أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الاصلاح السياسي يدخل الامتحان الصعب














المزيد.....

الاصلاح السياسي يدخل الامتحان الصعب


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت مسيرة الاصلاح السياسي مرحلة الامتحان , اي مرحلة التطبيق العملي , في فترة زمنية هي الربع الاخير من هذا العام , كما حددها الملك في خطابه الاخير اثناء استقبال لجنة تعديل الدستور , التي رأسها احمد اللوزي .
والربع الاخير من العام الجاري يعد مرحلة خطيرة في مستقبل المنطقة العربية التي تشهد انتفاضات سلمية وعسكرية , راح فيها ألوف القتلى والجرحى , ومئات الوف المشردين والمهجرين خارج ديارهم وبلدانهم . وقد تشهد الاشهر المتبقية من العام الجاري تغيير بعض الانظمة , وزوال بعض الاصنام الحاكمة , وقد تشهد تحالفات جديدة , قد تكون في صالح الجماهير العربية , وقد تكون في غير صالحها .
الاردن واقع وسط الحراك الشعبي في الوطن العربي , يؤثر ويتأثر بما يجري في المنطقة . وقد شهد حراكا شعبيا سلميا واسعا في معظم المحافظات , ووقعت عدة تجاوزات من القوى الامنية , أو من البلطجية الذين ترعاهم جهات لها مصلحة في عرقلة الاصلاح السياسي والاقتصادي . وفي الوقت نفسه يستعد الاردن لدخول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ,كما انه بارك بشكل مباشر وغير مباشر نتائج الانتفاضات في كل من تونس ومصر , وشارك بفعالية مع حلف الناتو في ليبيا , واعلن موقفا صريحا ناقدا ما يجري في سوريا , اي انه بات لاعبا مهما في أحداث المنطقة , ويأمل أن يكون له موقع مميز في الترتيبات السياسية المقبلة في المنطقة .
في ظل هذه الاوضاع فانه من المحتم عليه , ان يرتب وضعه الداخلي , ويلبي مطالب أبناء الشعب الاردني , ممثلا بأحزابه وجمعياته ونقاباته وقواه السياسية ورموزه الوطنية . ولابد أن نعترف بأن الملك عبدالله الثاني كان المبادر الى قيادة عملية الاصلاح , وشكل لجنة الحوار الوطني , ولجنة تعديل الدستور . ووضع الحكومة ومجلس الامة امام مسؤولياتها القانونية والاخلاقية , لكي تنجز المهمات الموكلة اليها . وقد أنجز قانون البلديات , بتعديلات متواضعة , ومن المفروض ان تجري الانتخابات البلدية في موعدها المحدد ,دونما اي تدخل من أي جهة في السلطة التنفيذية .
لابد ان نقر حقيقة موضوعية هي ان القوى السياسية , الاحزاب والجمعيات والنقابات , كل يطمح ان تلبي القوانيين طموحاتها هي , تحت مظلة انها تمثل الجماهير الاردنية , وفي الحقيقة لايوجد اي حزب يمثل كل الجماهير . وعليه من الصعب على اية لجنة مهما كان تنوع تمثيلها السياسي ان ترضي جميع الاطراف ,أو تأخذ بكل توصياتها التي سبق ان اقترحتها او قدمتها الى اللجان المختصة .
قانون الاحزاب الجديد لم يوجه له النقد كما وجه لقانون الانتخابات , وبالذات من حزب جبهة العمل الاسلامي , او الاخوان المسلمين بخاصة . لان هذا الحزب يعتمد على قاعدته الشعبية العريضة , فمهما كانت بنود قانون الاحزاب قاسية , فهي غير ذات قيمة لاي حزب له قاعدة واسعة في الوسط الشعبي . اما قانون الانتخاب فهو الذي تعرض للنقد الشديد , وبالذات من الاخوان , وقد يقاطعون الانتخابات المقبلة في محاولة منهم للضغط على الحكومة لتعديل فقرات القانون ,بما يلبي طموحاتهم السياسية , وهو حق لمن كفله الدستور , ومن حقهم على الحكومة ان يتوافقوا على قواسم مشتركة حول القانون .
اما التعديلات على دستور 1952 , فلم تتعرض للنقد الشديد كما تعرض قانون الانتخابات , ولكنها لم تسلم من النقد البناء , من الاحزاب والشخصيات , حيث وصفت التعديلات بالايجابية .ولاسيما الاضافات على فقرات الدستور , وابرزها انشاء المحكمة الدستورية , التي ستبت بصحة القوانيين ,اي دسترة القوانيين . انصب النقد على امور شكلية مثل مدة دورة المحكمة من اربع سنوات لتصبح ثمان سنوات , ولا أعتقد بصحة وصواب هذا المقترح , فالمدة المقررة أصح لافساح المجال أمام القضاة المتميزين لخدمة الامة ومصالح أبناء الشعب . أما التصويت على صحة القوانيين بستة أصوات من أصل تسعة , فيمكن تعديله ليرتفع العدد الى سبعة او ثمانية , اي ضرورة التصويت بشبه الاجماع , لان القوانيين تهم المجتمع كله . وتبقى العبرة في اختيار اعضاء المحكمة ممن يشهد لهم بالنزاهة والخبرة والاتزان العقلي والنفسي .
وكذلك الامر ينطبق على الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات , فلابد أن يكون اعضائها من المستقلين ,وليس لهم تاريخ في أحد الاحزاب أو الجمعيات أو النقابات ,من أجل توفر النزاهة وعدم الانحياز الى اية جهة سياسية .
أما البت في صحة انتخاب النواب من قبل محكمة البداية , بحيث تصبح قراراتها قطعية ونهائية وملزمة , وعدم قبول الطعن في قراراتها , ففيه بعض الغبن , اذ من الضروري ان يطعن النائب الذي يشعر بالظلم في قرار المحكمة , ويستأنف الحكم في محكمة أعلى .
النقد الايجابي لايثير أية مخاوف ,بل الخوف من النقد الصارم للتعديلات , واعتبارها لم تقدم شيئا , ولا تلبي طموحات أبناء الشعب .
تتركز هذه المطالب على تقليص صلاحيات الملك , وتداول السلطة , والمطلب الاخير يستلزم تعديل قانون الانتخاب ليضمن فوز حزب ما أو تيار أو تكتل سياسي معين . وهاتان النقطتان محط خلاف وجدل كبير قد يقلب الطاولة , وقد يولد حساسيات مدفونة , ويثير فتنة نائمة . وعلية فمن الحكمة أن تدار عملية الاصلاح بعناية , ومن الحكمة أيضا أن يتم تنازل من جميع الاطراف عن بعض مطالبهم , ويظل الحرص على سلامة الوطن وأمنه , هو الهم الاول والاخير لها . أما الانجرار وراء وهم الانقلاب الكلي على النظام ,فهم وهم قاتل . وسيجر البلاد الى ما لاتحمد عقباه . فالحكمة مخافة الله اولا واخيرا .والحرص على سلامة الوطن والمواطن , وضمان مستقبل اّمن لمن يعيش في هذا الوطن .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا
- متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟
- الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...
- أدب الرد في الإعلام الالكتروني
- هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الاصلاح السياسي يدخل الامتحان الصعب