أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان شيرخان - آوان التغيير














المزيد.....

آوان التغيير


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 12:59
المحور: المجتمع المدني
    


أستطاعت الانتفاضات الشعبية من الاطاحة بنظامي الحكم في تونس ومصر، في الوقت الذي تترنح ثلاثة انظمة اخرى محاولة بشتى السبل تفادي مصير نظامي بن علي ومبارك، القائمة قد تضم دولا اخرى قد تبدو انها بمناى عن ما تطلق عليه الصحف البريطانية " الربيع العربي".

مهما قيل عن الاسباب والنتائج فاننا بدون شك امام مفصل تأريخي تمر به المنطقة العربية، ظهرت خلاله بجلاء تأثيرات ثورة الاتصالات والاعلام وحركات المجتمع المدني، واصاب تداول الافكار والكتابات والنقاشات عن الديمقراطية والحرية وكرامة وحقوق الانسان الانظمة الاستبدادية دون ان تدري وتدرك بمقتل.

ترزخ المنطقة العربية منذ اكثر من خمسين عاما تحت حكم انظمة شمولية فاسدة، اجبرت الشعوب ثم ادمنتها على التغني بالحاكم المستبد، الاعلام الموجه، الكتّاب، الصحافة، الفن، الغناء كرست جميعا لاضفاء صفات القدسية والبطولة على المستبد الذي لا يرضى ترك كرسي الحكم الا الى المقبرة، ليخلفه احد ابنائه مكملا مسيرة الظلم والاضطهاد والفساد، الاصلاح كان بنظرهم انتخابات كرنفالية يخوضها الرئيس بلا منافس ويفوز بنسب تقارب مئة بالمئة.

لكن الطغاة اساءوا تقدير وقع التطور الهائل في وسائل الاتصال والاعلام والقنوات الفضائية على شعوبهم، ولم ينتبهوا جيدا الى ان القرن الواحد والعشرين قرن جعل العالم بحق قرية صغيرة، ما يحدث في اولها يسمع في آخرها بلحظات.

وكما كان متوقعا فقد قدمت وسائل الاتصال الحديثة، الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، الاعلام الحر خدمة كبيرة لاحرار مصر وتونس الشجعان. لم تصمد فرضيات الانظمة الشمولية الرهان على صبر الشعوب وقوة احتمالهم للاوضاع المزرية وخوفهم من السلطة وعنفها وهجانتها، حلت ثقافة مواجهة النظام بالتظاهرات والاعتصامات السلمية التي حار وداخ النظام في كيفية التعامل معها. وقد سبقت تكتيكات الثوار افكار الحكومات الخرقاء بايام، فمثلا في مصر كانت الاصلاحات وعدم تورثيت جمال مبارك هي البداية ثم تطورت الامور الى المطالبة برحيل رأس النظام، لعدم تمكن مافيات النظام من استيعاب الاحداث والتعامل معها.

لقد استنفذ نظامي بن علي ومبارك خياراتهما بسرعة، ان كانا حقا فكرا بخيارات سلمية، وتم اللجوء سريعا الى خيار الانظمة الشمولية الاوحد : الحديد والنار وانزال الرعب في قلوب المتظاهرين. لم تستطع بل لم ترد تلك الانظمة توفير اجواء ومناخات تمهد لاصلاحات سياسية حقيقية، فبعد اكثر من ثلاثة عقود فكر مبارك بخلافة ابنه جمال، ونظامه غارق في الفساد وسيطرة رجال الاعمال على مقدرات مصر.

لن يتعظ من بقى من الطغاة بما حدث ويحدث، ثمة مشاعر كاذبة تراود عقول الطغاة بان الامر لا يعنيهم وانهم بمناي من مطالب التغيير وصيحات (الشعب يريد اسقاط النظام)، ولكن سقوط نظامين وترشح ثلاثة انظمة للتغيير يضع المنطقة كلها تحت علامة استفهام كبيرة، وان مصير الانظمة الدموية الفاسدة في قفص الاتهام ولو على سرير المرض كما قدم مبارك للمحاكمة ..



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية
- مأزق حقوق الانسان
- الكويت .. عقدة الغزو الصدامي
- الكويت .. الجغرافية لا التاريخ
- انتفاضة تونس كانت استثناء
- تونس .. الانتفاضة المحظوظة
- تعاطف مزيف
- التظاهر حق دستوري
- التظاهر حق دستوري
- كمبوديا .. مصالحة وطنية
- الموقف من حقوق المرأة
- طوائف وقوانين
- هل تلزمنا سيداو ؟
- سميرة سويدان وقاضيات مصر
- مواطنة كاملة
- الانسان هو الغاية
- وجه الحكومة
- الثالوث المشؤوم
- بين الامل والخوف
- الانتخابات العراقية .. ملاحظات وارقام


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان شيرخان - آوان التغيير