أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة وأمن الناس والانتخابات؟















المزيد.....

هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة وأمن الناس والانتخابات؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 05:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل عدة شهور كتبت مقالاً أكدت فيه إن إجراء الانتخابات العامة في العراق سيكون بحاجة ماسة إلى توفير مستلزمات ضرورية لا يمكن تجاوزها لكي تتم في ضوء ما نرجوه لعراقنا الجديد من بداية جديدة في الحياة السياسية الديمقراطية والتعددية والبرلمانية في جمهورية ديمقراطية فيدرالية. وكنت وما أزال أشك في قدرة الحكومة المؤقتة أن توفر هذه المستلزمات خلال الفترة القصيرة التي منحت لها بحيث تساهم في تعبئة أوسع الناس للمشاركة فيها من جهة, وضمان التنافس العقلاني بين الأحزاب السياسية أو تحالفات من أحزاب عديدة وفق البرامج التي تطرحها للمنافسة الانتخابية. وأشعر اليوم بأني كنت مع الكثيرين غيري على حق في هذا الطرح غير المأزوم. إذ ليس الهدف هو إجراء الانتخابات, بل توفير أجواء تسمح بإجراء انتخابات نزيهة ونظيفة من جهة ومساهمة أكبر عدد من سكان العراقي فيها من جهة أخرى, وإقناع العالم بصحة وجدية المسؤولين على إنجازها بأسلوب سليم.
دعوني أتفق مع من يقول بأن في مقدور الحكومة المؤقتة السيطرة على الإرهاب ولجمه في تلك المواقع التي ينطلق منها خلال الفترة المبقية للموعد المحدد. ولكن, هل هذا يعني أن الحكومة سوف تتمكن, إن تحقق لها ذلك مجازاً, أن تكسب أوسع الناس إلى المشاركة في خوض الانتخابات, وهل سيكون في مقدورها إقناع الناس بأنها تحرص على مشاركة الجميع في الانتخابات؟ أشك في ذلك كثيراً.
إن الإرهاب المنطلق من بعض المدن العراقية التي أغلب سكانها من المواطنات والمواطنين من أتباع المذهب السني يدلل بما لا يقبل الشك على أن كثرة من أتباع هذا المذهب يساندون هذه القوى الإرهابية ويقدمون الدعم لها بسبب خشيتهم من هيمنة الشيعة على الوضع في العراق والحكم, وبسبب شعورهم بخسارتهم للمواقع التي كانوا يحتلونها في النظم العراقية السابقة منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 حتى سقوط نظام صدام حسين. وهذا الشعور يؤرق ليس قوى الإسلام السياسي السنية التي أيدت صدام حسين في حكمه, بل كثرة من أوساط المجتمع من أتباع المذهب السني, وهذا الشعور لا يسمح في تحقيق وحدة وطنية عراقية.
وأرى بأن بعض قوى الإسلام السياسي من أتباع المذهب الشيعي ترى بأن الفرصة مناسبة للحصول على أكثرية في الحكم وتوجيه الدولة الوجهة التي كانت تسعى إليها, وهي تشكل نقيضاً لوجهة الدولة التي كانت قائمة من حيث المذهب خلال الفترات السابقة, ولكنها سوف لن تختلف عنها من حيث المضمون وستقود إلى نهوض حكم استبدادي.
إن الإرهاب الذي ما يزال قائماً في البلاد وغياب المستلزمات الضرورية لانتخابات هادئة وأمينة للناخبين من النساء والرجال وفي مختلف مدن وقرى وأرياف العراق أولاً, ووجود قوى واسعة من السكان ترفض خوض الانتخابات لأسباب كثيرة وترى فيها محاولة للهيمنة على الحكم من أتباع الحكومة أو من أتباع مذهب معين ثانياًً, وأن نتائج مثل هذه الانتخابات سوف تزيد من انشطار الشعب العراقي بدلاًً من تحقيق وحدته الوطنية ثالثاً, واتساع قاعدة القوى المطالبة بتأجيل الانتخابات فترة قادمة ولمدة ستة شهور على اقل تقدير رابعاً, وفترة الشتاء التي ستحرم أوساطاً غير قليلة في جبال وقرى وأرياف كردستان من المشاركة الفعلية في الانتخابات خامساً, وصعوبة تأمين مشاركة المهجر في هذه الانتخابات المهمة سادساً, تعتبر من المسوغات والمحفزات على تأجيل الانتخابات وتركيز الجهد الحالي لإنجاز ثلاثة مهمات:
1. العمل السياسي الفعال والعقلاني وإيجاد صيغة عمل مناسبة من أجل إقناع قوى معينة ليست من صلب النظام السابق على المشاركة الواعية في العملية السياسية الجارية في العراق وضمان مشاركتها فعلاً, شريطة أن تكف عن السير في طريق العنف واستخدام السلاح أو دعم الإرهابيين في معالجة المشكلات القائمة. ً
2. العمل الاجتماعي الفعال خلال هذه الفترة من أجل معالجة أوضاع السكان الصعبة, أي الجانب الاقتصادي والاجتماعي وذلك بتأمين فرص العمل للعاطلين من السكان وضمان تحسين الأوضاع المعيشية لجمهرة واسعة من الكادحين واستكمال عملية إعادة إعمار العراق, وخاصة في قطاعات الكهرباء والماء والهاتف والنقل ...الخ.
3. مواصلة التخلص من القوى الإرهابية في مختلف مناطق العراق, وخاصة تلك القوى التي صممت على إشاعة الفوضى والموت والخراب في العراق, وهي قوى داخلية وأخرى خارجية.
إن السير على هذا الطريق سيوفر أرضية أفضل خلال الأشهر الستة القادمة أو السنة القادمة لإجراء الانتخابات العامة في البلاد.
ليس عبثياً أن تتقدم أحزاب وقوى وطنية ديمقراطية عراقية, عربية وكردية وغيرها, بطلب تأجيل الانتخابات, وأرى بأنها تملك من المبررات ما أشرت إليه في أعلاه. وأملي أن تعيد الأحزاب والقوى التي لا تريد تأجيل الانتخابات, باعتباره قراراً متخذاً في إطار قانون الدولة المؤقت وأن التصويت على التأجيل يتطلب ثلثي أعضاء المجلس الوطني, إذ ليس الإصرار على عدم التأجيل بالضرورة من صالح القوى الوطنية. لنعطي مجالاً أرحب لثلاث مسائل, وهي:
• استكمال الحوار الذي بدأ في منتجع دوكان في السليمانية ولم ينته بعد من أجل تشكيل تحالف سياسي وطني وديمقراطي لخوض الانتخابات, وبأمل كسب قوى أخرى إلى هذا التحالف وربما عقد اجتماع تحضره قوى وأحزاب سياسية أوسع من القوى التي حضرت اجتماع دوكان.
• خوض الحوار مع القوى السياسية التي رفضت حتى الآن المشاركة في الانتخابات أياً كان السبب وراء رفضها والاتفاق معها على موعد مناسب ورفض أي طلب تعجيزي لا يمكن تحقيقه في ظروف العراق الراهنة.
• محاولة كسب أو تحييد بعض القوى التي تشارك بطرق شتى في مناهضة الوضع القائم دون أن تكون متورطة مع قوى الإرهاب الدولي أو الإقليمي أو المحلي الذي يتسبب في موت المزيد من البشر في العراق.
اعتقد بأن هذه الوجهة تستحق من القوى العراقية أن تعيد النظر بمواقفها ومنح فرصة أكبر وأفضل لهذا المطلب لكي يتحقق. علينا أن لا نجعل الخلاف بين القوى السياسية يدور حول الموعد, بل يتركز حول القضايا الجوهرية التي تمس أمن المواطنات والمواطنين وحياتهم اليومية ومصالحهم الأساسية ومستقبل العراق الفيدرالي الديمقراطي الحر.
وعلى القوى والأحزاب السياسية العراقية والأوساط الشعبية أن لا تعتبر بان تأجيل الانتخابات جاء تراجعاً أما قوى الإرهاب أولاً, أو أنه موجه ضد أولئك الذين يصرون على إجراء الانتخابات, فهو ليس ضد أحد أو إلى جانب آخر, بل يستهدف مصلحة الوطن والشعب. كما أن علينا أن لا نستجيب لما يريده الأمريكيون, فمصالحهم هي ليست مصالحنا وأساليبهم ليست أساليبنا, كما أننا نعيش معاً في العراق وعلينا أن نجد اللغة السياسية المشتركة في ما بيننا على أسس من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية.
برلين في 27/11/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل غير التحالف الوطني الواسع والقائمة الموحد قادرة ع ...
- من هم مصدرو إرهاب الإسلام السياسي المتطرف إلى جميع بلدان الع ...
- !العراق في معادلات الشرق الأوسط والعالم
- بعض الملاحظات حول مقال مكونات الطبقة الوسطى في العراق للكاتب ...
- هل ستكون تجربة محكمة الشعب درساً غنياً لمحاكمات عادلة للمتهم ...
- !كان القتلُ ديدنهم, ولن يكفوا عنه ما داموا يدنسون أرض العراق ...
- !!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نخ ...
- ! ...أرفعوا عن أيديكم الفلوجة الرهينة أيها الأوباش
- لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟
- !بوش الابن والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط
- هل من مخاطر محدقة بانتقال الإرهاب في العراق إلى دول منطقة ال ...
- ما هي الأسباب وراء لاختراقات الراهنة من قبل فلول النظام المخ ...
- إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ...
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...
- الولايات المتحدة, العالم والعراق
- هل لوزارة الثقافة معايير في النظر إلى الثقافة والمثقفين؟
- إعلان عبر الإنترنيت إلى دور الطباعة والنشر العربية
- هل أمسك الدكتور ميثم الجنابي في تعقيبه بجوهر ملاحظاتي أم تفا ...


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة وأمن الناس والانتخابات؟