معمر حميد ناجي
الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 08:45
المحور:
الادب والفن
قصيدة
(هبوطاً)
هبوطاً
فَبِيْضُ الخصال ِ
حلكنَ كِسودِ الليالي
وفرّ بياضُ الفؤاد
كآنسةِ الحيّ
يوماً فيوماً
مساحبُ ظلّي ثِقالٌ
وريحٌ تصرُّ
وروحٌ يدبُّ اليها الهباءُ
هوَ المركبُ الوعرُ
والأملُ الخافتُ المستقرُّ
هبوطاً الى القاع ِ
لا رَبْعُ ليلى
يَرفُّ به الأقحوانُ
ولا طللٌ شاخصٌ
أستجيرُ به في الهجير ِ
كأنَّ دمي
سِيطَ َ من خجل ِ الورد ِ
في الخدِّ
مِنْ شفق ٍ سوّدتهُ الليالي
وروحٌ ممزقةٌ
اين رقراقها العذبُ
بلْ اينَ وهجُ الصِّبا
وحيثُ العذارى
مَضينَ الى غصنها الرطْب يوماً
وصِرنَ أسارى
تَقَلّبَ هذا القلبُ
سُدّتْ مشاربُهُ
أينَ و ِرْدُ الصباحات ِ ؟
ياصاح ِ أني
هبطتُ الى القاع ِ
كلٌّ لَيَسعى الى حتفِهِ
بالتفاهاتِ
ها أنا مَلِكٌ دون مملكة ٍ
مرّةٌ اذْ يلوح ليَ البرقُ أبكي
واذْ يَدْلَهِمُّ ليَ الليلُ أشكو
فمن يستجيبَ لطارق ِ دهر ٍ
أتى يطلب الصفوَ من كَدَر ٍ
أو يطلبُ الماءَ من مهمه ٍ
ها أنا اليوم بعتُ البراءة َ
بالثمن ِ البخس ِ
كفّي خواء ٌ
ومملكتي حاجبٌ منة زجاج ْ
هبوطا ً
كساقية ِ الخمر ِ
صوبَ الطحالِبِ
حيث الضفادعُ سودٌ
وسود الليالي طوال
هبوطا ً
أنا ابن ُ هذا النخيل الذي
يَيستَكين لحدّ الظُبات ِ
ويمرحُ في سعفه ِ الجُرْذُ
والجَرَب ُ المستديمُ
ألا أنك ِ الآن
لم تعلمي ما الذي حلّ بالنخل ِ
بلْ لم يَعُدْ خُمْرُهُ جوهرَ الشيء ِ
أو سعفه ُ مرتَعَ العشق ِ
كُفّي ملاما ً
لأجلك ِ أمضي
الى القاع
مُظلمة ٌ كلُّ الدروب الى الوصل ِ
أو قلّما تسقيم الطريق .
معمّر حميد ناجي
#معمر_حميد_ناجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟