أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أكفل قرية في الصعيد.. خلط فكرى شديد .















المزيد.....

أكفل قرية في الصعيد.. خلط فكرى شديد .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 10:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يستطيع الانسان غير المتخصص أن يتعرف (بجهد بسيط ) علي بلد المنشأ لسلعة ما .. فاليابان و جنوب شرق آسيا لهم طابع مميز يختلف عن الهند أو الصين .. أو اوروبا .. فأذا ما كان الفاحص يمتلك قليلا من الخبرة فقد يستطيع أن يفرق بين سلع اليونان و ما تنتجه أسبانيا أو ايطاليا او المانيا .. فلكل بلد بصمه تميزها تنعكس علي المكان ،الازياء ، الحلي ، و حتي المنتجات المستحدثة مثل التلفزيون ، الكاميرا و الكومبيوتر .. الشعوب ذات الحضارة العريقة استطاعت عبر الزمن الاحتفاظ بأصالتها مع جعلها معاصرة ..الا .. المصرى الذى استورد خلال القرنين الماضيين كل شىء في حياته حتي التخلف استورده حديثا مرتديا الجلاليب البيضاء مطلقا للحي شعثه .. الشارع المصرى بمبانيه ، محلاته ، حركه البشر فيه ، ملابسهم قيادتهم لعرباتهم .. افتقد الي اى طابع( مستمر عبر الاف السنين ) يميزه الا اذا كانت الفوضي و القذارة و البلطجة و الانانية تعتبر طابعا .
طبيبة مصرية مثقفة ومناضلة من مناضلات حقوق الانسان كتبت تخطب بحماس ( لقد اسقطنا الفرعون فهل يصعب علينا اسقاط ...) و الفرعون هنا المقصود به المبارك الذى وصفته بسوء السلوك و الديكتاتورية فضلا عن الفساد و البلطجة .. بمعني اخر ..أن السيدة المناضلة تدين الفراعنة الذين علموا الانسان الحضارة وتصف ملوكهم بما وصفهم به اليهود وانتقل للمسلمين المصريين الذين فى الغالب أصبحوا يكرهون تاريخهم وحضارتهم وفراعينهم العظام بعد ان هداهم الله لدين محمد صلعم .
حكام مصر منذ مينا الى نهاية الاسرة 22 ولثلاثة آلاف سنة يدينهم أحفادهم ويلطخون تاريخهم ويجعلون منهم نموذجا يضرب به المثل للعتولة والقسوة نستجلبه من التاريخ عندما نريد أن نصف ديكتاتورا سئ السلوك ، السيدة الطبيبة قد لا تقصد هذا .. ولكن هؤلاء المتنمرون بمصر والمصريين يقصدون دائما إدانة الفرعون لصالح موسى ، فى الوقت الذى يهاجمون فيه أهل موسي (الاسرائيليين) لوحشيتهم فى غزة ..انفصام واضح للشخصية .
تأييد موسى ( العبرانى ) فى مقابل فرعون ( المصرى) ثم إدانة بنى إسرائيل ( العبرانيين ) فى مقابل حماس ( المسلمين ) هو خلط للأفكار لا مثيل لغرابته في مصر .
الأوربيون الذين يعتبرون مصر القديمة بمثابة ( الجدة) التى علمت ( الأب والأم ) كريت واليونان جذور الحضارة الأوروبية ، يقدرون الى درجة التقديس كل ما هو فرعونى ويحتفلون به ، وتعيش الشابة أو الشاب الأوروبى على أمل زيارة الاهرامات أو معبد الكرنك بمشاعر من يحج الى الأماكن المقدسة ، أما المصريون الذين تم استيرادهم من بلاد التخلف القادمون من تورا بورا وسجون أمن الدولة ومنافى السعودية والخليج ، فهم يخططون بعد أن تتم الغزوة ويعيدون احتلال الوطن لإزالة آثار الكفر من ارضه وتطهيره من التماثيل والمعابد.. كما فعل الطالبان فى أفغانستان .. فى كره ومعاداة واضحة لبلادهم وتاريخهم وحضارتهم وتحد سخيف حتى لأضرحة من يعتبرهم البعض أولياء الله الصالحين ..العلاقة بين تصحير الحضارة وفرض رؤية وهابية سعودية على شعب عمره عشرة آلاف سنة ، هو خلط غريب للأفكار يحول المصرى الى مسخ لا ملامح له الا ما يريده أن يصبح عليه ملوك البترول.
المصريون المعاصرون رغم أن لغتهم تحفل بآلاف الكلمات المستخدمة فى الزمن القديم ، ورغم أنهم يزاولون يوميا عادات لم تتغير (عندهم الا قليلا )عما كان يفعله الفراعنة ( دفن الموتى وطقوس الجناز والولادة ) ورغم أن أنغام الأذان وتلاوة القرآن وتراتيل الكنائس كلها مصرية قديمة ، إلا أن كرههم الاسرائيلى للفرعون الذى ( يدعى ) أنه طرد موسى لا تجعلهم يتأملون مصدر طقوسهم ليتعرفوا على أن رع وآمون وآتون هم من علم أنبياء بنى اسرائيل ( الذين أخذ عنهم المسلمون ) ما كانوا يقومون بمزاولته من طقوس .. فالمصرى يتوضأ بالماء ويتمضمض بالنترون ويتطهر قبل دخول المعبد، ويصلى بالركوع والسجود للرب ويؤذن فى أوقات تتصل بمكان الشمس فى السماء ليقوم الكهنة بالأذان ثم الصلاة .. والمصرى يحج الى أبيدوس كل عام احتفالا بميلاد أوزريس الذى يصاحب الانقلاب الربيعى للشمس ، وهم يصومون انقطاعيا وجزئيا.
ان جميع احتفالات وطقوس المسلمين والأقباط هى استنساخ لما كان يقوم به المصرى القديم فى علاقته مع الرب الواحد ، الذى له أكثر من تسعين صفة أو اسم. المسلم أو المسيحى يختم صلاته باسم الرب آمن ( آمن ، آمون ، آمين ) وحتى زمن قريب كان مؤذن الفجر يدعو لمليح الوجه ( الاله بتاح مليح الوجه ) بمعنى أن بضاعتكم ردت اليكم فنحفل بالمستورد وندين الأصل فى خلط غريب للأفكار تعبير عن كره وحقد على من علم أنبياء بنى اسرائيل كيف يعبدون ربهم .
السيدة الريفية التى تبيع لنا الجبن القريش والقشدة الفلاحى والبيض ، جلست تبكى لان الشباب تركوا الدار وهاجروا الى المدن بحثا عن فرص عمل وزوجها بعد أن أحيل الى معاش مبكر ، أنفق مكافأة نهاية الخدمة على الحج ثم عاد خالى الوفاض ليعيش عالة عليها وعلى ابنتهما الشابة التى تعمل فى مصنع للملابس الجاهزة .. سبب بكاء بائعة الجبن هو الشجار المستمر بين الأب والابنة ( مصدر رزقهم الثابت )فهو يريد أن يجعلها ترتدى النقاب وهى ترفض رغم ضربه لها يوميا وبقسوة لأنها سبب فضيحته امام شباب القرية ، الذين عندما وعظهم عايروه بابنته وقالوا له : شوف بيتك قبل ما تتكلم ( الفتاة تريد أن تنتحر والام لا تستطيع أن تردع الأب ).
منذ أن كنت فى السادسة عشر من عمرى توقفت عن سماع اى عظة من رجل دين فالأغلب الأعم أن كل منهم يكرر نفس العظات وبنفس الألفاظ والكلمات ثم يجملها ببعض البهارات بالهجوم على المراة وأجهزة الاعلام والجرائد ومهاجمة الكفرة الملاحدة الأدباء والمثقفين ، الذين يلتقط أسماءهم عشوائيا دون أن يقرأ كتاب واحد لأى منهم .. تأثير هؤلاء العجزة غير محدود لدرجة أن أحدهم تسبب فى اغتيال فرج فودة وضرب نجيب محفوظ بالسكين ، وهروب نصر حامد أبو زيد من مصيره .. رجال الدين والوعاظ المصريين غيروا من جلودهم لمرات عديدة خلال النصف قرن السابق ، فهم تارة تقدميون عصريون .. ثم اشتراكيون .. ثم وهابيون .. وهم الآن يجهزون أنفسهم ليصبحوا رجال دولة يحكمون بشرائع الاسلام.. التلون الذى عاش فيه وعاظ مصر يمكن رصده بسهولة عند مقارنة خطبة جمعة ألقيت أمام جمال عبد الناصر بأخرى تلقى فى جامع النور أو الفتح حاليا .. فارق شاسع بين الآيات القرآنية و الأحاديث المختارة لدعم فكر عبد الناصر وبين ما يختاره الامام الحالى منها فى خلط للأفكار لا مثيل لغرابته وتطرفه وهجومه على معطيات العصر الفكرية والفلسفية والانسانية .
المصريون اليوم يعانون من انفصام مجتمعى حاد .. بين من يعى مفردات القرن الحادى والعشرين ويعمل على دفع قاطرة الوطن فى اتجاه مواكبة العصر، وبين هؤلاء الذين كانوا نياما فى كهوف تورا بورا واستيقظوا فجأة ليحتلوا سيناء ، يعيدون اليها نظام تقاضى انتهى منذ القرون الوسطى ويستخدمون ميليشيات مسلحة مكونة من ثلاثين ألف سلفي ، يطلقونهم لتطبيق الشريعة و إحلال الأمن غافلين عن القوات الاسرائيلية الرابضة على الحدود والقادرة على الوصول الى قناة السويس خلال ساعات محدودة ..الحكومة الغائبة ، النظام المترهل ، الدستور المتجاهل سمحت لأحط أنواع التفكير غرابة أن يعتنقها عدد من المصريين ذوى الأصوات العالية المطالبين بالنكوص الى زمن البداوة .
الأخوان المسلمين الذين مولهم وشجع تواجدهم الاستعمار الانجليزى فتنقلوا بين الملك ، أحزاب الأقلية ، الوهابية ، السعودية يقدمون ولاءهم لمن يدفع أكثر ، استأجرهم الملك سعود والملك فيصل ليكونوا شوكة فى جانب عبد الناصر ووسيلة لتقويض خطه الثورى فى المنطقة ، وهاهم الآن يعرضون أنفسهم مطية سهلة القيادة للأمريكان فى سبيل تمكينهم من حكم مصر.
هؤلاء(الأخوان المسلمين ) قامت دعوتهم على الارهاب بواسطة ميليشيات مسلحة والاغتيالات وتفجير أماكن التجمعات السلمية ، ومقاومة الديموقراطية وقوانين حقوق المرأة والأقباط .
هؤلاء(الأخوان المسلمين ) هم الذين أبدعوا النصب بواسطة شركات توظيف الأموال والبنوك الاسلامية ، و ها هم يطلون علينا بفرق جمع التبرعات ، بغرض تجهيز ألف عروس أو علاج مرضى أو كفالة قرية فى الصعيد ، او توفير طعام لفقراء الصائمين .. المهم هو جمع التبرعات التى ينفق آلاف الجنيهات على الدعاية من اجلها ، وفى النهاية الحصيلة غير معروفة والمستفيدون غير معروفين ، وترتفع أرصدة الآباء الروحيون لعصابات إقتصاد الشحاتة ، على حساب السذج الذين تستهويهم أفكار هلامية خاصة بالتضامن الاجتماعى المفتقد.
محترفى النصب باسم الدين أصبحوا كثر، فلقد تحول أغلب البلطجية واللصوص وتجار المخدرات والعاطلين الى سلفيين ( يبدو أن أرباحها وافرة ) الأمر بسيط .. لحية مطلقة بدون تهذيب وجلباب أبيض قصير وطاقية على الرأس وشبشب فى القدم ويسرحون فى الشوارع يقودون المايكروباصات أو الموتوسيكلات يرهبون الناس ويبتذونهم بالشومة والسيف، لكى يتبرعوا لأعمال الخير مع نشر أفكار غريبة عن تطبيق الحدود أو تخاريف تشبه فرض الجزية على الأقباط مقابل عدم التحاقهم بالقوات المسلحة ، او فرض النقاب على السيدات تدريجيا خلال عشرين سنة .
رصد أفكار الاسلامجية محدودى التعليم والثقافة ضيقى الأفق لابد أن يصيب الانسان المعاصر بالصدمة ، أن لازال يعيش فى هذا العالم من يعتنق مثل هذه الأفكار، أو من يسعى الى امتلاك جوارى وعبيد بعد غزو بلاد الكفرة و لكن الأغرب أن هناك من يصدقهم ويسير على هواهم مرددا نفس الافكار متبرعا لكفاله قريه في الصعيد دون اى احساس بانها افكار غريبه لا يطرحها الا نصاب .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الميتافيزيقيا
- ((لا أعرف شيئا عن سر الاله))
- النبوءة
- ميدان التحرير .. منطقة منكوبة
- أهذا .. هو الطوفان !!
- انقلاباتنا العسكرية داء مستوطن
- سيدتي .. اعتذر نيابة عنهم .
- هل تحل الفلسفة مأزق العنف الدينى !!
- القطن ..البترول ..و نهب الوطن
- 23 يوليو و الفرص الضائعة
- لا أنفى، لا أؤكد، ولكني أشك
- تربية المساخيط حرفه شرقيه
- مصباح علاء الدين و أحلام المهمشين
- التكنولوجيا و العقل البدوى
- العودة الي متوشالح
- الخوف من الحرية
- -تكليف الله - و النكوص الجيني
- حامد حمودى و احواض السمك
- صعوبة أن تكون مسلما
- الجالية المصرية ..في مصر


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أكفل قرية في الصعيد.. خلط فكرى شديد .