أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي جاسم آل خليفة - سوريا وتداعيات الصراخ والعويل














المزيد.....

سوريا وتداعيات الصراخ والعويل


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يغالبني شعور وأنا أتابع أحداث سوريا أن نيرانها تصيب قلوب المعسكر الخارجي وتبتعد عن سوريا وأهلها حتى غدا القوم في بكاء وعويل يزداد بزيادة الأيام ووجدنا في صراخ سلفيو الكويت ومطالبتهم بهدر دم السفير السوري أنموذجا حيا لذلك الصراخ والتباكي على إخوانهم الإرهابيين في حماة وحمص وجسر الشغور الذين يظنون الإسلام في رمي جثث الأبرياء في نهر العاصي ويقطعون الطرق تحت قانون البغي والعدوان على المسالمين ولا أدري هل في طلبهم الفتوى لإهدار دم السفير السوري بحاجة إلى أذن وفتوى بعد أن رأينا نسختهم الدموية في سوريا على مدار الشهور الماضية تقتل وتمثل بالجثث في طرقات سوريا وأزقتها أم أنهم يستخدمون التقية التي ينكرونها من أجل مخادعة العالم وتأجيج عواطف أصحاب المؤخرات المفخخة التي رأينا صنيعها في العراق على مدى سنوات ليحولوا سوريا سوقا جديدة لقنابلهم وإرهابهم العفن الذي يمارسونه على الأبرياء وما تلك الصيحات التي نادى بها أصحاب أبو هايف والطبطبائي وتجمع ثوابت الأمة الكويتية إلا بوقا للنيل من آخر حصن للمقاومة العربية وركوب العاهرة الإمريكية جهارا والتمتع بالصهيونية في زواج لا يخلو من مصياف أو مسيار تحت نغمات العرضة العربية الموالية للشرق الأوسط الجديد والتي سيفتحون بكارتها على حدود سوريا المقاومة وبشريعة بأي ذنب قتلت.

إن الأحداث الجارية في سوريا الأسد كشفت العورات العربية وصنفتها بكل وضوح ولعل التباكي على سنة سوريا من قبل بني يعرب أمر يبعث على الحيرة في بلد عرفناه يمقت الطائفية والحديث عن المذاهب والفرق ولعل وصف الحكومة السورية بالحكومة النصيرية تارة والعلوية تارة أخرى يفضح زيف دعاوي النصرة الكاذبة التي يتشدق بها سلفيو الكويت وغيرهم فالإنسان السوري بإنسانيته وتنوعه الأيدلوجي لا يشكل في ميزان عدالتهم المزيفة أي وزن فالمهم عندهم إفراغ حقدهم الطائفي على الأبرياء من أبناء سوريا بتعدد أطيافهم الدينية وقد قلتها في مقال سابق أنه لو تهيأ لهم أن يحكموا سوريا لوجدنا رؤوس المسيحيين والدروز والشيعة والعلويين وحتى أبناء السنة تتدحرج رؤوسهم في أحياء دمشق وضواحيها تحت صيحات الله أكبر والله برئ من أعمالهم وقتلهم النفس بغير حق.

أكاد أجزم أن ارتفاع الأصوات السلفية في الكويت إنما جاء لتداعيات السياسة السورية الهادئة التي شاهدنا تماسكها في السفارات السورية في مختلف بلدان العالم والتعامل بمنطق البيت السوري الكبير الذي جمع المعارضة من أول يوم جرت فيه الأحداث واحتضن الوفود السياسية من مختلف الدول برحابة صدر وتشاور وبحرفية إعلامية فضحت إدعاءات العفن الإعلامي الذي تقوم به بعض القنوات التحريضية ولم يجد القوم وسيلة غير الصراخ والتباكي لعلهم يحصدون أمراً تقربه أعينهم ويملأ قلوبهم المسودة بالطائفية اللعينة فرحا وبشرى بسقوط يهنئون أنفسهم به كل جمعة تحت مسميات وعناوين لا تخلو من صرخات الألم واليأس.

باعتقادي أن الساسة السوريين توقعوا هذا السيناريو الذي سيجري على سوريا وقد كانت أولى خطواته الاجتماع الثلاثي الذي جرى في فبراير من العام الماضي بين الرئيس الأسد والرئيس الإيراني أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وهذا الاجتماع إنما جاء كرد أولي على دعوات واشنطن إلى سوريا لفك ارتباطها مع إيران وإسقاط خيار المقاومة من حسابات الحكومة السورية وبفشل هذه الدعوات تجددت النية لواشنطن وعزمت أمرها على إسقاط حكومة الأسد أو الفوز ببعض التنازلات باستثمار ما يسمى بالربيع العربي وتحريك نواعير حماة السورية عبر سفيرها روبرت فورد ومع نجاحها في تحريك بعض العصابات الإرهابية إلا أنها فشلت في زعزعة عرين الأسد وأثبت النظام في سوريا تماسكه وقوته ولعل زيادة الضغط الخارجي المتواصل على سوريا في الفترة الأخيرة من باب الفشل على الصعيد الداخلي الذي راهنت عليه واشنطن حينما وظفت آلاف الأشخاص في ضواحي سوريا وأريافها واستغلت صياحهم وعويلهم وخسرت أكثر من اثنين وعشرين مليون سوري وقفوا ضد مخططاتها في إضعاف سوريا ومقاومتها الشريفة وفي هذا الصدد أجد نفسي معنيا بالإفصاح عن خسارة كبرى ستلحق بالدول التي أضرت علاقتها بالدولة السورية في حال انتهاء هذه الغيمة السوداء التي تمر بالسماء السورية وهذه الخسارة تأتي في المقام الأول للدول العربية التي فقدت حليفها الأبرز حسني مبارك وفقدت معمر القذافي بعد أن منحت الضوء الأخضر لغزو ليبيا ولم تجن غير الوحول في المستنقعات الإفريقية وها هي تضطرب بوصلتها من جديد في الساحة السورية وأشد تداعيات هذه الخسارة هي المكاسب التي ستجنيها إيران في تقاربها مع سوريا وتوطيد لخارطة جديدة أكثر من مجرد حدود بين سوريا وإيران والعراق بدت بوادرها في اتفاقية نقل الغاز الإيراني عبر العراق وسوريا إلى أوربا عبر البحر الأبيض المتوسط وهذه المكاسب السياسية لن ينفع معها الصراخ الكويتي ولا غيره فالسياسة الخارجية للدول لا ترسم بالفتاوي التكفيرية وبعض أصوات النشاز لبعض النواب والشخصيات التي يقول أحدها إن نظام بشار نجس ومن يؤيده آثم عليه أن يغتسل سبع مرات ولا أدري هل نسى هذا الطارق باب الفتوى أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا وأسأله أيهما أشد إثما وعذابا القاتل أو النجس.

أخيرا أقول إن بروز جماعات تكفيرية داخل الدول العربية وأخص الخليجية منها تخرج عن نطاق سياسة دولها وشؤونها الخارجية وتمرر سياسة فكرها الأيدلوجي وخلفياتها المذهبية أمر ينذر بالخطر على تلك الدول وعليها أن تقف بالمرصاد لكل من ينتهج تلك السياسة الملتحية تحت عباءة الورع والتدين فمصير الحكومات وعلاقتها ببعضها لن تهدمها فتوى أو رأي فقهي على رأي فلان من الناس أكبر همه إرضاء طائفيته ونفسيته المريضة بعظمة تدينه في نفسه وتكفيره لغيره.



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراً سوريا فداك العين والهدب
- هل رأى الوقت خرافاً مثلنا؟!
- واثق الخطى يمشي المالكي
- إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج
- من يثير الطائفية في الخليج?! ومن المستفيد؟!
- تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان
- نحن خراف العيد
- في السعودية سنطلقها حملة: سنشتري من بندة قرنفلا وقشدة
- الدم العراقي يُعري أصحاب الفتاوي
- القصيبي ... ابن الأحساء ... الإرث الباقي
- السجناء المنسيون أبعاد إنسانية
- دعاة على أبواب جهنم
- العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان
- مونديال 2010تعريف بالأديان أم تظاهرة للحب
- يا نساء السعودية لستن كأحد من النساء
- في مناهجنا تربية.... أم إرهاب.... ؟! أخبروني أيها القوم
- دول الخليج الفارسي ثقافة خاوية وبطون متخمة
- العرب يشترون شرفهم من الصين
- اكثروا المستوطنات واقتحموا الأقصى فلن يضروكم شيئا
- الكراتين العربية


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي جاسم آل خليفة - سوريا وتداعيات الصراخ والعويل