أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - اللجوء الى جنوب السودان !!














المزيد.....

اللجوء الى جنوب السودان !!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 11:01
المحور: حقوق الانسان
    


تداولت صحف ورقية ومواقع الكترونية قبل أسبوع وأكثر، خبر طلب أحد الصحافيين العراقيين اللجوء الى دولة جنوب السودان . وتباينت آراء وردود أفعال متابعي الخبر بين متعاطفين مع الصحافي ـ وهم الغالبية ـ وبين متهكمين ـ وهم قلة من الذين يتعاملون مع معاناة العراقي ببرود ، إذ يبيعون له الشعارات الوطنية الرنانة بلاتطبيق فعلي لها وإنما يجعجعون بها في تعليقاتهم ـ مثلما يدعيها السياسيون في تصريحاتهم ولا يترجمونها في أفعالهم ـ من غير أن يفهموا أن إطلاق رغبة اللجوء الى دولة أخرى إنما صرخة تعبر عن آلام الشباب العراقي ومعاناته في بلد لم يتوفر فيه حتى الآن مايمنح أولئك الشباب الاستقرار وقطف ثمار أحلامهم المؤجلة منذ سنين .
شهاب أحمد محمود ، طالب اللجوء ، شاب من جنوب العراق ، وهو صحافي تعرض للمضايقات في زمنين : العهد السابق والعهد الحالي ، فوجد نفسه تائهاً مغيباً عن التفاعل مع الحياة ، وقد ضاقت به سبل العيش الإنساني الكريم .
يبلغ شهاب من العمر 43 سنة أمضاها في العراق ، وبالرغم من هذه المدة الطويلة إلاّ إنه يشعر بالغربة فيه ، بعد أن وجد كل الأبواب موصدة في وجهه من جراء غياب الحرية الحقيقية والعدالة والديمقراطية ، فالبلد يسير الى الوراء ، والفساد بلغ أعلى درجاته ، حتى كأن العراق لايريد أبناءه ، وقد أصبحوا غرباء فيه ، بسبب طبقة سياسية عجيبة همها ربما التنكيل بكل عراقي خرج سالماً من ظروف مرحلة النظام السابق .
والمفارقة إن الذين تحملوا تبعات سنوات الحصار والمضايقات والخوف من الأجهزة الامنية خلال العهد السابق ، قد وجدوا أنفسهم في قائمة سوداء وضعتها أحزاب وبعض شخصيات كانت تعيش خارج العراق ولاتعرف شيئاً عن معاناة العراقي داخل بلده عبر عقود من الزمن المر حتى اليوم ، هذه الأحزاب جاءت لتتفرد بالسلطة هي الأخرى على وفق مبدأ الدكتاتوريات المتعددة التي تمثلها ( ديمقراطية العراق اليوم ) ، فاحتضنت أشخاصاً من الذين عاشوا داخل البلد ونقصد المتسلقين القادرين على الوصول الى الكراسي في كل زمن ، لتكون النتيجة المزيد من الغرق في أوحال الفساد مما تسبب في هدر ثروة البلد وتراجع الخدمات وتأجيل أحلام المواطن العراقي مرة أخرى .
لذا ليس غريباً على من يجد نفسه متضرراً مظلوماً في كل زمن أن يحاول البحث عن ذاته الضائعة والمغيبة قسراً ، من خلال التطلع للعيش في بلد آخر ، وإن لم يكن متقدماً .
ولم يجد شهاب سوى بلد جنوب السودان ليطالب عبر الانترنت باللجوء اليه ، عسى أن يعوض فيه سنوات شبابه الضائعة ، ذلك إنه بلد وليد قدم تضحيات جسام للحصول على الاستقلال بعد أن عانى الاضطهاد والإجحاف والظلم كثيراً ، وهو يشبه مدن جنوب العراق التي عانت الكثير من جراء السلطة المركزية سابقاً واليوم ، على وفق تعبير طالب اللجوء ، الذي يشعر بأن جنوب السودان قادر على إعادة إنسانية هذا الشاب اليه ، لأنه بلد وليد يبدأ من الصفر وستكون شخصيته وقيمته من قيمة الإنسان الذي يعيش فيه .
ومع وصف شهاب طلب لجوئه بأنه صرخة الى المسؤولين الفاسدين الذين ستؤدي أعمالهم الى إفراغ العراق من أبنائه ، فإننا نعرض هذا الموضوع ليس بصفته قضية شخصية كما فهمها بعض السذج والمنتفعين من فوضى البلد ، وإنما بصفته قضية عامة تعبر عن هموم العراقيين الذين كانوا يحلمون بعراق جديد يتفيؤون تحت أشجاره الوارفة ، فإذا بهم يجدون أنفسهم يهيمون في قفر جديد . فهل تنفع الذكرى ياأصحاب القرار في العراق لإنهاء الكابوس المرعب الذي جعل العراقي يشعر بالغربة في بلده ؟!!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ننتفض على العنف ضد المرأة ؟!
- مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي العراقي .. نريد قراراً حاس ...
- مباشر الى وزير التعليم العالي العراقي .. قبل أن تبتلع الخيبة ...
- كيف تتحسن حال العراق ، وأنتم تتناحرون ؟!
- فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد
- لكي لاتضيع حقوقكم!
- نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن
- نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة
- أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!
- قضية المفصولين السياسيين من ناحية أخلاقية وإنسانية
- لأنها امرأة .. لأنه رجل
- زحمة يادنيا زحمة!!
- الموظفون يهلكون بسبب الحَر .. مَن ينقذهم من غرف الساونا الإج ...
- البعض طار الى عش التناقضات ، ولم يهبط بعد !
- لماذا نحن دولة ( نايمة ) ؟!
- أنا او .. أنا
- حين يخذلك صديق او مُحب !!
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان
- قطراتُ دمع ٍ ومطر ٍ وندى
- هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - اللجوء الى جنوب السودان !!