أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - الأب القائد المؤسس














المزيد.....

الأب القائد المؤسس


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 05:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الأب القائد المؤسس
سردار عبدالله
كثيرة هي القوى التي تراهن على مستقبل المجتمعات العربية ، وعلى كثرتها فهي متنوعة ايضاً . لكن اكثرية هذه القوى لازالت تراهن على عجز هذه المجتمعات وعدم قدرتها على الإصلاح والتحديث ، على ان اغرب وأطرف ما في الأمر هو ان غالبية هذه القوى هي الجهات والقوى العربية ذاتها . وخير دليل على صحة هذا الكلام هو تهرب الانظمة السياسية العربية من استحقاقات الإصلاح التي تطالب بها المجتمعات العربية وبإلحاح شديد . لايخلو اليوم بلد من بلدان العالم العربي من مثل هذه السجالات والمناقشات الدائرة حول ضرورة القيام بإصلاحات، بالمقابل وللتهرب من مسؤولية الإستجابة لهذه المطالبات المشروعة ، هرعت الانظمة العربية الحاكمة والقوى المتحالفة معها الى احدى حيلها المعهودة ، وللأسف ما اكثر هذه الحيل وما اكثر تنوعها، فأدخلت العملية الإصلاحية في متاهة البيضة والدجاجة ، فإخترعت ومن الفراغ .. لعبة الإصلاح من الداخل ، ام الإصلاح (المفروض) من الخارج . على ان الحقيقة هي ان مثل هذه الألاعيب ، وعلى الرغم مما قد تبدو عليه من مشروعية في ظاهر الأمر، إلا انها باتت اضعف من ان تنطوي على الشارع العربي الواعي ، وهي لاتتعدى في احسن حالاتها كلمة حق يراد بها باطل . ولايمكن لها ان تحظى ولو بالحد الأدنى من (المصداقية) إلا اذا قبلت هذه الأنظمة بالرضوخ لمطالبات شعوبها في ما يخص إنجاز إصلاحات حقيقية . ولايمكن ان نجادل في ان الرضوخ لمطالب الشعوب لايمكن ان يقارن بأي حال من الأحوال، بعمليات الرضوخ للآخرين ، وذلك على فرض ان هذه الأنظمة يجب ان تستمد شرعيتها من شعوبها ، لا ان تُفرض من الخارج . لكن المشكلة الأساسية تكمن في التشويه والضبابية التي تعتري تصور وفهم هذه الانظمة لشعوبها ومجتمعاتها التي تحكمها . ان هذه الأنظمة تراهن على درجة تخلف المجتمعات العربية وتتخذ من مثل هذه (الفرضيات) ذرائع للتهرب من استحقاقات التحديث والإصلاح ، ولكن يمكن الجزم بعدم صحة مثل هذه الإدعاءات وبعدها كل البعد عن الواقع.
ان الشعوب والمجتمعات في العالم العربي شأنها شأن بقية شعوب الأرض المتمدنة يمكنها انجاز الكثير لو اتيحت لها الفرص الحقيقية المناسبة للتعبير عن إرادتها الواعية وللمساهمة في تحديث البلاد ، وكذلك لو خصصت اجزاء ولو بسيطة من هذه الموارد الهائلة في مكانها الصحيح . على الجانب الآخر فإن الأنظمة الحاكمة هي اللاعب الرئيسي في هذه العملية ، فهي المسيطرة وبصورة شبه كاملة على الوضع في بلدانها ، ولذلك فهي صاحبة القرار النهائي ، والى ان تتأسس ديموقراطيات حقيقية في العالم العربي فإن هذا الوضع سوف يظل على ما هو عليه الآن . وكما ان هذه الأنظمة تستطيع ان تعرقل تقدم واستقرار وازدهار بلدانها ، فإنها تستطيع ان تلعب دورا كبيرا في اعمار البلاد وتوفير الحد المعقول من الإستقرار والإزدهارونوع من تكافؤ الفرص ، وبعبارة اخرى فإن هذه الأنظمة تستطيع ان تحول جنة الأوطان الى جحيم لايطاق ، كما انها تستطيع ان تحول الاراضي الجرداء الى واحات تشبه الجنان الخيالية . وهنا يمكن اللجوء الى نموذجين للتدليل على كلامنا هذا ، النموذج الأول هو نموذج البعث في العراق الذي جاء وعلى لسان احد قياداته على قطار امريكي وسيطر على العراق وحول جنائنه وموارده وخيراته الهائلة الى جحيم لايطاق ، بينما يقف المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على الجانب الآخر من المشهد الذي حول في ظل حكمه ، اهل البلد ديارهم القاحلة الى جنان اقرب الى الخيال . في النموذج العراقي حول البعث العراقي وتحت وصاية (الأب القائد المؤسس) وعلى ضوء (تعاليمه ومبادئه) العراق من بلد يتمتع بكل هذا التنوع الإنساني القومي والثقافي والديني الى دولة شمولية شديدة المركزية تقتل كل نفس للتعبير عن هذا التنوع . بينما على الجانب الآخر من المشهد وبالرغم من غياب التنوع الثقافي العراقي فإن اهل الإمارات تمكنوا من تأسيس اول تجربة ناجحة ،اقل ما يمكن ان يقال عنها هو انها تجاوزت النظم والنماذج الشمولية الشديدة المركزية لترتقي الى تأسيس دولة اتحادية (فيدرالية) تتمتع فيها الأقاليم بالكثير من السلطات المحلية . في الحالة العراقية حاول (الأب القائد المؤسس) وتحت ذريعة محاربة الإستعمار وانجاز المهام الوطنية والقومية قتل كل خصوصية حقيقية . بينما في الإمارات لم يؤدي كل هذا القدر من اللامركزية في النهاية ، إلا الى استقرار البلاد والمزيد من التقدم والإزدهار لها ، والأهم من كل هذا ان كل ذلك قد تم بدون اي ضجيج وجعجعة . في العراق ادت هذه العقلية الى سلسلة كوارث انتهت (بمعركة الحواسم) وخراب العراق والطريف ان هذه العقود الطويلة التي (سطر) فيها البعثيون كل هذه الكوارث ، فإن ضجيج الشعارات الكبيرة الطنانة لم يتوقف ولو للحظة واحدة . بينما في الإمارات فقد تم انجاز ما يشبه المعجزات وذلك دون ان نسمع من اهل هذه الإنجازات اية ادعاءات ولا شعارات كبيرة زائفة . العبرة اذن هي ان المجتمعات العربية ليست بالعاجزة وان الكلام عن التخلف المزعوم الذي تعاني منه الشعوب في العالم العربي ليست الا مجرد ادعاءات الغرض الحقيقي منها هو التهرب من تحمل مسؤوليات التحديث والإصلاح وكذلك القبول بالحد الأدنى من الديموقراطية والشفافية . على الجانب الآخرفإن القيادات والزعامات الحاكمة في العالم العربي وبالرغم من غياب الديموقراطية ، الا انها تستطيع ان تلعب كلا الدورين .



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي
- اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السل ...
- قراءات - هل تظل الدوامة السارترية تلف بعضهم إلي الأبد؟ - سير ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - الأب القائد المؤسس