أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - لبنان وسورية: رئيس واحد،و حكومة واحدة لشعبين...!!!















المزيد.....

لبنان وسورية: رئيس واحد،و حكومة واحدة لشعبين...!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبنان وسورية: رئيس واحد،و حكومة واحدة لشعبين...!!!
كلنا يذكر الموقف الدولي اتجاه الوضع في ليبيا الذي أدى في النهاية إلى الخروج بموقف دولي يدين قتل الشعب الأعزل من قبل قوات ألقذافي والذي يحمل رقم 1973. لقد لعب لبنان ومندوبه دورا رياديا في هذا الحراك الدبلوماسي ،بصفة لبنان العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن وممثل المجموعة العربية ،لقد ترك البيان الذي تله المندوب اللبناني نواف سلام أثرا كبيرا على نفوس كل المندوبين الدوليين ،بسبب الصياغة البيانية التعبيرية ودقة الكلمات المستخدمة في صوغ هذا البيان المميز ، كانت الحركة الدولية لا تهدءا ولا تقف للمشاورة مع السفير سلام صاحب القرار النهائي في اتخاذ القرار العربي. فخرج لبنان بموقف مشرف اتجاه شعب ليبيا الشقيق.
لكن في 14 أب ،أغسطس من هذا العام صوت مجلس الأمن الدولي على قرار دولي يدين إجرام النظام السوري ضد الشعب الأعزل وقتل الشعب بدم بارد، ولارتكابه مجازر ضد الإنسانية،بغالبية 14 عضوا من أعضاء مجلس الأمن بمن فيهم روسيا والصين اللذان يمتلكان حق الفيتو،وكذلك الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل الذين عارضوا أي قرار يدين سورية في مجلس الأمن،عدى دولة لبنان الذي نأى بنفسه عن المشاكل الإنسانية والأخلاقية الذي يعيشها الشعب السوري من قبل نظام بشار الأسد الدكتاتوري والشمولي،موقف مخزي للبنان في الأسرة الدولية التي يحتاجها.
لم يستطيع السيد بشار الجعفري على احد من أعضاء مجلس الأمن الدولي من خلال بذلته البيضاء "عفوا السوداء"وكأنه في عرس جماعي متجاهلا الشهداء والجرحى الذين يفترشون ساحات وشوارع مدن سورية. لقد استطاع المندوب السوري السيد بشار الجعفري التأثير على مندوبة الحكومة اللبنانية في مجلس الأمن الدولي، والذي تغيب عن الجلسة السفير نواف سلام مندوب لبنان الدائم في البعثة الدولية ،و الذي نأى بنفسه لعدم المشاركة في هذه الجلسة كي لا يترك على ضميره، رفض التصويت على القرار الدولي .وأفسح المجال بذلك أمام السيدة كارولين زيادة التي مثلت لبنان في هذه الجلسة واتخاذ هذا الموقف " المخزي "، لقد ألقت السيد زيادة كلمة الحكومة اللبنانية المرسلة من قبل وزارة خارجيتها ،والتي خرجت هذه الحكومة بمصطلح جديد في علم السياسة الخارجية والدبلوماسية "النأي" بنفسها عن الأوضاع التي تعصف بسورية وشعبها، وهذا المصطلح سوف يدرس في كافة الجامعات والمعاهد المختصة بهذا العلم ،الناي بالنفس عما يجيري من قتل وبطش وفتك وتنكيل،في دولة عربية وإسلامية وجارة وشقيقة،فالحكومة أرادت أن تقول للعالم هذا الشعب هو ملك بشار وعائلته وهو حر بما يفعل بهم ولا تتدخلوا لأني الدولة العربية الأقرب لسورية وأرسل لكم هذه الرسالة.
لقد اثر مندوب سورية على السيدة زيادة ،ولم تستطيع التصويت ضد ذاك الشاب الوسيم الذي يغيب عن فمه لفظ حرف السين كما هو رئيسه الأسد الابن.
لقد عبر رئيس الحكومة السيد نجيب ميقاتي عن هذا القرار بأنه قرار تاريخي ورسالة لكل العالم والدول العربية والأجنبية بعد التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وهذا الخطوة التي مارسها لبنان خطوة هامة على عدم التدخل في شؤون خاصة ،وهذه الخطوة التي ترجمها وزير الخارجية اللبنانية بزيارة سريعة إلى دمشق تضامنا مع نظام سورية بوجه الشرعية الدولية مما دفع الرئيس الأسد بإرسال الشكر لحكومة لبنان وشعب لبنان على هذه الوقفة التضامنية مع نظامه بظل الضغط الدولي والعالمي الموجه ضد سورية ونظامها ،ولبنان هو السباق في زيارة سورية وقطع العزلة العربية والدولية التي تحاصر دمشق ورئيسها منذ اندلاع انتفاضة الشعب السوري،طبعا كان القرار الذي اتخذته حكومة ألميقاتي صدها الواسع لدى أصدقاء النظام السوري في لبنان وإيران والعراق، لقد تجاهلت حكومة لبنان الأعراف الدولية ووضعت نفسها في مواجها مباشرة مع المجتمع الدولي التي هي بأشد الحاجة له من خلال تجديد لقوات الطوارئ الدولية وقرار إدانة إسرائيل اليومية للاختراقات الأمنية المستمرة للحدود اللبنانية والسيادة الوطنية، وكذلك والاهم في الشكوى اللبنانية المقدمة من قبل حكومة لبنان المطالبة بإدانة إسرائيل لمحاولة الاعتداء على الغاز والأملاك اللبنانية البحرية ومحاولة سرقة الاحتياط البحري الوطني .
لقد وضعت الحكومة اللبنانية نفسها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي والغربي من خلال مواقفها التي تقحم الشعب اللبناني بها ،فالمواجهة الدولية والمناكفة الداخلية هي مهمة الحكومة الأولى والتي على أساسها تم تشكيلها بعاز من الرئيس السوري بشار الأسد وهذا اليوم الذي بداء الرئيس ألميقاتي يرد بها الجميل للأسد الذي كان السبب الرئيسي، في وصوله لرئاسة الحكومة، فكان القرار الدولي الرافض لإدانة نظام الأسد ما هو إلا رد جميل للأسد .
طبعا منذ تشكيل حكومة المواجه لم يكن عند احد ادني شك بان هذه الحكومة لها مهمة خاصة لدى النظام السوري الذي يواجه ضغوط قوية من المجتمع الدولي ومقاطعة عربية ، لقد أمر الأسد بتشكيل الحكومة باربع ساعات ليدخل في كتاب "غينيس" للأرقام العالمية ، بالوقت الذي استمر تشكيل حكومة عادل سفر السورية عدة أيام ، ففي جدول أعمال هذه الحكومة مهمة واحدة الصراع مع المجتمع الدولي، والداخل اللبناني من خلال التالي :
إبراز دور سورية للمجتمع الدولي بأنها لا تزال تمسك بمفاتيح خارجية تحركها وتديرها ويمكن التفاوض معها بالرغم من الأزمة الداخلية التي تعصف في سورية.
2-سورية تريد متنفس خارجي تفك عزلتها وتساندها في حربها ضد شعبها في المحافل الدولية.
3-تعطيل مفعول القرارات الدولية المتعلقة بشان المحكمة الدولية التي لا تزال سيف مسلط على رقبة النظام السوري.
4-عزل القوى الأخرى الغير حليفة للنظام السوري في لبنان والاستفراد به في مواجهة الدول العربية.
منذ تشكيل الحكومة اللبنانية الخاضعة سياسيا وأخلاقيا وامنيا للنظام السوري،كانت خطواتها وأضحت المعالم وخطت سيرها التي تسلكها باتجاه النظام السوري،ابتداء بالتشكيلة الوزارية ،ومراكز وظائف الدرجة الأولى،وصولا إلى التصويت في مجلس الأمن الذي كانت الحكومة يمكن أن تصوت مع المجتمع الدولي ولا تنفر عنه بتسجيل تحفظ خاص للموقف اللبناني.
فالحكومة منذ يومها الأول تغاضت عن الكشف عن محتجزي الاستونيين السبعة ،وعملية استهداف قوات الطوارئ الدولية البعث الفرنسية في صيدا ،وتفجير سيارات القضاة في انطلياس، وحادثة كوسيا،وحادثة ضرب المتظاهرين والمحتجين امام السفارة السورية وعدم استدعى السفير السوري على اثر هذه الحادثة وعلى خلفية تصريحاته العديدة والذي يبدو فيها كأنه أمر مفرزة درعا.
إضافة لتعامل الحكومة مع طلب المحكمة الدولية باعتقال أربعة أشخاص قدسيين متهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. لكن الامتحان الجدي والفعال أمام حكومة المواجهة الدولية كيف ستتعامل مع بند تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان،وكذلك مع طلب القاضي رئيس المحكمة الدولية السيد "كزيزي" و طلب أسماء إضافية جديدة من المتهمين بقضية الاغتيالات السياسية من الجنسيات اللبنانية والسورية وذات المناصب الرفيعة في النظامين كدفعة ثانية . بالطبع سوف يكون الرفض والمواجهة ،لان المطلوبين هي من مهمة الحكومة الحالية ،فإذا كان حزب الله رفض تسليمهم واعتبرهم قديسين فان ألميقاتي لا يملك سوى الرفض والدخول في مواجهة علنية مع العالم والداخل من خلال التستر على قتلى أو الاستقالة .
لكن حكومة ألميقاتي من خلال قرارها الأخير في مجلس الأمن "النأي بنفسها" عن عدم الوقوف مع سورية وشعبها، ووقفها مع النظام السوري، تكون بذلك قد ضربت عرض الحائط شعار الرئيس الراحل حافظ الأسد، والذي روج له طوال 30 عاما من احتلاله للبنان، والقائم على أن لبنان وسورية هما" شعب واحد بحكومتين" لقد سقطت المقولة ، لان بشار الأسد قرر إن يلغي تلك المقولة ،وان يطرح مقولة جديدة مفادها،" حكومة واحدة لشعبين" ،هي الأمر الناهي بتقرير مصيرها ومستقبله السياسي والأخلاقي والأمني والمعنوي،لكن الشيء الهام الذي تناسته الحكومة اللبنانية بان مشكلة سورية ليست زوبعة في فنجان كما يحلوا للبعض ،لان الذي يحدث في سورية هي ثورة بحد ذاتها،ثورة شعبية تغيرية نحو مستقبل جديد وجدي لسورية الجديدة التي تنهي حكم الأسد ونظامه الشمولي وتنهي نظام البعث الهزلي، وتحاسب العائلة السارقة ،وسوف يذهبوا جميعهم إلى غير عودة ولكن ما هو مستقبل حكومة التصعيد الدولي والمواجه العربية والدولية والداخل اللبناني، فإننا نطرح السؤال الذي يجول في خاطر الجميع،ما هو مصير حكومة المواجهة الحالية، بعد رحيل نظام الأسد، والتي بدأت عقارب الساعة تشير إلى دقيقة الصفر. .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح الروسية الخاصة فوق الشعب السوري ومجازره اليومية...؟؟ ...
- تطوير العلاقات العربية – البيلاروسية ???
- يوميات الموت مستمرة في سورية ، ودول عديدة تنظم على خط الضاغط ...
- استقلالية القرار الوطني الفلسطيني....
- عيدية الرئيس بري،وحكومة الرئيس ميقاتي ...!!!
- حناجر المتظاهرين يطلقون: -جمعة صمتكم يقتلنا - رفضا للتواطؤ ا ...
- قراصنة النظام السوري للإعلام الالكتروني
- احتجاجات مستمرة في سورية ، رغم انتشار الأمن والقتلى في ارتفا ...
- المثقف السوري: ودوره في حركات التغير الحالية، بظل الاستبداد ...
- حوار السلطة ومؤتمر المعارضة، والمظاهرات في نقطة اللاعودة، ود ...
- الإعلام الروسي: يهادن على حساب كوادره...
- سهير الاتاسي : مناضلة سورية من اجل الديمقراطية
- مأزق النظام السوري: الشعب ينعي الحوار، وحماة تدخل في التجذبا ...
- اللوحات الإعلانية
- حكومة لبنان: والقرار ألضني
- سورية: كرة ثلج تتعاظم، واحتجاجات واسعة وحماة تتصدر المشهد.
- الثورة السورية: والتعاطي الروسي الجديد:
- سورية: مظاهرات مستمرة، جمعة وراء جمعة، نزوح متوالي، والضحايا ...
- الرئيس الأسد: إطلالة منتظرة، و خطاب غير موفقة ...!!!
- لافا خالد: معارضة سورية تقاوم النظام بالقلم والكلمة.


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - لبنان وسورية: رئيس واحد،و حكومة واحدة لشعبين...!!!