أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - البيان السعودي..وضوح الخطاب وارتباك النوايا














المزيد.....

البيان السعودي..وضوح الخطاب وارتباك النوايا


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 19:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


رغم تأخره لزمن تجاوز الالفي شهيد وعشرات الالوف من المعتقلين والمغيبين واللاجئين الذين ضاقت بهم ارض الشام بما رحبت ..فانه لا يمكن للمرء الا الترحيب بالدخول المباشر للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الى حلبة المواجهة مع سوريا..
فكلمات بقوة ووضوح الخطاب الذي يقول فيه إن «المملكة تقف تجاه مسؤوليتها التاريخية مطالبة بإيقاف آلة القتل وتحكيم العقل قبل فوات الأوان وتفعيل إصلاحات على الواقع»..وتزامنها مع خطوة سياسية ذات أهمية كبيرة وهي استدعاء السفير السعودي من سوريا..قد تشكل دعماً معنوياً مهما انتظره السوريون منذ فترة طويلة، وقد تكون رسالة سياسية واضحة للنظام تدعم الخطوات التي سبقتها من خلال التحرك التركي والامريكي والبيانات الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي وعن جامعة الدول العربية.
ولكن على الرغم من قوة الخطاب..وهذا الترحيب ..فانه لا يمكن المرور سريعا على بعض المفارقات التي تضمنها الخطاب والتي قد تستحق التوقف عندها قليلا ..وقد يكون اهمها السؤال الكبير عما إذا كان جلالة الملك هو الشخص المناسب لتوجيه الدعوة الى تفعيل «إصلاحات شاملة وسريعة» الى سوريا فيما القيادة السعودية دائمة الانشغال بتشديد القوانين التي تعاقب حرية التعبير وكل من ينتقد العائلة المالكة وجوقها وحاشيتها ووعاظها..وهل ان السعودية هي الدولة المؤهلة لتقديم النصائح للغير حول الديمقراطية في حين انها تحظر اي شكل من اشكال مظاهرات الاحتجاج تحت طائلة الخروج من الملة والقانون..
وقد تكون المفارقة الاهم في كل هذا هو السجل السلبي المقلق للمملكة خلال "الربيع العربي" الذي شهدته المنطقة ودورها الذي رافق واعقب نجاح الحراك الشعبي في بعض البلدان العربية ومسؤوليتها المباشرة عن اجهاض وارباك وعرقلة الثورة في بلدان اخرى..فالمملكة لا تمتلك اي ممارسة ملموسة في دعم الانتفاضات العربية، بل على العكس فهي التي ساعدت النظام البحريني على إخماد الحركة الاحتجاجية هناك من خلال التدخل العسكري المباشر، وهي من تخلط الاوراق باستمرار في اليمن لمنع نجاح الحراك الشعبي السلمي في الوصول بالبلاد الى بر الامان وتكوين الدولة المدنية ..أما في ليبيا فقد اكتفت بالتنديد الاعلامي المتأثر بالعداء الشخصي القديم مع حكم العقيد..وقد يكون لتأخرها المأساوي في استيعاب مقدمات الثورتين التونسية والمصرية هو السبب الرئيس في نجاحهما في اسقاط النظام..وان كان لفهمها المتأخر دورا واضحا جدا في تأجيج الثورة المضادة المستهدفة للنظام الديمقراطي في البلدين ..
وهذا ما قد يقودنا الى وجود تضارب واقعي وحقيقي في النوايا والآمال ما بين القيادة السعودية والشعب السوري البطل من الممكن ان تدخل الحراك الثوري السوري المبارك في نفق المبادرات المفخخة والتقاطعات الاقليمية المتقادمة.. والاخطر هو جر الانتفاضة الشعبية الى المجال الاثير للحكم السعودي الا وهو التطييف السياسي وتشطير المجتمع السوري الى تقسيمات فئوية وعرقية وتصنيفه كشعب مختار وفئة ضالة خصوصا مع التهيئة الاعلامية المسبقة ووجود امتدادات فعلية للنظام السوري تجاه الشرق الابعد عن الحدود وعن قلب القيادة السعودية..
يرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز أن بين السعودية وسوريا حسابات تريد تصفيتها..مضيفا أن السعودية تسعى، من خلال انتقادها لسوريا، إلى الوصول إلى إيران، حليفة سوريا القوية وعدوة السعودية اللدودة، وأن " السعودية لديها بعض الحسابات المفتوحة مع سوريا، وأعني بذلك في نفس الوقت أيضاً حزب الله وإيران".
وهذه التقاطعات لن تكون بالتأكيد في مصلحة الشعب السوري النبيل وهو يسطر اسمى آيات النضال ضد الديكتاتورية والاستبداد البعثي المقيت..كما انه لن يكون مما يقدم الدعم لقضيته العادلة جر الثورة الشعبية الى حرب تصفية حسابات طويلة قد تزيد من استعار اتون القمع الوحشي الذي يمارسه النظام تجاه شعبه الصامد..كما لن يفيده الخطابات القوية التي ليس لوجه الله ولا الشعب مكانا فيها..ولا ينتظر منها الا المزيد من الارباك والتشويش وضياع البوصلة والاتجاه..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث لندن..ونحن
- سيف السلفية..يرتفع في وجه الشعوب
- لا جمل مفيدة في رسائل اردوغان..
- خيط من المؤامرة..بين العباسية والتحرير
- لم يعد امام العالم الا التضامن مع الشعب السوري..
- الثورة الليبية تبدأ بالتهام ابنائها..
- الدراما..وتسييس التاريخ
- اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..
- ويظل الوعي الشعبي خارج حسابات قوى الاستبداد السلفي
- هل من معذرة يا بنغازي..
- كأن ليس لنا ما يشغلنا..الا الكويت
- مابين داحس السفارات وغبرائها..
- الثورة مستمرة..
- ورقة خاسرة لرئيس نصف محروق..
- تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..
- البحرين سنية ام شيعية..ما دخل آل خليفة في ذلك؟؟
- طوبى لدير شبيغل..
- صحة السيد الرئيس..بين السياسة والشماتة..
- سلوى المطيري..كمان وكمان..
- مسافر زاده الخيال..


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - البيان السعودي..وضوح الخطاب وارتباك النوايا