهة من الكآبة لا تفارقني كضلي , لا اعرف كنهها وإسرارها . بقيت أتساءل مع نفسي لماذا معلمتي غضبة لهذا الحد من الكويتيين, وبماذا أغضبوها الكويتيين كي تتضجور عند سماعها اسمهم , أو نتحدث بحديثهم ..؟ ثم هل حقا حقدها جاء نتيجة ارتباطها الوثيق بالحزب البعث الذي كان يحكم العراق والتي هي عضوه فيه ... وأي كرها هذا يحمله الإنسان لأخيه الإنسان من دواعي الولاء والارتباط الحزبي ؟

سئلت والدتي التي تعرفها عن هذه الحالة لكونها تسكن بالحي السكني الذي نقطن نحن فيه أيضا, فأجابتني بأستغراب شديد :ما هذه الفضولية التي أنتِ فيها ؟ بررت ذلك بأنني أشفق عليها كونها تمر بظرف نفسي قاس" فلابد من مساندتها ومساعدتها ما استطعنا ذلك إليه سبيلا .. عندها أخبرتني والدتي سرها , وقالت لي بأن ابنها الوحيد لازال في إعداد المفقودين في الحرب العراقية الكويتية .عندها عرفت ذلك السر الذي كان يكمن في جوانح معلمتي التي يضطرب بها الشجي والشجون عند سماعها اسم الكويتيين..

قررت الذهاب لزيارتها في بيتها لاستسقي إخبارها منها , لان لابد أنها قد عرفت من والدتي بأنني كثيرا ما اسأل عنها, وإنني مشفقة على حالها وأوضاعها . فأول ما أقبلت نحوها , ألتقيتها في ساحة البيت وأنا ادنوا منها اذ بها مضطربة , كئيبة الوجه, كاسفة البال , وقبل ان اسألها عمى جرى لابنها الوحيد وكيف فقد في تلك الحرب اللعينة ؟ أجهشت بالبكاء والنحيب وأي شي أوجع من بكاء الأمهات اللواتي افتقدن أبنائهن. فبكيت لبكائها وحزنت لحزنها وأخذت العن الكويتيين والاميركان معا ومن ساندهم ومن دعمهم في تلك المهزلة التاريخية ..

جلسنا وهي تحدثني وحديثها تقطعه العبرات, كيف أنها تمالكها الذعر والفزع حينما اخبروها بفقدانه. ولا أحدا يزايد على حنان الأمهات ورقة قلوبهن , فأن الأم كثيرة الشفقة شديدة الحزن .. فقد افترشت الأرض مواساة لوليدها ولم يتمكن الوسن من قهر جفونها في تلك الليلة التي ابلغوها بفقدانه .فإذ هي تغرق في بكاء طويل وحزن عميق ولم تمر الا سنين قلائل حتى راحت تتعلق بخيوط الأمل الواهية وتخدع نفسها بالأماني حين كانت تقصد الدوائر المعنية بالمفقودين التي شكلها الجانبين بقرار من الأمم المتحدة, لعلها تجد له أثرا ولكنها تعود في كل مرة واليأس يعتصر قلبها , وكم شكا لها الموظفين الامميين من الكويتيين الجفاة القساة الذين تجردوا عن إنسانيتهم وفسدت ضمائرهم ,وسلطوا حقدهم على العراقيين بجرم صدام وكأن العراقيين جميعهم صدام "

وأكثر ما كان يحزنني ويهز كياني حين تبكي وتنوح على ابنها الوحيد المفقود, فكأنها تثير الحمية وتلهب الحماس في الصدور, وتدع السامع لا يمتلك زمام عواطفه. كأنها تحرض على الثأر والانتقام ولكن ممن يكون الثأر , وكيف يكون الانتقام , ومن دولة تملك كل الإذعان والخنوع للغرب كي يدعمها بكل قواه وعديد عساكره وجيوشه.
اللهم انه لجرح عميق وبؤس قاتل إن يعجز المرء عن منازلة خصمه لا لجبن أو تخاذل!!!

كنت اخفي ما أجد من لوعة لمعلمتي ومصيبتها , وأوصيها بتكلف الصبر, وظهر التجلد لعلها تسلو,, ولكن هيهات كلما يقدم بنا الزمن فيظهر حقد الكويتيين جليا في أفعالهم ضدنا وقسوة أولئك العتاة المحترفين المغموسين إلى أذقانهم في أوحال الرذيلة والخضوع للغرب فلن نبلغ منها شيا فكأنما انتزعت الرحمة من قلوبهم انتزاعا .لا أظن إن الأيام مهما تطاولت بوسعها ان تمحو عن الذاكرة الآم تلك السنين الخوالي المثخنة بالجراح, فتلك الفواجع التي ألمت بنا من جراء حقد الكويتيين, كان ركنها الأعظم من نصيب أمهاتنا الثكالى .

كل هذا حينما جيشوا جيوش الغرب ليبيحوا دماء العراقيين ويسفكوها بدم بارد, ولم يكتفوا بذلك القدر من سفك الدماء وهدرها ,والتسلط على رقاب العراقيين من خلال الديون والأموال التي اغتصبوها عنوة وبمساندة الغرب .فاخذوا يخنقون العراقيين في ممرهم البحري الوحيد بإنشاء ميناء مبارك الكبير .

ثم طال حقدهم حتى في ميادين الرياضة التي جاءت لدعم السلام بين شعوب العالم , فكشفت مصادر رياضية عزم الكويت على دفع الخليجيين بإلغاء استضافة البصرة لبطولة كأس الخليج وإبدالها بدولة قطر ... الم تمتلئ بطونكم حقدا يا كويتيين فكفى فكفى .
الى بارقة امل وغد جديد...



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفجيرات الاخيرة من يقف خلفها ؟
- الاعتداءات الايرانية على العراق
- لماذا عليا يا كويت ان ابرر ؟
- النظام الانتخابي والشكل الفيدرالي للدولة(5)
- الصراع على الخلافة الاسلامية(5) خلافة عمر
- رحلتي الى كربلاء
- المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (4) زلة خالد بن الوليد
- تلاشى الحلم !!!
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية (4)
- الصراع على الخلافة الإسلامية (3) حروب الردة
- النجيفي أنموذجا للطائفية العنصرية في العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (2) إيضاحات حول رد الأستاذ طلعت ...
- الصراع على الخلافة الإسلامية (1) السقيفة بدايتاً
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية( 3 )
- الاسلام والارهاب(ج الاخير) نريد السلام
- النظام الانتخابي وأطر المحاصصة في العراق ج2
- الارهاب والاسلام ج6 العراقيين ضحية!!
- النظام الانتخابي وأطر المحاصصة في العراق ج1
- الإرهاب والإسلام ج5 العراقيين ضحية!!


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - الاء حامد - كفى حقدا على العراق يا كويت!!