أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - تطبيق الشريعة 2-3















المزيد.....

تطبيق الشريعة 2-3


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 18:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزمن قد اختلف .. الدنيا تغيرت وتتغير .. كان السيف عند " محمد " مؤسس الشريعة الاسلامية " هو وسيلة الحرب والدفاع ، وتنفيذ عقوبة الاعدام ..

ولكن زمن محمد . قد تغير ، فأصبح مستحيلا علي " آل سعود " أن يستخدموا السيف . مثل نبي الاسلام . اليوم في الحرب أو الدفاع .. والا أضحكوا الدنيا عليهم ، فضلا علي الهزيمة المؤكدة لو استخدموا السيف في الحرب .. فعندما دخلوا لنصرة ملك البحرين . لمنع اسقاط عرشه – في الشهور القليلة الماضية – لم يدخلوا بالسيف . حسب السنة النبوية - الحربية - .
كلا .. فقد انتهي زمن السيف . فدخلوا البحرين بدبابات ومدرعات ومصفحات ، ومدافع رشاشة وبنادق ..
وكأن الشريعة تسمح بالغاء السيف كاداة حرب ودفاع عن النفس – مخالفة لسنة رسول العقيدة - ...
لكنها لا تسمح بتغيير السيف كأداة لتنفيذ عقوبة القتل ! ..
وكأن الشريعة . تجيز الاعتماد علي أجهزة الحرب الحديثة .. ولا تقبل اعتماد الأحكام والأدوات والطرق الحديثة في تنفيذ عقوبات الاعدام ، والسرقة والزنا . .

وعقوبة الحبس . لا تغلق باب التوبة . ولا توصد باب الاصلاح والتقويم .. مثلما تغلقهما عقوبتا الرجم ، وقطع اليد . في الشريعة الاسلامية .

نفذ الفرنسيون . عقوبة القتل موتا فوق الخازوق ..منذ حوالي 200 عام . عندما كان نابليون يحتل مصر . وقام " سليمان الحلبي " بقتل القائد الفرنسي " كليبر" فاعدموه بتلك الميتة البشعة ..
اختلف الزمن الآن .. ومنذ سنوات كثيرة ، لم تعد تلك العقوبة موجودة بقانون الفرنسيين ، أو في عرفهم . بل يستبشعونها جدا ..
اختلف الزمن والثقافة ، وارتقيا .. فتحولوا عن العقوبة العتيقة الصدئة ، وتحضروا ..

لكل عصر لغته ، وأدواته وثقافته ، وقوانينه وأعرافه .. فعلي سبيل المثال . كل لغة . ما كان مالوفا منها . قديما ، ومعروفا من الألفاظ والمفردات ، غالبيته صار غريبا مهجورا ..! يحتاج للشرح ....
هذا نجده عندما نقرأ شعر امريء القيس – قبل التاريخ الهجري-
نقرأ شرحا لألفاظ كثيرة نعجب منها ، لكونها لم تعد متداولة ..
وعندما نقرأ شعرا عربيا . لشعراء بعد امريء القيس بمئات السنين .. للمتنبي أو لأبي تمام ، أو أبي العلاء المعري .. ممن مضي عليهم قرابة ألف عام .. فسنجد به أيضا كلمات غريبة أخري .. لابد من شرح معانيها بكلمات عربية مألوفة لنا متداولة في عصرنا ..
واذا قرأ المواطن المصري . للمؤرخ " الجبرتي " . الذي رحل منذ حوالي مائتي عام فقط .. فسيجد تعابيرا غريبة . لابد وأنها تحتاج للشرح .. فقد اختلف العصر ، اختلفت الكثير من الكلمات ، الظروف والأدوات التي كان الأجداد يستخدمونها في ذلك العصر – منذ 200 عام فقط – عن عصرنا هذا الذي نعيشه ..

ان لغة الشرائع التي مضي عليها ما بين ألف وخمسمائة والفي عام ، أو أكثر من السنين .. تتكلم عن البقرات ، السمان والعجاف .. كأداة تشبيه لسنوات القحط والرخاء ! ( البقرات ..) – سورة يوسف 12 : 43 - .
انها لغتهم ، لغة عصر تلك العقائد ، التي تتكلم عن الثروة والمقتنيات . بكذا نعجة – سورة ص 38 : 23 - ، وكذا خروف ، وكذا بعير .. وكذا مثقال ، انها لغة عصر عتيق . كانت تلك هي عُملة التداول الأولي حينها .. ولم تعرف تلك الديانات . لغة المليار والبليون . بالدولار والاسترليني والين واليورو ...

وكان الهلال – القمر – هو وسيلة تقويم وحساب الشهور والسنين . وثبت عدم دفة ذاك التقويم .. فالأصل هو الشمس . والحساب الدقيق يكون اعتمادا علي الشمس لا علي القمر ، الذي هو مجرد تابع للشمس ..

ان وسائل النقل والانتقال ، والزينة .. عند الشرائع التي مر عليها مئات كثيرة من السنين . هي " الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة " ...! – سورة النحل 16 آية 8 - .
فتري : هل يوجد الآن من بين دعاة تطبيق احكام شريعة الخيل والبغال .. الخ . من يستخدم تلك الوسائل للركوب والزينة ..؟!
لا أحد .. بل جميعهم يستخدمون الطائرات والقطارات والسيارات ، ومترو الأنفاق ، والسفن الحديثة ، والدراجات البخارية .. و للزينة : يستخدمون المرسيدس ، أو حتي السيارات الياباني. كزينة .. تقف أمام بيوتهم وقصورهم أو بجراجات بيوتهم ..
وألغوا الخيل والبغال والحمير التي حددتها الشريعة كوسائل نقل وانتقال ، وزينة ..!

لقد تغير زمن الشرائع القديمة ، وحل زمن جديد . ذاك الزمن الذي نعيشه .. فكيف يكون التمسك بتشريعات انتهي زمنها وأدواتها وتعابيرها وتشبيهاتها والعملات المتداولة حينها ، ووسائل النقل والانتقال في زمنها ؟ .. وكيف لا تنتهي أحكامها . وتنتهي رؤيتها العتيقة للفنون والآداب والعلوم . لتحل محلها احكام تتناسب و زمانا المختلف عن زمن تلك الشرائع ؟؟؟

الزمن يتغير . فملابس محمد ، وأمراء الاسلام المؤمنين عمر ابن الخطاب ، وعلي ، ومحمد ، وأبي بكر . ليست ذاتها الملابس الذي كان يرتديها الخليفة الاسلامي العباسي " المأمون " . أو هارون الرشيد . ولا هي التي كان يلبسها الخليفة الاسلامي العثمانلي في تركيا . أيام دولة الخلافة في تركيا ..

لماذا يفرض الاسلاميون الحجاب والنقاب الذي كانت تلبسه عائشة وحفصة وباقي زوجات محمد . علي نساء عصرهم الحالي . وهم لا يلبسون الزي الذي كان يلبسه نبي الاسلام ؟ !
لم يكن نبي الاسلام يلبس البدلة والكرافتة - الأنيقة -. التي يرتديها الآن مرشد عام الاخوان المسلمين – محمد بديع - ، والقطبان الاسلاميان المقبلان علي الترشح لرئاسة الجمهورية في مصر – عبد المنعم أبو الفتوح - ، و محمد سليم العوا . وغيرهم من عتاة السلفيين وباقي الجماعات الاسلامية ؟!
ان البدلة والكرافتة – حسب رؤية الاسلام . والحديث المحمدي – محدثة من المحدثات . واردة من غير بلاد المسلمين . " ان شر الامور محدثاتها . كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار " –
فلماذا يلقي قيادات الاسلاميين بأنفسهم في النار بارتداء البدلة والكرافتة ؟
ان كان العصر قد اختلف . فهل اختلف علي الرجال وحدهم ، ولم يختلف العصر علي النساء ؟
ان نفس عصر بدلة وكرافتة رئيس وزراء فرنسا " ساركوزي " ، وأوباما – رئيس أمريكا - . هو نفسه عصر وزيرة خارجية أمريكا – هيلاري كلينتون - ، ورئيسة ألمانيا . اللتان ترتديان الأزياء الحديثة بدون حجاب أو نقاب ..
فلماذا يحرم علي المرأة منصب رئاسة مصر . وتجبر علي الحجاب .. مخالفة لعصرها ،
ويبقي لمرشد الاخوان ، وسليم العوا ، عصام العريان . وغيرهم من الاسلامين . حق لبس البدلة والكرافتة ..؟!
لقد تغير الزمن علي الجميع ..
لا يوجد في الاسلام لقب " دكتور " وانما هو وارد من بلاد غير المسلمين . وكان محمد النبي . يطلق علي " عبد الله بن عباس " لقب " حبر الأمة " أي عالمها .
ومرشد عام جماعة الاخوان . محمد بديع . هو من علماء الطب البيطري . فلماذا لا يلقب بالحبر محمد بديع – أو الشيخ بديع - . بدلا من الدكتور محمد بديع . ؟ وكذلك الحال لعصام العريان ، والعوا ، وعبد المنعم أبو الفتوح . ينادونهم بالأحبار . مفردها الحبر . بدلا من " الدكتور " ذاك اللقب غير الاسلامي ؟!

الذين يعيشون زمن الطائرات والقطارات والسيارات والموبايل والكمبيوتر .. كيف يرفضون تطبيق قوانين عصر تلك الوسائل – قوانين عصرهم - . ويتمسكون بقوانين قطع الأيادي والأرجل وقطع الرقاب بالسيف ، والرجم والجلد .. والحجاب والنقاب ، وتحريم التماثيل والصور – التي لم يعد يعبدها أحد ، بل مجرد تذكار له أهميته – وتحريم الموسيقي والغناء – غذاء الروح – دونما تمييز بين النافع منها وبين الضار ، ودنما تفريق بين الرفيع منها أو الخليع ! ، ودعوتهم لاتلاف وتدمير أو اهمال . أو اغلاق آثار الأجداد . التي تعد معجزات خالدة ، ومراجع للحضارة والعلوم كأسس لها .. بزعم ان أجدادنا العظماء كانوا كفارا ! ! وهؤلاء الأجداد الفراعنة . يبهرون العالم المتحضر اليوم بعد مضي 5000 سنة من رحيلهم . بالسبق الحضاري الذي حققوه .. ! .

ما ذنب هؤلاء الأجداد العظماء – الفراعنة - . في أن السماء لم ترسل في عهدهم نبيا يعتز بأن النكاح سنته . حتي نتبرأ منهم ونسميهم كفارا ويحلم دعاة تطبيق الشريعة بتدمير آثارهم العظيمة..(!)..

ان دعاة تطبيق الشريعة . مثلما نبذوا وسائل المواصلات التي أقرتها الشريعة – الخيل والبغال والحمير - ويأنفون من استخدامها ، رغم ذكرها بنصوص كتاب الشريعة ، وكفوا عن استخدام السيف في حروبهم ، رغم كونه سنة نبوية حربية . يجب أن يكفوا عن المطالبة باستخدام السيف كأداة لتنفيذ عقوبة الاعدام ، وينبذوا عقوبات مضي زمانها . مثلما ولي زمن السيف ، كالرجم وقطع الايادي . وهي عقوبات بدائية . مثلما السيف . من الأدوات البدائية ، وكما صارت الخيل والبغال والحمير . وسائل بدائية .؟!

هل سبب تمسكهم بها هو ان – قطع الرقاب والأيادي بالسيف والرجم والجلد . هي عقوبات مانعة فعالة لشدة قسوتها ..؟

ان الزمان القاسي في وسائله – ركوب دواب في الحر ، تحت لهب الشمس ، وفي البرد وتحت المطر – ، و والحرب بالسيف .. طبيعي أن تكون العقوبات فيه قاسية أيضا ..
أما عصرالطائرات والقطارات والسيارات ..حيث يأكل الفرد من دعاة تطبيق الشريعة ، ويشرب القهوة ، وينام ، ويشاهد التليفزيون بالطائرة ، وبالقطار ، وبالسيارة .. من الطبيعي أن تكون لهذا العصر ، العقوبات التي تليق بأهله المتحضرين ، وتناسب عصرهم المتقدم ..

هل يرون عقوبات الشريعة . البالغة القسوة والصرامة . من شأنها ايقاف السرقة والفاحشة والفساد ..؟
طبعا تلك حجتهم المعتادة ..
أوليس لنا هنا أن نسال :
هل من بين مؤسسي الشريعة وروادها الأوائل . من سبق أن طبقوا أحكامها علي أنفسهم أو علي أهاليهم ، أو علي كبار الحكام .. ؟
الجواب : كلا ... بل اكتفوا بتطبيقها علي عامة الناس !
الأكثر تاثيرا علي اشاعة الفساد . النهب والسرقة والفقر ، والانحلال بالمجتمعات .. ليس سلوك العامة . بقدر ما هو سلوك الحكام وأعوانهم ؟
فمن أحق بأولوية تطبيق الأحكام عليه ؟ المحكومون ؟ أم الحكام ؟
وان لم تطبق أحكام الشريعة علي الحكام – وحماة الشريعة والعقيدة ومؤسسيها ومطبقيها - .. فهل توجد فائدة يعول عليها من تطبيقها علي العامة المساكين . فقط .؟
هيهات ..
والي الحلقة الثالثة والاخيرة..
********************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطبيق الشريعة 1-3
- سرقة حقوق الموقع والكُتّاب
- قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب 2-2
- قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب 1-2
- ما هكذا الثورات والثوار 3-3
- ما هكذا الثورات والثوار 2-3
- ما هكذا الثورات والثوار 1-3
- جيوش خانت أوطانها -2
- الوطن والدين
- التجريف السياسي للوطن
- استقالة رئيس وزراء مصر ونائبه
- رسالة من السعودية
- الفكر والسياسة وتغيير الثقافة
- الغاء الثورات وتصنيع مبيد للثوار !
- عدم جواز حرق المراحل . بين النسبي والمطلق
- ثوار التحرير ليسوا ملائكة
- الناس والحرية 50
- الليبرالية أم الاسلامية ؟ - بمناسبة الانتخابات المصرية المقب ...
- الاحتيال لاقامة دولة مدنية الاسم فقط !
- عن الموت


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - تطبيق الشريعة 2-3