أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - هل انتهت الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك ؟!















المزيد.....

هل انتهت الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك ؟!


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 18:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم انتهاء الخلافة الإسلامية عام 1924 على يد الزعيم التركي كما أتاتورك ككيان سياسي، إلا أن الخلافة ككيان ثقافي واجتماعي واقتصادي ظلت باقية بأدواتها المتخلفة في جميع الدول الإسلامية التي احتفظت بوزارات للأوقاف والشئون الدينية واستمرت في بناء المساجد كما استمر العمل فيها بالمحاكم الشرعية للبت في خصومات الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ومواريث، كما استمرت تلك الدول في تسخير جميع وسائل إعلامها للإرشاد والوعظ الديني، فما الجديد الذي سيحمله الإسلاميون إن هم وصلوا مع فوضى الثورات والانتفاضات الشعبية إلى سدة الحكم ؟!

سيقومون بتحريم لبس البنطال على السيدات وسيجلدون النساء وسيغلقون مصانع ومحالات الخمور وسيضرون بالسياحة التي يعتاش منها الملايين من المسحوقين والفقراء، وسوف تنتهي أي بوادر أمل بانتعاش حرية الرأي والتعبير لأن أي رأي أو معتقد أو سلوك مخالف لصحيح الشريعة يستحق الاستتابة لثلاثة أيام وإلا سيقتل، فما هي الفوارق الجوهرية بين حكم الإسلاميين الآن وحكم المهتدي بالله العباسي الذي فتح ديوان الزنادقة لإعدام المفكرين والفلاسفة ؟!

الإسلاميون والفكر الإسلامي لا يتحدثون البتة عن نسب ومعدلات البطالة فهي لا تهمهم طالما الدهماء ترضع الصبر وانتظار الجنة الموعودة من أفواه خطباء المساجد. تلك الجنة التي لا ينتظرها الدعاة أنفسهم، فالقرضاوي مثلا صاحب أسهم كبيرة بقناة الجزيرة علاوة على أسهم ضخمة في البنوك الإسلامية وأولاده لا يتعلمون " علوم " الشريعة بل يدرسون علوم الكفار الأنجاس في الولايات المتحدة رأس الكفر والاستكبار العالمي !

لو وصل الإسلاميون إلى الحكم فسوف يطبقون على النساء آية الأحزاب ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ما يعني حرمان المرأة من التعليم والعمل كما فعلوا بأفغانستان والصومال والسودان. سوف تنتهي جميع الحريات الشخصية بدءا من حرية عدم ممارسة وتعاطي العبادة من قيام وقعود وصيام إلى تحريم ممارسة جميع الفنون والإبداعات الإنسانية الحرة من رسم ونحت وتمثيل وغناء ورقص وسوف تقتصر الحرية على حرية تلاوة القرآن والأذكار المضحكة والأدعية الفارغة لإله يصم أذنيه عن فقر المسلمين وجهلهم وتخلفهم عن باقي الأمم.

الخلافة انتهت سياسياً فقط، ولكنها لم تنته قط كبناء اجتماعي متأصل في المجتمعات الإسلامية بصورة مخيفة. هذا البناء يعتبر أن نقد تخلف المسلمين يمس بمشاعرهم الرقيقة. تلك المشاعر التي لم تهتز ولم تتأثر بمشاهد ذبح مائتا ألف جزائري ومثلهم في دارفور. مشاعر المسلمين الرقيقة والمرهفة تتأثر لو شاهدوا شخصاً يمارس حقه الطبيعي في تناول الطعام والشراب في شهر الانتحار جوعاً وعطشاً، ولكن تلك المشاعر لا يهمها تفجير أكثر من مليون عراقي في الشوارع والأسواق !

الإسلام ( والديانات التوحيدية ) ليس ديناً بالمعنى الصحيح للكلمة، بل هو عقيدة إرهابية إقصائية تصوغ الإجرام والكراهية والبغضاء في عقول معتنقيها. منذ أعدم محمد معارضيه غدراً واغتيالاً بكل خسة ونذالة ومروراً بحروب الردة ضد من قرروا ترك الإسلام من معاصري محمد، ومروراً بديوان الزنادقة وفظائع إعدام وتشويه المفكرين والنقاد والفلاسفة وليس انتهاءا بجلد نساء الصومال والسودان لأجل ارتداء البنطال أو حمالة الصدر لأنها بدعة كافرة، منذ تلك الأحيان، والمسلمون الذين يرثون عقيدة الإسلام دونما ذنب، يعانون الفاقة والفقر والجهل وهم يعيشون أوهام التعالي على الأمم الأخرى التي وفرت لهم كل أسباب الراحة والرفاه، بدعوى أن الإسلام هو العقيدة الوحيدة الصحيحة على وجه الكوكب وأن ما عداها كفراً يستحق قتله وقتاله كما يفعل تنظيم القاعدة وشركاه.

الخلافة لم تنتهي كما يظن الإسلاميون بل ظلت قائمة بكل أركانها القمعية والمضللة التي تعتاش وتترعرع على جهل الناس وأميتهم المنتشرة كالطاعون والإيدز والسرطان.
لن تنتهي الخلافة ككيان ثقافي واجتماعي ما لم يتخلص المسلمون من أكاذيب محمد الذي قال ذات مرة في صحيح البخاري ( من أكل سبع تمرات أمن شر السم لذلك اليوم ) بينما المسلمون يجهلون عن بكرة أبيهم أن رسولهم قد مات مقتولاً بالسم لكثرة ما ارتكب من جرائم وفظائع يندى لها الجبين. لا يتساءل أي مسلم أين هو ذلك الإله الذي وفر حماية لرسوله وصديقه عند هجرته إلى يثرب عندما نسجت العنكبوت خيوطها على باب غار ثور ؟ ما باله الآن يتناول لحم الشاه المسمومة دون أن ينهض ذلك الإله ليحذر نبيه الأكرم من تناول اللحم المسموم ؟! الأدهى والأمر أن محمداً نفسه قال في صحيح البخاري أن من أكل سبع تمرات أمن شر السم في ذلك اليوم !!

المسلمون يجهلون تاريخهم الحقيقي كما يجهلون قرآنهم الذي يختمونه مراراً وتكرارا في شهر المغفرة والرحمة. يقرأون مثلاً ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها الله العذاب ضعفين ) لكن من دون أن يتحرك عقل ما ليسأل عاصفة من التساؤلات التي لا تنتهي. من هن نساء النبي اللواتي قرر إله محمد أن يهددهن بعدم إتيان الفاحشة ؟! وهل كانت تلك النساء على وشك إتيان الفاحشة لدرجة استوجبت ذلك التهديد ؟! وهل من مهمات الإله خالق الأكوان أن يرسل جبريل من السماء السابعة لتهديد نساء محمد ليتضاءل كثيراً هذا الإله عند كل ذي عقل وبصيرة ؟!

لو وصل الإسلاميون إلى الحكم فسوف لن يقوموا بإنشاء مشافي حديثة لعلاج الناس، بل سينشرون هراطق محمد التي يقولون عنها طباً نبوياً، من حجامة متخلفة نقلها محمد عن خزعبلات اليهود في يثرب إلى حجابات السحر والشعوذة التي تقيهم المس الشيطاني. سوف تتفاقم الأمراض بصورة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية للناس في غياب الطب الحديث المسلح بأحدث الأجهزة والوسائل. عن أي طب يتحدث الإسلاميون بينما أيمن الظواهري طبيب لم يعمل بما تعلم وراح يمارس الإرهاب والبشاعة والقتل للذود عن أوهام الإسلام وأكاذيب محمد ؟!

حتى المسلمين الذين يتعلمون الفيزياء والظواهر الطبيعية المادية يظلون مؤمنون بخرافات محمد وخرافات الدين من أن توازن الكون يتم بإرادة الصانع الأعظم، وليس لأن قوى التجاذب بين الكتل تعمل بعكس القوى الناجمة عن الدوران فيتحدث توازناً مادياً لا علاقة له بأي إله !
لن يدخل المسلمون عتبة القرن الواحد والعشرين بينما عقيدة محمد الإرهابية والإقصائية تعشعش في أدمغتهم، فالثورات والانتفاضات الجارية هي مجرد هبات شعبية ضد الظلم والفساد لكنها لن ترقى أبداً في وجود العقيدة الإسلامية إلى تحولات اجتماعية أو سياسية جوهرية، فالدولة المدنية ليست أمراً سهل المنال إذا علمنا أن حرية الاعتقاد ستكون مكفولة بينما لا يوجد مسلم واحد يستوعب ويتقبل وجود ملحدين في المجتمع بصورة اعتيادية، ولا يوجد مسلم واحد يعتبر أن الإلحاد حق طبيعي لكل من يبحث عن براهين مادية لوجود الإله والقوى السحرية.

الثورة العربية الحقيقية سوف تتبلور لاحقاً من حيث كونها ثورة جذرية على المفاهيم الإسلامية المتخلفة للحريات. ثورة ضد مفاهيم القطيع الذي يركع معاً ويقوم معاً ويتوضأ معاً ويصوم معاً ويطوف معاً ويرجم إبليس معاً. القطيع الذي لا يفكر إلا بعقل رجال الدين والدجالين المتخلفين عن ركب العلم والحضارة الحديثة.

الخلافة لن تنتهي إلا بانتهاء توريث العقيدة الدينية في مدارس الدولة، ولن تنتهي إلا بإرادة شعبية حقيقية تصوغ الدستور المدني الحديث لمواجهة عقيدة القمع والاستبداد والإقصاء والإجرام وها هو العراق قد عاد بفضل الدين وطوائفه المتناحرة قروناً عديدة إلى الوراء وها هم الإخوان المسلمين يجاهرون في مصر بعدائهم للديمقراطية والدولة المدنية ما يعني أن الثورة الحقيقية يجب أن تقوم ضدهم إذا ما كانت شعارات الحرية والعدالة والمساواة هي شعارات الثورة.

لا حرية في ظل عقيدة الإسلام ولا عدالة ولا مساواة، فالإسلام لا يسمح بحرية الاعتقاد بل يعاقب حد الردة الإجرامي كل من تسول له نفسه بترك الإسلام، والإسلام سيفاقم الظلم والاضطهاد ضد المرأة ليصبح مكانها الوحيد هو البيت وتربية الأطفال المساكين على ثقافة عذاب القبر والنار. الإسلاميون فرضوا الحجاب على المرأة باستغلالهم لأوهام الدين والتكفير والتعهير وهم خارج السلطة، فكيف لو وصلوا إليها ؟!

لا يتأمل المسلمون النساء الحاصلات على جوائز نوبل في الغرب الكافر، بل يصرون على أن المرأة ناقصة عقل، ولا يشاهدون المرأة وهي تعمل بكفاءة كوزيرة دفاع ووزيرة خارجية وناطقة رسمية للدول العظمى.

الخلافة إذن ظلت قائمة كبناء ثقافي واجتماعي في أذهان الناس، والمسلمون لن يحدث لهم أي تحول اجتماعي أو ثقافي جديد ولن تزيد الحريات الشخصية والعامة، وكل من يعتقد أن الخلافة زالت على يد أتاتورك فهو واهم.

لا حل إلا بالثورة على عقيدة الإسلام الإرهابية وتبني دساتير علمانية ديمقراطية تتفق مع ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان دون قيد أو شرط، ودون تزوير وتشويه من خلال نشر خرافات حقوق الإنسان في الإسلام، فلا حقوق للإنسان في الإسلام سوى حقه في تلبية واجباته مع القطيع وإلا فالقتل والتنكيل. ذلك هو الإسلام الذي يمثل خطراً داهماً على جميع منجزات الحضارة الحديثة.

نسيت أن أسأل: أين الله من أطفال الصومال، هل هو خارج التغطية لا تصله النداءات ؟ ولماذا لم يكن الإسلام حلاً هناك ؟! هل الإسلام مطية للوصول إلى السلطة والاستبداد بها 1400 عاماً أخرى من القمع والتخلف بينما الأمم الأخرى تستعد للسفر بين الكواكب ؟!



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مصادر الشريعة الإسلامية
- ضلع الإسلام في مجزرة النرويج
- عودتي إلى الحوار المتمدن
- هل ثمة تحقير للإسلام في الحوار المتمدن ؟؟!
- متى يتوقف صلاح يوسف عن نقد الإسلام ؟!
- ملاحظتان حول الزعرنة والزعران
- تأملات في العقل الإسلامي
- الخوف أهم عوامل الإيمان
- اعبدوا الإنسان !
- جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
- المدافعون عن الإجرام
- رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من ...
- لماذا تركت الإسلام ؟؟!
- كرم الرمّان
- تساؤلات ملحد من أصل إسلامي
- مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن
- لصوص النصوص في الحوار المتمدن
- القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
- دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
- عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - هل انتهت الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك ؟!