أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - جائزة نوبل هى التى خسرت عباس محمود العقاد














المزيد.....

جائزة نوبل هى التى خسرت عباس محمود العقاد


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقف هو الابقى وليس الجائزة او المنصب او المال . والدليل على ذلك اننا نتذكر فارجاس يوسا الاديب الفائز بنوبل لهذا العام ولانتذكر فارجاس يوسا الذى ترشح يوما ما للرئاسة فى بيرو وخسر امام البرتوفوجيمورى ,وكذلكنتذكر طه حسين المثقف واعماله الادبية والثقافية والفكرية ولانتذكر مناصبه حيث كان وزيرا للتعليم ورئيسا للجامعة . فسلطة المثقف اعلى من اى سلطة واكبر وابقى من السلطة او الجائزة . قد تسطيع سلطة ما سجن المثقف او اغتياله او قتله معنويا او محاربته فى لقمة عيشه ولكنها لاتستطيع بكل جبروتها ان تنزع عنه صفة المثقف عن الانسان المثقف . فالمثقف قيمة عالية فى اى مجتمع يقدر قيمة الثقافة .فيجب ان يعنز المثقف بالفكر . فالمفكر هو اعظم مخلوقات الله . فالخالق اعطاه الموهبة او الصفة التى رفعته عن الحيوان وعن الانسان . ولذلك يجب ان يرفع المثقف رأسه وان يرتفع ولا يحن رأسه ابدا .

لذلك كان العقاد عاليا عملاقا , ولذلك تعذب العقاد ولم يحن رأسه , وجاع ولم يمد يده , باع كتبه ولم يبع نفسه . لقد كان العقاد عالما دقيقا متأكد من علمه وعمله , لقد كان معتدا بعقله الكبير .لدرجه انه كان اذا غضب يقول : عندما يحاسبنى الله يوم القيامة فاننى ساقول له : كيف تحاسبنى وقد خلقتنى فى عصر فلان من الناس ؟ . وهذا الفلان قد يكون زعيما او وزيرا او رجل اعمال , على حسب الظروف .

ان العقاد هيئة انه رابطة اذا جلس فلا تقل انه جلس , وانما قل : ان العقاد قد انعقد بكامل هيئته وبكامل العدد القانونى . فالعقاد كان مشغولا برأسه عن معدته او قدميه او المظاهر الكاذبة . العقاد رجل غنى جدا بافكاره , فقد كان شاعرا وناقدا ومؤرخا ومفسرا ومتفلسفا ومفكرا سياسيا وهو فى نفس الوقت صاحب قدرة على التحليل النفسى والمنطقى والواقعى وهو باحث فى اللغة وفى الشريعة . فالعقاد عقلية موسوعية . فهو قد قرأ فى اشياء كثيرة وكتب عنها , العقاد قرأ الكثير لانه قارىء يحاول ان يفهم او هو مفكر يريد ان يبحث عن اشياء كثيرة فى هذه الدنيا , وهو يحمل فى يده مصباحا قويا يوجهه فى كل الاتجاهات , لان الحقيقة الكبرى ليست فى مكان واحد انها فى كل مكان . العقاد كما قال ابى -رحمه الله - ذات مره حينما كنت اجد صعوبة فى فهم اسلوبه : ياحمدى ياابنى العقاد عنده قلق عقلى ورغبة فى المعرفة ونهم غريب على الفهم تجعله قادرا على المحاولة والفهم والتعبير بعد ذلك باسلوب عال فحياته عظيمة بلا ريب وكتاباته اعظم من كتابات اى كاتب او اديب بل يزيد عليهم انه كان عصاميا فى نشأته وجهاده فقد اعتمد فى تحصيل العلوم والفلسفه والادب وكل العلوم على نفسه هو لقد كان استاذ نفسه وولى امره ومدرسة فكرية جامعة للعلوم كلها . فاقرأ له يابنى لانه عصارة فكر قدير وحصيلة قريحة خصبة وثقافته اصيلة .

لقد ألف العقاد كتابه عن (الله) لكى يعرف حدود قدراته العقلية . وهذا الكتاب عبارة عن دراسة فى مفهوم الألوهية عند كثير من الفلاسفة . وانتهى العقاد الى نظرية خاصة فى معنى الالوهية هى ان هناك ( وعيا كونيا) , هذا الوعى الكونى الالهى يلمسه الناس ويستشعرونه على اشكال مختلفه , فهذا الوعى الكونى الذى هو قوانين الاشياء وقواعدها وحكمتها والقدرة على ابقائها وتنظيمها وتحريكها هو (الله) , وكل الناس والافراد والشعوب فى كل العصور يدرك ذلك باشكال مختلفة .

لقد كان العقاد ديمقراطيا فى حياته واشتراكيا تعاونيا فى مذهبه . فقد سئل يوما : لماذا هو ديمقراطى ؟ . فاجاب : لاننى لست بالمذل ولست بالذليل , ولست بالمؤمن بصلاحية الاستبداد فى جميع الاحوال وهذه هى الاسباب التى تبغض الى الاستبداد حيث كان وتحبب الى الديمقراطية حيث كانت ولو كانت بين اناس لايستحقونها احسن استحقاق , فالحرية فى اقبح اوصافها خير من الاستبداد , وقد شبع العالم من عيوب الحكم المطلق الوفا بعد ألوف من السنين .

وقال عن مذهبه الاشتراكى فى مقال كتبه فى ذلك : انه هو اشتراكية التعاون التى تحداها ولاة الامر فى وطننا , لاصلاح المجتمع بتحسين معيشة العامل والفلاح وتحديد الثروة على انواعها , وتقريب المسافة بين طبقات الامة وهى اشتراكية تؤتى ثمراتها على التحقيق كلما تتابعت بها التجربة بعد التجربة , على اساس التوفيق بين تقييد الاحتكار والاستغلال واطلاق النشاط الحر والكفاية الضرورية فى ميادين العمل كافة . لقد ألف العقاد اكثر من مائة كتاب ونيف , هذا عدا خمسة عشر ألف مقال او تزيد كتبها العقاد فى العلوم والفنون وفى الصحف العلميو والادبية مما يملأ مئات من الكتب الاخرى الى جانب ما خلف من مؤلفات غزيرة .

الا يستحق هذا العملاق ان يفوز بجائزة نوبل فى الاداب وان يرشح لها . ام لابد ان ينبطح ويراسل الناقد اليهودى الاسرائيلى جنرال الاحتياط(سوميخ ) الذى تغزل فيه يوسف ادريس واعتبره (يفضل نقاد العربية قاطبة) . فتوفيق الحكيم ونجيب وادريس كانوا يظنون ان جائزة نوبل الوصول اليها لن يتم الا عبر اسرائيل , لذلك تفننوا فى الغزل والنفاق السرى والعلنى مع كتاب ونقاد من اسرائيل مثل (سوميخ) لما لاسرائيل من نفوذ على الاكاديمية السويدية التى تمنح جائزة نوبل فى الاداب . فمن المعروف ان جوائز نوبل الخمس تمنح من قبل الاكاديميات السويدية , اما الجائزة السادسة جائزة السلام فيمنحها البرلمان النرويجى , وذلك بسبب الاتحاد الذى عقد بين النرويج والسويد فى عام 1905 . فجائزتا الكيمياء والطبيعة تمنحان من قبل الاكاديمية الملكية للعلوم بالسويد , وجائزة الطب تمنح من قبل معهد كارولنيسكا لمجلس نوبل , وتمنح الاداب من الاكاديمية السويدية (الاسرائيلية). العقاد اكبر من جائزة نوبل لانه لم يحن رأسه ولم يمد يده لانه كان عاليا عملاقا . لذلك اقول ان جائزة نوبل هى التى خسرت عباس محمود العقاد وليس العقاد هو من خسر نوبل.....



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابتزاز الدينى سيدمر المجتمع المصرى
- خيرنا لغيرنا .... رمال البرلس السوداء الغنية بالخامات النووي ...
- على هامش ازمة الديون الامريكية .... امريكا تقتل القتيل وتمشى ...
- الاخوان والسلفية والتجربة التركية فى السياسة المصرية
- خيرنا لغيرنا ... مصر هى مغارة على بابا لشركات التعدين
- مبارك الجاسوس الاسرائيلى الذى حكم مصر 30 عاما
- هل يوجد شىء اسمه الاقتصاد الاسلامى ؟
- ليست مشكلتنا من يحكم مصر؟ .. ولكن كيف تحكم مصر ؟
- حدوتة مصرية اسمها ابراهيم الرفاعى او سيد شهداء الصاعقة المصر ...
- رؤية تحليلية على هامش محاكمة مبارك
- نصائح قد تنقذ حياة شخص عزيز عليك
- لماذا ينكر السفير السعودى دورهم المشبوة فى تمويل الجماعات ال ...
- صفقات السلاح التى تشتريها السعودية ولا تستخدمها ..لماذا ؟
- مصر تحت القصف السلفى والتيارات الدينية ... الى أين؟
- دكتاتورية الاخوان المسلمين
- خطايا الرسالة الاعلامية المصرية
- مصر والامريكان ونظرية ال100 دولار
- حتى لايختلط الحابل بالنابل ونصنع ممن حاربوا الثورة ابطالا
- عبء الحرية الثقيل و اصحاب الاسلام السياسى والفكر الليبرالى
- الصراع الداخلى والخارجى على مصر بعد ثورة 25 يناير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - جائزة نوبل هى التى خسرت عباس محمود العقاد