أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس يونس العنزي - مناقشة اولى لمنطلقات الحركة الصهيونية















المزيد.....

مناقشة اولى لمنطلقات الحركة الصهيونية


عباس يونس العنزي
(عèçَ حونَ الْيïي الْنٍي)


الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- موجز لتاريخ الحركة الصهيونية
اهتزت أوربا منذ القرن الثامن عشر على قعقعة الأسلحة وانفجارات المدافع بدعاوى قومية عنصرية مثلت رغبات الطبقات المتنفذة ذات المصلحة الاكيدة في الاندفاع نحو التوسع بغض النظر عن أي بعد إنساني يمكن أن يلجم ذلك الاندفاع أو على الأقل يخفف من شدته ، وكانت النتيجة الطبيعية لكل ذلك سلسلة الحروب الدموية المدمرة كالحرب الاستعمارية البريطانية في أمريكا الشمالية ( 1775 - 1783 ) والحروب التي شنتها بريطانيا ضد فرنسا أواخر القرن الثامن عشر والحروب النابليونية المتعددة والحرب النمساوية البروسية عام ( 1866 ) والحرب الفرنسية البروسية ( 1870 - 1871 ) والعديد من الحروب الأهلية في مختلف أرجاء أوربا .
وفي خضم هذا المعترك المصلحي - العنصري نشأت البدايات الأولى للحركة الصهيونية فلا عجب أن تكون صدى متطرفا وأكثر عنصرية من كل الدعاوى القومية الأوربية المبتورة عن أي منطلق إنساني وهذا ما أكده الأب الحقيقي للدعوة الصهيونية وهو ( موزس هس ) عندما كتب يقول ( إن خلف مشاكل الحرية والقومية تقبع مسألة العرق العميقة ) وهو بهذا أشر الجذر العنصري للدعوة الصهيونية ولكن ليس بعيدا عن الأسس المادية والفكرية للمد الاستعماري الذي طغى وتسلط على العقل الاوروبي بالاستناد الى المصالح الاقتصادية المتنامية للدول والحكومات الاوربية ، على أن الصهيونية لم تكن الحركة العنصرية الوحيدة التي يفرزها تطور المجتمعات الاوربية إنما هناك الكثير من تلك الحركات لعل أبرزها وأكثرها عنفا وبما يوازي التطرف الصهيوني وإجراميته هي الحركة النازية التي قادت العالم الى مآسي مفجعة ما زالت الكثير من تلك الشعوب تئن تحت وطأتها حتى هذه اللحظة . ومما يجب التنويه عنه فإن انسجام الصهيونية مع الطبيعة العنصرية العدوانية الاستعمارية الاوروبية لم يكن انسجاما تكتيكيا أو صدفيا يل هو يجد مسوغاته بأسس مادية شاخصة تمثل وحدة الاساس المادي للحالتين حيث يمكن الاشارة هنا الى كون مؤسسي الحركة الصهيونية هم من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة وذوي المصالح المؤكدة في حركة التوسع الامبريالي الاوروبي أما القناعات الفكرية والعاطفية التي اعتمدتها الحركة الصهيونية والمصدرة الى فقراء اليهود وعامتهم فقد وجدت في الأرث التاريخي للديانة اليهودية وكتل الاساطير المتخلفة التي تحفل بها أرضية خصبة لنمو عنصري شائه حيث تم ذلك في إطار تكالب استعماري محموم للإستئثار بالثروات الطبيعية الهائلة والمصالح الاقتصادية الواسعة التي تزخر بها المنطقة العربية . وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أحد أبرز مؤسسي الحركة الصهيونية وهو البارون ( أدموندي روتشيلد ) المشهور بغناه الفاحش أنقذ بمساهماته المالية السخية المستعمرات الصهيونية المؤسسة على أرض فلسطين من عام ( 1882 - 1903 ) كمستوطنة ( ريشوت بندويون ) المقامة جنوبي يافا ومستوطنة ( زخروف ياكوف ) المؤسسة على أرض قرية ( زمارين ) العربية حيث أمد جماعة ( إحياء صهيون ) والتي سنتناولها لاحقا بالعون المادي الواسع كما انه أنشأ جهازه الحاص لتملك الاراضي ووضعه في خدمة النشاط الاستيطاني والزراعي حيث ساهمت إدارته باستثمار تلك الاراضي في زراعة الكروم والبرتقال وقد وظف هذا الصهيوني العتيد خلال خمسين عاما منذ ( 1882 الى 1934 ) ما يزيد على 150 مليون فرنك ذهبي ، وقد ساهمت هذه المبالغ الطائلة في تأسيس 40 مستوطنة زراعية لعبت دورا خطيرا في عمليات الاستيطان والاستثمار معا على اننا لم نعثر على قيمة الارباح التي تحققت نتيجة هذه الاستثمارات وهذا المثال يبرز بوضوح أن الصهيونية هي في الحقيقة حركة استثمارية استعمارية رأسمالية لكبار المستثمرين الرأسماليين الغربيين الذين وجدوا في الدين اليهودي وقبله في المسيحية ( كما في الحروب الصليبية ) بساط الريح الذي ينقلهم الى المنطقة العربية الزاخرة بألوان الغنى الطبيعي .
وبغية توفير قاعدة صحيحة لفهم الفكر الصهيوني بالعمق المتوخى وبصورة موضوعية يتوجب ابتداءا استعراض تاريخ الحركة الصهيونية وظروف نشأتها والتنظيمات والمفاهيم التي نشات على اساسها وأبرز قادتها ومفكريها حتى إعلان الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية في 15 / 5 / 1948 إذ أن فهم تاريخ الحركة يوفر لنا إجابات متروية ودقيقة للظاهرة الفكرية الصهيونية وبالتالي اكتشاف وتشخيص تناقضاتها وأخطاءها المفاهيمية والتاريخية ، كل ذلك في إطار منهج علمي في بعدي البحث والاستنتاج .
لقد ابتدأت المشكلة اليهودية في أروبا فقط وذلك بعد سقوط الدولة العربية في الاندلس حيث اضطر اليهود إسوة بالعرب المسلمين الى مغادرة اسبانيا مكرهين والاتجاه الى مناطق أخرى تضمن سلامتهم وأمنهم وحريتهم المدنية والدينية فاتجه الكثير منهم الى بلاد المغرب العربي بينما وجد بعضهم في بلدان اسكندنافيا وهولندا بشكل خاص ملجأً امينا يكفل بعض حقوقهم ، ويشير الى هذه القضية الكاتب المعروف ( وول ديورانت ) في كتابه ( قصة الفلسفة ) فيقول " لقد ازدهر اليهود في بلاد الاندلس وجمعوا ثروات كبيرة الى أن قام فرديناند بإخراج العرب المسلمين نهائيا وهنا فقد اليهود في اسبانيا الحرية التي تمتعوا بها وعاشوا بظلها تحت الحكم العربي المتسامح والمتساهل " ويضيف ديورانت " وهنا زحف ديوان التفتيش عليهم وخيرهم بين التعميد ومزاولة الشعائر الدينية المسيحية وبين النفي وتجميد اموالهم ، وأراد ملك اسبانيا أن يزيد في أمواله وكنوزه بثروة اليهود وفي السنة التي اكتشف بها كولومبس أمريكا اكتشف الملك فرديناند اليهود ! " بينما لعب اليهود دورا مهما في كنف الدولة العربية " فاتجهوا الى الأعمال الصيرفية والتجارية واستوعبوا في شبه الجزيرة الاسبانية علوم العرب في الرياضيات والطب والهندسة والفلسفة وقاموا بنقل الحضارة الشرقية القديمة الى أوربا الغربية وظهر منهم في قرطبة ( موسى القرطبي ) أعظم طبيب في عصره وهو صاحب كتاب " إرشاد الحائر " المشهور وفي برشلونة أعلن حسداي بن شبروت آراءه الدينية التي هزت الديانة اليهودية بأسرها " .
ويمكن القول أن المسألة اليهودية التي بدأت أوربية نشأت على أساس التعارضات الطبقية بين أصحاب رؤوس الأموال من الملوك والاقطاعييين والأغنياء الاوربيين واستخدمت في تلك الصراعات والتعارضات المسائل الدينية كسلاح وموضوع شكلي شمل العرب المسلمين واليهود معا .
وكتب الكاثوليكي الفرنسي ( أرنست لاهاران ) وهو السكرتير الخاص للإمبراطور نابليون الثالث كتابه الموسوم " المسألة الشرقية الجديدة " في وقت مبكر حيث سبق جميع الدعاة اليهود في الدعوة لإنشاء دولتهم القديمة واقترح حدودا واسعة تمتد من السويس حتى خليج أزمير وتشمل سلسلة جبال لبنان الغربية بأسرها كحدود عملية ممكنة لمملكة يهوذا المطلوب إعادة تأسيسها .
وقد تبنى المفكر الالماني موزس هس ( 1812 - 1875 ) أفكار أرنست لاهاران وراح ييبشر بها بين اليهود وأصدر كتابا بهذا المعنى أسماه ( روما والقدس ) متأثرا بعملية توحيد الإمارات الإيطالية ومفاهيمها القومية واستنتج أن الوضع العالمي السائد حينذاك يؤيد إنشاء مستعمرات يهودية عند قناة السويس وعلى ضفتي نهر الأردن حيث تكون هذه المستعمرات خطوة أولية لاسترجاع الدولة اليهودية وهكذا فإن موزس هس هو الأب الحقيقي للحركة الصهيونية العالمية رغم أن أول من استخدم مصطلح الصهيونية بمدلولاته السياسية المعروفة هو النمساوي ( ناثان بيرن بام 1863 - 1938 ) في كتابه المعروف " الاحياء القومي للشعب اليهودي في وطنه كوسيلة لحل المشكلة اليهودية "
ويمكن الاستنتاج بأن الموضوع الذي اصطنعه الاوروبيون وراحوا يدفعون اليهود صوبه سببه اضطهاد الاوروبيون أنفسهم لليهود ونظرتهم العنصرية الاستعلائية لكل ما أجنبي حيث راحوا لاحقا يحاولون افتداء سلوكياتهم المقيتة من خلال البحث عن وطن قومي يكافئون به بعض الاجانب المضطهدين وهم ليسوا بأجانب بل مجرد يدينون بديانة غير المسيحية ذلك بالإضافة الى موضوع الصراعات الاستعمارية . وكان الدفع الاوروبي قويا لتأسيس أول منظمة صهيونية بإسم " حركة إحياء صهيون " حيث انطوت فكرة الصهيونية لديها على دعوة يهود العالم المشتتين للعودة الى صهيون أي أرض اسرائيل بحدودها الواردة في التوراة رغم أن هناك دعوات فردية عديدة انطلقت بهذا المعنى مثل دعوة الحاخام اليهودي ( يهوذا الكالاي 1798 - 1878 ) الذي دعا الى العودة للأراضي المقدسة حتى يجيء المسيح المنتظر الذي سيخلص اليهود من عبوديتهم المزعومة ، وقد ابتدع فكرة أن النشاط في إنشاء المستعمرات الصهيونية هو ما يمهد لمجيء المسيح واقترح البرنامج االتالي لتحقيق ذلك :
1- الدعوة لعقد جمعية كبرى لليهود .
2- إيجاد صندوف فومي لشراء أراضي فلسطين .
3- إنشاء صندوق مماثل لجباية الضرائب
4- السعي لتقديم قرض قومي يهودي .
كذلك فقد اقترح تأسيس شركة تتوسل الى السلطان العثماني كي يعيد لليهود أرض أجدادهم لقاء إيجار سنوي حيث اختار لنشر مقترحه اليهودي " سيمون لوب هرتزل " وهو جد ( ثيودور هرتزل ) حيث أعاد هذا الاخير ذلك المقترح وأخذت الحركة التي أسسها تبني تلك الافكار . )يتبع )



#عباس_يونس_العنزي (هاشتاغ)       عèçَ_حونَ_الْيïي_الْنٍي#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريزة البقاء والتوريث المعرفي
- مقدمة أولى في فلسفة أصول الإرادة
- الرمز الاسطوري عند حسب الشيخ جعفر
- الموت بين الحق والعقوبة
- الطوطمية - محاولة للفهم والتفسير
- قصة قصيرة بعنوان - عبود وكلبه المعجزة -
- مقدمة في صراع الحرية والوهم والموت


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس يونس العنزي - مناقشة اولى لمنطلقات الحركة الصهيونية