أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد القوني - الخالة (بخيتة)..














المزيد.....

الخالة (بخيتة)..


ماجد القوني

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 18:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


* رسالة لرئيس الجمهورية: إن كنت تقبل أن يدوسونا بأقدامهم.. حسبنا الله..
* أسمها (بخيتة) لكنها لم تذق طعم السعادة لأكثر من سبعة عشر عاماً..
* طلبت مني الموظفة التوقيع على استلام الاعانة المالية.. لكن لم أستلم المبلغ..
رصد: ماجد القوني
لمرارته وقدرته على تدمير الذات البشرية، حرّمه الله على ذاته وحرّمه على الناس أجمعين، وبالرغم من قدرته تعالى على الظلم، إلا أنه تنزه عنه تعالى، ليحل عدله ورحمته مكان الظلم، فقال الله فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا) (رواه مسلم). تُرى لماذا يظلم بعضنا البعض؟
كثيرة هي الحصارات التي دفعت بالخالة (بخيتة) لتتجه صوب صحيفة (الجريدة) لا لتشكو أحد، وهل تشتكي الحكومة للحكومة؟! كان خيارها أن يعرف الجميع أنها لها قضية ولأنها لن تستطيع إختراق أسوار رئاسة الجمهورية، كان لابد لها أن تصرخ من خلال هذه الصحيفة وعبر هذه الصفحة التي تتحدث عن حقوق المواطنين. وأن تصل رسالتها للمسؤولين.
بخيتة ولكن:
بالرغم من أن اسمها (بخيتة) أي سعيدة بلغة أهلنا في غرب السودان، إلا أن السعادة لم تطل عليها لأكثر من سبعة عشر عاماً، منذ أن فارقت للأبد زوجها ورفيق دربها، الذي ترك لها ثمانية أطفال. في زيارتها الأولى (للبندر) كانت مرافقة لأختها المريضة بإحدى المستشفيات، وقضى الله أن تغادر شقيقتها وتترك لها طفلتها. بعد أن وارت زوجها ثرى مدينة الابيض حزمت أولادها واتجهت شرقاً هرباً من حالة اللاأمن، لتحط رحالها في مدينة أمدرمان.
تسكن "أم التيمان" أو هكذا يحلو لزبائنها مناداتها في أقصى مدينة أمدرمان منطقة تسمى (الجِخيس) لكن لكي تتماشي المنطقة مع (مركزية) الأسماء، أطلقت عليها الجهات الرسمية (الفتح 2) لكن الله لم يفتح على القرية بالماء والكهرباء حتى الآن، ومازالت تتواصل داخلياً عن طريق عربات (الكارو).
تشق عتمة الفجر عبر طريق مهجور، ترعبها همسات آخر الليل، وأشباح البشر البعيدة السالكة طريق الرزق، عبر رحلة مواصلات مرهقة ومُكلفة مالياً تصل الخرطوم باكراً لمكانها بالقرب من مستشفى الخرطوم لتعدل أمزجة طال بها السهر ومرافقة المرضى، وليل الخرطوم المضني، تبيع الشاي حتى وقت متأخر، وتذهب سريعاً لتطعم تسعة أفواه أرهقها الجوع والشوق للأم.
(كشة الجمعة):
دموعها لم تمنحنا الفرصة لمعرفة المعاناة التي تحس بها، ولم ندركها إلا بعد فترة، بعد أن أدركت أن دموعها أوشكت أن تنتهي، حينها صمتت برهة، مسحت دموعها بطرف ثوبها لتحكي: أن يوم الجمعة الماضية. بعد أن وضعت طعامها وشرابها إستعداداً لإطعام الصائمين، وقبل أذآن الافطار بخمس هجمت علينا (الكشة) وقاموا بإراقة المياه والأكل وكل ما كنا نعرضه، والناس تنظر غير مصدقة ما يحدث، لم استطع أن أحمي بضاعتي ورأسمالي ومعاش أولادي. سقطت لأصحو على صرخات ابني: " أمي ماتت، أمي كتلوها.. البربينا أنا وأخواني منو"؟ أفاقت: (بخيتة) لتجد وكأن إعصاراً داهمها هي وبضاعتها التي كانت تستهدف بها العشرات من الصائمين، ليتكامل الأجر، وتسهل للصائمون مشقة البحث عن مكان للإفطار.
رسالة للراعي:
أنا إمرأة أعاني من الضغط والسكرى، نذرت حياتي من أجل أطفالي، فلماذا يحاربونا في أرزاقنا، لا أريد أن أطعم أولادي حراماً ولا مجال لعمل آخر، نحن لم نسرق ولم نمارس الرزيلة ليضربونا في الشارع ويحطمون متاعنا، ولماذا يلقون بنعمة الله على الأرض؟ والصائمون في أمسْ الحاجة لتحليل صيامهم. نحن نبحث عن الرزق الحلال، قد لا يحسون بمدى المعاناة التي تواجهنا لنجمع مالاً ليكون رأسمالاً في هذه الأيام الصعبة، أولادي في المدارس يحتاجون لمصاريف ولا عائل لهم غيري. نحن في شهر الرحمة والمغفرة لماذا لا يخافون الله فينا. رسالة أوجهها للرئيس عمر البشير حسبنا الله ونعم الوكيل إن كنت تقبل أن يدوسونا بأقدامهم ويدمرون حياتنا!!
المنظمة القطرية:
في معرض حديثها ذكرت (بخيتة) أن هنالك منظمة قطرية تقوم بدعمهم كل فترة عبر وسطاء وموظفون سودانيون، وفي هذا الشهر المبارك قامت المنظمة بتوزيع كيس الصائم، لكنها لم تستلم المبلغ المالي المقرر لها، بالرغم من أنها بصّمت على الورقة بإعتبارها إستلمت المبلغ، وأخبرتها الموظفة بأنه ستستلم المبلغ بعد أيام، ولم تستلمه حتى الآن. مجموعة تساؤلات نرميها في محيط المنظمات العاملة في دعم الفقراء والمحتاجين.. هل هناك من يستغلون معاناة المحتاجين وبساطتهم؟ هل تستحق (بخيتة) والمئآت من أمثالها الدعم؟ وإذا لا تستحق، لماذا وقّعت على وثيقة الاستلام؟ وإذا كانت مُستحقة لماذا لم يتم تسليمها؟ سنحاول من خلال تحقيقاتنا القادمة الإجابة على هذه التساؤلات.
المحرر:
لن ننحو المنحى الذي ذهبت إليه الخالة (بخيته) لتفرغ جوفها من معاناتها، ولن نطلب من أحد أن يتقي الله فيما ولاه.. لن نشير لديوان الزكاة بأن هنالك من يقضون نحبهم حسرة وإحتياجاً، ففي دولة الشريعة والتوجه الحضاري، لا حاجة لنا بالصراخ في أوجه الولاة، بأن بغال الناس تتعثر في طرق وأزقة المدينة، لكن نناشد الخيّرين من الشعب السوداني، والمنظمات الانسانية لمساعدة هذه الأسرة، لأننا ندرك جيداً أن الخير والتعاطف والانسانية ستبقى متصلة إلى يوم القيامة.



#ماجد_القوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادات الشابة وسط الاحزاب السياسية..
- الدستور السوداني..
- إنفصالات الروح (2)
- مسلسل إنفصالات الروح (1)
- جعفر إبراهيم عبدالله..النقابي السوداني..
- حوار مع المغني السوداني سيف عثمان
- الانقاذ.. ومأزق السياسة السودانية
- سيناريوهات الوحدة والانفصال
- حقل زنجبيل إلى -سامية-


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد القوني - الخالة (بخيتة)..