أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مدن في الذاكرة














المزيد.....

مدن في الذاكرة


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


لا اعرف ما علاقتي مع المدن وكيف تتراكم في اعماق نفسي وتثير في مشاعر متناقضة لا افهمها.. احاول تفسيرها الا انني لا البث ان اعتبر ان في محاولتي للفهم خفة او تبسيط او نظرة مسبقة
لكن ما اعرفه ان مدنا كثيرة لاتعني لي كما تعنيه للاخرين فمثلا رغم الكم الهائل للقصائد التي تذبح الشعراء عند ذكر دمشق لا اجد انها تركت اثرا في نفسي فشخصيا لم ار ياسمين القباني ولا غوطة شوقي كل ما تابعته مدينة مشوهة مطلية بالقتامة عكس حلب التي يسيطر عليها الحجر ..
عشت في دمشق فترة سنوات فلماذا لم تترك في هذا الاثر الذي اتابعه مثلا في قصائد شوقي محمود درويش زقطان ابو حطب مع انني كنا نعمل سوية مع ابو حطب مثلا في مقر مجلة الحرية في ساحة الشهبندر في الشام لماذا تركت اثرا جارحا عند غيري بينما لاتعنيني واتمنى ان انساها سريعا واعتبرها تلخيصا لفلسفة عائلة الاسد السياسة والبناء شطارة وفلوس
حتى حلب المدينة التي ولدت في قراها الغير بعيدة جدا عنها في مخيم للاجئين لم تعد تعني لي شيئا ..حقيقة لا افهم هذا الامر قبل فترة وجه لي صديقي الصحافي الالماني الفلسطيني في مقابلة صحافية سؤالا عن معنى الوطن بالنسبة لي رغم كلاسيكية السؤال فانني تحولت الى كركوبة معقدة فعلا ماذا يعني الوطن واين هو الوطن اذا كان شجرة او بيت او حتى فرشة اسفنج في الوطن العربي فانا لااملك فيها شيئا ولايصدق علي قولة علي محمود طه في جلسة معه في بروكسل وهو رئيس لتحاد كتاب فلسطين ان من بقي في فلسطين دافع عن شجرات قليلة فعن ماذا سأتكلم واعتقد انني لو كنت املك شيئا فان هذا الاحساس لن يتغير
عندما بحثت في بعض الجوانب الخفية اكتشفت ان وطني ليس فلسطين الا بمقدار عدالة قضيتها وما تعكسه من صراعات في العالم بين الخير والشر لا اكثر ولا اقل ..وكأنني لست فلسطينيا ..لو قلت انها جميلة فان المساحات الخضراء في اوروبا لاحدود لها واحيانا مثلا في المنطقة التي اسكن فيها تكاد تشبه جنة على الارض بجمالها وطبيعتها الآخاذة فلماذا علي ان اتذكر جمال فلسطين كي احبها هناك بقع واسعة في ايرلندا حيث عشت فترة باهرة في طبيعتها البكر في الطريق عبر ويلز وربما قبل الوصول الى لندن في باريس او ساحل فرنسا الغربي او مالطا او في الجنة على الارض كما تحدث عنها كولمبوس مكتشف امريكا اي اقصد كوبا ربما في تونس او اوكرانيا وطبيعة ريفها المعتق والكريم في مدينة غوركي حيث سكن لينين وماتعنى حدود بولونيا مدن هولندا مدن كثيرة لاحصر لها اعرفها ومررت يها لكن ليس ثمة نكهة واحدة هناك مدن تترك اثرا لا يمحى عند الشعراء والناس ولكنها لاتخلف نفس الاثر عندي وربما يكون هؤلاء قد شاهدوا مدنا اكثر مني بكثير..سكنت في بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي ثلاثة عشر عاما حيث اسير عشرات الامتار فأكون قرب مقرات الاتحاد الاوروبي ولكن تفاجأت عندما غادرتها لم اشعر انني مشتاق اليها رغم ان فيها بلديات قدمت لي العون و الكثير من الجمعيات اعرفها والكثير من الاصحاب
اليوم اسكن في لييج عندما ذهبت الى سبتة في شمال المغرب وجدتني اشتاق الى هذه المدينة لييج لا اعرف ما الذي يسكن فيها هل لان فيها صبايا جميلات ام لطبيعتها ام لتدرجها الطبيعي الذي يشبه نبض القلب لكن ثمة مدينة اخرى لاتشبه لييج من اي تكوين هي ماجدي بورغ الالمانية لماذا تركت هذه المدينة اثرا في اعماق نفسي بماذا اختلفت عن هيلدزهايم او هانوفر او هامبورغ او دوسلدورف او برلين على سيرة برلين قسمها الشرقي اي الشارع الذي كان في المانيا الشرقية والذي يسبق الحائط ترك اثرا في نفسي بينما بعد هذا الحائط لا اثر للجانب الغربي..شيء محير اليوم كما كل البلجيك اشتريت بيتا كان شبه خرابة وبعد تصليجه واعادة تجديده تحول الى بيت جميل ويكاد يقع في منطقة هي منتجع بكل معنى الكلمة حيث تنام البيوت بين اغصان الشجر والطبيعة الساحرة اشتريت لكن على ان لايفهم احد كلامي بالخطأ فقد كنت اعتبر نفسي اخر بلجيكي سيشتري بيتا لان للأغلبية البلجيك اي نسبة 99 بالمئة بيتا او بيتين احدهما في بلجيكا والاخر على سواحل فرنسا او ايطاليا او اسبانيا او تونس او منطقة من مناطق هذا العالم وطبعا لست غنيا ولا املك اموالا فعلت كما يفعل الناس هنا استئجار شقة صغيرة يكلف اكثر بكثير احيانا من القسط الذي تسدده للبنك الاجتماعي كما قسطك مع الزمن يصبح اقل بينما الايجار يتصاعد سنويا بنسبة محددة واحيانا بشكل لايصدق حيث في بروكسل تضاعفت اسعار البيوت الى ثلاثة اصعاف في سنة او سنتين والايجارات فيها خرافية..اذا هل مثل هذا البيت وطنا لااعتقد لان الارتباط بالمدينة و محافظة لييج وليس بالبيوت ام ان المسألة اعقد لان في ماجدي بورغ ليس لي والاصح للبنك الاجتماعي بيت كبير بحديقة فسيحة ومدخلين بل زيارة مؤقتة عابرة لعدة ايام فما الذي ترك هذا الاثر ..في اوكرانيا كنا نزور قرية ومنتجع استطبابي عندما بدت لي هذه البقعة ساحرة وبأثر طيفي في نفسي ..شارع اربات كان بأثر جميل في جانبه المطل على الشوارع الفسيحة بينما في بعض جوانبه كان عدائيا فما الذي وزع هذا الاثر في الشارع الجميل نفسه..لاعلاقة للفخامة بالمدن التي لها الوانا وجدانية في اعماقي لانها ليست فخمة بل انها اقرب الى البلدات حيث البيوت لاترتفع بعيدا ولا تحجب الشمس ..لتونس اثر في نفسي واستطيع ان اقول عنها ما قاله درويش لاسيما حديقة البلفيدير والشوراع التي تفصل هذه الحديقة مرورا بازقة المدينة القديمة والشوارع التي امر عليها للوصول الى قرب جامع الزيتونة الذي لايعنيني بالمرة ..بالمناسبة الجوامع لااثر لها في حياتي لانني تقريبا لم ادخلها واخاف من المدن التي يسيطر عليها الدين والتعصب والحديث المحموم عن الحلال والحرام واهرب منها بلا رجعة لانها مدنا امريكية صهيونية سعودية ظلامية بأبسط العبارات
وللحديث بقية
................................
لييج - بلجيكا
اب 2011



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لا عدالة.... لا سلام-
- حكومة كاميرون والاربعين حرامي
- سياسات ليبرالية متوحشة ..وانتفاضات جنوبا وشمالا
- قصائد:صليب ..رأس مال..مجال..جيوش
- بساط الريح وتوثيق طبيعة النظام السوري الارهابي ومواقف اخرى
- قصائد: لهب ..حاخامات القمار السوري ..نداء..فسحة الضوء
- قناة الجزيرة الوهابية:الارض بتتكلم دجلا
- قصائد:أسوار..تقمص..نشيج..مهزلة
- قصائد: اصغاء ..عراء ..نهايات..وعتبات
- معادلة النظام السوري :الافيون الوهابي مقابل استقطاب الثروة
- شخصية محمود درويش المعقدة ومسلسله الجديد
- فصل جديد لسلطة عربية جديدة
- اتباع الاسلام السعودي الصهيوني يصيبهم الغثيان من عارهم؟
- القرآن حمال اوجه فمن اين اشتق الاخوان والسلفيين دستورهم الال ...
- كيف صنع الصهاينة شعار : تطبيق الشريعة الاسلامية ودستورنا الق ...
- تقاسم الاخوان والنظام الادوار لتنفيذ الاجندة الصهيونية
- جمعة شريعة التخلف الوهابي والانتحار الجماعي؟
- شركة الجيوش العربية للمقاولات والبيزنس
- جمعة شريعة علي بابا والاربعين حرامي
- ما الفرق بين ثقافة الارهابي النرويجي وفوكس نيوز و العربية وا ...


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مدن في الذاكرة