أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مناظرة بين آدم وحواء















المزيد.....

مناظرة بين آدم وحواء


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- امسكت قلمى وجمعت اوراقى وجلست وحدى بين كتبى ودفاترى واشعارى ابحث عن معنى لوجودى . لم اجد غير شخص وحيد يتملكه الخوف من مجهول اسمه (الحب) . وهذه هى البداية التى من اجلها نزف قلمى حبرا على الورق فرسم تلك الكلمات . انها مشكلة لا اجد لها حلا الا عند حواء .

سألت نفسى : ترى كم عدد المعذبين فى الارض بسبب الحب ؟ فاذا كانت الاجابة شخص واحد , هو انا .. آدم !! . لذلك اقول على لسان آدم : ان العذاب ليس فى الحب ولكن فى المرأة نفسها التى لا حب بدونها ! . فماذا تريد حواء من آدم ؟ . هذا هو السؤال , وهذه هى المشكلة . ان حواء تاهت بها الدروب فاصبحت بلا عقل ولا عاطفة . اصبحت كلمة بلا معنى او زهرة بلا ماء تبحث عن جاه او مال او سلطان , وغابت عنها مشاعر الحب والامان .

فقد آدم الثقة بقلب حواء , فبعد ان يتفقا معا على ان يكونا شمعة لاتطفئها قسوة الايام , تأتى خناجر الغدر وتقتل كل ذلك وتضيع من يدها قلبا متقد المشاعر من اجل احلام زائفة وانانية واضحة . فتصل الى نهاية الحلم بلا طريق تسلكه او قلب يصونها او حضن دافىء يحميها من قسوة الليالى والايام . فاين انت يا حواء ؟ والى اين تأخذك قدماك ؟

كانت حواء تستيقظ من نومها على صورة فتى الاحلام الذى سوف يخطفها فوق حصانه الابيض ويعيشان معا اجمل وارق قصص الحب والغرام . ولكن ضاعت حواء , واصبح فتى احلامها شخصا مجهولا بلا شكل ولا مضمون . مجرد هيكل يحمل بين اجزائه الفيلا والسيارة واوراق البنكنوت . اصبح فتى احلامها شخصا تقول عنه " واد روش , معاه عربية , وموبايل ....الخ " . لقد صدق محمد هنيدى عندما تمنى ان يكون " بيه ومعاه موبايل والحتة الكوبية " لقد عرف طريق حواء!!

هل هذا هو معنى عاطفتك يافتاة الجيل ؟ هل ضاعت بداخلك الرومانسية والحب والعواطف ؟ , خلف سور الجامعة قالت فتاة : انها تبحث عن شاب يكفى ان يحبها وتحبه , وكما تقول : تبدأ معه مشوار الحياة ونبنى لانفسنا جنة زهورها قلبانا وماؤها مشاعرنا الفياضة . وتقول فتاة اخرى : انها تبحث عن الشاب الذى يسعدها ويعاملها كأميرة , وسعادتها فى المال واللبس الشيك والحياة المرفهة .

اصبح الحب عملة نادرة فى عصرنا , واصبحت حواء تبحث عن الشاب الذى يحقق احلامها فى غمضة عين , اما الشاب الذى يبنى مستقبله بين رمال الصحراء ولهيب نيرانها فما هو الا ديكور تزين به قلبها بشىء اسمه الحب . سيدتى حواء : الحياة ليست مالا ولا ثراءا ,ولكن حب ومودة ووفاء !!

- على الشاطىء الاخر تقف حواء تصرخ رافعة صوتها بكل مابداخلها من ظلم تقول : من قال ان حواء مادية ؟ من قال انها لاتعرف معنى الحب ؟ ومن قال ان قلب حواء مات واصبحت تتكلم بعقلها فقط ؟ ياآدم اسمع صرختى وقصتى :

فى البداية , أتعرف من هى حواء ؟ هى نصفك الاخر ! حواء جزء منك ياآدم . خلقت من طين وتراب وهى خلقت من ضلعك , اتعرف ياآدم ماذا فقدت حواء يوم خرجت من جسدك ؟ فقدت الامان والاستقرار والحضن الدافىء الذى كان يضمها . نفس الاحساس الذى يشعر به الوليد حين يخرج للحياة فيبدأ بالصراخ .لكن حواء لم تبك بدموع عينيها ولكن بدموع قلبها . ولو تعلم ياآدم هى دموع اشد واصعب من دموع العين . هل تظن ان حواء تبحث عن المساواة ؟ نعم .. اريد المساواة . ولكن ليست المساواة فى الحقوق والواجبات , بل هى مساواة كائن لكائن , ومشاعر لمشاعر ! اذا اعتبرتنى ياآدم كائنا مساويا له نفس مشاعرك , قلب ينبض مثلك تماما . ولكنك ياآدم نسيت او تناسيت هذه الحقيقة ومن هنا كانت اكبر مشكلة .

من قال لك انى مادية ؟ نعم ... ربما اكون كذلك قليلا , ولكن من السبب ؟ من الذى ظل يتعلل بعدم قدرته على الزواج بسبب نقص الامكانيات المادية ؟ من الذى ظل يدوس على معنى الحب وينهى كل قصة حب جميلة بسبب الماديات ؟ انه انت ياآدم ! والآن تلومنى على ماديتى ! لقد اصبحت انظر الى المادة وليس الى الحب . لانى اعرف مصير الحب بدون مديات , مصيره الفشل ياآدم ! ولذلك خرجت الى العمل . ليس بحثا عن المادة ولكنى مازلت افتقد شيئا , اجمل كلمة يمكن ان يطرب لها قلب ,كلمة (احبك) ...وحتى عندما خرجت للعمل وجدتك عمليا جدا ياآدم وجدتك نسيت معنى الحب , ولم تعد تنظر الا الى عقلى وتتعامل معى على هذا الاساس , بينما قلبى يهتف يريدك ان تسمعه .

سوف اترك العمل يا آدم لكى اكون لك وحدك فى البيت , ولكن مشكلتك انك تريدنى جاريتك . لامانع , نعم ساكون جاريتك بينى وبينك . ولكن امام الناس اريدك ان تفخر بى وتتباهى وتجعلنى ملكتك واميرتك . وحينما تنفرد بى اصبح جاريتك , اطيعك ! اذا اردت ان تملكنى فانت تعرف كيف تفعل ذلك , اجعلنى اعيش من اجلك انت ... فانا وحدى اعيش فى الدنيا غريبة ... وحدى بلا صديق او حبيب من اجلك انت ... من اجلك اقاسى جرح الليالى .... واداوى نفسى فلا اطيب الا بك ... لذلك جعلت من كبريائى رفيقا لى ... وتعلمت من كبريائى الكثير :
علمنى كبريائى ... ان لا ترى دموعى الا وسادتى ... وان لا اكتب همومى الا على جدران قلبى ....وان يبقى رأسى مرفوعا حتى لايطعنونى بالخناجر لانى احبك ... وان اعامل الناس بكل تواضع دون المساس بعزة نفسى وكرامتى .... وان دمعتى مصدر رقتى وليست مصدر ذلى ومهانتى ... كما علمنى كبريائى ان اتعلم كل لغات الصمت حتى يصبح كلامى اجمل واغلى .... كما علمنى ان اعطى قلبى اجازة مفتوحة ختى لا اتخبط فى غربة دائمة ... كما علمنى ان فى التجربة ربح وخسارة .... فجربت ولم انتظر ان يتحقق ما اشتهى د-وما ... لذلك اقول لك :
سوف امضى فى طريقى بلا رجوع .......
حتى لو فاضت عيونك بالدموع ................
حتى لو نادى فؤادك فى توسل , فى خشوع .......
فالجراح بالقلب تدمى , والألم ملىء الضلوع ......
صار قلبى الآن حرا وانتهى عصر الخضوع ......

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران الخمينى دولة الغموض والتناقضات
- الصراع بين الصحافة والسياسة سينتهى حتما بهزيمة السياسة
- جائزة نوبل هى التى خسرت عباس محمود العقاد
- الابتزاز الدينى سيدمر المجتمع المصرى
- خيرنا لغيرنا .... رمال البرلس السوداء الغنية بالخامات النووي ...
- على هامش ازمة الديون الامريكية .... امريكا تقتل القتيل وتمشى ...
- الاخوان والسلفية والتجربة التركية فى السياسة المصرية
- خيرنا لغيرنا ... مصر هى مغارة على بابا لشركات التعدين
- مبارك الجاسوس الاسرائيلى الذى حكم مصر 30 عاما
- هل يوجد شىء اسمه الاقتصاد الاسلامى ؟
- ليست مشكلتنا من يحكم مصر؟ .. ولكن كيف تحكم مصر ؟
- حدوتة مصرية اسمها ابراهيم الرفاعى او سيد شهداء الصاعقة المصر ...
- رؤية تحليلية على هامش محاكمة مبارك
- نصائح قد تنقذ حياة شخص عزيز عليك
- لماذا ينكر السفير السعودى دورهم المشبوة فى تمويل الجماعات ال ...
- صفقات السلاح التى تشتريها السعودية ولا تستخدمها ..لماذا ؟
- مصر تحت القصف السلفى والتيارات الدينية ... الى أين؟
- دكتاتورية الاخوان المسلمين
- خطايا الرسالة الاعلامية المصرية
- مصر والامريكان ونظرية ال100 دولار


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مناظرة بين آدم وحواء