أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - PKK إرهابي حتى النخاع؟!-















المزيد.....

PKK إرهابي حتى النخاع؟!-


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






الوجه الأول للقول

لم أتردد لحظة واحدة، واليوم أكون أكثر يقيناً، في اعتبار PKK إرهابياً، لا بل وإرهابياً حتى النخاع! إنه اليقين الذي تشكَّل لدي وأنا أقرأ التاريخ المدوَّن عنه، والسيرة الحدثية له، لأكون مع القائل الذي يذهب إلى حد إعلان الحرب المقدسة عليه، كما يتصرف منظّرو السياسة التركية من الداخل، وما يحدث من تجييش الشعور الجمعي الشعبي في المدن التركية، كما لاحظت عبر التلفاز في نهاية الأسبوع الثالثة من آب اللهاب2011، وهو لهاب فعلاً في العمق السياحي التركي، إلى درجة الموافقة القطعية على اعتبار أي سبيل للقضاء عليه مشروعاً تماماً.

إن هذا الحزب: المنظمة، والذي لا يتوانى عن نسف الطرق، وتهديد الناس في بيوتهم، وإقلاق راحتهم، لا بل وتهديد الأمن القومي التركي، وإبقاء كل بقعة جغرافية بمثابة مستودع بارود قيد الانفجار حيثما تحرك أو توقف عسكري، أو رجل أمن تركي، ومن يعمل معهما أو باسمهما، يستحق مثل "العقاب" دون هوادة.

لكن ذلك لا يتعدى حدود الوجه الأول للقول، حين يكون التاريخ الفارز له خارج نطاق حدوده، إذ إن القول السالف ليس أكثر من صنعة تاريخ محددة ومن قوة محددة، بينما تبرز الجغرافيا المجال الأبرز لتفهمه.

وبين أن يكون PKK ربيب الجغرافيا، والمحكوم برغبة تاريخ يختزل الجغرافيا ومن فيها يكون الفرق كبيراً.

إذ لا يكون حديث القتل ونسف المكان إلا لأن تهديداً بتصفية شعب أو تلجيمه أو تشويه صورته يواجهه.

إنه الانتقال من التاريخ الكابوس إلى الجغرافيا : اليقظة المعانقة لهواء الصباح العليل ليس إلا!



في صانع الوجه الأول

إن دولة تمارس سلطتها باسم قومية أوحد، ولغة أوحد، وهوية أوحد، هي التركية، وكل ما عداها، يكون في حكم الغفل من الاسم أو خانة الإقصاء، من حقها المبدئي على صعيد النتائج، أن تعلن جهادها المقدس على كل معارض لها، حتى لو كان هذا المعارض: الخصم، صاحب أرض محتكرَة تركياً، ولو تجاوز عدده ملايين مؤلفة. إنها قضية الأعمى الذي يعلن الحِداد على العالم ويعتبره سواداً، ناسياً أو متناسياً أن ثمة من يراه بألوان مختلفة.

إن الاعتراف بالآخر ينطلق قبل كل شيء، من التعريف بالذات ذلك التعريف النسبي الذي يتأسس على مفهوم الشراكة الجغرافية أو التاريخية والسياسية، ضماناً أوفر للبقاء والسلام حيث تتنوع ألسنة وتتعانق لغات!

ويعني ذلك أن ما تقوم به تركيا كنظام جامع بين إرادة سلطة العسكرتارية النافذة، والقانون المدني الممهور بها، يسهل النظر فيه بوصفه الدولة المحكومة برأس صلب المراس، في مواجهة المجتمع الذي يتطلب المزيد من المرونة في تحقيق التوازن المدينيّ الطابع. إنها الدولة التي يعنيها نظامها القومي واللغوي الواحد، منذ ما قبل ظهور جمهورية كمال أتاتورك1923، حيث كان للكرد ذلك الحضور الخاضع للسيطرة العثمانية المؤسلمة، وبالتالي فإن إصرار النظام التركي في وضعه الحالي على توصيف PKK بالإرهاب، هو في محله تماماً، ليس لأن ذلك صحيح تاريخياً، وإنما لأن هذا النظام الفارض سلطته على جغرافيا امبراطورية الطابع، لا زال يجد نفسه يرفل في ثوب حاكم امبراطوري، حيث تتراءى شعوب وأصداء أصوت شعوب في جهاتها الجغرافية.

لا غرابة، إذاً، أن يكون وصف الإرهاب ساري المفعول، وهو على أشده، بالنسبة لـ PKK، كما لو أننا إزاء دورين يتقسمان فيلماً سينمائياً لا نهاية له حتى الآن، يكون المحارب والمقاوم من جهة النظام ممثّل إله الخير، والآخر ممثل إله الشر المحض، والمواجهة مفتوحة، وإذ يوحى إلى الشارع إلى أن الدورين هذين وجدا مذ وجدت البشرية، كما هو الموقف من الشعب الكردي، وما تكون عليه سياسة الدولة التركية تجاهه.

إن دولة تجد في الكرد أقل من مفهوم الشعب، وملخصاً على صعيد الروح المقاومة لسياسة التنكيل به والإقصاء له، في حزب أو منظمة إرهابية خارج الحدود التركية" الراهنة" وداخلها، من الطبيعي أن تبتكر سياسة شد الحبل على حدودها الخارجية وما هو أبعد منها، تمويهاً لعنف الداخل، ويعني ذلك أنه من سابع المستحيلات أن تتمكن دولة تجد صورتها الداخلية في مرآتها الخارجية، من خلال تنوع علاقات دبلوماسية كما هو الجاري الآن، من إيجاد أبسط حل لمشكلة تمسها في العمق البلقاني المنصهر ، لأن ثمة تمثيلاً على أعلى مستوى يموه هاتيك العلاقات بقدر ما يطمئن الداخل على أن ثمة حراكاً سياسياً دالاً على قوة الدولة وتماسكها الاجتماعي.

وعلى سبيل المثال، فإن ما يعتبره النظام في سوريا من خلال دعوات الشارع إلى إسقاطه مجرد سقطة تاريخ كبرى ، جرَّاء تاريخ طويل لم يحتكم سوى إلى نفسه بعيداً عما هو مؤسساتي، ربما هكذا ينظر النظام في تركيا إلى الحزب المذكور وما يصله بالشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره أو دعواه على الأقل إلى تقاسم السلطة وفق مبدأ الشراكة التاريخية، وكأن الجاري في السر، يتحرك من خلال هذا المفصل المغيب والمعقد واقعاً!

تركيا تتلعثم في حضرة الجغرافيا التي تكون أوسع منها، بينما تمارس عرض عضلاتها في تاريخ موقَّع باسمها، ومن لدنها، ويصعب، إن لم يكن مستحيلاً الأخذ بقول إرهابية PKK من منظور ساسة تركيا المتشددين، وهم في أمس الحاجة اليوم، إلى الإصغاء لدرس الجغرافيا، كونه الدواء الناجع للتخفيف من صداعها التاريخي، لا بل ومن الدخول في التاريخ الأرحب، وهذا ما تكون قادرة عليه إن تطهرت من عقدة تتريك المختلفين عنها، ولا يعود الإرهاب السالف ترجمان ظلم محيق بصاحبه، ويبحث عن انتقام لا يخلو من مشروعية ومن مقاضاة للمسبّب!



مع الوجه الأمثل لـ PKK

كان PKK كغيره من الأحزاب وليد تاريخ شائك، ويشرب كثيراً من الماء المالح: ماء النظام التركي الذي ألزم شعوباً وأمماً بالتعود عليه، رغم وجود مصادر مياه عذبة داخل حدوده وبجواره، لكنها سياسة الهيمنة الفاعلة في ذلك، ليكون PKK من خلال عنف المعاش أشبه بتمساح تكون حقيقته بين فكّيه، وليس دلفين المياه الهادئة.

تاريخه عبر الوجه الأول يقربنا منه تمساحاً، وهو يمتلك القدرة في أن يثبت أنه خلافه، حيث كان منشأه في غمرة نقاشات لترويض تاريخ لم يسمع فيه سوى صوت المعلم المتغطرس العصابي والمأخوذ بهواه وحده، أن يستخدم ملطّف الجو أنَّى ذهب باعتباره منطلقاً في جغرافيا واسعة، وثمة ما يعينه في ذلك،وخصوصاً في الوضع الراهن، وفي عمق المدينة التركية، لتبيان زيف الصورة التي شكلها عنها معلم الصف التاريخي التركي التقليدي، وللعالم أجمع، لا بل وحتى للذين ما زالوا يجدونه تمساحاً وليس كائناً بشرياً، جرَّاء سياسات عصفت به هنا وهناك.

أن يكون أكثر تأكيداً على تفضيله للسلم، وحرية شعبه هو طرف فيه على ما هو عنفي أو حربي، ومما أشيع عنه ومازال على أنه يجد نفسه التاريخ الموازي لتاريخ القاهر، والجغرافيا تتجاوب مع صوته وحده، ليكون الدرس المركب والأكثر براعة في الجمع بين التاريخ باعتباره تنوعاً والجغرافيا باعتبارها حاضنة أمم شتى، أو أصواتاً مختلفة من الآراء، وذلك هو الرهان الأكبر الذي يتحداه، حتى وهو بين" جمهوره، وعلى أرضه"، بتأثير جلي من أثريات الوجه الأول الدعائية، وأظنه لو بذل جهده لنجح فيه طالبَ سلم لا عاشق حرب!





#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرديات القهر، في المجموعة القصصية (غبار البراري) لصبري رسول
- المصحَّة الكردية: ليس من كردي معقَّد إطلاقاً
- النظام يريد إسقاط شعبه
- بين فرعون وطغاة اليوم
- الإعلان عن دورة تدريبية لقادة أحزاب الحركة الكردية في سوريا
- أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بين التجاهل والتحامل
- أطفالُ المعارضة وسمُّ الحيَّة
- سيصبح بشار الأسد أتاتوركاً كردياً؟
- أيها المؤتمري الكردي، قف: نقطة نظام-
- نورالدين ظاظا وأحداث 2011 كردياً
- نداء عاجل إلى الأحزاب الكردية ومن في ركابها
- ماذا يعني لو حلّت الأحزاب الكردية نفسها؟
- لعبة الشطَّار: الأحزاب الكردية وحرابها الذاتية
- كردي كردستاني، أم كردي سوري..؟!
- هوارو الكردي ..في تَرِكتِه الثقيلة
- أكراد وأكراد وأكراد
- متدينون نحن، غصباً عنا
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- أبعد من حدود المسيحي- المسلم- حدث قامشلي نموذجاً
- عن برنامجي الانتخابي مسبقاً


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - PKK إرهابي حتى النخاع؟!-