أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا















المزيد.....

الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايعتريني اي شك في ان الدول الغربية , وفي مقدمتها بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة , هي السبب في تأخر العرب وتقسيم بلدانهم , وتسلط حكام ديكتاتوريين عليهم .فبريطانيا هي التي خلقت كل المشكلات الحدودية بين الاقطار العربية ,وهي التي ربطت الحكام العرب بسياستها , ومن ثم ورثت الادارة الامريكية هذا الواقع المؤلم , وراحت تتحكم بمصائر بلدان العرب والجنوب عموما , وكل همها ضمان امن الكيان الصهيوني ولو كان على حساب الوف العرب.
دول الغرب تفتش عن مصالحها في اي مكان تجده في العالم , فعندما تفجرت الثورة الصناعية في اوروبا , كان لزاما عليها ان تفتش عن أسواق لتصريف بضائعها , وتفتش عن المواد الأولية لادامة مصانعها , ومنها الطاقة . وقد وجدت دول الغرب ضالتها في البلدان العربية , فتوجهت للسيطرة عليها بالقوة العسكرية تارة , وبالحيل الدبلوماسية والرشوة تارة أخرى .
بعد اعلان استقلال الاقطار العربية , لم يتبدل الحال كثيرا , اذ تبدل الحكم من سلطة أجنبية الى سلطة عربية , بنفس المقاسات التي لاتخدم أبناء الشعب , بل زادت من شقائهم ومعاناتهم اليومية , فظل الحاكم الفرد وأسرته يسيطرون على مقاليد الأمور السياسية والاقتصادية في البلاد .
صحيح أن الانظمة العربية تطورت في مجالات عدة , أي أنها تطورت في الميادين المادية من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها ,ولكنها لم تتطور في المجال الديمقراطي والسياسي والانساني , ولم تمنح الانسان حقه في الحياة الحرة الكريمة , ولم تمنحه حقه في المشاركة السياسية .
لقد تحمل المواطن العربي كثيرا من الظلم , وعانى من الفقر في معظم الاقطار , باستثناء الاقطار النفطية , كما عانى من التهميش والاحتقار , بالاعتقال تارة , وبالابعاد عن الوطن تارة اخرى .فبرزت ظاهرة " المعارضات " لأنظمة الحكم .
وبتنا نسمع تنظيمات وأحزاب وشخصيات معارضة , تعيش خارج وطنها , وبالذات في الدول الاجنبية التي وفرت قدرا من حرية الرأي لمواطنيها , وعندما هبت رياح التغيير في الاقطار العربية , وأشتعلت الانتفاضات العربية , برز دور المعارضات العربية , التي تمتلك كفاءات عالية في الدعاية والاعلام , بحيث تمكنت دعاية المعارضات من طمس الدعاية الرسمية , التي ليس لها من هم الا رش العطور والبخور على رأس الزعماء واثوابهم , ومباركة حركاتهم وسكناتهم , لان هؤلاء الزعماء لا ينطقون عن الهوى , فكلامهم منزل يجب ان يصدق , ووعيدهم يجب ان يؤخذ بالحسبان .
ازاء هذا الامر لم يكن لدى الحكام الا اتهام المعارضات بالعمالة للاجنبي , وانهم ينفذون أجندات خارجية . قد يكون في هذا الحكم صحيحا في بعض الحالات , كما حدث في العراق وليبيا , وقد يحدث في سوريا .ولكن من المسؤول عن هذا الوضع؟ . هل كان المعارضون عملاء للاجنبي منذ الاساس ؟ ام انهم دفعوا الى هذا الموقف المرفوض دفعا ؟ لماذا لم يأخذوا حقهم في الحياة الحرة الكريمة ؟ لماذا لم يشاركوا في الحياة السياسية ؟ لماذا لم يسمح لهم بتشكيل الاحزاب ؟ . أسئلة لم يجد الحكام المستبدون اجابات عليها , لانهم حكموا بالحديد والنار , وأرادوا البلاد مزارع لهم ولابنائهم , وسخروا ثروات البلاد لملذاتهم وشهواتهم الجسدية والنفسية .ومن هذا الباب دخل الاجنبي الى بلداننا , فالحكام فتحوا نوافذ بلدانهم للاجنبي لكي يدخل علنا , او يتسلل منها ليثير الفتن والفوضى بين المواطنيين ,ومنها الفتنة الطائفية المقيتة , التي نشهد صفحاتها في اكثر من بلد عربي .
العقيد القذافي حكم ليبيا اكثر من اربعين سنة ,وادعى انه رائد الوحدة العربية , وانه وريث عبدالناصر, وبرعونة تخلى عن الوحدة العربية وتحول الى الوحدة الافريقية ولم يكتفي بذلك بل أراد ان يعلم العالم الحكم من خلال " نظريته الجديدة " و " كتابه الاخضر " . واراد أن يدخل الناس في ديار الغرب في الاسلام , ولكنه اشترط ان يقتصر على النساء وبالذات الفتيات اللواتي لايتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر .أراد ان تصبح ليبيا دولة نووية , وفي ليلة وضحها تنازل عن كل المعدات النووية وشحنها الى الولايات المتحدة بدون مقابل , فاهدر ثروات الشعب الليبي بدون تفكبر ,وسار في درب العصابات والارهاب ,ففجر طائرات الركاب وقتل الابرياء , ومن ثم دفع مليارات الدولارات لاهالي الضحايا . وعندما هب الشعب الليبي من أجل الحرية تصدى له بالسلاح وقتل الالوف حتى الان , ووصف شعبة بأقذع الاوصاف .
اما علي عبدالله صالح فقد ناور وخادع طيلة أربعة اشهر , وقتل المئات من أبناء الشعب المسالمين ,حتى وقع في وضع لايحسد عليه احد ,احترق وتشوه ويعيش منفيا خارج بلده ,ويظهر بين الحين والاخر وعلية علامات الانكسار والهوان , وكأنه يستجدي العطف من اليمنيين .
اما طبيب العيون بشار الاسد الذي وصل الى سدة الرئاسة دون اعداد ,حيث عدل عبدالحليم خدام الدستور السوري , ليصبح على مقاس بشار ,وتسلم أعلى المناصب في الحزب والدولة . وتأمل الناس خيرا من هذا الشاب ,ولكنه خضع الى الحرس القديم الذين عاصروا والده ,
وعندما جاءت الفرصة المواتية أثناء هبة أهالي درعا , لم يستثمر تلك الفرصة ويتخلص من الحرس القديم , بل سار على نهجهم العنيف واستخدام القوة المفرطة .
لقد كان الكل حريصا على سوريا وأمنها وضد أي تدخل خارجي , وما زال الاستعداد قائما للدفاع عنها اذا تعرضت لعدوان خارجي , ولكن من العار أن نقف مع قاتل شعبه , ولاسيما ان الاسد لم يستمع الى أي رأي , بل استمع الى صوته وصوت أعوانه المصفقين والمبدعين في الهتافات التي تمجد الزعيم الذي لاينطق عن الهوى .وازداد تصلبا اثر كل الوساطات والنصائح حتى نفذ صبراصحابها فبدأت الحملة المنظمة ضده , بدأت من بيان مجلس الامن الدولي , ومرورا بالموقف التركي , وتصريحات كلنتون المحرضة لمقاطعة سوريا اقتصاديا , وانتهاء ببيان مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية . وللاسف فان تحرك العرب جاء متأخرا وبدفع من الادارة الامريكية .
ان التنازل من أجل الشعب فضيلة وليس انكسارا , ماذا لو ترافق مع الاصلاحات المعلن عنها سحب للجيش , وتهدئة الاوضاع ؟ سيقال الجيش لمواجهة الشبيحة , والسؤال من خلق هؤلاء ؟ أليس الفعل له ردة فعل مقابلة ؟
أيها الزعماء الذين تئنون من وطئة التدخل الاجنبي , راجعوا حساباتكم , راجعوا سياساتكم , سدوا ابواب ونوافذ بلدانكم امام قوى الشر , انكم فتحتم بأخطائكم فرصا للاعداء لكي ينفذوا الى بلدانكم ,ويعيثوا فسادا بين شعوبكم , فهل من متعض؟



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟
- الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...
- أدب الرد في الإعلام الالكتروني
- هل يقف الغرب حقا مع ثورات الشعوب ؟
- حكام العرب يسمعون ما يروقهم
- حوار فكري متجدد بين الرأسمالية والاشتراكية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا