أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأمين السويد - حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب















المزيد.....

حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 17:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عاش السوريون هموم قضية العرب الأولى كأنها قضيتهم وحدهم؛ عاشوها بكل تفاصيلها. بكى الشعب السوري و نعى و كبَّر الله و دق أجراس الكنائس حميةً لشهداء فلسطين فرداً فرداً، و فاضت عين كل سوري بمليون دمعة عند سقوط قطرة واحدة من دم فلسطيني في أي مكان على كوكب الأرض فشجب، و استنكر، و ندَّد، وكفَّر ولعن، و شتم، و خوَّن كل غادرٍ امتدت يده لتخطف روحاً فلسطينية زكية، ولم يزل عى ذك بالرغم من جراحه يلعن و لن يزل إلى الأبد يفعل.
صام الشعب السوري تقرباً لله، و ابتهل في المساجد و الكنائس و تعبت حناجر مؤذنيه في المآذن وتكسرت أجراس الكنائس ليتقبَّل الله دعاءه بنصرة الشعب الفلسطيني و الأهم من هذا وذاك، بلع خوازيق النظام السوري كلها كرمى لعيون فلسطين، وأعلن هذا الشعب بطريقة أو بأخرى أن كرامته ترخص من أجل الشعب الفلسطيني فأهدرها النظام السوري بحجة "المقاومة" فبلع الذل من أجل عيون فلسطين.
انقسم الشارع السوري في تأييده لجماعة حماس و لحركة فتح في صراعهما على ما بات لا يُعرف حقيقته اليوم و خصوصاً بعد خلط أوراق الأولويات الوطنية والإقليمية لكافة الأطراف. و بالرغم من تحيَّز النظام شكلياً لحماس باعتبارها "مقاومة"، إلا أن ذلك لم يغيِّر موقف القسم من السوريين المؤيد لحماس وباقي الفصائل الفلسطينية من دعمهم لهم بالرغم من أنهم يعلمون يقيناً أن هذا النظام لم يكن في تاريخيه إلا مصاصاً للدماء، و لقناعة، صار يُشك بها الآن، تفيد بأن هذه الفصائل لم يكن في مقدورها أن تتحرك بدون هذا النظام و خصوصاً أن معظم الدول العربية لا تستسيغهم.
فحركة "فتح" في نظر منحبكجية حماس و مثيلاتها من السوريين هي حركة علمانية عميلة لإسرائيل و أمريكا و هي لا تخاف الله و تعمل لمصلحة أفرادها الشخصية. و حماس و أخواتها في نظر السوريين منحبكجية حركة فتح منظمات إسلامية متطرفة طائشة تتستر بالدين لتحقيق مصالح طائفية ضيقة. و أخيراً، حركة فتح و حماس بدورهما في نظر النظام السوري دمىً مسخرة لتحقيق مصالحه في ما يسمى "المقاومة" و "الممانعة" فبدون فتح، لا معنى لمقاومة حماس على ما صار يبدو أخيراً.
انفجر الوضع السوري و تكشَّف المشهد على جرائم نظامٍ لا يشبه في إجرامه إلا عصابات الهاغانا الصهيونية و عصابات شارون، ومرت خمسة أشهر على استمرار مجازر النظام السوري بينما تبدو الفصائل الفلسطينية كلها بما فيها حركتي فتح و حماس و كأن القط أكل ألسنتهما. خمسة أشهرٍ و السوريون يأنُّون تحت أحذية النظام السوري الذي يدَّعي المقاومة بإغتصاب الحرية و يرتكب المجازر تماماً مثل ارتكاب المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في حق الفلسطينيين بل أقسى.
سقط محمد الدرة شهيداً في حضن أبيه، فبكى كل طفل سوري و طفلة، و كل والدة و والد، وكل جدة وجد. أرسلت النساء حليها حباً و كرامة، و تخلى الأطفال عن مصروفهم اليومي، و اقتطع الطلاب من مخصصات دراستهم، و أهدى العمال قطرات عرقهم، و قدم بعض الشباب و الشابات دمائهم و أرواحهم رخيصةً فداءً لفلسطين و فداء لشعب فلسطين.
ولكن ... يا للعجب! فإن كان الصهاينة قتلوا الطفل محمد الدرة برصاصة أو حتى خمسة، فقد قام النظام السوري بإطلاق النار على الطفل حمزة الخطيب و على كل طرف من أطرافة، وكسر الأمن عنقه، و التهموا عضوه التناسلي و لكنهم فقط لم يلوكوا كبده.
و المفارقة هنا أن الشعب السوري بكى عن بكرة أبيه الطفلَ محمد الدرة، بينما خرست قيادات فتح و منظمات المقاومة و معظم الشعب الفلسطيني صراحةً في الضفة و في غزة عن قتل حمزة و ألف مثل حمزة لدرجة أن الساسة الصهاينة و هم اليهود الكفرة الفجرة فاجأتهم وحشية بشار الأسد بينما لم ينطق الحمساويون ولا الفتحاويون ببنت، ولا بنت عم، و لا بنت خال، و لا بنت ..... شفة استنكاراً لمجازر كتائب الأسد في سورية بينما لم يصمت الشعب السوري، وليس النظام، عن مظالم الشعب الفلسطيني و لو مرةً واحدة على الأقل عما أصاب الفلسطينيين ولكنهم للأسف عما يصيب الشعب السوري يصمتون.
اليوم 2011-08-16 استنكر السيد ياسر عبد ربه و هو من قادة فتح على قناة العربية مستغرباً مما يجري في سورية من شدة قتل و ترهيب لكلا الشعبين السوري و الفلسطيني في حي الرمل الفلسطيني في اللاذقية الجريحة.
يا سبحان الله. مَن مِن الناس يُفترض به التزام قول رب العالمين "و لا يجرمنكم شنأن قوم ألا تعدلوا، اعدلوا" الكافر الزنديق، يعني جماعة فتح، أم المقاوم المجاهد المؤمن ،أي جماعة الجهاد و حماس،؟
أليس ما يحدث في سورية قتلاً للشعب السوري؟ أليس من المفترض أن حماساً "متدينة" وهي تدين بالآية المذكورة؟ لماذا جرمها شنآن بشار الأسد و قومه على ألا يعدلوا؟ لماذا التزمت الصمت خمسة أشهر بلياليها القاتلة؟ لماذا لم يجرم السيد ياسر عبد ربه، بالرغم من تأخر حركته الفاضح، شنآن كتائب بشار الأسد و هو العلماني الذي لا يخاف الله على حد زعم من يخافون الله؟
أين إسلام و إيمان الفصائل الفلسطينية و على رأسها حماس و الجهاد؟ أليس للسوريين حق في الاستفسار؟ إذا لم يكن الإسلام ما يحكم حماساً و الجهاد على الأقل، فما داعي تسميتهما بأسماء توحي بإسلامهما؟ أليس مشروعاً اتهام هذه الفصائل "الإسلامية" بالفصائل الإرهابية، كونهم يتخذون من الدين حذاءا عسكريا يدكون فيه أخوتهم باسم الدين ليحققوا مصالحاً ضيقة؟
لست أثمن عالياً جداً موقف حركة "فتح" و موقف ما يعرف بمنظمة التحرير الفلسطينية ولا "الجوهرة" أي "كلمات الانتقاد المنتقاة بعناية للقتل في سورية" التي لفظها أخيراً السيد "عبد ربه" ضد النظام السوري حيث أنها جاءت كموقف عاجل مرتبط باستهداف الفلسطينيين في حي الرمل الفلسطيني من قبل كتائب الأسد و ميليشياته، فحركة فتح رسمياً لم تفعلها كاملة و كما أنها لم تدن النظام السوري بشكل صريح لا من قريب ولا من بعيد ولكنها تشكر على صرختها بالرغم من كل ذلك.
لقد وضع الشعب السوري سبعين عذرا للفلسطينيين كاملةً عملاً بالقاعدة الإسلامية بمنطق العذر والتي تقول التمس لأخيك سبعين عذرا وان انتهيت من السبعين، فقل لعل هنالك أعذاراً لا أعلمها.
لقد نفدت السبعين عذراً للصمت الفلسطيني و خصوصاً الإسلامي منه، ونفذت الأعذار كلها التي لا يعلمها الشعب السوري، وصار الأمر كله على المحك.
إما أن تنهي هذه الفصائل "علاك" المقاومة و "تخاريف" كونها إسلامية فتخرج عن صمتها و تدعم النظام السوري قولا و قتلاً كما تفعل أحزاب شمالية غربية و دول شرقية وننتهي. و إما أن تعبِّرَ عن صدق مقاومتها للعدو الصهيوني و رفضها للظلم أياً كان مصدره حتى لو كان ذلك المصدر هو النظام السوري الذي يدعمها فتبرهن على صدق الطوية وعلى الشفافية السياسية بالرغم من أن الوقت قد تأخر كثيراً.
لم يستعن محمد صلى الله عليه وسلم بمشرك على كافر. فكيف يستعين هؤلاء المتأسلمون من حماس والجهاد ، كما صار يبدو عليهم مؤخراً، بنظامٍ إرهابي فاجرٍ كنظام بشار الأسد، لولا أنهم بعيدون كل البعد عن الإسلام، وقريبون كل القرب من الفجور و الإرهاب؟
إن خمسة أشهر من تقتيل كتائب الأسد للشعب السوري الأعزل أزاحت الرمد و الورم و حتى الغبش عن أعين الشعب السوري و كشفت كثيراً من الحقائق التي يصعب إثبات عكسها في هذا الوقت الحرج. و أول تلك الحقائق أن قيم الحياة تنتصر دوماً عند العلمانيين والكفرة أولاد الستين ما بعرف شو، بينما يهزأ بها و يصمت عن انتهاكها "الصحابة الجدد" أصحاب الخطب الرنّانة على القنوات الفضائية. خمسة أشهرٍ من جرائم بشار الأسد كشفت أن منظمات كحماس و الجهاد قد اقتربتا من ابتلاع شعاراتهما و شرعيتهما معاً.
و السؤال المهم الآن هو: هل حماس و الجهاد و غيرهما من الحركات إسلامية منظمات إرهابية تضع يدها في يد إبليس اللعين لتحقيق مصالحها أم لا؟
ترى ما هي أدلة من يجيب بلا، و ما مدى واقعيتها إذا لم تخرج هذه الفصائل عن صمتها الإرهابي اليوم قبل الغد؟ ترى و كيف سيصنفها الشعب السوري بعد سحقه لنظامه قبل أن تدين جلاد الشعب السوري على الأقل من باب "لا أستعين بالإرهابي (النظام السوري) على الإرهابي (النظام الإسرائيلي)" و إلا كنت إرهابياً بامتياز.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية
- العرعرة و النقررة في الميزان
- أمريكا والبحث عن النفوذ بين شهداء سورية
- أموات سورية لا يموتون
- جماعة الحلول الثورية والحيوية ... و لكن!
- تسريع إسقاط النظام السوري
- النظام السوري و الحذاء الضيق
- الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية
- الأسد و قمع الجراثيم
- مملكة الكذب و أوهام الخلود
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟
- نكسة العرب حزيران 1968
- القبور العربية
- المزربَّة القطرية
- مراجعة حيوية
- البداهة الحيوية الكونية
- قوانين إرهابية
- إعتلال بداهة القرآنيين (2)
- إعتلال بداهة القرآنيين (1)
- الشكل الحيوي، والشكل الحيوي في المنطق الحيوي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأمين السويد - حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب