أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد الحبوب - عضة خيانة














المزيد.....

عضة خيانة


فريد الحبوب

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يال هذا السقوط الفاجع الذي نسف الضمائر وأسر بعنف شديد ما كان يجتذبنا جميعاً نحو عرقنا وإسلامنا والتبختر بموروثات الماضي والروايات المطاطية ذات الطابع الملائكي في أظهار أدميتنا بشكل لا يعلو عليها أخر فيما تتنادى كتب التاريخ بنوادر فاضت بالقيم وتشابكت فيها جوانب الرفقة والشرف والسمو الإنساني والحقيقة إننا اليوم نروع بمشاهدة وسماع حجم الانحطاط والابتذال وتخرص القيم والمبادئ في المجتمع، والظروف الفاضحة التي كشفت النقاب عن أبشع أشكال الكذب والنفاق والدناءة وجشع المرء وهو يفوح برائحة العفن والنتانة وأمراض مجتمعية لا تحصى. يالهذا الإنسان المعتل الذي لا يملك الحياء ولم يرطب جبينه سوى الجري المستميت وهو يصلصل صوب الخيانة ويُنشب حوافره الهالكة والظالمة في حقوق الناس وسرقة ابسط إشكال العيش الكريم. والوصف لا ينتهي بالتحدث عن من يهرب الآثار ويستورد البضائع الفاسدة ومن يحرق أبار النفط مره ومرة يثقب ألأنابيب كي يسربه باتجاه دول الجوار ومن يحول أركان المعابد إلى مشانق ومن يستورد الدقيق المشبع بالإشعاعات السرطانية ومن يبحث في الدول عن أعتى الأسلحة لآجل قتل الطبيب والمهندس والخبير ومن يشكل فرق إعدام طائفية وعرقية ومن ينشر الخرافات ويبيح الجهل ومن يسرق أموال الناس ويعبث وهو يشعر بحقد يمازجه كره عجيب ومن يقتل ألأب إمام أطفاله ومن يغتصبون النساء تحت نظر عائلاتهم.
وأتصور لا يختلف اثنان على كل ما ذاكرته أنها جرائم بشعة لم يفلت منها عراقي قط، ارتكبت من قبل الإسلاميين وغير الإسلاميين بعمائم وبدون عمائم ألا أنني لا يمكن إن أهمل التطرق إلى قضية ذو شأن عظيم وبرأيي أفظع من اغلب الجرائم التي ذكرتها كما أني أرجو إن لا يحملكم الظن بسوء قسوة نقدي ووصفي للفضائح التي تأتي من الجميع بشكل مروع. ففيما تبتلع القصص والإحداث التي تأتي من هنا وهناك عن الفساد والانحلال والخراب الذي يسود العراق بقوة زلزال... فهناك أحداث فساد زاحفة على بطنها لا تسمع من قبل الجميع بل تبقى بعيدة عن مسامع الإعلام والناس ولكنها في الحقيقة دوي بركان بذاته لفظاعتها، ففي هذه الجريمة التي قد تكون بعيده عن التصديق، يقوم اثنان من ألأساتذة في أحدى جامعات بغداد بتغير أغلفة دفاتر الطلبة الراسبين بدفاتر الطلبة الأوائل والناجحين مقابل خمسة مائة دولار أو اقل حيث ينسف جهد سنين وتمنيات وأحلام أولئك الطلبة اللذين يتمنون إكمال دراساتهم العليا أو من يتمنون التخرج لا جل مواصلة مشوار حياتهم وبيعه بثمن بخس إلى طلبة لا يصلحوا إن يكونوا طلبة... لقد أصبح مصير الناس أشبه بلعب الأطفال. إنني لم أكن أظن بهؤلاء إلا خيرا وأقول لنفسي ما تزال ديارنا عامرة فلدينا شرائح نتوخى بها خيرا، فيالها من نكبة وظاهرة خطيرة بجانب عشرات الظواهر التي غزت وتغزو البلد دون هوادة فكيف يمكن لأستاذ جامعي أن يكون خائن ولئيم وقذر بهذا الشكل وكيف سنؤمن أننا في وطن يمكن له إن يُبنى ويتغير نحو ألأفضل وقد بات كل شيء منحل ومنحط إلى حد غير معقول. صحيح إننا في مجتمع مثقل بعبء سنين طوال من الحرب والحصار والدكتاتورية وسياسة أتلاف مريعة لطبيعته ومبادئه ألان إن التصميم الحالي من قبل السياسيين على قطع شريان الحياة وتجريد المجتمع من هويته يزيد من هول الكارثة وينخر أكثر بجسده وتتلاعب به الازدواجية ويلتف حول عنقه التناقض. كل شيء يستحق الذكر ولا يستحق فالمثالب والصفات السلبية تظهر عراقنا طوراً من الظلم والظلام ليس ألا..... وما لا يستحق ذكره إن هؤلاء البخساء لا يمثلون سوى عارهم وتدني خلقهم الذي أستنبتوه شراً ووهم فهم ينسون دائماً أن يأخذوا بعين ألاعتبار عصف العدالة التي قد تشع في إي لحظة لتقتص منهم وتقوم بدورها خير قيام. فنقطة الضعف المركزية التي تعطل كل شيء وتوقف بناء حصون القيم والأخلاق في الميدان النفسي للشعب اليوم هم الساسة الشواذ الذين يتصارعون دون أن يكون للوطن نصيب فكلا منهم يبحث عن سلطة مطلقة وهيمنة على المؤسسات الغنية. لقد جعلوا من الطريق السياسي للبلد طريق معيب ومنحرف برمته فليست هناك أخطاء عرضية يرتكبوها هنا وهناك أو انهيار جزئي يمكن إصلاحه والتغلب عليه، لقد بلوروا عبر خمس أو ست سنوات عبئاً ثقيلاً حرمنا من كل أشكال الحياة فيما يتصرف أغلب الشعب بطريقة بلهاء وبأسلوب مضاد للعقل ولا يملكون ألا الطاعة والانحناء ألأعمى لكل من يدعوهم إلى نبذ الحياة واحتقار حريتهم، فيما تشكل فئة ضئيلة الوعي الذي يُطعن في كل ألأحيان من قبل أصحاب النفوذ المختل والفاسد.......... يتقاتلون كما لو أنهم ديوك كلاً يَشتم ويلعن الوطن حسب طريقته، يخوضون الصراع وسيل الدماء من أجل منافعهم دون التفكير بتسوية الوضع تسوية شريفة تقضي بخلاص ينصف فيه الجميع لتكون مبعث حسن يثير برباطة جأش صيحات الشرفاء ليخدموا مشروع بناء وطن لا يعظمه زعماء بنوايا سافلة، وسراق وأغبياء يورثوه الوهم والعذاب والسخف بل ننتظر جماهير مغرمه بالخير وتتشبث بالشرف ليخرجوا بنا بعيدا عن هذا الحرج ألقيمي والسياسي والديني والمجتمعي الذي يمر به العراق،
لابد من أن تنتهي هذه ألآلام المريرة ونخرج من القاعات المظلمة إلى مخادع يسكنها ضمير ألإنسانية النقي



#فريد_الحبوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة قصيرة جداً
- الريف والمدينة قريتان ليس ألا....
- نصوص توشك إن تنام
- جحافل جيش المهدي تنادي جيش عمر
- حب لليله واحده
- حب لليلة واحدة
- نحن والساسة كاذبون
- الكافرون ملائكة التسامح والحياة
- الذكريات المملحة بالإسرار
- من أجل حفنة من الدنانير
- نازك العابد.....نازك الملائكة
- حكاية مروان... عزائي إن لا شيء ثابت
- أحمد المهنا :ينتقد الاسلام السياسي
- مظاهرة تحت المطر ورائحة الطين
- الكتاب الثقافي يتخطى الكتاب الديني
- وزارة الزيارة
- مرتزقة التيجان السبعة
- بصمة البرلمان
- وكيل الوزير نحترمه أم نحتقره.....؟
- الزيدي يطيح بالمالكي


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد الحبوب - عضة خيانة