أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - نهاية الطاغية البلياتشو














المزيد.....

نهاية الطاغية البلياتشو


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:52
المحور: حقوق الانسان
    


خمسة من الطواغيت نشرت عنهم ( وقائع محاكمة ..) وهم مبارك وبن علي وبوتفليقة والبشير والعقيد، وشاهدت الأول على الشاشة الصغيرة راقداً على فراش خلف قفص يحميه ولداه من فضول الكاميرا، أما الثاني فحاكـَمـَهُ شعبه غيابياً بعد الهروب المذل والمخزي، فطواغيتـُنا لم يكونوا فرساناً في يوم من الأيام، إنما هم فئرانٌ تختبيء تحت جلود ذئاب، وأرانب تبدو كأنها ضـِباع.
والثالث في حماية العسكر، فأهالي المفقودين في جزائر الشهداء لن يهنأ لهم جفنٌ قبل أن يحاكموه على جريمة التستر، وجرائم الفساد التي دنـَّست أرض المليون ونصف المليون شهيد.
والرابع مطلوب للعدالة الدولية، ومحكمة مُجرمي الحرب، ولولا أنْ أسبغ عليه المزايدون، تـُرابياً، حماية دينية مزيفة لكانت أمهات الفتيات اللائي تم اغتصابهن على حواف بحيرات دارفور قد أكلن كبده، وشربن دمـَه، وعلـَّقن ما بقي من جثته علىَ جذع شجرة قديمة لا تستظل بها إلا الحيوانات المفترسة.
وأما الخامس فلم تنجب صحراء ليبيا شيطاناً مثله، ولعلي لا أبالغ إنْ قلت بأن إبليس لو تجسد رجلا ووقف بجانبه لكان أكثر وداعة، ولطفاً، وَرِقـَّة، وسماحة!
في 21 فبراير من هذا العام كتبت ( وأخيرا سيسحل الليبيون الطاغية المهرج)، وطال انتظاري لتهنئة الليبيين، لكنني لم أفقد الأمل لحظة واحدة في أن شعبـَنا الذي صمت على تهريج المستبد أكثر من أربعة عقود لن ينهزم بعدما عرف أن فيه روح عمر المختار، وأن السوط لا يـُلهب ظهراً معتدلا لمواطن يرى أن قيمته من كرامتـِه، وأن كرامتـَه من قدرتـِه على الغضبِ، وأن غضبـَه يُمثل أرقىَ مشاعر الحرية.
الحُلم يمثل خيالا في النوم، أما أحلامي في سقوط الطغاة فهي عين اليقظة، وهي تنتقل بي في دقائق معدودة بين قصور الطغاة وخيامـِهم في عالمنا العربي الممتد من الزنزانة إلى الزنزانة، فإذا رأيتُ قفصاً يقف فيه مستبد تداعىَ له قفص آخر ينام فيه طاغية، وإذا شاهدتُ قاضياً ينادي على ديكتاتور، لمحت على الفور سفـّاحاً آخر يُخفض رأسه خجلا أمام جماهير تلعنه علناً بعدما أفرغت كل ما في جعبتها من لعنات سـِراً و.. بين جدران أربعة.
أستعيد من ذاكرتي يوم أنْ قال سفير ليبيا في الدانمرك لصديق عزيز بأن محمد عبد المجيد كان محظوظا ( في العام الذي سبقه)، فقد دعوناه لزيارة الجماهيرية بحجة لقاء الأخ العقيد ولم يُلـَب الدعوةَ، وكان الهدف أن نشد أذنه ( يقصد تصفيتي )، ومنذ ذلك الحين ولأكثر من خمس عشرة سنة جعلت قلمي في عين سفاح ليبيا المهرج، فكتبت ( فلسفة التخلف في فكر العقيد) و ( عبقرية الحماقة لدى العقيد) و(لماذا لا يُحاكـَم العقيد معمر القذافي ) و ( أمريكا تطبع قبلة على جبين العقيد ) و ( المخرب أم المخرف ) و ( العقيد يلقي دروسا في الجنس ) و ( القول السديد في بلاهة العقيد ) و ( وقائع محاكمة العقيد معمر القذافي ) و ( ولكن الليبيين سعداء بالعبودية ) و ( ماذا لو حقن العقيد الليبيين بالإيدز؟ ) و ( المراحيض في خيمة العقيد ) و ( لماذا لا يبيع العقيد الليبيين؟ ) و ( التبكيت والتنكيت والتسكيت و .. التفتيت) و ( برونتو .. العقيد في ايطاليا ) و ( مقطع من يوميات معمر القذافي ) .. وغيرها الكثير.
ألم يهدد برزان التكريتي بتصفيتي؟
ألم يحاول صديق عزيز استدراجي لشد أذن آخر في عهد مبارك بحجة استضافتي في حديث تلفزيوني بالقاهرة، ثم اكتشفت أن لا وجود للبرنامج المزعوم؟
وللحق فقد غمرني الليبيون برسائل محبة شحنت قلمي بمداد لا ينقطع، فمعركتُهم هي معركتي كأنني ليبي سقط من بطن أمه في مصراتة أو زليطن أو طبرق أو بنغازي!
فرحتي بنصر قريب تعادل خوفي على سرقة ثورة فرسان ليبيا وأبطالها، فلصوص الثورات يتربصون عند كل مدخل، ويمكنك أن تعثر عليهم بسهولة على ناصية أو في مكتب أو في صحيفة أو حزب أو عضوية جماعة، وقد يرتدون أقنعة تقنعهم أنهم من أتباع النظام الجديد.
فالطغاة يقومون بتربية كلاب تظل وفية لأسيادها زمناً طويلا حتى لو هزّت ذيولها لأسياد العهد الجديد، لذا ينبغي أن يأخذ الثوار المنتصرون بفضل الله حذرهم من الحرباء التي تغير لونها لخداع بصر خصومها.
نصيحتي لأبطال الثورة أن يعيدوا ما خرّبه المهرج في أربعين عاما أو يزيد، وأن يتسلحوا بكل صور التسامح والحرية والديمقراطية، وأن يبتعدوا عن التطرف والمزايدة والتحالفات التي تصنعها جماعات متشددة لو سقطت ليبيا الحرة في براثنها لترحم الليبيون على عهد أعفن طغاة الصحراء.
ما أجمل أول عيد فطر بدون مبارك وبن علي والقذافي والأسد الشبل وكذاب اليمن المستبد!
من يدري فقد نحتفل بعيد الأضحى بدون عمر حسن البشير وعبد العزيز بوتفليقة وعسكره..
أحلم بعيد جديد بعدما يتخلص الفلسطينيون من كل زعمائهم وقياداتهم، يمينا أو يساراً أو إسلاميا أو علمانيا، في رام الله أو غزة أو المنفى أو الشتات أو مخيمات خارج الوطن المحتل، فكل القيادات الفلسطينية ترفع شعار النصر وقلوبها في تل أبيب.
معذرة، فلو استرسلت في أحلامي لوصلت إلى عراقنا الحبيب، وقد تخلـَّص من الاحتلال، وحاكـَمَ كل لصوص المنطقة الخضراء، وأنهى عصر الطائفية، ونزع من هويات مواطنيه أي كلمة تشير إلى المذهب والطائفة والجماعة، فالعراق باق وهم زائلون.
ما أكثر أحلامي التي أرهقت قلمي على مدى أربعة عقود!
الآن دعوني أستعد لإرسال تهنئة عاجلة بسقوط طاغية، لكنني لم أكتب العنوان بَعْدُ علىَ الرسالة!


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو في 16 أغسطس 2011
[email protected]



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 26 أغسطس .. جمعة تحرير سورية من أنياب الأسد
- مصر كبيرة .. مصر صغيرة
- اليوم .. كلنا نرويجيون
- رسالة حب إلى ميدان التحرير
- الخطاب الأول لرئيس سلفي
- رسالة من بلطجي إلى المصريين
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 5
- الفتاوى الصحيحة في الرد على العلمانية القبيحة
- رسالة مفتوحة إلى مصاص الدماء!
- عودة مواطن مصري من الجبهة
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 4
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 3
- سيدي القاتل .. نضمن لك خروجا آمنا
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 2
- أعداء مصر في 27 مايو
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها .. الحلقة 1
- هنا القاهرة .. لكنني لا أُصَدِّق!
- الأسد وذئابه يفترسون السوريين
- العد التنازلي لسفاح اليمن
- روح مبارك تتلبس خليفة عمرو موسى!


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - نهاية الطاغية البلياتشو