أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج















المزيد.....

الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصف مدّعوالليبرالية الجماعات الإسلامية بأنهم (كانوا فى جرة وطلعوا بره) وهوتضليل شبيه بنظام مبارك الذى أطلق على جماعة الإخوان المسلمين اسم الدلع (الجماعة المحظورة) رغم سيطرتها ، من خلال عشرات الآلاف من المساجد والجمعيات الأهلية التى تأخذ من المواطنين عقولهم مقابل بعض الخدمات ؟ أما من وصفهم الإعلام ب (السلفيين) فهوتضليل آخرلأنّ من يتظاهربالاعتدال يرى أنّ المسلم (على حق) هوسلفى بالضرورة. بينما هم حالمون بطوباوية مريضة للعودة إلى كهوف الماضى . هؤلاء لم يكونوا فى (جرة) لأنّ النظام سمح لهم ببناء عشرات الآلاف من (الزوايا) تحت البيوت فى المدن ، وفى الغيطان فى كل قرى مصر.
التغيرالوحيد هوأنهم بعد أنْ رفضوا المشاركة فى الثورة فى أيامها الأولى ، وبعد تأكدهم من صلابة شعبنا وضعوا ذيول جلابيبهم فى أفواههم وتشعبطوا فى الثورة، لا فرق بين إخوان وغيرإخوان ، كلهم هرولوا لحجزمقعد على دماء الشهداء. تراجيديا الأحداث كتبتْ فصلا مأساويًا بعنوان (ثواربأثررجعى) فالإخوان الذين هادنوا وداهنوا الملك وقبلوا 500جنيه بسعرعام 27 من شركة القنال بحجة بناء مسجد فى الإسماعيلية ، الأمرالذى جعل بعضهم يعترض على بناء مسجد (بمال الخواجات) وهذا باعتراف إمامهم حسن البنا فى (مذكرات الدعوة والداعية) وعندما كان يعمل مدرسًا (كان يُملى على التلاميذ فى دروس الإملاء موضوعات يتوخى فيها الثناء على الملك فؤاد وتعداد مآثره) وفى افتتاحية العدد الأول من مجلة (النذير) وجّه حديثه للإخوان بقوله أنهم لم يكونوا فى الماضى يُخاصمون أى حزب أوهيئة. أما الآن فقد تغيرالموقف (ستُخاصمون هؤلاء جميعًا (الأحزاب ورجال السياسة) فى الحكم وخارجه خصومة شديدة إنْ لم يستجيبوا لكم) أليس ما يفعله الإخوان فى 2011هوالتطبيق الحرفى لوصية البنا الذى اختتم مقاله فى (النذير) قائلا (وإنّ لنا فى جلالة الملك المسلم أيّده الله أملا) وفى العدد 33من مجلة (النذير) مقال جاء فيه (إنّ إهاجة العامة ثورة وأنّ الثورة فتنة وأنّ الفتنة فى النار) فهل ينخدع العقل الحرويُصدّق أنهم مع الثورة ؟ وإذا كانوا معها فهل انشقوا عن إمامهم ؟ وهل يُتصوّرأنْ يثوروا من أجل البحث العلمى وهم يرونَ أنّ أى ابتكاريجب أنْ يتفق مع الشريعة؟ قالوا ذلك مع أطفال الأنابيب وزرع الأعضاء إلخ وهل يُمكن أنْ يكونوا مع العدالة الاجتماعية ومرجعيتهم الدينية ترى أنّ الناس درجات ؟ وهل نُصدّق أنهم مع دستوروطنى يُشفى جراح شعبنا ، وقد أصروا على ترديد شعارإمامهم (الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا) ؟ وهل لهم برنامج نهضوى لصالح (مصرنا) وهم يسيرون على خطى إمامهم الذى قال (إنّ الدين يُوجه المسلمين إلى أفضل استعمار، وأبرك فتح . ويُقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة. ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا) ولماذا يحتفظون فى منشوراتهم وعلى صدرقاعاتهم ب (لوجو) المصحف والسيفيْن ؟ فلمن السيفيْن ؟ وعندما خاض الشيوعيون والليبراليون المعارك ضد الإنجليز، فكرشباب الإخوان فى التطوع للكفاح المسلح ، بينما الموقف الرسمى للجماعة ضد الاشتراك فى المعركة. وقال الهضيبى لشباب الإخوان (اذهبوا فاعكفوا على تلاوة القرآن) وهل يُمكن للعقل الحرأنْ ينسى موقفهم المؤيد لإسماعيل صدقى رئيس الوزراء المعادى للقوى الوطنية لدرجة أنْ يقف زعيم الإخوان بالجامعة ويُشبّهه بآية وردتْ فى القرآن ، إذْ قال ((واذكرفى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولانبيًا)) (لمزيد من التفاصيل: أنظرطارق البشرى- الحركة السياسية فى مصر45- 1952دارالشروق- عام 83أكثرمن صفحة)
والشيخ القرضاوى الذى هبط إلى ميدان التحريرليسحب من الثورة شعبيتها ، باضفاء الصبغة الإسلامية عليها ، أنكرالمعلوم لدى أصغرباحث ، فنفى وجود (إسلام سنى وإسلام شيعى ، وأنكر خصوصية الشعوب فى فهمها للإسلام ، ودافع عن توظيف الدين لأغراض السياسة. واعتبرتعبير (الإسلام السياسى) ليس له وجود إلاّفى (تشنيعات العلمانيين والحداثيين المتنطعين) ولكنه (مثل كل الدكاترة الشيوخ) وقع فى التناقض إذْ كتب فى نفس المقال (إنّ الإسلام الحق- كما شرّعه الله- لايُمكن أنْ يكون إلاّ سياسيًا. وإذا جرّدتَ الإسلام من السياسة فقد جعلته دينًا آخريُمكن أنْ يكون بوذية أونصرانية إلخ) ويتمنى لشعبنا التخلف بتنفيذ المخطط الأمريكى ل (سعودة المصريين) إذْ قال (الإسلام يضع فى عنق كل مسلم فريضة اسمها الأمربالمعروف والنهى عن المنكر) (مجلة الرسالة- مركزالإعلام العربى- سبتمبر2008) وصية سيادته تؤدى إلى تطبيق نظام الشرطة الدينية الذى سجن وجلد وقطع رقاب آلاف الأبرياء وفق (تلفيقات) الشرطة الدينية.
وهبط (فرسان) الصوفية الذين يؤمنون (بعدم جوازمقاومة ومغالبة الحكام) فإذا بهم يعتلون المسرح ليُشخصوا أدوار(ثواربأثررجعى) مع أنهم أيّدوا ضباط يوليو52كجزء (من استخدامهم للدين بوجه عام . وابتدعتْ الطرق الصوفية (الموكب المؤيد) وكان أكبرموكب صوفى لتأييد عبدالناصربعد هزيمة 67. واستخدمهم السادات لتبريرسياساته وتدعيم شرعيته. وأصبح د. أبوالوفا التفتازانى شيخ مشايخ الطرق الصوفية عضوًا فى الحزب الوطنى ورئيسًا لعدة لجان داخل الجهازالإدارى للدولة. وفى مرحلة تالية تولى أمورالمشيخة العامة محافظ الغربية (عبدالهادى القصبى) ومن أكبرجرائم قيادات الصوفية دعوة (جميع أبنائها وأبناء الوطن عامة للمشاركة فى الاستفتاء على تعديل المادة 76من الدستور. وركزبيانهم على أنّ المشاركة واجب (للحفاظ على المكاسب التى تحققت فى عهد الرئيس مبارك) ولذلك جاءتْ مبايعة 11مليون صوفى لمبارك . وفى المناسبات الدينية يُعلن أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية عن تأييدهم المطلق لسياسة مبارك) (أنظر: محمد عزالعرب – مجلة أحوال مصرية- صيف 2006)
توظيف الإسلاميين (والأدق توظيف اللغة الدينية لأغراض السياسة) منهج بدأه ضباط يوليوإذْ فى محكمة (الثورة) التى حاكمتْ شرفاء العهد (البائد) وضعوا على جدران القاعة بعض الآيات القرآنية مثل (اقتلوهم حيث ثقفتموهم) وعندما أراد عبدالناصرإعداد دراسة عن اصلاح الجهاز الإدارى ، استدعى خبيريْن أمريكييْن ، كانت وصيتهما للضباط (إنّ الثقافة الإسلامية من أصلح الأسس للحكم الناجح فى العصرالحديث) (د. سليمان الطماوى- ثورة يوليو- دارالفكرالعربى عام 64ص 161) وأصدرعبدالناصرقرارحل طائفة البهائيين. وأنشئتْ مدينة ناصرللبعوث الإسلامية لتستقبل (المسلمين) من كل دول العالم ليُقيموا ويتعلموا على حساب شعبنا ، فى الوقت الذى كان فيه الوفد المصرى فى الأرجنتين يتذلل لنجاح مهمة (إنقاذ مصرمن الجوع) وذلك بتوريد القمح بناءً على خطاب من عبدالناصر، الذى برّرقتل مصريين ويمنيين فى اليمن قائلا إنّ جبال اليمن تحمل قبسًا من نفس الشعلة المقدسة التى يحج إليها المسلمون (عبدالحليم قنديل- الناصرية والإسلام ص 22) واستخدم عبدالناصرالدين فى تبريرالهزيمة خمسين مرة ، وعن الخلاف بينه وبين الإخوان لجأ إلى الدين للرد عليهم 103مرة. وكتب أ. عبدالحليم قنديل إنّ البرلمان الإسلامى الذى حلم به عبدالناصرليس ليس صيغة متواضعة. إنها أكثرمن صيغ محدودة طرحها إسلاميون من طراز حسن البنا) (المصدرالسابق- أكثرمن صفحة) وبعد كارثة يونيوقال (إنّ سيناء بكل ما فيها من نفط وثروات معدنية لاتهمنى بقدراهتمامى بالضفة وسكانها. وأنّ القدس قبل سيناء) (رجاء النقاش- أهرام 4، 11يناير2004) مات عبدالناصروجاء من يرفع الستارعن (الدولة الدينية) التى بدأها من عيّنه خليفة له إذْ قال (أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة) وذكرمصطفى كامل مراد أنّ السادات عقد اجتماعًا فى مجلس الشعب حضره عثمان أحمد عثمان ومحافظ أسيوط وآخرون واقترحوا إنشاء تنظيم للجماعات الإسلامية للرد على التيارات اليسارية فى الجامعة. وأنّ البعض أعلن تبرعه بالمال للجماعات المقترحة وأنها أنشئت فعلا (أبوسيف يوسف- الأقباط والقومية العربية- هيئة الكتاب المصرية 2006ص165) وصل الأمرفى عهد مبارك إلى سيطرة تلك الجماعات على عقول شعبنا. وسمح لهم النظام باحتلال 88 مقعد فى البرلمان. الكارثة أنّ مدعى الليبرالية- بعد ثورة يناير- يقومون بدورأطباء التخدير، بواسطة رسائل سامة ، مفادها : أنّ لاخوف من الإسلاميين وأنهم لن يحصلوا إلاّعلى عدد قليل من المقاعد. وبعد أنْ يزول أثرالمخدر ينتبه شعبنا على أنّ الثقافة السائدة لم تتغيرمنذ يوليو52 وأنّ (مغازلة) الأصوليين (خطها) الثابت لتحقيق مصالح آنية ، لاعلاقة لها بمصلحة أمتنا المصرية.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضباط يوليو52وثوار يناير2011 بين الحقيقة والوهم
- وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة
- جهاز المناعة القومى
- الأمة المصرية فى مواجهة (الجيتو) الإسلامى
- الإخوان اليهود والإخوان المسلمون
- من يُشرع للبشر قوانينهم
- جامعة للشعوب العربية أم لتجميل استبداد الأنظمة ؟
- خشيم : الأيديولوجيا = العداء للغة العلم
- حصار العيون - قصة قصيرة { مهداة إلى الفنان عزالدين نجيب }
- قراءة المستقبل بالبصيرة وليس بالبصر
- الشاويش براهيم - قصة قصيرة
- دنشواى أغسطس 1952 وسياسة العين الحمرا
- التعصب
- ضباط يوليو والموقف من دولة الحداثة
- التعليم الأزهرى والاعتقال فى كهوف الماضى
- الشعريواجه الدكتاتورالمحتمى بعرش السلطة
- عندما يكون البشر مثلثات متطابقة
- معبررفح وأمن مصرالقومى
- حقوق الإنسان والعقوبات البدنية
- إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج