أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج موسى آل غدير - العراق والكويت .. نحو حل عادل ودائم















المزيد.....

العراق والكويت .. نحو حل عادل ودائم


تاج موسى آل غدير

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 – الكويت – النشأة : في ضوء ما تفيد به معظم المصادر التأريخية الكويتية , فأن الارض التي انشأت عليها إمارة الكويت تمثل جزءا من الأرضي التابعة لولاية البصرة والتي كانت تسكنها قبيلة ( بني خالد ) التي نجحت في التخلص من السيطرة العثمانية في منطقة الاحساء وجوارها خلال عامي 1969 – 1970 , ويُنسَب الى شيخها وهو في أغلب الروايات ( برّاك بن عريعر آل حميد ) إنه امر ببناء حصن ( كوت ) للمُؤن ومأوى لرعاة القبيلة إذا ما قصدوا المراعي في كل عام وبعد البناء ومع مرور الزمن تجمع حول الكوت أو الحصن مجموعات من البدو من بني خالد وصائدي الأسماك في أكواخ بسيطة وشكلوا ما يشبه قرية صغيرة بسبب وجود عدد من عيون الماء المنتشرة حول الحصن . ومع بداية القرن الثامن عشر وفدت لهذه المنطقة جماعات قبلية يطلق عليها إسم ( العتوب ) حيث سكنوها بموافقة بني خالد وحمايتهم , فمن هم العتوب ؟ , تستخدم المصادر العربية عدة تسميات للعتوب منها : بنو عتبة , العتوبيين وعتبة . الا أن مصادر كويتية تشير الى ان سبب إطلاق هذه التسمية على هؤلاء هو كثرة ترحالهم من مكان الى آخر وخاصة ترحالهم الاخير حيث ( عتبوا الى الشمال ) حتى إستقروا حول كوت او الحصن . أما أصل العتوب فهم تجمع قبلي مكون من ثلاث بطون هي : آل الصباح , آل خليفة والجلاهمة . وتؤكد المصادر إنهم بنتمون الى احد افخاذ قبيلة عنزة , وهي قبيلة عربية عدنانية كبيرة . وكان سبب هجرة العتوب على الارجح هو كثرة الصراعات القبيلة داخل شبه الجزيرة العربية وموجات القحط التي أجتاحت تلك المناطق .
عام 1756م تقلّد الشيخ صباح بن جابر , مشيخة العتوب حتى وفاته عام 1762م وقد إستطاع العتوب بزعامة آل صباح أن يحققوا انتعاشا كبيرا لمنطقتهم ويعزى سبب ذلك الى أن القرى المجاورة لهم كانت تعاني الكثير من الاضطرابات والحروب الصغيرة , كما كانت إمارة نجد قبل تأسيس الإمارة السعودية الاولى منقسمة على نفسها الى إمارات متناثرة متصارعة , ووسط هذا الاضطراب توطدت علاقة العتوب بالشركات الاوروبية التجارية التي إستفادت من ميناء ( كاظمة ) أو ( القرين ) وهما الإسمان اللذان كانا يطلقا على الكويت في ذلك الزمان . وقد ذكر الرحالة الالماني – كارسن نيبور عام 1765 – إن العتوب كانوا يعملون بالتجارة والغوص – صيد اللؤلؤ – وبناء السفن الصغيرة .
خاض العتوب خلال وجودهم صراعات كثيرة مع بني خالد , الذين أرادوا استعادة سيطرتهم على المنطقة وكثيرا ما كانوا يفرّون من قوات بني خالد الى جزيرة – فيلكة – ثم يعودون بعد انسحابهم لكون بني خالد ينتمون لمجتمع رعوي غير ثابت وبالتالي لا يمكنهم البقاء والاستمرار في هذه المنطقة , وبعد سنوات إنحسر نفوذ بني خالد وتلاشى , لكن العتوب كانوا يعانون من ضغوط بني كعب وكانت كعب من كبرى القبائل العربية في المنطقة ولديهم اسطولا كبيرا من البواخر الصغيرة حيث فرضوا رسوما على أهل القرين أو الكوت وعلى عدة مشايخ في الخليج , الا ان العتوب بقيادة آل الصباح استطاعوا تطوير علاقاتهم مع شركات النقل البحرية الاوروبية والبريطانية منها بشكل خاص , حيث كانت بريطانية قد عقدت إتفاقيات مع مشايخ الساحل العربي في الخليج لتسهيل مرور بحريتها نحو الهند , وفي غضون ذلك إستطاع آل الصباح أيضا إبعاد أبناء عمومتهم – آل خليفة – الذين كانوا ينافسوهم على زعامة القبيلة من خلال مساعدتهم لهم في ما سمي بـ - فتح جزيرة البحرين - . إستفاد آل صباح من هشاشة السيطرة العثمانية ومن تشجيع البريطانيين لهم نحو الإستقلال والتمتع بالحماية البريطانية ومع مرور الزمن وبعد ضعف الدولة العثمانية وإتساع النفوذ البريطاني في الخليج وفي عهد الشيخ مبارك طلبت بريطانية من مشيخة الكويت عقد إتفاقية بين الطرفين حيث وُقعت عام 1899 , وتقضي الإتفاقية بتعهد الشيخ مبارك وورثته من بعده بعدم تأجير أو بيع أو رهن أية قطعة أرض أو جزيرة وعدم التعاون مع أي طرف كائنا من كان إلّا بموافقة بريطانية , وبهذا الإتفاق ضمنت بريطانيا بقائها , المسيطرة الوحيدة في منطقة الخليج . إنما دفع بريطانيا ومبارك الى هذه المعاهدة كما يبدو هي عدة امور أهمها : تفاهم ألمانيا والدولة العثمانية على بناء خط سكة حديد ( برلين – بغداد ) حيث وقع الطرفان إتفاقية بإقامة هذا المشروع عام 1898 , على ان يمتد من خليج البسفور وينتهي عند ساحل خليج كاظمة , بعد إن تم ربط برلين بأسطنبول بخط مماثل , كذلك سعت روسيا الى إقامة خط للسكة الحديدية يربط طرابلس – على البحر الابيض المتوسط بميناء كاظمة عبر حمص وبغداد . كان الشيخ مبارك يرى بهذه المشاريع عائقا حقيقيا أمام طموحاته بتحقيق الاستقلال , لان تنفيذ أي من المشروعين سيعني وجودا رسميا – إداريا عثمانيا في الميناء مما يؤدي الى سيطرة عثمانية مباشرة على ميناء كاظمة . أما البريطانيين ,فأن نجاح مثل هذا المشروع يعني لهم تأسيس إحتكارات ألمانية بعباءة عثمانية , سيمكن ألمانيا من فتح أسواق لها في العراق وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية بالإضافة الى نفوذها في الخليج , مما يوقع الكثير من الاذى بمصالحها , وبتقديرنا إن هذه المخاوف التي راودت الشيخ مبارك وحكومة بريطانيا كانت هي السبب المباشر لعقد إتفاقية عام 1899 بينهما . لقد تم تجاهل السيادة العثمانية في هذه الاتفاقية وإعتُبرت إمارة الكويت محميّة بريطانية بموجبها , وفي عهد الشيخ مبارك أيضا تم تحجيم نفوذ قبيلة كعب في منطقة الخليج عبر التعاون الذي كان يحصل عليه من بريطانيا .
عام 1913 مارس البريطانيون نفوذهم بالضغط على السلطان العثماني من أجل السماح للكويت برفع العلم العثماني على قصر شيخ الكويت وعلى البواخر الكويتية بشرط ان يُكتَب على العلم إسم – كويت – وقد سمح السلطان لشيخ الكويت بأخذ أموال الزكاة من المواطنين وإدارة المشيخة . لكن ذلك لم يغيّر صفته أمام السلطنة , كقائم مقام لقضاء الكويت التابع لولاية البصرة , هذه التسهيلات إعتُبرت خطوة كبيرة نحو الاستقلال من جانب مشيخة الكويت بل وفي اوقات لاحقة إعتبرها بعض المؤرخين الكويتيين بمثابة إعلان الإستقلال عن الدولة العثمانية .

2 - الحرب العالمية الأولى وإحتلال العراق : تعاونت مشيخة الكويت تعاونا وثيقا مع القوات البريطانية حيث سهلت لها دخول الفاو وإحتلال البصرة وبعد ذلك فالقصة معروفة .
عام 1921 تأسست المملكة العراقية , واعلِن فيصل بن الحسين ملكا على العراق , وبعد بناء الدولة العراقية وفي عامي 1932 – 1933 حصل العراق على إستقلاله السياسي من بريطانيا وبقي قضاء الكويت تحت الحماية البريطانية . وفي عام 1936 وبعد تولي الملك غازي للعرش , قام بمطالبة بريطانيا بأرجاع محميّة الكويت الى السيادة العراقية بأعتبارها قضاءا تابعا لولاية البصرة , وقد أنشأ إذاعة تروّج عن حق العراق بأسترجاع الكويت حيث كان الملك يدعو الى ذلك شخصيا , ولا ننسى هنا ان الملك غازي كان يتمتع بشعبية واسعة في اوساط الشعب العراقي وبالتالي فإن هذه الأوساط الشعبية كانت مقتنعة تماما بما يقوله الملك كما أن مساعدة مشيخة الكويت للإنكليز أيام الإحتلال جعل معظم العراقيين ينظرون للكويت بأعتبارها حليفا للمستعمر البريطاني .

3- الكويت والجمهورية العراقية : عام 1958 حصل الإنقلاب العسكري الذي قاده اللواء عبد الكريم قاسم وأيدته قطاعات واسعة من الشعب العراقي حيث تحول الانقلاب الى ثورة نقلت العراق من نظام الحكم الملكي الى نظام الحكم الجمهوري , ومما هو معروف كان نفوذ القوى الحليفة – للاتحاد السوفييتي – في الجمهورية الجديدة قويا , كما كان اللواء قاسم معروفا بمعاداته للاستعمار البريطاني , ولكن في الوقت نفسه لم يكن قاسم مقبولا من الحركات القومية وكانت معاداة الرئيس عبد الناصر له واضحة , ويُلاحظ إن مشيخة الكويت هي الاكثر تخوفا من التغيير الجديد في العراق الأمر الذي دفع أمير محميّة الكويت للتصرف وِفق الظروف الجديدة , وكان تصرفه حكيما بطلب الإستقلال عن بريطانيا – لإرضاء عبد الناصر – وإعطائها في الوقت ذاته إمتيازات نفطية سخية جدا , تستحق من بريطانيا الدفاع عنها , خاصة وإنها قد خسرت
مستعمراتها الهندية بعد إستقلال الهند وباكستان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بوقت قصير.
عام 1961 تم إعلان إستقلال إمارة الكويت بوقت متزامن في كل من الكويت ولندن وقد وجه امير الكويت كلمة تهنئة لشعبه بهذه المناسبة . بادر اللواء قاسم رئيس وزراء العراق بتهنئة شيخ الكويت وأهل الكويت , ورحب بعودة الكويت الى العراق بعد تخلصها من الاستعمار البريطاني , وأعلن إنه بصدد إصدار مرسوم بتعيين شيخ الكويت قائم مقاما لقضاء الكويت ضمن لواء البصرة . رفضت الكويت طلب قاسم بشدة وطلبت الحماية البريطانية , والحقيقة ان القوات البريطانية كانت لازالت موجودة في الكويت . وقف الرئيس عبد الناصر ضد دعوة قاسم بحزم وأرسل للكويت قوات من الجيش المصري وطلب من دول الجامعة العربية إرسال قوات للكويت حيث وصلت اليه قوات من السعودية والسودان بالإضافة الى القوات المصرية . لكن قاسم لم يكن ينوي ضم الكويت عسكريا او بالقوة وكان يعتقد ان ذلك هو ما يريده أهل الكويت الأصليين , عندها وُضعت نقاط ومخافر على الحدود بين العراق والكويت وتُفيد بعض المصادر العراقية إن المخفر الحدودي العراقي كان في منطقة المطلاع شمال قرية الجهراء وهذا يعني إن حدود العراق في تلك الفترة كانت تمتد الى ما يقارب ( 70 ) كيلو مترا ساحليا وإن جزيرة بوبيان وجزيرة صغيرة أخرى كانت ضمن السيادة العراقية , ولكن وبعد أقل من عامين إشتدت الهجمة الناصرية ضد قاسم فدخلت رشاشات البور سعيد بكثرة الى العراق عبر سوريا وإجتمعت على قاسم الذئاب من كل حدبٍ وصوب , السلاح كان مصريا والمال كان كويتيا والأيدي التي نفذت ذلك الإنقلاب الدموي الوحشي كانت أيدي طائفية سوداء , وبعد قتل الرجل دفع عشرات الآلاف من العراقيين أرواحهم ثمناً لتأييد قاسم .

عام 1963 وقع ولي عهد الكويت مع رئيس وزراء العراق – أحمد حسن البكر – وثيقة إعتراف عراقية بالكويت ومذكرة للتفاهم الأخوي بين البلدين , وقد تلقى رئيس وزراء العراق إستنادا الى صحف تلك الايام هدية كويتية هي عبارة عن مبلغ ( 17 ) مليون دينار كويتي
( من أجل تعزيز التعاون الأخوي وتدعيم ركائز الوحدة العربية ) .
إنقلابات ودسائس وبيع وشراء قائمة على قدمٍ وساق في العراق وشيخ المشيخة يزحف برا ً و بحرا حتى عام 1978 فقد إنتبه الجانب الكويتي لقوة النظام العراقي خاصة بعد إتفاقية 1975 بين صدام والشاه وتصفية الوجود العسكري للثورة الكردية في شمال العراق . جاءت الكويت بمشروعها التي عرضته على الجانب العراقي والقاضي بأنشاء ميناء مركزي عالمي في الخليج تشترك فيه الكويت والعراق حيث يتم عبر هذا الميناء ربط الخليج بأوروبا عبر تركيا , وهو نفس المشروع ( الألماني – العثماني ) الذي أحبطته الكويت عبر اتفاقها مع بريطانيا عام 1999 . لكن هذا المشروع تم تأجيله لأن ( السيد النائب ) كان مشغولا بوضع الخطط ودراسة التفاصيل للوصول الى السلطة وتصفية خصومه من رفاق الامس والقضاء على جميع معارضيه وفي عام 1979 تم له ما اراد لكن خطرا كبيرا برز على الساحة الا وهو ظهور إيران جديدة .. إيران شيعية ثورية تريد أن تصدر ثورتها , فمن سيوقفها ..؟ وهكذا كان , حربا ضروسا أكلت الاخضر واليابس , أرامل وايتام , شهداء ومفقودين وأموال مهدورة وأحزان ودماء في كلا الجانبين . والاخوة في الخليج يديمون الحرب , إنتصار احد الطرفين على الآخر ممنوع , وإيقاف الحرب ممنوع أيضا . ثمان سنوات من الحرب على ابواب الخليج ولم يرتفع سعر النفط بل ان الاسواق كانت غارقة بنفط الخليج فلماذا تتوقف هذه الحرب ولمصلحة مَن ؟

عام 1988 توقفت حرب إيران والعراق وبدلا من أن يتجه ( القائد ) نحو الشعب ليقلب صفحة جديدة ويقوم بعملية نقد ذاتية حقيقية ويقرأ الواقع قراءة علمية مستعينا بأهل العقل والرأي وأعطاء فسحة من الحريات الدينية والسياسية وترميم إقتصاد البلد والمصالحة مع جيران العراق بما فيها الجارة إيران , بدلا من كل هذا أطلق الذئاب بين صفوف الشعب وأكثر من بناء أجهزته الامنيه وغرق بالدم حتى اذنيه , عام 1989 أثار موضوع الأضرار الأقتصادية التي لحقت بالعراق جراء إنتاج النفط من قبل الامارات والكويت خارج حصص الأوبك وإتهم الكويت بسرقة النفط العراقي ( إعترفت الكويت حينها بسرقة ما قيمته 2,6 مليار دولار من النفط من حقل الرميلة ) ومن عام 1979 الى عام 1990 تقدمت المملكة العربية السعودية بمشروع يلزم الكويت على الاعتراف بحدود العراق الحقيقية التي رسخها المرحوم عبد الكريم قاسم والتي تعرفها السعودية جيدا – جزيرتين وشريط بحري بطول 70 كيلومترا – وهذه هي حدود العراق وتعويضا ماليا معقولا عما خسره العراق لكن ( القائد ) رفض كل ذلك وصنع لنفسه عالما وهميا وصدقه , والقصة معروفة منذ ذلك الحين وحتى 2003 .

4- الكويت والعراق بعد 2003 : بعد ربيع عام 2003 ورث العراق عن النظام السابق عددا هائلا وغير مسبوق من ( العقوبات ) القرارات الدولية تحت طائلة الفصل السابع والتي بلغت سبعين قرار إستمرت حتى عام 2009 حيث تم إلغائها من قبل مجلس الأمن الدولي بأستثناء القرارات او العقوبات المتعلقة بالكويت . ويعد القرار ( 678 ) الصادر سنة 1990 والداعي لإخراج العراق من الكويت بالقوة , ساريا حتى هذه الساعة بسبب بقاء ملف المفقودين والأسرى الكويتيين والأرشيف الكويتي , غير محسوم لحد الان . كذلك القرار رقم ( 833 ) الصادر عام 1993 والذي ينص على ترسيم الحدود بين العراق والكويت والتي يبلغ طولها
( 216 ) كيلومتر حيث شكلت لجنة دولية لترسيم الحدود بين الطرفين عام 1994 وادى الترسيم الى إستقطاع أراضي عراقية من ناحية صفوان ومنطقة ام قصر فضلا على تأكيد اللجنة بأن جزيرتي وربة وبوبيان تتبعان للكويت وإن جميع الأدلّة التأريخية تشير الى وجود اتفاق بين البلدين على الحدود . ولم توضح اللجنة هذه الادلّة ولا الاتفاق المعقود بين البلدين لأنه لو كان موجودا لما كان لوجود لجنة الترسيم الدولية أي معنى .
أمام هكذا واقع فأن العراق يجب ان يعرض قضيته أمام الأمم المتحدة والمحاكم الدولية المختصة , لان عراق اليوم ليس كعراق النظام السابق ولان بقاء الوضع كما هو عليه يعني ان العراق سيبقى تحت طائلة البند السابع حتى تسمح الكويت بخروجه وخروجه مرهون بملف الاسرى والمفقودين والارشيف , فكيف يستطيع العراق الجديد ان يغلق مثل هذا الملف وهو لم يكن طرفا فيه , ان اقل ما يعني هذا هو بقاء العراق تحت طائلة البند السابع الى الابد . أما القرار 833 فأن لجنة الامم المتحدة المكلفة بتخطيط الحدود لم تعطي أي ادلة تأريخية حقيقية على تبعية الجزيرتين للكويت ولم تبرر استقطاعها أراضي عراقية في صفوان وام قصر عائدة لمزارعين عراقيين عبر اجيال عديدة . لكن اللجنة وصفت خور عبدالله بأعتباره الحدود المائية للعراق وأكدت على الحق الملاحي فيه والمقرر بموجب اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار لسنة 1982 وان الحق في الملاحة غير قابل للتعليق .
ورغم قبول العراق بهذه القرارات وسعيه المستمر الى قلب صفحة جديدة فأن الكويت تريد من خلال إنشائها ميناء مبارك ( بوبيان ) فرض امرا واقعا جديدا على العراق مخالفة بذلك القرار 833 ذاته . والحقيقة كما تبدو فأن أهداف الكويت من وراء تضييق المنفذ الملاحي الوحيد للعراق , تبدو أبعد من مجرد انشاء ميناء , إن الكويت تريد من خلال ذلك تحجيم الدور الذي يمكن ان يلعبه العراق اقتصاديا ومن خلال ميناء الفاو والممر الجاف الذي سيربط الخليج بدول حوض المتوسط واوروبا , انها تريد ان تكون شريكا اقتصاديا للعراق في منفذه البحري الوحيد وفي ممره الجاف وتجريد العراق من ميزته الجغرافية ومن الدور الذي سيلعبه في اقتصاديات العالم . إن على العراق ان يكثف انشطته على الساحة الدولية ويسعى جديا وبموقف واحد بإعادة النظر في الحدود العراقية الكويتية على اساس القانون الدولي وما تقرره المحاكم الدولية المختصة , وليس على اساس قرارات او عقوبات فرضت على نظام دكتاتوري متهور . وعلى الكويت ان تفهم ان الحل الدائم لقضية كقضية الحدود يجب ان يكون عادلا وصادرا اساسا عن لجان متخصصة من الدولتين الجارتين وان كل طرف سيأتي بأدلته وشواهده على حدوده وفي حالة خلافهما فأن المحاكم الدولية هي التي تفصل بينهما . اما ملف المفقودين والارشيف فان البحث عنهم لا يجب ان يكون شرطا لاخراج العراق من الفصل السابع بل ان لجنة من الطرفين هي التي يمكن ان تتابع ذلك واخيرا نقول ان ميناء الفاو بالنسبة لنا هو قضية مصيرية وان ممرنا الملاحي هو خط احمر غير قابل للتفاوض والمساومات . اننا نلاحظ من خلال تحليلنا لما تكتبه الاقلام الكويتية , ان الكويت قد تلجأ الى تكتيكات معروفة لإحتواء ردود الفعل العراقية مثل : إلغاء المرحلة الرابعة من ميناء بوبيان مبارك , إقامة ميناء عراقي كويتي مشترك , أو ميناء دولي تديره شركات دولية متخصصة ... الخ
كل هذه المقترحات المتوقعة لن تغير من الواقع شيئا . ان من حق الشعب العراقي ومن حق العراق ان يكون لديه مينائه الخاص به وممره البحري الذي يؤمّن للعراق حقوقه الملاحية .
وان على الكويت ان تكف عن سياستها المبنية على استثمار الخلافات بين الاطراف العراقية المشاركة في العملية السياسية من خلال سعيها لتحييد طرف وكسب آخر وإضعاف طرف ثالث . وعلى العراق ان يجابه ما يتعرض له بموقفٍ موحّد واضح و قوي من شأنه وقف الاطماع الكويتية وحصوله على بعض حقوقه .


تاج موسى آل غدير



#تاج_موسى_آل_غدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعددت الأسباب والغلاء واحد
- القضية الكردية .. شئ ما على الطريق !!
- ميناء مبارك الكبير – تساؤلات مشروعة
- ثورات الربيع العربي
- انتضفاضة مصر والدور الامريكي المطلوب
- رياح التغيير .. هل بدأت ؟
- العراق والكويت: خطوات لابد منها
- القمة العربية القادمة .. أمنيات قد تتحقق !
- المرأة في البرلمان العراقي .. تمثل مَن ؟
- المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية .. ضرورة أم صفقة ؟
- معالجة البطالة .. أو الحلول المستعصية
- القضية والقضاء في محكمة ام درمان
- إعدام دجلة والفرات .. عدوانية بلا حدود
- -ويكليكس - من غسان تويني الى جوليان أسانج مع التحيات
- مسيحيوا العراق .. ليسوا جالية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج موسى آل غدير - العراق والكويت .. نحو حل عادل ودائم